الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-05-2024, 12:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-18-2006, 05:31 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد (Re: abu-eegan)

    الأخ العزيز عبد الله الأمين،

    تحية طيبة
    وشكرا لك على نقل مقالك هذا من جريدة الأيام إلى منبر سودانيز أونلاين حيث قرأته قبل أن أجده مرة أخرى في صالون الجمهوريين.. وأنا أتفق معك في كثير مما جاء فيه.. ولكني أختلف معك في بعض ما ورد فيه مثل الفقرة التي تقول فيها:


    Quote: إخفـاق أبريل وحصول الطوفان:
    غير أن الجمهوريين، تلاميذ الأستاذ محمود، تراجعوا عن المواجهة عـقـب تنفيذ الحكم على الأستاذ، مما أبقى على حاجز الخوف لدى الشعب، ولذلك تأخرت الثورة حتى أبريـل بدلا ًعن يناير، عام 1985، الأمر الذي أدخل عوامل أخرى كأسباب للثورة، وعمم أهدافها، ولذلك جاءت أبريـل كانتفاضة ضد سلطة مايو بصورة عامة، وليس ضد قوانين سبتمبر، ومحاكمها، وحرب الجنوب بالتحديد،


    فأنت ترى أن تراجع الجمهوريين عن المواجهة، بعد تنفيذ الحكم على الأستاذ محمود، كان هو السبب في بقاء حاجز الخوف لدى الشعب السوداني، وأن ذلك قد ترتب عليه تأخر الثورة من يناير 85 حتى أبريل 1985.. من يقرأ كلامك هذا، يا عزيزي عبد الله، يظن بأن الشعب السوداني كان يتفهم حقيقة موقف الجمهوريين، أو أنه قد التحم مع الجمهوريين والجمهوريات في مسيراتهم الشهيرة التي بدأت بمسيرة أولى سارت في يوم الأربعاء 2 يناير 1985 من منزل الأستاذ محمود في مدينة المهدية، وقد شارك هو بالسير فيها، إلى ما سمي بمحكمة طوارئ رقم أربعة، وذلك تعبيرا عن معارضتهم السلمية لقوانين سبتمبر وتعبيرا عن احتجاجهم على تقديم أربعة من الجمهوريين لتلك المحكمة بسبب توزيعهم ومسئوليتهم عن منشور "هذا .. أو الطوفان" الشهير.. ولكن الذي حدث هو أن الجمهوريين والجمهوريات ساروا لوحدهم في تلك المسيرة، وقد تم تأجيل المحكمة في ذلك اليوم إلى يوم الإثنين 7 يناير.. وجرى في الخفاء التدبير لاعتقال الأستاذ محمود الذي تم في يوم السبت 5 يناير وألحق إسمه بالجمهوريين الأربعة المقدمين للمحاكمة.. ومرة أخرى سار الجمهوريون والجمهوريات بمسيرة مشابهة لمسيرتهم الأولى، ولم يشاركهم فيها أحد غيرهم.. وهذه الحقيقة موثقة بالصور "والصورة لا تكذب".. وفي جلسة يوم الإثنين قاطع الأستاذ محمود والجمهوريون الأربعة المحكمة وأعلنوا عدم التعاون معها لأنها مشكلة بموجب قوانين سبتمبر التي لا يعترفون بها ويقولون بأنها غير دستورية.. ورفعت الجلسة إلى اليوم الثاني للنطق بالحكم، وقد سار الجمهوريون والجمهوريات في يوم المحكمة الثاني، الثلاثاء 8 يناير، وقد اعترضتهم قوة من البوليس في ميدان الشهداء بأمدرمان وحالت دون مواصلة المسيرة، التي لم يكن يفصلها عن هدفها الأخير، وهو مقر المحكمة في مباني بلدية أمدرمان، سوى كيلومتر واحد أو يزيد قليلا.. وقد جلس الجمهوريون والجمهوريات على الأرض في مشهد مهيب، ولكن كان قصد السلطة هو إظهار هيبتها، بالإصرار على تفريق المسيرة، وبعد مضي كثير من الوقت على تلك الحالة قرر الجمهوريون من أنفسهم أن يعتبروا أن المسيرة قد خدمت غرضها، وأن الواجب الأولى من الجلوس على الأرض هو حضور جلسة النطق بالحكم، وهذا ما قد حدث؛ ومرة أخرى لم يشاركهم أحد من بقية الشعب السوداني لا في المسيرة ولا في الجلوس على الأرض.. وأرجو أن أكون مفهوماً، فأنا هنا لا أتوجه باللوم إلى الشعب السوداني، فهو عندي في عذر مديد، فقد تضافرت عديد العوامل لكي تحجب عنه المعلومات وتحجب عنه حقيقة مواقف الجمهوريين.. طبعا كثير من السودانيين كانوا يعتبرون الجمهوريين تابعين لمايو، وبالتالي هم يستحقون ما يجري لهم على طريقة "على نفسها جنت براقش". وهذا الاعتقاد كان موجودا، حتى لدى الكثير من المثعلمين السودانيين المعارضين لنظام مايو، خاصة اليساريين، وربما لا يزال هذا الاعتقاد لدى الكثيرين حتى هذا اليوم.. هذه الاعتقادات حقيقة تاريخية يمكن التدليل عليها بسهولة، وكانت تجيء دائما من المشاركين في أركان نقاش الجمهوريين في الجامعة وغيرها، وفي تعليقات الناس عندما يلاقوا الجمهوريين والجمهوريات أثناء توزيعهم لكتبهم..
