مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-05-2024, 06:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-19-2006, 06:29 AM

شدو

تاريخ التسجيل: 01-08-2003
مجموع المشاركات: 2

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة (Re: شدو)

    Quote: سلام من أبوجا.. أكيد!!


    مدخل:
    كتب حازم صاغية في جريدة الحياة بتاريخ 9/5/2006م ما يلي:
    فقط في دروس الإنشاء للصغار، وفي أسئلة امتحاناتها، يصح قولٌ كهذا:
    من يملك ما يقدمه للوطن، عليه أن يصبو إلى أرفع المناصب فلا يتواضع، ولا يتردد في إظهار طموحه... إشرح وعلق. أما في سن أكبر وأنضح، فيتعلم المرء قيماً أخرى أشد تعقيداً، كالمسئولية مثلاً، فيقال له، والحال هذه، أن طموحه الفردي إذا ما اصطدم بعقبات موضوعية، بات يستحسن به أن يعيد النظر فيه. أو أن تلبية الطموح إذا ما ترتب عليها إضرار بالمجموع، وتوسيع للمسافة التي تفصل شعباً ما عن إنقاذه، بات يستحسن غض النظر عنها. انتهى كلام الكاتب حازم صاغية، وللعلم كان يعلق على سعي العماد ميشيل عون ليصير رئيساً للبنان!!
    بتوقيع اتفاقية سلام دارفور في نيجيريا في 5/5/2006م انتقلت ثورة الإنسان السوداني في دارفور لمربع آخر .. هو مربع تثبيت السلام بإجراء الحوار الدارفوري الدارفوري وتعويض المتضررين وإجراء المصالحات والاعمار ومن ثم الإنطلاق نحو: (الخرطوم .. جوة ، جوة الخرطوم جوة) ليس عسكرياً ولكن سياسياً هذه المرة.
    كثيرون هم الذين اعترضوا ومازالوا يعترضون على ما تم في أبوجا بحجج مختلفة من ضمنها حصصهم ونصيبهم الخاص بعد أن ذهبت (الأونصات) وبقيت (الأوقيات) ... وأيضاً المحافظة على (بريستجيهم) الشخصي بعد زوال غطاء الأسطورة وإندايح الواقع الأليم، أو كما قال خبثاء الخرطوم (المنفوشين) زهواً... المحافظة على ماء الوجه)!! فللمعترضين أسبابهم كما لنا أسبابنا في تأييد ما تم في أبوجا.
    ولا أخفي القاريء الكريم بأني أصبت بحالة من الذهول كغيري من الكثيرين ولم أفق على الرغم من (وخذ) صديقي أحمد الحسكنيت الباكر صبيحة السبت بمقالته (التعريضية) في سودانيزأولاين التي رحب فيها باتفاق السلام وتنبؤه بأن الذين لم يوقعوا سيوقعوا!!.. لم يكن الذهول للمفاجئة وحدها ولكن للأمال العريضة والأحلام التي (نسجناها) واستغرقنا (نغط) فيها! وقد كان صديقنا محمدين محمد إسحق واقعياً وكان أول من دعانا لما أبشر به الآن على الرغم من (غصة) ما زالت عالقة في الحلق. فالاتفاق لا يلبي كل ما كنا نكافح من أجله، ولكنه حقن الدماء ، ويعطينا فرصة نادرة نحن الدارفوريين لنجلس معاً لنواجه بعضنا البعض بشفافية بدون إقصاء لأحد، وهذين السببين وحدهما كافيين لقبول الاتفاق ضمن أشياء أخرى.
