|
|
 Re: قرنق راح بالروسية ومني اركوي مناوي سيركب التونسية !!!! (Re: ابراهيم بقال سراج)
|
إتفاق أبوجا في مهب الريح
من الذي تخلى عن مناوي ؟
سلمي التجاني / الراي العام
حاج محمد الذي لا ينفك يبحلق في فضاء لا يعرفه إلا هو من داخل إحدى الخيام المهترئة بمعسكر ترجن للاجئين بشرق تشاد لم يستطع التعامل مع واقع أسرته الجديد بعد أن فقد اثنين من أبنائه في قصف جوي علي منطقة كرنوي بدارفور أواخر العام 2004م فأصبح كفيفا لا يرى... لكنه يشعر بالذل الذي تتجرعه زوجته وابنتيه كلما خرجن للإحتطاب أو العمل خارج المعسكر من قبل السكان المحليين الرافضين لوجودهم هناك ... لا أدري كيف استقبل نباء توقف الحرب بدارفور لكن خيمته التي كانت لا تقيه تساقط مياه الأمطار الخريف الماضي لا أظنها تدع له خيارا آخر سوى التطلع للعودة الى الوطن ..
ولأنه لن يتمكن من قراءة الصحف لأنه أصبح كفيفا –ان كان يعرف القراءة – فالأخبار المتناقلة شفاهة وبفاعلية بين اللاجئين تكون حتما قد نقلت له أنباء المعارك الجديدة هناك ...
تغير إتجاه فوهة البندقية فقط لكن الحرب لا زالت دائرة ...
تغير الإتجاه
فبعد أن كانت كل حركات دارفور على اختلافها فيما بينها تقاتل الحكومة السودانية أصبحت الآن مجتمعة تقاتل المجموعة التي وقعت على إتفاق السلام ...( إعتقال خمسة ميدانيين لرفضهم ابوجا ... أربعة قتلى وسبعة جرحى بين قوات مناوي ومجموعة ال19) هكذا أبرزت صحيفة زميلة السبت الماضي خبر معارك بين مناوي ورافضين للإتفاق من مجموعته ... وجاءت التفاصيل لتنقل عن مصادر عليمة مصرع أربعة قادة ميدانيين في المعارك الدائرة بين المجموعتين ... وجاء في الخبر انضمام مجموعات أخرى من الحركة لمجموعة ال19 ... ويوم الخميس الماضي أعلنت ذات الصحيفة عن إنشقاقات كبيرة في مجموعة مناوي وإتجاه لتكوين كيان جديد ... وكان قد خصها الناطق الرسمي للتحرير عصام الحاج بأخبار وفد المقدمة وهواجسه من مستقبل تنفيذ الإتفاق ورأيه في اللجان المكون لهذا الغرض... وفي السبت العاشر من هذا الشهر نشرت الصحيفة خبرا عنوانه ( الأمم المتحدة قالت أن 74% من النازحين يؤيدون عبد الواحد ) ... وكذلك ( كشفت الأمم المتحدة عن إنضمام عدد كبير من القادة الميدانيين لمناوي لفصيل عبد الواحد ) ...
وهكذا ظلت الأخبار السالبة عن الإتفاق تتصدر صفحات بعض الصحف ... وتخصها مصادرها ( العليمة ) داخل الحركة بأدق التفاصيل .
طفح الكيل
ولأن الأمور لا يمكن أن تجري في اتجاه آخر فهاهو مناوي يهدد السبت الماضي بالإنسحاب من اتقاف أبوجا إذا ما لم تنتشر قوات الأمم المتحدة في إقليم دارفور في أقرب وقت ... وأعلن كذلك أنه لن يتحمل مسئولية السلام وحده وحذر من انهيار الإتفاقية إذا لم يشارك المجتمع ادولي لحماية المدنيين ... ومضى أبعد من ذلك ليعلن قرب عودته للغابة إذغ لم يلمس دعم المجتمع الدولي للإتفاق عن قرب ...