    ولذا فإن القول بأن الثورة قد تأخرت نتيجة لموقف الجمهوريين بعد التنفيذ، فيه كثير من التبسيط.. ولكن التبسيط الأكثر هو التركيز على وصف موقفهم هذا بالتراجع، وهو وصف سلبي لا يرى المسألة من جوانبها المختلفة والمتعددة.. والتبيسط الأكثر من كلا التبسيطين السابقين، هو الاعتقاد بأن الشعب السوداني لا ينتظر سوى أن يتقدم الجمهوريون والجمهوريات إلى المشانق لكي يهب ويقتلع نظام مايو وقوانين سبتمبر!!!! مثل قولك هذا يلغي تأثير ماكينة الدولة وإعلامها في إطهار الجمهوريين بمظهر "الشيطان" وقد بلغ هذا الأمر ذروته في خطاب الرئيس نميري يوم الخميس 17 يناير 1985 الذي بث في الساعة الثالثة بعد الظهر من الراديو والتلفزيون. ونتيجة لعمل ماكينة الدولة وإعلامها وتأثير المد الوهابي الذي تقف وراءه السعودية، نجد أن آلاف السودانيين كانوا يقفون ضد الجمهوريين، وقد ظهر هذا في العينة التي حضرت تنفيذ الحكم.. فإن الآلاف الذين حضروا التنفيذ لم يكونوا كلهم من السلفيين الوهابية أو الأخوان المسلمين، بل إن المضحك المبكي هو أن كثيرين منهم كانوا من المحسوبين على دوائر الطرق الصوفية.. هذا لا ينفي حقيقة أخرى هي أن قلة قليلة من الذين حضروا التنفيذ كانوا من المتعاطفين مع الأستاذ محمود ومع الجمهوريين ويتفهمون مواقفهم ويحترمون فكرهم.. الشاهد هو أن الذين يتفهمون الجمهوريين من السودانيين بعد أحداث المحكمة وخطاب نميري كانوا قليلين نسبيا بالمقارنة لجموع الشعب السوداني..
    وإذا كنا دقيقين، يا عبد الله، سوف نكتشف أن غالبية الشعب السوداني لم تنتفض ضد قوانين سبتمبر، وذلك لأنهم كانوا يظنون أنها إنما هي الإسلام.. الدليل على ماأقول هو أن الإسلامويين من أخوان مسلمين وغيرهم "خصوصا المدعومين من السعودية" استطاعوا ابتزاز قادة الأحزاب التقليدية وزعمائها للإبقاء على تلك القوانين في الفترة الانتقالية وما أعقبها، لأن قواعد تلك الأحزاب، كما قلت سابقا، قد تضافرت شتى العوامل لكي تحجب عنهم زيف السلفيين الإسلاميين، وتزين لهم شعار "الإسلام هو الحل" على طريقة السلفيين.. هذا الواقع كان حقيقة لا تحتمل المغالطة، والدليل على ذلك كان فوز الجبهة الإسلامية في الانتخابات محرزة الموقع الثالث.. هناك حقائق أخرى يجب ألا يتم إغفالها، فقد تغلغل الإسلاميون السلفيون، بدعم من السعودية، في أجهزة الدولة، وبخاصة البنوك المسماة "إسلامية" منذ المصالحة الوطنية، وصارت لهم قوة اقتصادية يُحسب حسابها، وقد مكنتهم هذه القوة الاقتصادية من استخدام الإعلام والصحف لصالحهم بصورة كبيرة.. أما تأثيرهم الأكبر فقد كان تغلغلهم في الجيش بصورة خفية منذ أوائل حكم مايو، وقد كانت حركة انقلاب سبتمبر 1975 ذات قيادة أخوانية؛ وقد ظهر تأثير الأخوان في الجيش فيما بعد من خلال ما كان يسمى بـ "فرع التوجيه المعنوي" وقد أثمر هذا التغلغل تكوين خلايا خرج منها قادة انقلاب يونيو 1989..
    أما فيما يخص قضية الجنوب فإن معظم معارضي مايو كانوا مسرورين لمسألة نقض مايو لاتفاقية أديس أبابا، ولم يتعاطف الناس مع الحركة الشعبية إلا كوسيلة لتخليصهم من نظام مايو.. والحركة الشعبية كانت تعرف كل هذا، لذا لم توقف حربها بعد الانتفاضة وإنما أسمت تلك الحكومة الانتقالية بـ "مايو الثانية" "مي تو" وطالبت بإلغاء قوانين سبتمبر والعودة إلى دستور مدني.. مرة أخرى، نلاحظ أن شتى العوامل قد تضافرت لتحجب عن السودانيين الشماليين عدالة قضية الجنوبيين وإصرارهم على معارضة سياسة التعريب والأسلمة والهيمنة العرقية والاقتصادية.. وكانت النتيجة أن غالبية الشماليين لم يكونوا من مؤيدي الحركة الشعبية بعد الانتفاضة، وقد أفلحت الجبهة القومية الإسلامية في تعبئة السودانيين والتماس العون من الدول العربية، في الحرب في جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق حيث امتدت الحرب.. ثم استخدمت الجبهة الإسلامية، بعد استيلائها على الحكم بوسيلة الانقلاب العسكري، كل مكتسباتها في سبيل تقوية نفسها ومحاولة إخضاع الجنوب الذي يقف حجر عثرة في وجهها بصورة قوية.. ومرة أخرى استطاعت الجبهة تعبئة السودانيين وجرّتهم معصوبي الأعين إلى محرقة الحرب التي خلعت عليها إسم "الجهاد" وأقامت أعراس الشهداء وبرع إعلاميوها في تضليل السودانيين من خلال برامج مثل ساحات الفداء وغيرها..



