|
قرنق الوحدوي .. و اعادة انتاج مقولة منصور خالد ..!
|
من المقولات التي أوغرت صدور قوى سودنية عديدة تجاه منصور خالد هي : على السودان أن يتهيأ لحاكم غير عربي و غير مسلم..! و غير الإستفزاز المقصود للأغلبية المنتمية للاسلام والناطقةبالعربية فان في المقولة نزوعا لفرض اوصاف محددة دينية و عرقية و هذا يجافي مباديء منصور خالد المعلنة و التي تتوهج باللبرالية في أقصى درجاتها ، لذلك أنا اشك أن العبارة ( ان صحت بهذا اللفظ ) مقصودة لذاتها بل مقصودة لآثارها . لقد أسست هذه المقولة ذهنية ثقافية و سياسية لأن يكون الدكتور جون قرنق هو حاكم السودان الجديد و لما رحل خفت ترديد هذه النبوءة و ذلك للميزات الضخمة في شخصية الزعيم الاستثنائي جون قرنق و لكن بعيدا عن التحامل فإن الجزء الصحيح من تلك المقولة و الذهنية الثقافية السياسية التي تأسست عليها أن جون قرنق هو الرمز الوحيد و الفريد لوحدة السودانيين و هو غير عربي و غير مسلم . لو جئنا بأي رمز من الشمال لتصاعدت نبرة الإحتجاج المعتادة ضد وصاية الشمال على الجنوب و سيحدث هذا حتى و لو كان الرمز المقترح هو االسيد محمد عثمان الميرغني لأن جهوده ممزوجة بالمزايدة على باقي الأحزاب و التقوى بالحركة الشعبية عليها . و لو جئنا بالرموز الجنوبية الأخرى لتميز قرنق عليها أنه كان بمقدوره الإنفصال و إعلان مشروع دولة جنوبية و قد واتت فرص كثيرة مع اغرائات غربية و لكنه راهن على السودان الجديد الموحد . لكل هذا أعتقد أن القيمة السياسية لرمزية قرنق هي صمام قوي للوحدة أما التصور العلماني للشمال فهذه معركة قطاع الشمال في الحركة الشعبية و أنا ارى أنه مثالي أحيانا و غير واقعي أحيانا و عدائي أحيانا و لكن هذه الآراء متروكة لامتحان الجماهير و صخور الحقيقة ..! ان المحاولات الركيكة لنبش احاديث توحي بانفصالية قرنق أو توجهاته الإستئصالية تصطدم مع نيفاشا التي نسخت أي شعارات سابقة رفعها الطرفان و لذلك سيجتهد الإنفصاليون من الطرفين في ذلك دون جدوي .
|
|
|
|
|
|