|
Re: نصائح إلى المقاومة العراقية (Re: Frankly)
|
من يقف وراء تشويه المقاومة العراقية؟! تتعرض المقاومة العراقية إلى التشويه المتعمّد من طرف عدة أطراف لا مصلحة لها في استمرار هذه المقاومة واتساعها. ومن البديهي أن تكون في مقدمة هذه الأطراف الامبريالية الأمريكية التي تقود العدوان الغاشم على العراق، يساندها في ذلك حلفاؤها من أوروبا وآسيا وأذيالها من الأنظمة العربية وغيرها. ومن أهم التشويهات التي تتعرض لها المقاومة العراقية وصفها بالإرهاب والتعصب الديني والعرقي. وهو أمر أصبح مألوفا لدى الامبريالية بصفة عامة ولدى الامبريالية الأمريكية بصفة خاصة. حيث صار كل من يعادي الاستعمار ويرفع السلاح في وجهه ويطالب برحيله عن أرضه يوصف بـ"الإرهابي". وقد ساهمت بعض الأعمال في العراق التي تستهدف المدنيين بصفة مباشرة لقتلهم أو تخويفهم أو اتخاذهم رهائن قصد تحقيق غايات سياسية أو عسكرية أو حتى مادية في انتشار صفة "الإرهاب" التي تسعى الامبريالية الأمريكية لإلصاقها بالمقاومة، وهي تسعى، من خلال ذلك إلى الظهور أمام الرأي العام بمظهر "الدولة المتحضرة التي تدافع عن الديمقراطية وتحارب الإرهاب". ولأن طغمة بوش والملتفين حولها لهم مصلحة في حصول مثل هذه الأعمال الإرهابية التي لا صلة لها بالمقاومة، فإن السؤال المطروح هو من يقف بالفعل وراء هذه الأعمال؟
إن هذا السؤال أصبح ملحاحا بعد خطف بعض الرهائن الذين لا علاقة لهم بالاحتلال والذين قدموا إلى العراق من أجل العمل الإنساني أو الصحافي، وبعد أن وقع استهداف تجمعات لأسباب طائفية أو دينية، وبعد أن وقع الاعتداء على دور العبادة من كنائس ومساجد. ومن الواضح أن الهدف من مثل هذه الأعمال ليس الإساءة إلى المقاومة وتشويهها ومحاولة إلصاق صفة الإرهاب بها فحسب، وإنما أيضا إثارة النعرات الطائفية والدينية لإدخال الشعب العراقي في حرب أهلية ذات بعدٍ طائفي تشتت صفوفه وتلهيه عن مقاومة العدو الرئيسي، المحتل. فما هو الهدف الذي يمكن أن تحققه المقاومة بإقدامها يوم السبت 16 أكتوبر على تفجير 5 كنائس في بغداد مثلا ؟ إن المستفيد الوحيد من هذا العمل الإجرامي هو المحتل وأذنابه. لذلك فإن أصابع الاتهام تتجه مباشرة إلى هذا المحتل وأعوانه لقيامهم بمثل هذا العمل الشنيع. خاصة وأن الاعتداء على الكنائس الخمسة جاء بعد يومين فقط من اقتحام قوات الاحتلال للمساجد والعبث بمحتوياتها، وجاء أيضا في وقت اشتدت فيه وتيرة المقاومة التي تمكنت من قتل أكثر أربعة جنود أمريكيين وإسقاط مروحيتين في يوم واحد، الشيء الذي دفع بعصابة بوش للاستنجاد بعصابة بلير المرابطة في البصرة للحاق بها في بغداد، بعد أن راجت أخبار أولية عن بداية تمرد في صفوف جنود بوش الذين رفض البعض منهم (الأنباء تحدثت عن 19 جنديا أمريكيا رفضوا الأوامر وهم الآن قيد الاحتجاز) الالتحاق بمهامه لانعدام الحماية والأمن.
إن من واجب المقاومة العراقية الحقيقية أن تكشف الأطراف المشبوهة التي تقف وراء الأعمال الإرهابية التي يحاول المحتلون إلصاقها بالمقاومة وأن تندد بهذه الأعمال وتتبرأ منها. ومن واجب القوى التقدمية في العالم وخاصة في الوطن العربي أن تدافع عن المقاومة وأن لا تسمح بتشويهها. وفي هذا السياق لا بد من التشهير بالصحفيين الذين يتعمدون الخلط بين المقاومة والإرهاب، حيث نسمع في بعض وسائل الإعلام التي تدعي بلدانها الحياد والموضوعية خلطا فاضحا ومتعمدا بين المقاومة التي تعتمد على الكفاح المسلح وسيلة لطرد المحتل وبين بعض المجموعات المشبوهة التي تستهدف المدنيين الذين لا علاقة لهم بالاحتلال.
إن التعتيم الإعلامي على أعمال المقاومة وعدم نشر بياناتها أو الاستماع إلى المتحدثين باسمها ساهم إلى حد كبير في خلط الأوراق في ذهن المتلقي للأخبار، خاصة وأن أغلب وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الامبريالية وأتباعها تتعمد تضخيم بعض الأعمال التي يسهل تصنيفها ضمن الأعمال الإرهابية، في حين تتكتم على أعمال المقاومة الحقيقية وتتعمد تهميشها وتقزيمها وإظهارها في مظهر المقاومة الضعيفة والمعزولة عن الشعب العراقي.
منقول من صوت الشعب التونسية
|
|
|
|
|
|
|
|
|