|
السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف!
|
أقول هذا ليس افتخاراً أو انبهاراً ولكن حزناً وحسرة ولوعة عليهم.. فالوطن، كالأم والأب، واحد لا يستبدل.. وفراقه أمر من العلقم، خاصة إذا كان بسبب التشريد والنفي والمضايقات. ولكن دعونا الآن نتناول هذا الموضوع معاً..
سوى السفر لأداء مناسك الحج، لم يعرف السودانيون الأسفار قديماً، حيث لم تكن هناك رحلات منتظمة لهم إلى أي جهة في القرون الماضية، على عكس هجرات بعض الشعوب مثل اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والهنود والباكستان والصينيين، والتي ابتدأت منذ أمد طويل، وأصبحوا بمرور الوقت، يمثلون قوة ونفوذاً في الدول التي هاجروا إليها.. وأول رحلات السودانيين، بصفة منتظمة، ابتدأت في منتصف القرن العشرين، وكانت إلى مصر وبريطانيا بغرض الدراسة، كما أن هناك رحلات تجارية قليلة كانت إلى مصر على ظهور الجمال وعن طريق الصحراء. أما السفر بغرض الاغتراب فقد بدأ في منتصف السبعينيات، وكانت وجهته إلى دول الخليج العربية، وذلك نسبة لتدفق البترول فيها وتوفر فرص العمل للأجانب، فهاجرت إليها مجموعة كبيرة من السودانيين بمختلف وظائفهم ومهنهم.. أما السفر إلى أوربا فكان في أغلب الأحيان بغرض الدراسة والتحضير لنيل الشهادات العلمية العليا ، فهاجر السودانيون إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وآيرلندا والسويد، كما هاجرت أعداد من السودانيين عند ازدياد المد الاشتراكي في بداية السبعينيات من أجل الدراسة ، إلى الدول الاشتراكية مثل الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا (سابقاً) وبلغاريا ورومانيا وغيرها، ورجعوا إلى السودان بعد إكمال دراستهم أو الدورات التأهيلية التي ابتعثوا من أجلها، ولم يمكثوا للعمل هناك، لأن السودان كان بخير في ذلك الوقت.. ولا ننسى كذلك السفر بغرض الدراسة لبعض الدول العربية مثل مصر والمغرب وسوريا والعراق، وكذلك للهند وباكستان والفلبين. أما السفر بغرض الاغتراب والهجرة إلى دول أخرى لم يطرقها السودانيون من قبل، فقد تنامى وازداد في بداية التسعينيات نسبة للاضطهاد والقمع والتشريد الذي ظلت تمارسه حكومة الجبهة الاسلامية في السودان، فهاجرت أعداد كبيرة، ومعظمها من الشباب، إلى هولندا والدنمارك وبلجيكا واليونان وإيطاليا واسبانيا وتركيا واستراليا والصين واليابان وكندا والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وغيرها من البلدان. وفي أغلب الأحيان لم يكن المهاجر هو من يختار وجهته بنفسه، ولكن الظروف هي التي تحدد ذلك، والسبب يعود للإحباط الشديد الذي أصاب السودانيين بسبب الأحوال السياسية المتردية والبطالة وحملات الاعتقال والإحالة للصالح العام وانعدام الحريات، فآثروا الهروب من السودان دون التفكير إلى أين ستكون وجهتهم وما هي الشرعية التي سيتواجدون بها. ولكن أكثر ما لفت انتباهي أن هجرة السودانيين امتدت لدول لم يتخيّلوا أنهم سيهاجرون إليها في يوم من الأيام، وذلك نسبة لعدم توفر مغريات الهجرة إليها مثل ارتفاع مستوى دخل الفرد وتوافر فرص العمل فيها، مثل الدول الأفريقية كليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وأثيوبيا وأرتريا وناميبيا وموزمبيق وزيمبابوي وكينيا ويوغندا الكنغو ونيجيريا ومالي والسنغال وموريتانيا، وامتد تواجدهم حتى في البرازيل وجزر المالديف. ولكنني أتساءل هل يوجد سودانيون في دول مثل بنغلاديش ونيبال وإيران وأفغانستان وتايلاند والصومال والأرجنتين وبيرو وكولومبيا والأكوادور وفنزويلا وغيرها من دول أمريكا الجنوبية؟ وهناك بعض أعضاء هذا المنبر موجودون في بعض من الدول التي ذكرتها ويمكنهم أن يحكوا لنا عن تجاربهم في تلك الدول وعن حياة الناس هناك وثقافات الشعوب في تلك الدول. ولا شك أن التجربة كانت قاسية ومريرة للبعض منهم، ولكن الكثيرين استطاعوا بصبر وعزيمة من التغلب على تلك الظروف وتحقيق بعض من الاستقرار والنجاح على الصعيد الشخصي..
[email protected]
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Nasruddin Al Basheer | 06-07-06, 05:50 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | حيدر حسن ميرغني | 06-07-06, 06:04 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Nasruddin Al Basheer | 06-07-06, 08:10 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | سامي عبد الوهاب إدريس | 06-07-06, 06:44 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Nasruddin Al Basheer | 06-10-06, 05:31 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | sari_alail | 06-07-06, 12:28 PM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Nasruddin Al Basheer | 06-10-06, 08:33 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Adil Osman | 06-07-06, 02:19 PM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Tragie Mustafa | 06-10-06, 08:48 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Nasruddin Al Basheer | 06-11-06, 05:18 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Nasruddin Al Basheer | 06-11-06, 02:32 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | خالد العبيد | 06-10-06, 05:48 PM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Wathig Makki | 06-11-06, 09:22 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | حيدر حسن ميرغني | 06-12-06, 00:50 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Nasruddin Al Basheer | 06-14-06, 04:59 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Nasruddin Al Basheer | 06-14-06, 02:37 AM |
Re: السودانيون موجودون حتى في البرازيل والمالديف! | Nasruddin Al Basheer | 06-12-06, 05:49 AM |
|
|
|