|
Re: امال عباس ...مستقبل السودان على كف عفريت وقصة فكى ابكر (Re: الكيك)
|
بالمنطق قبل أن تُنكس راية استقلالنا !!
صلاح عووضه
إشفاقاً على الوطن - أو كما يقولون - تحرك أهل الإنقاذ لاستلام السلطة قبل (17) عاماً .. وإشفاقاً على الوطن - الآن - لا ندري متى يتحرك أهل الإنقاذ بعيداً عن السلطة .. فباسم الـ(إنقاذ) يمكن التربع على كراسي الحكم .. وباسم الـ(إنقاذ) أيضاً يمكن الترجل عن كراسي الحكم .. أنت استلمت السلطة لكي (تنقذ) البلاد .. الآن إذا أدركت أن البلاد تحتاج إلى إنقاذ فلتكن لديك الشجاعة نفسها لتعلن ذلك عبر بيان يذاع أو ينشر في أجهزة الإعلام .. هل ضعفت لديك حاسة الـ(تقويم) والـ(تقدير) إزاء ما يضر البلاد أو ينفعها ؟! .. هل اختلط عليك الأمر بسبب تباعد شقة الـ(زمان) والـ(حال !!) ما بين الأمس واليوم ؟! .. ما بين أن تكون مصوباً نحو السلطة آنذاك وأنت معارض وبين أن تكون مصوباً نحو المعارضة الآن وأنت في مقام السلطة ؟! .. ما بين أن تكون (لا شيء) وتصير (كل شيء) ؟!.. فليتخيل أهل الإنقاذ أنفسهم معارضين اليوم وغيرهم حاكمين .. ترى هل كانوا سيرددون عباراتهم نفسها التي يطلقونها الآن دفاعاً عن الوضع القائم .. هل كانوا سيدافعون عن الحاكمين ويقولون أنه ليس في الإمكان أحسن مما كان ؟! .. هل كانوا سيقولون أن البلاد لم تنتهك من تلقاء الأجنبي ؟! . ولم تنتقص من أطرافها ؟! .. ولم يتم التفريط في سيادتها ؟! .. هل كانوا سيدافعون عما آل إليه حال حلايب ؟!.. طبعاً نكون أغبياء إن ظننا أن أهل الإنقاذ سيفعلون أياً من ذلك .. لا هم سيتخيلون .. ولا هم سيراجعون .. ولا هم سيقتنعون أصلاً أن البلاد في حاجة إلى (إنقاذ) جديد .. ولا هم يمكن أن يفكروا - مجرد تفكير - في ترك السلطة ولو انكمش السودان ليصير هو مقار الوزارات ، ومراكز صنع القرار ، والقصر الجمهوري ... هذه مصيبة والله .. فالبلاد لن تكون عما قليل في حاجة إلى إنقاذ فحسب وإنما في حاجة إلى استقلال جديد .. الاستقلال هذا الذي قال أهل الإنقاذ من قبل أنهم هم الذين أكسبوه معانيه الحقيقية .. إنها مصيبة لا يدري أهل السودان كيف يتعاملون إزاءها .. هل يلجأون إلى الخيار الذي نادى به الترابي قبل أيام ؟! .. خيار الثورة الشعبية للإطاحة بالوضع القائم .. أو بالأحرى (إنقاذ) ما يمكن (إنقاذه) مما تسببت فيه (الإنقاذ) ؟!.. هل يرضخون للأمر الواقع حتى ولو صار السودان كله تحت الوصاية الأجنبية لثقتهم في تبرئة التاريخ لهم والأجيال القادمة - من هذه الجناية الوطنية ؟! .. هل يتطلعون إلى السماء لتمطر عليهم (إنقاذا) و(حلولاً) ؟!.. لا أدري ما يضمره العقل الجمعي للشعب السوداني ولكنا من جانبنا - وكحاملين لأمانة القلم - لا بد أن نقول كلمتنا هذه إبراءً للذمة .. وإراحة للضمير .. وأداءً للأمانة ... ومن منطلق الصدق مع النفس هذا نقول إن الإنقاذ نجحت في امتحان النفط .. ونجحت في امتحان التصنيع .. ونجحت في امتحان الطرق والجسور العاصمية .. نجحت في ذلك كله الإنقاذ وما هو أكثر ولكنها في المقابل فشلت في امتحانات أكثر خطراً .. وأشد أثراً .. وأجل عِبراً ... فهي - وكما أمن على ذلك رمز إنقاذي سابق - سقطت في امتحان الدين الذي رفعت راياته .. وسقطت في امتحان الأمانة والنزاهة والاستقامة .. وسقطت في امتحان مغالبة شهوات السلطة ونزواتها وبهارجها .. وسقطت في امتحان الانحياز إلى جانب الغلابة من أبناء الشعب .. وسقطت في امتحان عدم التحيز لأهل الولاء على حساب أهل الكفاءة .. وسقطت في امتحان صون كرامة الإنسان واحترام حقوقه .. وسقطت في امتحان الديموقراطية والاحتكام الـ(نزيه!!) للشعب ... سقطت في كل ذلك الإنقاذ .. ولكن السقوط الأكبر - والذي ليس بعده سقوط - هو ما نعايشه هذه الأيام من عودة سريعة بالبلاد .. والعباد .. ِإلى مرحلة ما قبل الاستقلال .. مرحلة تهون معها تلك التي رأى أهل الإنقاذ أن (ينقذونا) منها قبل (17) عاماً . أو يفترض أن يكون هكذا الأمر وفقاً لمقاييسهم الـ(إنقاذية !!!) عن السودانى 21/5/2006شش
|
|
|
|
|
|