    ودعني الآن أعرّج على قولك التالي:
    Quote: وفي تقديري أن فكرة السودان الجديد قد أضحت تحظى بتأييد غالبية الشعب السوداني، ليس في الجنوب فقط، وإنما في الشرق والغرب والشمال أيضـًا، وذلك بفضل الله تعالى، ثم بفضل تجربة حكم (الإنقاذ) المريرة ـ تجربة الطوفان ـ ومعلوم أن التجارب المريرة إنما تساهم في خلق الوعي..


    نعم التجارب المريرة تعلّم الشعوب، وقد قال الأستاذ محمود في مرة من المرات ما يُفهم منه أن الشعب السوداني يحتاج للمرور بتجربة حكم السلفيين الإسلاميين لتوسيع وعيه وقد جاءت تجربة الإنقاذ بالفعل مريرة وأليمة ولكني لا ألاحظ نتائج فائدة ظاهرة ترقى إلى المستوى المطلوب حتى هذه اللحظة.. ولذا فإني لا أتفق معك عندما تقول بأن فكرة السودان الجديد تحظى بتأييد غالبية الشعب السوداني.. هذا تصريح متفائل جدا.. لقد دلت الأحداث منذ نهاية الحرب في الجنوب، وعقد اتفاقية السلام، أن غالبية الجنوبيين لن يصوتوا لسودان موحد بعد نهاية الفترة الانتقالية.. السودان الآن في حاجة إلى تدخل المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإحلال السلام والعدل في دارفور والشرق، والمحافظة عليه في الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وإنهاء المظالم والهيمنة والتسلط في بقية السودان.. الحمد لله أن هذا الدور قد بدأ وقطع شوطا طويلا ولكن الطريق لا يزال طويلا.. وإذا صدقت النوايا من جانب السودانيين، معارضة وحكومة، وتعاونوا مع المجتمع الدولي بإخلاص، فإن فرصتهم سوف تكون جيدة في تحقيق وطن فيدرالي ديمقراطي ينعم فيه الجميع بثروة بلادهم بعدالة ومساواة ووفرة..

    ولك الشكر على المقال مرة أخرى فقد استمتعت بقراءته..

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 05-19-2006, 01:51 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد abu-eegan05-17-06, 06:23 AM
  Re: الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد Yasir Elsharif05-18-06, 05:31 AM
    Re: الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد Yasir Elsharif05-19-06, 01:53 AM
      Re: الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد خضر عطا المنان05-19-06, 02:42 AM
  Re: الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد adil amin05-19-06, 08:47 AM
    Re: الثورة الفكsaalmية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد Mustafa Mahmoud05-19-06, 08:55 AM
  Re: الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد Yasir Elsharif05-20-06, 06:16 AM
    Re: الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد abu-eegan05-21-06, 04:50 PM
      Re: الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد Yasir Elsharif05-22-06, 11:08 AM
        Re: الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد abu-eegan05-23-06, 02:10 PM
          Re: الثورة الفكرية وخارطة الطريق نحو السودان الجديد abu-eegan05-25-06, 00:36 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de