    بعيد تصدر أزمة دارفور للصفحات الأول للصحف العالمية من طوكيو نيوز إلى نيويورك تايمز والفاينانشيال تايمز وصارت دارفور كلمة يبحث عنها الناس في كبريات مواقع البحث الإلكتروني كلما شاهدوا المأساة الإنسانية على نشرات الأخبار لكبريات القنوات التلفزيونية العالمية، تكونت لأمريكا اهتمام خاص بما حدث ويحدث في دارفور. فدخلت أمريكا في تفاهمات مع الجماهيرية الليبية لتسهيل عمليات الإغاثة وتالياً التعمير عبر الموانيء الليبية. وحتى الآن تعتبر الولايات المتحدة أكبر مغيث لسكان دارفور وتعدت ما قدمته البليون والثلاثمائة مليون دولار. قبل إرسال الأمم المتحدة لبعثتها إلى دارفور، أوفدت الولايات المتحدة كبار موظفيها وعلى رأسهم رئيس دبلوماسيتها آنذاك كولن باول وفي معيته لجنة قانونية مختصة في جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. وكانت أمريكا أول دولة توصف الجرائم التي ارتكبت في دارفور بأنها إبادة جماعية! ودخلت دارفور الحملة الإنتخابية الرئاسية الأمريكية الأخيرة. لم تنقطع الوفود الأمريكية عن دارفور، فقد زارها أعضاء من الكونغرس ومجلس النواب والوزيرة القوية كوندوليزا رايس. وفي الأثناء دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في صراعات دبلوماسية مع حكومة الخرطوم انتصرت في جلها واستطاعت أن تمرر مشاريع قرارتها في مجلس الأمن. ومضت أكثر وأصدرت قانوناً داخلياً باسم محاسبة دارفور.
    قامت المنظمات المدنية الأمريكية بلعب دور ضاغط في السياسة الأمريكية تجاه حل قضية دارفور بإيفاد الوفود تلو الوفود لتقصي الوضع على الأرض وكتابة تقارير واقعية وتسيير المظاهرات وآخرها المظاهرة المليونية التي عمت المدن الأمريكية في آخر شهر أبريل الماضي وقابل منظموها ومنهم أبناء دارفور الرئيس جورج بوش. كما ساهم الجمهور الأمريكي في حملة الاحتجاجات وكتابة الرسائل للمسئولين والمشرعين وتكوين رأي عام مساند وداعم لقضية شعب دارفور. وكانت لتقارير الصحفي نيكولاس كريستوفر وأفلامه التوثيقية عن دارفور ومأساة مقبولة التي وجدت طريقها من جريدة النيويورك تايمز إلى مكاتب المسئولين أثراً ضاغطاً على الضمير الأمريكي. كما أن لمشاهير الفنانين وآخرهم جورج كلوني ووالده الذين زارا مخيمات اللاجئين في تشاد وانتجا فيلماً توثيقياً عن مأساة الاجئين أثراً بالغاً في الضغط على صانع القرار. وكانت للمنظمات الزنجية الدور الأكبر في التوجيه والضغط على صانع القرار الأمريكي. كما لعب أبناء دارفور المقيمين في الولايات المتحدة بواسطة منظماتهم المدنية وجمعياتهم الاجتماعية دوراً متواصلاً في التعريف بقضية شعب دارفور. ولعلم القراء، هناك محلية ومدينة في الولايات المتحدة تقع في منطقة بنسلفانيا تسمى دارفور!! وهي موجودة هناك قبل أزمة دارفور وقبل الهجرة الحديثة لأبناء دارفور إلى أمريكا!
