|
عبد الواحد نور .. مستر بوش!!
|
في الحوار الذى أجرته معه مؤخراً صحيفة الشرق الأوسط هاجم عبد الواحد محمد نور زعيم الجناح المنشق عن حركة تحرير السودان إتفاق أبوجا. وقال إنه لا يلبي ١٪ من تطلعات شعب السودان في دارفور، وأبدى نور إصراره على عدم التوقيع على هذه الإتفاقية مطلقاً إلا إذا أجريت عليها تعديلات جذرية. فيما قرر المجتمع الدولي بأن إتفاق أبوجا نهائى ولايمكن تعديل حرف أو شولة فيه، وأن الأطراف التي لم توقع ستوقع، وإذا لم توقع فإن من حق المجتمع الدولي فرض عقوبات عليها. وفيما يبدو أن ترتيبات تجرى وتقف من ورائها الولايات المتحدة لمعاقبة قادة حركات التمرد في دارفور التي لم توقع على إتفاق أبوجا، أو الذين يرفضون التوقيع بتاتاً.. ورغم كل ذلك يتباهى نور بأنّ نحو 18 زعيماً إتصلوا به لإقناعه بتوقيع إتفاق أبوجا. { ولكن تطورات ردود الأفعال تجاه قادة التمرد الذين لم يوقعوا على إتفاق أبوجا تتسارع لحظة بعد لحظة ويوماً بعد يوم لحمل نور ورفاقه على اللحاق بركب أبوجا على غرار: لا بدّ من أبوجا وإن طال السفر.. فهل يفهم نور هذه الرسالة التي سبق قد وجهها له روبرت زوليك طباخ وثيقة أبوجا من وراء الكواليس؟ وعبد الواحد نور ـ فيما يبدو ـ أنه أصيب بصدمة سياسية عندما فوجىء أنّ رفيقه مني أركو مناوي قد وقع على إتفاق أبوجا أو »باعه« في أقرب »لفة« في صفقة بينه وبين الحكومة، فكل الرهان وكل المراهنين كانوا وحتى آخر لحظة يتوقعون أن يكون عبد الواحد نور أول الموقعين على وثيقة أبوجا، ولكن نور خيب آمال الكثير من المراهنين على توقيعه.. فأمريكا التي قامت بدراسة سيكولوجية كاملة لقادة التمرد ربما تكون كفتها قد رجحت على إختيار مني ليكون رجل المرحلة المقبلة بالنسبة للأمريكان في دارفور.. إذن السؤال الذي يطرح نفسه من الذي باع عبد الواحد في سوق »النخاسة السياسية«!!. { فعبد لواحد محمد نور الذي ولد بزالنجي عام 1969م وتخرج في الحقوق بجامعة الخرطوم عام 1993م ربما تنقصه الخبرة السياسية التي جعلته يفشل في فهم قواعد اللعبة السياسية ومن يفشل في فهم قواعد اللعبة السياسية ولايفهم لعبة »الشطرنج السياسي« لا يصلح لأن يكون قائداً لنفسه ناهيك أن يكون قائداً لأمة لها تاريخ مجيد.. لكن عبد الواحد تطارده طموحات سياسية أكبر من تجربته فلا يريد الوصول الى سدة الحكم فقط ولكن يريد الوصول الى سدة الرئاسة وقدوته في ذلك »بوش«. وظل عبد الواحد عندما يحل بأى مجلس يطلق على نفسه مستر بوش فكان دائماً يردد عبارة »am Mr Bosh« أى أنه يرى في بوش قدوته ومثله الأعلى. وكان أسعد اللحظات التى عاشها عبد الواحد عندما تلقى رسالة شخصية من بوش سلمها له الطباخ الأمريكي زوليك. فالذى يكون بوش قدوته ومثله الأعلى في السياسة والحكم لن يكون إلا أمريكانياً وإن تدثر بثياب »دارفورية«. ومن يكون أمريكانياً فإنه يعمل لحساب الأجندة الأمريكية الظاهرة والخفية. { فالمهلة التي حددها الإتحاد الأفريقي كمهلة نهائية للتوقيع تنتهي في 15 مايو الجاري وقد بدت بوادر التراجع لدى عبد الواحد بعد أن صرح بأنه يدرس إمكانية التوقيع. فهل التوقيع يحتاج الى إمكانية ويحتاج الى دراسة؟! فالإتفاق هو هو ولن يتم أى تعديل فيه بناءً على رغبة عبد الواحد.. فأما أن يوقع عبد الواحد.. أو يقع في الشباك الأمريكية ولحظتها سيكون عبد الواحد صيداً ثميناً لهم. عمر احمد الحاج ___________
|
|
|
|
|
|