|
كم أنت جميل أيها المغرب(6)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
المغرب الجميل بعيون سودانية .... ومشكلة الصحراء المغربية!(6)
د. ابوبكر يوسف إبراهيم مشكلة الصحراء المغربية، مشكلة مفتعلة وهي من صنع جهات إقليمية ، كلٌ يريد أن يضغط على المغرب عبر تسخير بعض أيدي من أبناء الصحراء المغربية إما من جهات إقليمية بعينها ، أو غرر بهم ، أو مجموعات ذات طموحات شخصية ولا تقف طموحاتها وأطماعها عند الخط الأحمر وهو قدسية الوطن وسيادته الوطنية ووحدة ترابه وذلك لقصر نظرها وفقدانها للحس الوطني. ولقصر نظرها فهي لا تعبأ بنتائج هذا التوجه المريب . وأقول يجب أن لا يترك الغرب وحيداً في هكذا موقف فالدول المحبة للمغرب يحب أن تلعب دوراً في تسوية هذا الأمر وكذا المؤسسات الإقليمية التي ينتمي إليها المغرب، عليها أن تلعب دورها وتمارس مسئولياتها وإلا لماذا أسُسِّت في الأصل!؟ من خلال تجربة السودان المتراكمة مع الحركات الانفصالية ، وتجربتنا الحوارية تجربة رائدة يمكن للمغرب الإفادة منها، وبذلك نفوت الفرصة على المتربصين بوحدة الدول العربية والإسلامية المستهدفة وفق أجندة (الفوضى المنظمة) ويصبح هذا ممكناً فقط من خلال العلاقات المتميزة للسودان مع كل من الجزائر والمغرب، وقد يقول قائل يكفي السودان ما هو فيه ولكن الرد المنطقي من قبلي هو : ( أن المصائب يجمعن المصابين) ويجب علينا أن لا نتشرنق حول ذواتنا ومشكلاتنا ، كما أن العقيد القذافي أيضاَ مؤهل للمشاركة في إنهاء هذا النزاع بحسب أنه رائد الإتحاد الأفريقي ، فلا يستقيم عقلاً أن يكون داعية لوحدة بين الدول الأفريقية والعربية والمغاربية ومنطقياً وموضوعياً لا يمكن أن يحدث هذا حين توجد مهددات للوحدة الترابية داخل بعض هذه الدول وأن هناك من أعضاء هذه الدول من يحرك ويدعم هكذا توجه سالب يهدد بتمزيق وحدة وسيادة بعض هذه الدول الأعضاء والأمثلة كثيرة . فمن الأجدى أن تعمل مفوضية الإتحاد الأفريقي أولاً للمحافظة على الوحدة الترابية لدولها وتحصنها ضد هكذا حركات ومن ثمّ تفكر في الوحدة والإتحاد. أيضًا علي الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وضع إستراتيجية موحدة للتفاوض وحل مشكلات الحركات الانفصالية داخل أقاليمها مع إيجاد آلية مناسبة وواضحة لتطويقها واجتثاث جذورها و حلحلتها في المهد قبل أن تتفاقم ونحتذي مرة حذو الغرب عندما تهدد مصالحه وأمنه، فمثلما جند واستنفر العالم كله لمحاربة الإرهاب!؟ ولماذا أذعن الجميع لرغباته!!؟. يتحتم علينا أن نتعاون فيما بين دولنا لبحث مشكلات حركات الانفصال التي قد تشغلنا بأمور داخلية يمكن تسويتها وحلها حتى نلتفت لتنمية بلادنا دون إهدار كل قوانا وهدر طاقاتنا المادية والبشرية وكل هذا إن حدث يكون قد حققنا ما هو مخطط له ويقع ضمن الأجندة ( الفوضى المنظمة) التي تحركها المصالح الأجنبية. يجب على هذه المنظمات الثلاث اعتماد آلية للتعامل مع مثل هذه الحركات وحل مشكلاتها في المهد وتكوين لجنة من حكماء المنظمات الثلاث لبحث أي تظلمات ضمن سيادة الدول وحقها في الحفاظ على وحدة ترابها الوطني وتكون قراراتها ملزمة. إن مشكلة الصحراء المغربية ليست دينية أو أثنية أو مسألة تمييز جهوي أو عرقي أو اضطهاد ديني بين قبائل عربية وغير عربية مثلما صور أصحاب الأجندة مشكل دارفور أو بين من هو مسلم وغير مسلم، بل هي تقع ضمن خطة (الفوضى المنظمة)والتي تلعب فيها جهات ومؤسسات وجمعيات ما يسمى(المجتمع المدني الأسبانية) دوراً نتناً لتصويرها بغير حقيقتها، وذلك من أجل إيجاد وسيلة ضغط على المغرب حتى ينسى ( سبته ومليلية)!! فإذا عرف السبب بطل العجب.!! ألم أقل لكم أن وراء الأكمة ما وراءها!!؟