إذن فقد طفح كيله وتاوشته الحركات المعارضة للإتفاق من كل جانب ... وبدأ يرى بأم عينيه جيشه وهو يتوزع بين الحركات الرافضة للإتفاق و كلما أقصته من موقع أعلنت التزامها بوقف إطلاق النار ... والمجتمع الدولي لا يحرك ساكنا ... والإتحاد الأفريقي بعد أن أعلن رغبته في المغادرة يبدو أنه مشغول بحزم حقائبه ولا وقت لديه لتدوين الخروقات في وقف إطلاق النار ... وهاهو مناوي يجد نفسه يدفع فواتير الإتفاق وحده ومن عظم جيشه وسداه ... فتصريحاته تعبر عن خيبة أمل في المجتمع الدولي الذي كان أول المساندين له للتوقيع على الإتفاق ... لا يدري أحد بماذا وعدوه ولكن الحرب التي يواجهها وحده الآن ومع بعض عساكره لم تكن قطعا في حسبانه وهو يضع اسمه على مسودة الإتفاق .
الشريك القوي
الحكومة الشريك القوي لا يمكن تبرئتها مما يحدث هناك ... فهي الآن تقف موقف المتفرج على ما يحدث في ميادين حركة التحرير ... ورشحت أنباء عن طلب مناوي للدعم العسكري من الحكومة ... قيادات بحركته نفت ذلك ... لكنه إن فعل أو لم يفعل لم يتلق أي دعم حكومي يساعده على السيطرة على مواقعه ... وإن كانت الحكومة حريصة على إنجاح الإتفاق لدعمته دون أن يسأل لأن انهيار الإتفاق يعني العودة للحرب ويعني أن تعود فوهات بنادق متمردي دارفور إلى صدر الحكومة من جديد ... وأن تتصدر دارفور من جديد أعلى قوائم مهام مجلس الأمن ...
وحتى على مستوى الإعلام لا زال الوسط الصحفي يذكر التعلمات التي تصدر عبر مناشير وأحيانا بالهاتف لكل الصحف تحدد فيها إدارة التوجيه المعنوي الممنوعات التي يجب التعامل معها في قضية دارفور وابرزها أخبار المعارك ... وقد يجد رئيس تحرير الصحيفة المخالفة ومدير تحريره نفسيهما ضيوفا على مباني التوجيه المعنوي لساعات قد تطول ... وإن وصفنا ذلك بالحرص على عدم نشر أخبار سالبة تثير الهلع بين المواطنين فإن ما ينشر اليوم في بعض صحف الخرطوم يعيد الجميع إلى مربع الحرب الذي لم يخلوه بعد...
مصادر عليمة
وبالمقابل لا يمكن تبرئة ساحة حركة التحرير فكثير من الأخبار السالبة عن الإتفاق تتسرب للصحف
المحلية عن طريق قيادات إمغ رافضة للإتفاق أو صاحبة مصالح شخصية ... فناطق بإسم الحركة اتصل برئيس تحرير إحدى صحف الخرطوم طالبا منه إبراز بيان أصدره أحد أعضاء الحركة يرفض فيه ما جاء بإتفاق أبوجا ... وتسريبات دقيقة عن خلافات داخل الحركة تصل الصحف من ( مصادر عليمة ) ... وفوق كل ذلك فوضى في تصريحات الحركة التي وخلافا لما هو متعارف عليه ينطق باسمها خمسة ناطقين كلهم يؤكدون على صفة ( رسمي ) ... تتضارب تصريحات أغلبهم حول القضية الواحدة ...
حينها
وحين يلتفت المجتمع الدولي والحكومة السوداية لخطورة ما يحدث بدارفور سيحتاجون لإجراء للقيام ببحث عن الرجل الذي وقع على الإتفاق داخل الغابة ... زربما لا يخرج منها هذه المرة ...ويظل حاج محمد بمعسكر ترجن للاجئين ينظر في أفق لا يراه إلا هو والأنباء تصله عن تغير إتجاه البنادق .
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
ابراهيم بقال سراج
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست