|
امال عباس ...مستقبل السودان على كف عفريت وقصة فكى ابكر
|
بين فش الغبينة وخراب المدينة
امال [email protected]
* الواقع السياسي مدلهم.. وسياسات الانقاذ وصلت بالسودان الى حالة لا تحسد عليها بأية حالة من الاحوال.. على الصعيد الداخلي.. هرجلة وإسقاطات سالبة من كل مناحي الحياة الاقتصادية.. حالة الفقر والاعتداء على المال العام والخلخلة الاجتماعية وانقسامات كل الكيانات السياسية بما فيها كيان الانقاذ نفسه.. أما على الصعيد الخارجي فحالة التدويل.. بل التدخل الاجنبي الذي ينفونه ويرفضونه بالقسم المغلظ ثم يوافقون عليه بلا ادنى حيثيات. * انه واقع مرير.. وقد يقول قائل إن هناك انجازات ونجاحات.. نعم هناك انجازات ونجاحات، ولكن العبرة بالنتائج النهائية.. والمحصلة امامنا ولا تحتاج لكثير تبيان.. انه واقع خطير.. انه تحدٍ كبير أمام كل الفعاليات السياسية.. هل نقبل التدخل الأجنبي في الغرب كما قبلناه في الجنوب.. أم نكابر كما فعل اتحاد المحامين ونفش غبينتنا لتخرب المدينة كلها؟.. ماذا تفعل الانقاذ؟ تعالج الأمر برؤيتها الآحادية وتلزم جانب ثوابتها، وتقودنا الى نموذج العراق ام ماذا؟ * تدافعت الى مقدمة خواطري صور سوداء داكنة لمستقبل السياسة السودانية بمعطيات الواقع المخيف.. تساءلت في قلق وحيرة متعاظمة ماذا يفعل الشعب السوداني العبقري إزاء هذه الحالة؟ هل يختار موقف المتفرج؟ ام يواصل مشاوير حيرته ووقوفه في طرف الشارع متفرجاً ومشجعاً انقساماً هنا وانضماماً هناك؟.. أم هناك طريق جديد تقوده اليه عبقريته المعهودة؟ * الشعب السوداني له مواقف تاريخية مشهودة في وقت الأزمات والمنعطفات الحادة.. هل نأمل في تكرار احدى هذه المواقف؟ حتى نخرج من عنق الزجاجة الذي نحن فيه الآن.. أمرنا يقرر فيه الغير.. تصطرع حولنا القوى الاجنبية.. وأولياء الشأن يرسلون التصريحات المتناقضة.. وجحافل الاستعمار تزحف باصرار نحو الوطن. * القضية أصبحت أكبر من نيفاشا وأكبر من أبوجا واكبر من الانقاذ.. بل أكبر من كل كيان منفرد مهما عظم امره، فمستقبل السودان السيادي في كف عفريت والمعركة كبيرة.. معركة محتاجة الى الحكمة ونكران الذات في معالجة الغبينة التي ساقتنا اليها الانقاذ.. معركة محتاجة الى التوحد والشفافية للمحافظة على عمار المدينة.. وما أصعب هذه المعركة.. ولكن بالأمل والعمل الشعب السوداني لها. هذا مع تحياتي وشكري.
تصريحات ... لتجميل الغزو ..!!