    وعندما دخلت مفاوضات أبوجا الساعة الخامسة والعشرين واعلن ( في صمت) فشل الإتحاد الإفريقي في الضغط على الطرفين وحملهم على التوقيع، جاء التدخل الأمريكي (بوزنه الثقيل) بقيادة روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الذي قاد من قبل عندما كان الممثل التجاري لبلاده أشرس المفاوضات التجارية مع الإتحاد الأوروبي وحصل على ما كانت تريده أمريكا – جاءت في معية زوليك الدكتورة/ جنداي فريزر مسئولة العلاقات الإفريقية في وزارة الخارجية الأمريكية التي كانت موضوع رسالتها لنيل شهادة الدكتوراة عن علاقات العسكريين والمدنيين في كينيا. وعملت مساعدة خاصة للرئيس الأمريكي وكبير المديرين للشئون الإفريقية في مجلس الأمن القومي. وعملت سفيرة لبلادها لدى جنوب إفريقيا. ولها أهتمامات خاصة بالمسائل الأمنية. حاولت الدكتورة جنداي من قبل الحصول على تنازلات في الفاشر من حركة تحرير السودان بعيد مؤتمرها التأسيسي الثاني في حسكنيته، وهي معروفة بمواقفها المتصلبة وليست على علاقات جيدة بقادة حركة تحرير السودان، كما أن السيد/ روجر ونتر مسئول ملف السودان والمسئول السابق للمعونة الأمريكية جاء في رفقة زوليك. وونتر معروف بعلاقاته الجيدة مع السودانيين عموماً. ولم تكتفي الإدارة الأمريكية بهذا الثلاثي (الضارب)، بل قام بتعزيزه بالسفير كاميرون هيوم القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم. استخدم المسئولون الأمريكيون نفوذهم وتكتيكاتهم في التأثير على الحركات واقناعهم على التوقيع. ولم يكن مهمة زوليك سهلة مما استدعى تدخل الرئيس الأمريكي شخصياً في مخاطبة قادة الحركات وإعطائهم ضماناته الشخصية المكتوبة وتأكيداته بحسن تطبيق الإتفاقية حال التوقيع عليها.
    لم تكن الولايات المتحدة وحدها التي أوفدت الوفود إلى أبوجا. فقد كان الممثل الخاص للأمين العام حاضراً. وأرسلت المملكة المتحدة وزير التعاون الدولي السيد/هيلاري بن، وسفيرها السابق لدى السودان والحالي لدى تونس وممثلها في مفاوضات أبوجا السفير/آلان غولتي. كما أرسلت مملكة هولندا وزيرة التعاون الدولي، وحضر السفير هنري دو كنياك ممثلاً عن جمهورية فرنسا، والسفير آلان روك عن كندا، وحضر ممثل عن مملكة النروج وحضر ممثل الإتحاد الأوروبي، ممثل الجامعة العربية، المبعوث الخاص للرئيس المصري حسني مبارك، المبعوث الخاص للقائد معمر القذافي، ومبعوث عن الرئيس أسياس أفورقي رئيس دولة إرتريا. فضلاً عن حضور رئيس الإتحاد الإفريقي ورئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي ورئيس الدولة المضيفة اوليسيغون أوبسانجو. وقد مر بمقر المفاوضات قبل نهاية المهلة كل من رئيس جنوب أفريقيا والسنغال. كل هذه الوفود كانت تضغط – للأسف – على مفاوضي الحركات من أجل التوقيع على مقترح الإتحاد الإفريقي! فور التوقيع على الاتفاق رحبت جميع الدول بما تم التوصل إليه في أبوجا.
    وبعد التوقيع على الإتفاقية عقد الرئيس الأمريكي مؤتمراً صحفياً، بيمينه الوزيرة كوندليزا رايس وفي يساره نائب الوزيرة روبرت زوليك. بعد أن أثنى على روبرت زوليك الذي ناداه الرئيس بـ(بوب)! أصدر الرئيس بوش توجيهاته على النحو التالي: طلب من الكونغرس اعتماد مبلغ إضافي بمقدار 225 مليوناً، اعتماد شراء 40 ألف طن متري من المواد الغذائية بصفة عاجلة. كما أمر بوش المعونة الأمريكية بإرسال عدد خمسة سفن محملة بالمؤن والمواد الغذائية للإبحار إلى ميناء بورتسودان، وفي ختام توجيهاته، أمر الرئيس الوزيرة رايس بالتوجه لمجلس الأمن في اليوم التالي والدفع بقرار دولي يسمح بدخول القوات الأممية لدارفور. وقال بوش أنه اتصل بالرئيس السوداني للتعاون مع دخول القوات القوات الأممية إلى دارفور. كما شجع الشعب الأمريكي بالتبرع لمساعدة شعب دارفور.
    ومن المعروف أن لأمريكا مصالحها الإستراتيجية في المنطقة التي تصارع من أجلها فرنسا. وهناك لاعبين جدد دخلوا الساحة هم الصين والهند والبرازيل! وأمريكا دولة تاجرة تفعل كل ما تستطيع من أجل حماية مصالحها وفق سياسات مسبقة.
