أدرك جيّدا لماذا أفردت هذا البوست دفاعا عن الأخت الكريمة نادية، لله درّك. فقد حاق بالاخت الفاضلة نادية عثمان مختار، و بدرجة أقل الأخت العزيزة : تماضر شيخ الدين ظلم كبير في بوست ( ما كان ينبغي لهأن يفتح ) حمل اسميهما كمثالين متناقضين في النظرة الفلسفيّة لثنائيّة: الفقر و الغني الماديين . صاحب البوست العاصف المعني ههنا، و الذي فجّر ردود أفعال غاضبة: الأخ هشام اّدم، سامحه الله، لا يزال " راكبا رأسه " باصراره علي ما أحسبه زللا فاضحا، بشكل يحسد عليه.
دعني قبل أن أستفحل في استبيان مناط القول ههنا أن أشيد بقدرات الأخ هشام اّدم اللغويّة و التحليليّة عن القيم الفلسفيّة المجرّدة. يؤخذ علي الأستاذ هشام، في تقديري، ثلاث أمور: تخثّر ثيرموميتر الحساسيّة عنده لأقدار النفس البشريّة و حرمتها- و تزدادالجنحة جرما ( بفتح الجيم ) اذا ارتكبت في حق امرأة سودانيّة - ( فخلافا لما يشيع في دوائر الاعلام الغربيّّة و يعشعش في أذهان بعض المنبهرين بحصائد الفكر الأروبوغربي فانّ العقل السوداني الجمعي يضع المرأة السودانيّة في مقام أسمي ) ، انبهام بصيرته و فراسته في استشفافها للرصيد الروحي للكائنات الحيويّة، و الأمر الثالث - و يعتبر سابعة الاسافي ههنا - هو، حسبما اسلفنا في صدر هذا المقال: انغلاق صدره و تشبّسه العنيد برأيه بقدر يحصّنه عن الانتباه لمواطن الخلل فيه.
لم يتسنّي لي قراءة بوست الأخت الكريمة: نادية عثمان مختار. و لعمري، انّني لا أحتاج لقراءة ما تكتب الأخت نادية لفهم ما تعنيه من قول، و ان خانها التعبير أحيانا في ا لافصاح عن مكنون ذاتها. و السبب في ذلك بسيط جدّا: أمثال الاخت الفاضلة نادية نسمة عليلة أرسلها الله الينا. فلا يمكننا البتّة أن نظنّ بالأخت نادية الظنون أو نشكّ في صفاء سريرتها أو في نزعتها لنذر عمرها لفعل الخير. أختنا نادية، و أمثالها كثر، و لله الحمد، في مجتمعنا السوداني بشكل عام: متعلّميه، أنصاف متعلّميه, غير متعلّميه- أعني بذلك العلم ألأكاديمي - يتمتّعون بطاقة روحيّة هائلة، و لا يحتاجون لدراسة علم الفلسفة لتشذيب و صقل أرواحه/ن/م. و لتعلم، أخي هشام، انّني لم يسبق لي رؤية أو التحدّث الي الأخت نادية لكن ال her spiritual halo, هالتها الروحيّة التي تحيط بها قد وصلتني. تستطيع مثلا أن تتعرّف علي مكنونات النفوس البشريّة اذا لم تدنّس روحك بالموبقات التي تحجب عليك الرؤيا و استشفاف مكنونات النفوس الأخري. ألا تري مثلا أن نفسك ستصفو اذا جالست انسانا صالحا يتمتّع بطاقة روحيّة عالية. فينتقل الاشعاع الروحي الصافي الذي يلتفّ حول ذلكم الشخص الخيّر الي هالتك الروحيّة و ينقل اليها قدرا من الصفا و النقاء الروحي فيؤثّر فيها بشكل ايجابي؟ و لعلّ الأخ الكريم: السنجك قد أبان لك، أخي هشام، أنّ ثمة ارهاصات موجبة في مطارحات الأخت نادية أفاءت بأنّها ستكون قيّّمة للمال الذي بيدها في ما يصلح البشريّة و يرضي الله. فالذي يحرص علي كسب ماله وفقا لما أحلّ الله و ينفع عباده لن يكون ضنينا عليه ومستخدما له في غير ما يرضي نفسه وربّه.