الطاهر ساتي
** ومن الحكايات الشعبية التى نخفف بها وطأة الحدث والحديث ، أن احدهم ، و كان صيادا - ذهب إلى ( الفكي أبكر ) طالبا حمايته من أنياب الأسود أو افتراس النمور ، فأعطاه أبكر ما يلزم وما لا يلزم من الدجل والشعوذة ، ثم قبض الثمن وودعه وعند الباب نصحه : ( قبل ما تمشى الغابة علق الحجاب في رقبتك .. إن شاء الله الأسد ما بيشوفك .. ولو شافك ما بياكلك ..ولو أكلك ما بيهضمك ... ولو هضمك إن شاء الله ما بتنفعوا ) .... !! ** التصريحات الحكومية لحماية البلد من مخاطر القوات الدولية لا تختلف - جوهريا - عن نصائح فكي أبكر للصياد .. فالحكومة قبل نصف عام فقط وعدت البلد بأن القوات الدولية لن تدخله أبدا .. و تأكيدا للوعد ملأت المنابر والشوارع والمعسكرات بالسب واللعن والتهديد بتحويل دارفور الى مقبرة للقوات الدولية، حتى أشفقنا على أهل دارفور من رائحة النفايات والجثث الأجنبية المحروقة ... !! ** ولكن .. ساعة الجد .. وهى الان .. تكمل الحكومة - بلسان بعض قياداتها - نصائح فكي أبكر وتقول للبلد نحن لا نعترض على دخول القوات الدولية، ولكن يجب أن نعرف صلاحياتها .. وفى رواية أخرى صحيحة يجب أن تدخل بموافقتنا .. وإذا دخلت بموافقتنا وبصلاحياتنا فهي لن تنتقص من سيادتك الوطنية - يا بلد - .. كما يقول أمين حسن عمر يوميا للصحف ... أو لو انتقصتها واكلتها وهضمتها ( إن شاء الله ما بتنفعها ) كما قال الفكي أبكر سابقا .. !! ** مبدأ الرفض القاطع للقوات الدولية اختفى تماما من القاموس الحكومي وحلت محله شروط القبول والاستقبال .. ونعتذر للقراء على استخدامنا مفردة ( شروط ) ..لان وضعها - حالا ومآلا - يجب الا يأتي بها بين الحكومة والقوات الدولية .. والشروط التى تطرحها الحكومة - لتبييض وجهها الرافض سابقا - ليست موضوعية ... بل كوميدية تصلح عرضها على مسارح الآخرين ... !! ** من شروط الحكومة أن تحدد الأمم المتحدة - اسم الدلع لأمريكا - صلاحيات قواتها الدولية .. هل هي لحفظ الأمن ام لفرض الأمن ... والفرق بين الحفظ والفرض - عند الغافلين - كالفرق بين النعيم والجحيم ... ولكن الذين تصطلي سيادتهم الوطنية بنار القوات الدولية منذ الحرب العالمية الثانية لا يفرقون بين هذا وذاك .. فكلاهما جحيم ... ووصايا أجنبية واسألوا اليابان وألمانيا وانغولا وتيمور الشرقية .. إن كنتم لا تعلمون .. !! ** ومن الشروط الحكومية الا تفرض القوات الدولية السلام على دارفور بقوة السلاح اجتياحا واعتقالا .. الحكومة بهذا الشرط تبدو في نظر العالمين كالذي يقبل بثعلب لحراسة دواجنه من اللصوص .. فالقوات الدولية إذا تمكنت في البلد - كتمكين حكومتنا سابقا - لن تنتظر إذن تحرك حكومي لتتحرك .. ولا تعليمات قيادتنا العامة لتقتل .. ولا أمر قبض من وزارة داخليتنا لتعتقل ... فالقوات الدولية بسيدها ... يا سيدتنا الحكومة ... !! ** ومن الشروط المضحكة والمحزنة معا .. تحديد الفترة الزمنية لبقاء القوات الدولية ثم الخروج فورا عقب انتهاء الفترة .. و لو حدقت الحكومة في خارطة الدول التى دخلتها القوات الدولية منذ نصف قرن لن تجد دولة واحدة دخلتها القوات الأممية و خرجت منها ... والي وزارة خارجيتنا إن كانت لا تعلم - نقدم نماذج من تلك الدول وتاريخ دخول القوات فيها ، وعدم خروجها منها إلى يومنا هذا ... اليابان 1945 ... ألمانيا 1945 ...سيناء المصرية 1967 ... كوريا الشمالية 1950 .. ..إقليم كوسوفو 1991... .الصحراء الغربية 1982 . ... ودولتنا ليست بدعة لتخرج منها ... ولكن حكومتنا هي البدعة التي تجبرنا نحن وأبناءنا وأحفاد أبنائنا على انتظار - يا مات الحمار .. أو صاحبه ... أو الشيخ فرح - خروج القوات الدولية ... !! ** وهكذا نكتشف أن الشروط الحكومية وتصريحاتها ليست ذات قيمة عند الأمم المتحدة، وسيان الأمر عند أمريكا إذا وافقت الأمم المتحدة على الشروط أو رفضتها .. لأنها ليست شروطا ، ونحن اعتذرنا عن استخدام هذه المفردة - .. فقط هي أدوات تجميل صنعتها حكومتنا لمسحها على وجهها عند استقبال القوات الدولية في مطارات الفاشر و نيالا والجنينة ..!! ** فامسحوا وجوهكم واستقبلوها .... أما الشعب فقد يمم وجهه شطر البيت الحرام داعيا ربه .. ( فليحفظ الله الوطن المنكوب ) .... !! عن الصحافة 21/5/2006
|
|
|
|
|
|
|
|
|