|
|
 Re: الطاهر ساتي...مالو؟ (Re: GamarBoBa)
|
الخاسر الأكبر ... بريء ..!!!
** لأحزابنا - التي لا لون لها ولا طعم - رائحة منتنة تفوح نتانتها كلما اقتربنا إلي الديمقراطية شبرا .. وعودة وسيلة ( الإضراب عن العمل ) إلي حياتنا قد تفرح القلة السياسية ، فهي تعنى لها عودة الديمقراطية وحرية التعبير .. ولكن وسيلة الإضراب لا تعنى للسواد الأعظم من الشعب السوداني الا نذير شؤم باقترابنا ورجوعنا إلي ذاك العهد الفوضوي المسمى في قاموسنا السياسي - زورا - بالعهد الديمقراطي ... !!
**ولكي يأتي حديثنا في سياقه الصحيح ، نقر بان وسيلة الإضراب من وسائل التعبير ، ولكنها في السودان - بجهل أحزابنا - من وسائل التدمير، وكلما عدنا بذاكرتنا إلي عهد ( الائتلاف .. الاختلاف .. السيدين .. القصر ..) البائد نتأمل بألم على حال وسيلة الإضراب التي استغلتها أجندات الأحزاب استغلالا سيئا بحيث لم تنفع حزبا وألحقت بالوطن والمواطن شللا كاملا ...!!
** ولم تكن تصدر صحف - ما بعد ابريل وقبل يونيو - الا وعلى صدر صفحاتها خبرا عن إضراب أو أخبارا عن اضرابات .. لأسباب ذات أجندة حزبية ليست لها صلة بأجندة وطن ومواطنه ، حتى صار المواطن يتمنى أن تشرق عليه شمس يوم ولا تجد على الأرض السودانية إضرابا ...!!
** ولا تستطيع دعاة الحرية نفى الآثار السالبة التى خلفتها تلك الاضرابات - غير الموضوعية ولا المسئولة - علي حياة الناس آنذاك ، وعلى الخدمة المدنية وعلى كل تفاصيل الدولة والمجتمع ومؤسساتهما .. حتى أضحت حياتنا حزما من الاضطرابات أفقدت الحكومة هيبتها وأفقدت للديمقراطية طعمها لدرجة أن احد قادتها قال - في الجمعية التأسيسية - امام أجهزة الأعلام قولته الشهيرة ( لن انهر حتى كلبا له رغبة خطف هذه الديمقراطية ) ...!!
** وهى فعلا وممارسة – بسبب الاضرابات والاضطرابات - لم تكن ديمقراطية تستحق عناء كلمة ( جر ) حين يخطفها كلبا .. ومن مدخل ( سأم الشعب وملل الصفوة وانكسار هيبة الحكومة ) دخلت الجبهة الإسلامية وفرضت عسكرية إنقاذها وقالت للناس بيانها الأول الذي قابله السواد الأعظم من الشعب بارتياح ليس حبا للقبضة الأحادية ولكن كرها للفوضى الجماعية ...!!
** ورغم تراكم الدروس القاسية والتجارب الحنظل- وكأن كل سنوات الإنقاذ هذه لم تكن الا بضعة ساعات أو دقائق – تتجلى للناس بان أحزابنا لم تتعظ بعد .. ولم تتعلم ... ولا تزال تسير في أوصال المجتمع بعيون عمياء لا تميز ولا تفرق بين مصالحها ومصلحة الوطن و المواطن ... !!
** و فليكن إضراب بعض أساتذة جامعة الخرطوم نموذجا ... هذا البعض - 66% كما قال الحاج وراق ،، أو 10% كما قال تيتاوى ،، أو 100% كما قال زهير السراج ،، أو 33% كما قال عبد التواب ،، أو 460 % كما سيقول مرتضى الغالي لاحقا - .. بغض النظر عن العدد والنسبة نسأل الأساتذة الأجلاء سؤالا مشروعا : هل أحسنوا اختيار الوقت المناسب للإضراب .. الم يكن من الأفضل لهم الإضراب قبل أو بعد شهر مثلا .. أي قبل أو بعد امتحانات طلابهم .. !!
** نؤكد لأساتذتنا عدم اعتراضنا على اتخاذهم الإضراب وسيلة لتحقيق غاية .. ولكن إذا وضعنا على مائدة التوقيت - نكرر التوقيت - أطراف الوسيلة الثلاثة ( الحكومة .. الأساتذة .. الطلاب الممتحنين ) من الخاسر الأكبر ...؟؟
** وهكذا دائما ... يظل الخاسر والضحية في صراع الحكومة والمعارضة هو ( الطرف البريء )... قد يكون مواطنا أو وطنا ..... !!!
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست