|
صلاح عووضة اخشي عليك كيد هؤلاء
|
بالمنطق حين تتقاطع الاعتبارات الشخصية والوطنية..!!
صلاح الدين عووضه كُتب في: 2006-11-19 [email protected]
*الحكومة وافقت... لا، الحكومة لم توافق... الحكومة توصلت لاتفاق... لا، الحكومة لم تتوصل... الحكومة قبلت من حيث المبدأ... لا، الحكومة لم تقبل... المسؤول الفلاني قال.. لا، المسؤول العلاني نفى... لا، لا المسؤول الفلتكاني تحفظ... *وهكذا دخلت أجهزة الإعلام العالمية في (جهجهة!!) لم تمر أي منها بمثلها منذ لحظة اضطلاعها بمهامها الإعلامية وحتى لحظة انتهاء الاجتماع الثلاثي بأديس أبابا... *فإن (يتجهجه) الشعب السوداني.. أو أجهزة الإعلام المحلية.. أو حتى الإقليمية، فهو أمر مألوف.. وتم التعود عليه.. والتعايش معه.. والقبول به كواحد من (عجائب) الحكومة السودانية القائمة، ولكن أن (تتجهجه) وكالات أنباء وفضائيات وإذاعات وصحف عالمية اشتهرت بالصدقية في التناول الإعلامي فهو الأمر الذي يدفع بالواحد منا إلى الشعور بالخجل نيابة عن المسؤولين في الحكومة... أو كما نقول في عباراتنا الشعبية: (نخجل ليهم!!). *فالأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لم يعرف عنه طوال فترة توليه منصبه هذا إطلاق القول على عواهنه.. أو عدم تحري الصدق.. أو التصريح بعبارات حمالة أوجه... وحتى حين ورد اسم ابنه في فضيحة صفقة النفط مقابل الغذاء لم يسع عنان إلى أن يدافع عنه.. أو يبحث له عن (مخارجات).. أو (يلف ويدور).. قال: حاكموه إن كان ضالعاً.. فلا أحد فوق القانون... *إذن - وبالصفات هذه - لا نظن أن الأمين العام للأمم المتحدة أدلى بتصريحه ذاك عن قبول حكومة الخرطوم بفكرة القوات المختلطة.. أو المشتركة.. إلا بعد أن سمع بـ(أم) أذنيه من (أفواه) المشاركين في الاجتماع ذاك من المسؤولين السودانيين ما يفهم منه الذي قاله.. *ثم توالت بعد ذلك عبارات الترحيب بالموقف السوداني هذا من العديد من الرؤساء والزعماء على مستوى العالم كله ومنهم الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي أشاد - حسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي غوردون جوندرو - بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بالعاصمة الإثيوبية... *ثم جاءت المفاجأة من الخرطوم... أو بالأحرى جاءت الـ(توجيهات) من الخرطوم إلى ممثلي الحكومة السودانية بأديس أبابا بأن قولوا لا... (أنتم - بما فيكم كوفي عنان - لم تفهموا حديثنا جيداً.. نحن وافقنا على مساعدات تقنية ولوجستية ولم نوافق على قوات مختلطة) - وبما أننا كصحفيين سودانيين - نفهم (ناسنا) هؤلاء أكثر من نظرائنا في أنحاء العالم كافة فإننا (نتطوع) بإعطائهم تفسيراً لهذا الذي جرى وجعل أجهزة إعلامهم (تتهبل) أمام الذين (يثقون) فيها.. وفي صدقيتها... *فما قال عنان أن ممثلي حكومة الخرطوم وافقوا عليه هو صحيح... وأن الموافقة هذه كانت استناداً على تفويض منح لهم من الخرطوم من تلقاء (دائرة!!!) من (دوائر!!!) صنع القرار... وحين ذاع خبر الموافقة وعم القرى والحضر انزعجت (دوائر!!!) أخرى في الخرطوم من دوائر صنع القرار هذه، وفرضت رؤيتها على الدائرة تلك التي منحت التفويض لتتوالى من بعد ذلك التصريحات التي تسببت في الـ(جهجهة) الإعلامية التي أشرنا إليها في مستهل كلمتنا هذه... *ثم نزيد رصفاءنا الإعلاميين بالخارج علماً ونقول لهم إن الرؤية التي فرضتها بعض دوائر صنع القرار في بلادنا - لتجب ما قبلها - لا تستند إلى حيثيات موضوعية أو منطقية أو عقلانية وإنما هي حيثيات عاطفية محضة... هي حيثيات تقوم على جملة من المواقف العاطفية على رأسها الموقف الشهير (ذاك!!) الذي صار التراجع عنه يمثل انتهاكاً للكرامة الـ(شخصية!!!) أكثر من كونه انتهاكاً لحرمة الـ(وطن!!). *هل تراهم فهموا شيئاً رصفاؤنا هؤلاء؟!!!.. *لا أظن.
|
|
|
|
|
|
|
|
|