|
Re: بداية السقوط (Re: ABUKHALID)
|
من المؤكد أن من صميم سياسة حكومة الخرطوم تمزيق اوصال وحدة الحركة الجماهيرية ولذك ليس مستغربا أن تغذي الصراعات الجهوية والقبيلة بما يضمن لها الخروج بأقل الخسائر من تجربة حكمها التي دفعت البلاد الي هذه الهاوية و يكون من الطبيعي تنامي النعرات القبيلية والجهوية كتعبير عن انتكاسة حقيقة في مسيرة الحياة السياسية في السودان هذه الانتكاسة التي شملت كل تفاصيل الحياة تقريبا نحن لانختلف جميعا حول قضايا المهمشين ولكنني اختلف مع الكثيرين في منهجية وطريقة انتزاع الحقوق و في ادارة معركة انتزاع هذه الحقوق فالصراع في دارفور مثلا صراع يدار علي انه صراع بين الشمال والغرب في بعض جزئياته لدرجة أن الكثيرين من أهل الغرب يعتقدون أن موقف أهل الشمال المناصرة لقضاياهم اشبه بدموع تماسيح وذلك هو الخطأ عينه لأن تلك الطريق تفضي الي عزل الشمال وأهله عن قضايا الوطن وتحولهم لمدافعين عن كيانهم كمجموعات اثنية ضد مجموعات أثنية أخري عوضا عن وقوفهم مع بقية المهمشين لأجتثات هذه السلطة من جذورها بالفعل لقد حدثت تغيرات كبيرة في الخارطة السياسية في السودان عقب التنامي المتصاعد للتيارات العرقية فقد فقد حزب الامة الكثير من جماهيره عقب التفاف اهالي دارفور حول الحركات الاقليمية وفقد الاتحاديين جزءا من مؤيديه التقليديين في الشرق مع النمو الكبير لمؤتمر البجا ورجوع البجاويين لمؤتمرهم المعبر عنهم كأثنيات وكذلك الحركات المسلحة في مناطق جبال النوبة وجنوب النيل الازرق قد سحبت أيضا من القوة السياسية التقليدية جزءا من رصيدها مما حصر نشاط الاحزاب التقليدية في وسط وشمال البلاد وبدأت رؤية المهمشين لأهل الوسط والشمال لا تنفصل عما يحيق بهم من ظلم لكأن أهل الشمال جميعا جالسين علي كراسي السلطة في الخرطوم لا الجبهة الاسلامية وهذا هو بالضبط ما ترمي اليه حكومة الخرطوم وفي الاجابة علي السؤال الاول أعتقد أننا بحاجة الي نظرة أكثر عمومية لفهم أسباب الصراع فالسلطة القائمة ترسم خطوط سياستها وفقا لمعادلات مدروسة ومحسوبة تماما مما يحتم علي القوة السياسية الاخري العمل وفق منهجة مدروسة لاتغفل في أي مرحلة من المراحل اهمية تكوين رؤية صحيحة عن الواقع وخلق آليات كفيلة بمعالجه اشكالاته بما يحقق لجماهير الشعب السوداني مزيد من المكاسب لا مزيد من الدمار والاحتراب نواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|