    في 28/9/2005م لخص روبرت زوليك أهداف سياسة الولايات المتحدة تجاه السودان، أمام لجنة العلاقات الخارجية بالآتي: أن يكون السودان آمناً وموحداً يساهم في التنمية الإقليمية ومحاربة الإرهاب. أن يتم تطبيق كامل لاتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب. التنمية الاقتصادية لجميع أنحاء السودان. إنهاء إعادة إنتاج – دورة المجاعة والمعاناة، العنف العابر للحدود وتدفق اللاجئين. إعادة تأسيس السودان كعضو فاعل في أفريقيا والعالم. وأخيراً توثيق التعاون لمحاربة الإرهاب.
    في 4/12/2005م أصدر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية تقريراً أعده لجنة من الخبراء بعنوان: أكثر من الدعم الإنساني: نظرة إستراتيجية أمريكية تجاه أفريقيا. خلص الخبراء إلى أن السياسة الأمريكية تجاه إفريقيا تعتبر تقليدية. فالولايات المتحدة تركز على حل النزاعات وعمليات حفظ السلام، الديمقراطية، حقوق الإنسان، والتنمية الإقتصادية. ويرى الخبراء أن على الإدارة الأمريكية أن تغير نظرتها بشكل إستراتيجي تجاه أفريقيا. فقد أصبحت القارة مصدراً للطاقة من السودان مروراً بتشاد حتى موريتانيا وخلفها وقد جلب ذلك لأمريكيا تنافساً من دول لا تشاركها نفس القيم مثل حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية، فالصين مثلاً لا يهمها قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في السودان مثلاً بقدر ما يهمها حماية النظام مهما كان الثمن. كما أن هناك قضية الإيدز التي تعتبر ذات أهمية خاصة للدول الإفريقية، وتحتاج لجهود ضخمة لمحاربتها. ومسألة أخيرة يرى الخبراء أن تغير أمريكا نظرتها الإستراتيجية وهي محاربة الإرهاب.
    وقد خاطبت جنداي فريزر المسيرة الشعبية لدعم شعب دارفور في المدن الأمريكية في 30/4/2006م قائلة: لنا مصالح أكيدة – هناك، فلن نسمح للقتل أن يستمر، علينا إيقاف تمدد – حالة عدم الاستقرار في الإقليم كله. علينا حماية المكاسب التي تحققت بتوقيع اتفاقية السلام الشاملة – نيفاشا!!
    فالنظرة الدولية – الأمريكية (المتوافقة) للوضع كان محاطاً بصراع القوى العظمى ومصالحها ومن له القدرة على حماية هذه المصالح، هل الحكومة أم الحركات؟ ثم أن وضع اللاجئين والنازحين الأمني والغذائي كان على المحك، وشكل وضعاً ضاغطاً للمانحين في إتجاه إبرام سلام سريع في دارفور. ومن جانب كانت الإنتخابات النصفية في كل من أمريكا وبريطانيا سبباً ضاغطاً لتسريع اتفاق السلام. وكانت نيجيريا الدولة المضيفة تسرع هي الأخرى لتوقيع اتفاق السلام من أجل تسجيل نقطة في رصيدها، ومن أجل تفويت الفرصة على متمردي دلتا النيجر وألا يكون ما يناله متمردي دارفور سابقة لهم. كما كانت ليبيا تضغط لتضيف لإنجازاتها بحكم أنها كانت الدولة التي اقترحت فكرة الإتحاد الإفريقي بديلاً لمنظمة الوحدة الإفريقية، وقد تبين الآن سبباً آخر للضغط الليبي تجاه السلام وهو (مسح) اسم ليبيا من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع أمريكا. ولما كانت من أهداف السياسة الأمريكية في المنطقة وقف العنف عبر الحدود، ووقف النزوح العابر للحدود