و وفقا لما توفّر لنا من معرفة، فانّّك كنت طرفا في الحوار الدائر في بوست: " أولاد النفيدي... " الذي ابتدرته الأخت الجليلة: نادية عثمان. و أراك لم تكتف بمواصلة الحوار الي نهاياته الممكنة هناك، فقمت بابتدار بوست اّخر، و وقد أدليت أنا بدلوي في خيطك ذاك لتبيين ما أحسبه مقاصدك الحقيقيّة وفقا للشكل الذي فصّلته في مداخلتي اليك في بوستك الذي شخّصنته باسمي الاختين : نادية و تماضر،و فقا لقناعتك الكبري بأنّ تشخيص الموضوع، باسمين لهما مكانة كبيرة في نفوس قراء هذا المنتدي ستجذب اليه قراء كثر و تزيد بالتالي درجة مطالعته. و بعد الاطّلاع علي وجهة نظر الأخت نادية بأنّ الأراء التي أظهرتها في هذا البوست كان من الأوجب اضفائها علي البوست الأساسي، لم أجد جدليّتك ، في ضرورة تخصيص بوست متفرّد لمعالجة االتشعيبات الفكريّة الجديدة التي جادت بها قريحتك في هذا البوست الجديد، مقنعة. فلم أر بوستك يقوم علي فكرة مستقلة بشكل متميّز عن بوست الأخت نادية، وفقا لما تأتّي لي لاحقا. و ينبغي أن نعطي الأشخاص الذبن نرمز اليهم بمدلولات صوتيّة: الاسماء: حرماته/م/ن. و قد حوت مداخلة الأخت نادية في خيطك السايبيري العاصف الذي اشتمل علي اسمها، و اسم الأخت تماضر في عنوانه رأيا حكيما. كتبت الأخت نادية ما معناه أنّها ما كانت ستعطيك اذنا باستعمال اسمها عفي عنوانك اذا كانت قوانين البورد و لوائحه أعطتها سلطةالقبول أو الرفض لاستعمال اسمها علي مسطّح العنوان السايبيري بالبورد. و هذا لعمري رأي سليم ينبغي أن يضمّن في اللوائح القانونيّة المسيّرة لهذا البورد. و كما أفضت سابقا: انّك لم تتمتع بحساسية تجعلك تراع حرمات و قدر الاشخاص الاخرين حتي لا يكون استعمال اسمائهم أمرا سائبا لديك. و تماديت أكثر من ذلك بنشرك لنفس هذا البوست العاصف و علي مسطّح عنوانه اسمي الاختين الكريمتين: نادية و تماضر لمنبر عربي اّخر. و أراك تستغرب أن الاخوة العرب في ذلك المنبر تفاعلوا مع خيطك الاسفيري بشكل ايجابي و لم يبدر منهم نفورا لاستعمالك لاسمي تماضر و نادية في عنوان البوست. تلك مسألة لا تحتاج للكثير من اعمال الفكر. هؤلاء الاخوة و الاخوات العرب لا يعرفون مصدر او الشخصيات الحقيقية وراء تلك الاسماء ليبدر منهم اعتراضا علي ادراجهما في عنوان البوست.
و عبارتيك في الخيط السابق لهذه المداخلة: " متمثلين " vs " متجسدين " فيهما كثير من اللعب علي الذقون. اذا كان الحال كذلك، يا هشام، لماذا لم ترمز بحرفين: " س "و " ص " في محل الاسمين: " تماضر " و نادية"؟ م أنك كنت تناقش ما تحسبه اّراء صادرة من الاختين نادية و تماضر في محاكمة أدبية شكّلتها أنت لمقارنة رايك الذي تضعه في مرتبة أعلي من وجهة نظري الأختين: تماضر و نادية، في الن=دموضوع الذي تعالجه بهذا البوست . فكيف يستقيم ذلك بربّك؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة