دا محمد حامد جمعة أليلنا ولا واحدن كتر!!!

Quote: العدد رقم: 188 2006-05-15 من وحي الأخبار مليون ميل مربع ! محمد حامد جمعة تنظيم عملية للتعداد السكاني ببلادنا صار مسألة حيوية وضرورة مطلوبة لأكثر من سبب يتعلق بالاستفتاءات من جهة وللإسهام في قياس تطور ونمو الدولة وتحديد مردودات ذلك على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية من الجهة الأخرى. عملية التعداد تسهم قطعاً في صياغة سياسات محكمة مسنودة بمخططات اقتصادية واجتماعية قائمة على (معلومات ) وليست تقديرات خبط عشواء تصيب مرة وتخطئ عشرات المرات وهو ما يحدث لدينا عادة. والتعريف القديم للسودان القائل بان مساحته (مليون ميل مربع ) وان عدد سكانه (ثلاثون مليونا) وفى رواية أزيد واضح ان الزمن قد تجاوزه ويحتاج إلى إعادة صياغة ان لم يكن تغيير جذرى. فالمليون ميل مربع هذه كم يا ترى (خصم) منها على حدودنا مع مصر تجاه شلاتين وحلايب وتجاه مثلث (اليمى) مع كينيا ناهيك عن مجارف أوغندية (قضمت) من المناطق التي تلي (بازى) وأخرى ارترية عينها الان على (طوكر) كما تقول خارطة يعرف تفاصيلها بعض أهل الشرق. أما عن السكان والأنفس والثمرات فحدث ولا حرج . غياب كامل للمعلومة الدقيقة عن إعداد السودانيين وتوزيعاتهم في ولايات البلاد وأقاليمها مما سهل كثيراً من الفبركات وأشاع (الروايات المضروبة) والأرقام المطلوقة السراح من اى صحة خاصة فى مناطق الأزمات.. دارفور مثلا يقول آخر تعداد سكاني أجرى بالبلاد ان عدد سكانها يبلغ 4746456 ولكن لان الــ(الأربعة ملايين) هؤلاء ظلوا رقما (مخفيا) لم يدفع به مسئول فى مقارنة ومقارعة بشان أعداد المتأثرين بالأزمة لينفتح الطريق امام المنظمات الدولية لنشر أرقام غير صحيحة و(موضوعة) .. ومخيفة ! السيد يان إيجلاند مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية قال فى مارس من العام الماضي إن حوالي عشرة آلاف شخص كانوا يموتون كل شهر في دارفور على مدى العام ونصف العام ے- قبل توقيت تصريحه - نتيجة للأمراض ولأسباب وقائية أخرى ! منظمة الصحة العالمية أيضا أدلت بدلوها وأخرجت رقماً آخر قالت فيه أن (عشرة آلاف) شخص كانوا يموتون يوميا في دارفور خلال ذات الفترة إما بسبب الأمراض أو هجمات عشوائية على معسكرات المهجرين. ولنضع الأرقام المذكورة ولنجرى عملية حسابية بسيطة ونقارنها بعدد السكان في دارفور حسب الإحصاء (أربعة ملايين نسمة) ولنضيف عليهم رقماً (احتياطياً) مقدراً بحسب نسبة النمو ولن نتحدث عمن هاجر من دارفور إلى الخرطوم وبقية أطراف السودان ولنخصم كل هذا من إحصائية السيد ايغلاند ... النتيجة أن دارفور الان يفترض بها أن تكون (خالية) و(ربع خالٍ) لا مقيم عليه !