، فإن كانت هذه المشكلة بمثل ما تمّ تصويره وتضخيمه لكان الأمازيق الذين يعيشون في انسجام تام ضمن نسيج وحدةٍ وطنية رائعة تدعو للانبهار تجعلنا نضعهم في مصاف أكثر الإثنيات تحضراً وتعقلاً وإدراكاً لمعنى حرمة الأوطان ، لكانوا هم أكثر الناس ميلاً للنزعة الجهوية، ولكن يتضح جلياً أن من دفع دمه مهراً للحرية والاستقلال يكون أكثر الناس تشدداً في تمسكه بوحدة ترابه وسلامة وطنه، ومن أجل هذا علينا أن نستصحب تاريخ المقاومة المغربية ضد الغزاة وقد كانوا من كل شكلٍ ولون، فحينما أستهدف البرتغاليون المغرب في (أكادير) نسبةً لما لموقعها البحري الإستراتيجي من قيمة لأساطيلها، فإن أهل المنطقة ومعظمهم من الأمازيق لم يستسلم بل بدءوا المقاومة بكل نسيجهم الوطني، بل قاتلوا البرتغاليين ودحروهم وطردوهم شر طردة وطهروا منهم الأرض، ولأن من ضحى بدمائه الطاهرة من أجل حريته يصبح أكثر الناس دراية وإيماناً بقدسية الأرض ووحدتها وسيادته عليها، ومن أجل حرية المغرب الوطن الأم اتحدوا على قلب رجلٍ واحد ولم يتنازعوا لتذهب ريحهم بل جاهد عربهم وبربرهم صفاً واحداً كالبنيان المرصوص ولم يفكروا بمحدودية فكر الجهويات ، بل كانت توجهاتهم مغربية إسلامية ووطنية بحتة، فضربوا أروع الأمثلة في البطولة والتضحية وها هي ( أكادير أُفَلا) تقف شامخة في حضن الجبل المطل على المدينة تروي للأجيال أمجاد أجدادهم وبأسهم على الغزاة، ويبدو أن هذا الأمر متأصلا ًفي جذور أهلها، فحتماً أن أحفاد طارق بن زياد لن يسلكوا إلا طريقه، فلقد كان قائداً مسلماً مؤمناً بذلك لذا سجل التاريخ مواقفه بمداد الذهب، هذا بالرغم من أنه كان مولي لموسى بن نصير ، فما جمعهما كان أكبر بكثير من والجهويات والعرقيات الضيقتين اللتين ما هما إلا دعوتا الجاهلية التي أتى الإسلام وحاربها ومحقها، إن كتب الله النصر للقائد العظيم طارق بن زياد كفاتح للأندلس فلأنه كان يؤمن بأن في التجمع قوة وفي الفرقة ضعف. وهنا يبرز سؤال هام وهو: ـ من يريد لنا أن نكون ضعاف حتى يجهز علينا !؟ الإجابة معروفة ولا تخفى على الحاذق وغير الحاذق أو ما هو حتى بينهما أو دونهما. كانت كل تلك الانتصارات بفضل نبذ طارق بن زياد للجهويات والعصبيات وتخلق بخلق القرآن ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).. الآية، قط لم يذكره التاريخ كقائد بربري بل فاتحاً وقائداً إسلامياً مؤمناً برسالة عقدية وفكر إسلامي مستنير لذا سطر التاريخ اسمه بحروف من نور كقائد مسلم زان شرفات المجد باسمه وإنجازه التاريخي العظيم الذي أسس لقيام دولة الإسلام في الأندلس. لذا كانت الفتوحات الإسلامية العظيمة وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية التي عبرت ضفة البحر الأبيض المتوسط ، لقد تحدثت وأسهبت في موضوع الصحراء المغربية ولكن ما يتوجب على الدول الإسلامية والإفريقية والعربية أن تقوم به هو أن تبدأ كل هذه الدول بتأسيس مؤسسات مجتمع مدني إقليمية تُعنى بمحاربة تمزيق وحدة أوطاننا من المهم التركيز على مواردنا البشرية منذ ميلادها لزرع أسس التوحد ونبذ الفرقة والتفرقة وذلك بغرس القيم الوطنية محددة الحقوق والواجبات والنظر في مناهج التربية الوطنية في جميع مراحل التعليم من مرحلة الأساس حيث تبذر البذرة ويتم تعهد الغرس بالري. فالتربية الوطنية يجب أن تتوازى مع التعليم في شتى مراحله، وهي المرتكز الأهم للتحصين ضد النزعات الشيفونية. التركيز على الإنسان... الإنسان.. ثمّ الإنسان أولاً وأخيراً هو حجر الزاوية، فإذا قمنا بواجبنا نحو تنشئته الأجيال النشأة الوطنية السليمة عندها يتحصن من كل الجراثيم الفرقة المدسوسة. وعندها تكون المقاومة الذاتية هي السلاح الذي حصّنا به الأجيال لحراسة قدسية سلامة الأوطان ووحدة ترابها. نحن مستهدفون ولكي لا نكون لقمة سائغة لأعدائنا علينا أن نبدأ العمل الجاد من الآن , فبرغم أننا تأخرنا كثيراً إلا أنه إن بدأنا الآن فلن يكون قد فاتنا الكثير وذلك خير من أن نجلس القرفصاء ونندب حظنا ونستسلم لما هو ليس بأقدار الله لأننا لم نعمل ولم نأخذ بالأسباب، وهل نسينا قول الرسول الكريم عليه صلوات الله في التوكل مع الأخذ بالأسباب ( أعقلها وتوكل)، كما أن تواكٌلِنا واتكالنا على بعضنا البعض هو أحد أهم النقائص والسلبيات التي يجب التخلي عنها . في الغد يتصل
|
|

|
|
|
|