نتيجة لذلك، فإن أنباءاً رشحت بأن جزرة (رفعت) في وجه تشاد. وكانت الجزرة بقاء الرئيس دبي في السلطة على أن يفتح حواراً مع المعارضة وإعادة العلاقات مع الجارة السودان. من ناحية أخرى، لعبت الحكومة على وتر إرتريا وقامت بتسليم ملف الشرق للجارة اللدودة، بهدف سحب الدعم السياسي الذي كانت توفرها لحركات دارفور. كما أن الحكومة قامت بتحييد الحركة الشعبية (الشريك) والداعم السابق لحركات دارفور، وبذلك سحبت الإنقاذ بساطاً آخر من تحت أقدام حركات دارفور. مسألة أخرى في غاية الأهمية عرفت الحكومة أن تأكل بها (كتف) المجتمع الدولي، ألا وهي سقوف نيفاشا (بشخوصها)، التي صارت كما رأينا جزءاً من أهداف السياسة الأمريكية تجاه السودان. وكما قلنا، فإن الوضع في معسكرات اللجوء والنزوح لم يكن على ما يرام مما يضع مسئولية أخلاقية على قيادة الحركة في بقائهم على هذا الوضع. الحركات من جانبها لم تكن على وفاق. فقد كانت حركة تحرير السودان تنسق مع العدالة والمساواة، في حين أن مجموعة أخرى من حركة تحرير السودان بقيادة الأخ/عبدالواحد محمد نور تتفاوض مستقلة. كما أن الوضع في الأرض في إتجاه ضاغط. فالرقعة التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان كبيرة مما يستدعي دعماً لوجستياً وعسكرياً أكبر، وعمليات إدارية واسعة للمدنيين فضلاً عن توفير الخدمات لهم.
    كل ما سبق شكل ضغطاً على مفاوضي حركة تحرير السودان وهم يعلمون بأنهم أصبحوا لاعبين ضمن الجماعة الدولية في منطقة حساسة فيها كثير من الخطوط الحمراء. فقد أكدت التقارير بوجود البترول واليورانيوم والبوكسايت والنحاس بكميات ضخمة في دارفور فضلاً عن الحديد والبوتاسيوم. وهذه تسيل لها لعاب القوى العظمى، خصوصاً مسألة اليورانيوم التي تخاف أمريكا أن تجد طريقها إلى الجماعات الإرهابية أو دول محور الشر – حسب توصيف الرئيس الأمريكي – ومن ضمنها إيران التي فجرت قنبلة أمام الرئيس السوداني بقول آية الله خامنئي بأن إيران ستصدر التكنولوجيا النووية السلمية لمن يرغب!! هذا إذا أضفنا بأن الرئيس السوداني أعلن عن (اكتشافه) المذهل بوجود اليورانيوم في دارفور قبل يوم واحد من زيارته تلك لإيران! وقد أقلقت التقارير التي أشارت إلى وجود خلايا (نائمة) للقاعدة في السودان إدارة بوش. كما أن التصريحات الرسمية للحكومة السودانية – مثل تصريح وزير العدل (المؤلف قلبه) بأن السودان سيفتح حدوده الدولية للقاعدة إذا تدخلت الأمم المتحدة في دارفور بالقوة، أوجد لهذا القلق ما يسنده. ونقلت بعض التقارير غير المؤكدة بوجود معسكرات لمجموعات عربية بسحنات ولهجات غير سودانية في أهراش جنوب دارفور! وزاد الطين بلة التسجيل الصوتي لأسامة بن لادن ودعوة اتباعه للقتال ضد القوات الأجنبية في دارفور. وقد (تلقف) الرئيس بوش ذلك عندما قال في مؤتمره الصحفي بعد توقيع اتفاقية سلام دارفور... مرة أخرى يحاول الإرهابيين إستغلال مأساة إخوانهم المسلمين والدعوة لمزيد من القتل...). ومن المعلوم بأن لأمريكا عملية عسكرية مشتركة مع دول شريط جنوب الصحراء ضد الجماعات الإرهابية. وهي تسعى لتواجد عسكري شبه دائم في شمال إفريقيا.
