|
الصبية قارعة الطبل
|
- شارلي؟ شارلي؟ - معذرة من تقصد يا رجل؟ - أنسيت دورك الرائع بهذه السهولة؟ - أوه الفيلم. لكم كان رائعاً! - بالعكس لولا أداؤك الرائع لما استرعى الفيلم انتباه أحد! - لعلك تبالغ! فعن طريقها (أي شارلي) عرفت أن لأولئك الناس قضية. هكذا أنهت نجمت السينما الغربية في السبعينيات ديان كيتون محادثتها الهاتفية تلك مع رجل ظنت أنه أحد معجبيها دون أن تدري أنه صديقها ويليام بكلي كاتب العمود الفني في صحيفة ناشيونال ريفيو النيويوركية الذي كان يخفي عنها صوته الحقيقي من باب الدعابة. ثم كررت النجمة السينمائية قولها في حديث صحافي آخر حين قالت: ما أحببت دوراً أنيط بي في فيلم مثل حبي لدور"شالي" في فيلم الصبية قارعة الطبل. وحين سئلت عن سر ذلك قالت ثمة شيء في داخلي ما انفك منذئذ يقول بأن لأولئك الناس قضية. في صبيحة اليوم التالي لهذا اللقاء فوجئت الممثلة بهجوم عنيف يشنه عليها صديقها ويليام بكلي محذراً إياها من الانجراف في تيار لا تجيد السباحة فيه. لم تعر ديان كيتون كبير اهتمام لما يرمي إليه بكلي من تورية واعتبرت ذلك شيئاً من سفسطة رجال الصحف الفنية. إلا أن بعض الصحافيين – ومنهم صحافي يسمى بودهيرتز ويعمل في مجلة اسمها كومنتاري – قرأوا بين سطور التحذير الذي وجَّه لها فلم يتوانوا في إلصاق تهمة معاداة السامية بالممثلة حتى دون أن يدركوا أنها تتحدر من أصول يهودية. تدور أحداث هذا الفيلم عن قيام فلسطيني يقتل ديبلوماسي إسرائيلي وأسرته وتخطط إسرائيل عبر أجهزته المخابراتية لإيقاف حد لعملياته. وتتعقد الخطة الإسرائيلية بقيام الموساد بتجنيد ممثلة أمريكية (شارلي) لتتقمص شخصية صديقة أخ الفلسطيني منفذ العملية بعد أن يقوم الإسرائيليون باعتقال الأخ وتصفيته. فتجد شارلي نفسها في عالم تخطو فيه أولى خطواتها ك "ممثلة" ثم تصبح جاسوسة قبل أن تجندها القوات الفلسطينية وترسلها محملة بمتفجرات إلى جهة ما. في هكذا عالم يصعب فيه التفريق بين ما هو مطلوب "تمثيليا/إسرائيليا" وما هو غير ذلك, تتوه شارلي غير قادرة على تحديد أية كفة ترجح. ولكن استطاعت ديان كيتون بعد أن أدت دور "شارلي" سينمائياً أن تحدد (واقعيا) حين قالت عبارتها تلك التي ألصقت بها تهمة معاداة السامية التي طالت – في ذات السياق – حتى جون لو كاريه مؤلف رواية "الصبية قارعة الطبل".
(يتبع)
|
|
|
|
|
|
|
|
|