|
Re: من موقع الإذاعة الهولندية... الإنقسام حول الإسلام (Re: Yasir Elsharif)
|
معاداة الإسلام والسامية وجهان لعملة واحدة تقرير: ميشيل هوبينك إذاعة هولندا العالمية ترجمة: حسام عبد العزيز
تتشابه نغمة معاداة الإسلام في هولندا حاليا مع معاداة السامية؛ التي سادت في الثلاثينيات من القرن الماضي. هذه هي الجملة التي تصدرت الإعلان عن المحاضرة؛ التي ألقاها أول أمس الناشط الإسلامي في مجال حقوق الإنسان البروفسور "عبد الله النعيم" بجامعة أوتريخت، بمناسبة ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية في هولندا؛ التي تحتفل بها البلاد في الرابع من مايو.
(على الهولنديين أن يحذروا من أن تتحول بلادهم إلى قلعة) يشتهر "النعيم" ـ دوليًّا ـ بأنه إصلاحي وناشط حقوقي إسلامي، وكان ـ في الأصل ـ أستاذًا في القانون بجامعة الخرطوم، ثم فر من السودان بعد إعدام معلمه وصديقه الإصلاحي الإسلامي السوداني "محمود طه" ـ عام 1985 ـ بتهمة الهرطقة. ويعمل "النعيم" ـ حاليًّا ـ محاضرا غير متفرغ بجامعة أوتريخت.
يقول "عبدالله النعيم": "كانت هولندا متفردة دائما في التمسك بالتسامح والمساواة وممارستهما، لكن لمثل هذا التفرد مساوئه أيضا، لأنها يمكن أن تتحول إلى شعور بالاستعلاء والرضا عن النفس ينفي التفرد ويهزمه تلقائيا"، وينقل البروفسور "النعيم" عن أستاذة "محمود محمد طه" قوله: "إن فكرة التفرد هو ألا تشعر به" ويواجه الهولنديون حاليا معضلة اندماج المهاجرين المسلمين؛ فبينما يدور الجدل حول قضية الاندماج، يبدأ البعض في استغلال قضية حقوق الإنسان كأداة لإثبات تفوقهم الثقافي على الثقافة الإسلامية؛ فهم يزعمون أن حقوق الإنسان ملكية خاصة للثقافة الغربية، وأن الإسلام غير قابل ـ في جوهره ـ للتناغم مع قيم حقوق الإنسان.
ويقول "النعيم": إن الحديث عن الجوهرانية (طبيعة ثابتة) يعد غير علمي، ويناقض فكرة حقوق الإنسان العالمية تماما؛ فالإسلام لا يمكن اعتباره مؤيدا أو مناهضا لحقوق الإنسان في طبيعته الثابتة. كتقليد ديني يشتمل الإسلام على مجموعة من التأويلات بعضها قد يتوافق والبعض الآخر قد لا ينسجم مع قيم حقوق الإنسان.
ما هو أكثر أهمية أن حقوق الإنسان لا يمكن اعتبارها ملكا حصريا للأوروبيين؛ فالفكرة التي تقول بقصر حقوق الإنسان على هذه الثقافة أو تلك غير مقبولة تماما؛ فهي ليست غير علمية فحسب، بل تناقض الطابع الكوني لحقوق الإنسان. غادر "النعيم" بلاده هربا من طغيان الإسلاميين السودانيين، لكنه يرى الآن نفس طريقة التفكير تسود الخطاب الأوروبي المعادي للمهاجرين والإسلام.
إن فكرة أن الإسلام – بطبيعته – لا يمكن أن يتصالح مع الديمقراطية لا تعدو كونها صورة مماثلة لخطاب الأصوليين الإسلاميين في الشرق الأوسط الذين يقولون أيضا بأن الإسلام لا يقبل بالديمقراطية.
يقول "النعيم": إن مقارنة المنتقدين الهولنديين للإسلام بالأصوليين المسلمين شيء، وإن مقارنتهم بالنازيين شيء آخر.
هل يمكن أن نشبه المناهضين للإسلام بالأوروبيين ـ وبخاصة الألمان ـ في معاداتهم للسامية في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي؟ بالطبع كان لمعاداة السامية في هذه الفترة خصائصها الفريدة التي لا يمكن في الواقع أن تتكرر؛ لكن هذا لا ينفي وجود تشابه رئيسي بين الحالتين. والقاسم المشترك هو القول باختلاف مجتمع ما جوهريا (أي في طبيعته الثابتة) عن مجتمعات أخرى وتفوقه عليها وبالتالي تجريد المجتمعات الأخرى من إنسانيتها.
تقوم هذه النظرة على اختزال البشر وتنميطهم والتوصل لاستنتاج مفاده أنهم سيئون. بهذه الطريقة يمكن تشبيه التحدث عن تفوق الهولنديين، مقارنة بالمسلمين، بمعاداة السامية.
http://arabic.rnw.nl/data/2006/reports/65200620.htm ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|