    وفي هكذا وضع فإن قيادة الحركة تكون أمام مسئولية أخلاقية مع شعب دارفور ومسئولية أخلاقية أمام المجتمع الدولي. فنحن الذين استنجدنا واحتمينا بالمجتمع الدولي الذي آزرنا وعضدنا ضد نظام جائر ظالم، وهذا المجتمع الدولي وفي مقدمته أمريكا هو الذي يغيث اللاجئين ويوفر لهم أسباب الحياة الأولية، وهو الذي يوعد بالدعم لبناء دارفور من جديد. وهو الذي يضغط الآن للسلام. وهو الذي يعطي الضمانات لحسن تطبيق الإتفاقية.
    كنا نتابع ما يدور في أبوجا لحظة بلحظة ، وكتبنا مقالات نعضد فيها قيادة ومفاوضي الحركة في موقفهم الصلب وفجأة .. هبت الرياح بما لا تشتهيه سفننا جميعاً! فطرحنا السؤال: هل نصارع الريح أم نسايره؟ هل نبصم على ما تم توقيعه بالرغم من الغصة التي أبت إلا أن تمكث في الحلق؟ هل نستطيع أن نعود للمربع الأول ونحارب، ليس حكومة الخرطوم ومليشياتها هذه المرة، ولكن المجتمع الدولي بقواته القادمة – قطع شك - على الرغم من (ثقة) د. لام المفرطة بعدم دخول القوات الدولية؟
    إن القائد هو الذي يعرف قدراته وكيف يحافظ عليها. إن القائد هو الذي يتخذ القرار الصعب في اللحظة الحاسمة. إن القائد هو الذي يعرف خياراته جيداً... هو الذي يقول الحقيقة المرة لشعبه ولا يجعلهم يعيشون في أوهام.. ويتحمل المسئولية كاملة عن مواقفه. إن القائد هو من يتوائم مع الواقع من دون أن يتنازل عن أهدافه.. يعرف أنه خسر معركة، ولكنه لم يخسر الطريق إلى هدفه.. القائد من يعتقد بأنه يستطيع تحقيق أهدافه بأقل الخسائر.. هو من يعرف بأن الوقت مواتٍ لتغيير تكتيكه من أجل الهدف الإستراتيجي.... القائد هو من يعرف أن الحرب هو ممارسة للسياسة بأسلوب (خشن) .. وأن السلام هو الأساس والحرب أستثناء.. لذلك نحن مع خيار السلام وندعو الإخوة الذين لم يوقعوا اللحاق بمسيرة السلام.
    مصطفى عبدالكريم مصطفى
    الرياض – المملكة العربية السعودية
    16/5/2006م

                  

العنوان الكاتب Date
مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-10-06, 03:16 AM
  Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-10-06, 03:20 AM
    Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-10-06, 03:27 AM
      Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-10-06, 03:37 AM
        Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-10-06, 03:41 AM
          Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-10-06, 03:50 AM
      Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-10-06, 03:49 AM
        Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-10-06, 03:54 AM
          Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-10-06, 03:57 AM
            Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-10-06, 03:59 AM
              Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-10-06, 04:08 AM
                Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-10-06, 04:24 AM
                  Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-10-06, 04:31 AM
                    Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-10-06, 04:38 AM
                      Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-10-06, 05:30 AM
                        Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-10-06, 05:45 AM
                          Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة Mohamed Suleiman05-10-06, 07:22 AM
                            Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-10-06, 09:34 AM
                              Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-10-06, 10:00 AM
                                Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-10-06, 10:18 AM
                                  Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-10-06, 07:23 PM
                                    Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-11-06, 02:15 AM
                                      Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-11-06, 02:20 AM
                                        Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-11-06, 08:12 AM
                                          Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-11-06, 09:19 AM
                                            Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-12-06, 02:34 AM
                                              Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-19-06, 06:29 AM
                                                Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة Tragie Mustafa05-19-06, 10:13 AM
                                                  Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة شدو05-20-06, 03:57 PM
                                                    Re: مؤسسات حركة تحرير السودان وجيشها وفروعها وقادتها يباركون الاتفاق وقفون خلف قيادتهم الشجاعة على محمد على بشير05-22-06, 03:58 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de