|
انحنا بنعلم الغيب ?? بالمنطق صلاح عووضة
|
بالمنطق حين يتحول الشرطي إلى قاضي عدالة ناجزة!!
صلاح عووضه
*كنت شاهداً بالأمس على (جريمة) أخذ مجموعة من أفراد الشرطة للقانون بأيديهم.. أي أنهم قرروا أن (يعاقبوا) وقتياً من رأوا أنه ارتكب (جريمة).. ثم بعد أن عاقبوا الـ(مجرم) اقتادوه - أو (رفعوه!!) حسب اصطلاحهم - إلى مركز الشرطة لكي (يعاقب) مرة أخرى إذا ثبت عليه الجرم..
*حدث هذا في (تمام) الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الأول من أمس عند نهاية جسر القوات المسلحة من جهة الشمال..
*فقد لفت نظري وأنا أتأهب للانعطاف يميناً في اتجاه كافوري أن هنالك مشاجرة تسببت في عرقلة للمرور طرفاها مجموعة من شرطة الاحتياطي المركزي يستقلون (باصاً) حكومياً بالرقم (1389) ومواطن يرتدي زياً (ملكياً) أفرنجياً..
*ما دفعني إلى التوقف والاقتراب من المشاجرة أن نفراً من شرطة الاحتياطي كانوا ينهالون ضرباً على المواطن على مرأى ومسمع من المواطنين، وأحد شرطيي المرور، ومجموعة من جنود القوات المسلحة كانوا يحاولون التدخل لفض الاشتباك...
*حاولت أن أنبّه النفر ذاك من أفراد الشرطة إلى (جريمتهم) التي يرتكبونها في اللحظات تلك بغض النظر عما إذا كان المواطن ارتكب (جرماً) أم لا ولكن (صياحي) ضاع وسط هياج الشرطيين.. وكذلك صياح مجموعة رجال الجيش..
*وبدا واضحاً أن (بعض) مستقلي حافلة الشرطة رقم (1389) لا يبالون بأحد.. ولا يكترثون لشيء.. ولا يراعون (قانوناً) في لحظات هياجهم تلك..
*ثم كانت المفاجأة العجيبة التي أذهلتني أكثر مما أذهلني الحدث نفسه الذي دفعني إلى محاولة التدخل أن المواطن الـ(مضروب) أخرج من جيبه بطاقة شرطية وأشهرها في وجوه ضاربيه - حين وجد فرصة لإدخال يده في جيبه - لتتعالى إثر ذلك صيحات من جانب أفراد الشرطة: (طيب ما كنت تورينا من الأول).. (انحنا بنعلم الغيب).. (وكت زميل ما كنت تقول).... +ما هذا؟!!!!....
*هل المواطن يضرب إذا كان (ملكياً) ويستثنى إذا كان من أصحاب الـ(كاكي)؟!.. *هل هذه هي نظرة (نفر) من محسوبي الشرطة للمواطن العادي: أن يضرب.. ويستفز.. ويلطم في وجهه.. ثم يجرجر من بعد ذلك لمخافر الشرطة؟!..
*هل من حق أي شرطي - مهما كانت رتبته - أن ينصب من نفسه قاضياً في محكمة عدالة ناجزة (فورية!!) فيعاقب من يشاء (ميدانياً) ثم (يرفعه!!) ليدفع به إلى أقرب قسم للشرطة؟!!... *وماذا إذا ثبت بعد ذلك أن الذي (ظنه) الشرطي متهماً هو برئ من الجرم الذي (ضرب) بسببه؟!!..
*من يتفضل علينا بإجابات شافية ومقنعة على أسئلتنا المشروعة هذه؟!!.. *من (يحسس!!) الشعب أن الشرطة في خدمته - حسبما يقول شعارها - وليست هي الـ(سيد!!) والـ(مخدم!!)؟!!.. . *بقى أن أقول أخيراً إن الجرم الذي بسببه (عوقب) المواطن ذاك - قبل أن يثبت أنه شرطي (لابس ملكي) - هو جرم متعلق بحركة المرور - حسبما علمت من بعض شهود العيان - وأن عسكري المرور كان (حاضراً) وسط جمهرة المواطنين.. وأن النفر ذاك من رجال الجيش الذين كانوا هناك بالصدفة (كتر خيرهم). المصدر http://www.alsudani.info/index.php?type=6&issue_id=965&col_id=72&bk=1
|
|

|
|
|
|