|
النازحون في معسكرات دارفور: نعيش داخل زنازين أشبه بجهنم
|
النازحون في معسكرات دارفور: نعيش داخل زنازين أشبه بجهنم
المشاهير:
نقلا عن الوفد المصرية: اقليم دارفور كما يصفه أهل السودان بأنه أرض القرآن.. حيث يعتبر أهل دارفور تعلم القرآن والقراءة والكتابة واجباً دينياً علي كل شخص منذ الطفولة؛ فالاطفال يهاجرون إلي الخلاوي لحفظ القرآن الكريم.. وبمجرد حفظ الطفل للقرآن تذبح له الذبائح، وعند زواج حافظ القرآن لا يطلب منه مهر لزواجه إكراماً له، وفي كل قرية في دارفور تجد مسجداً لتعليم القرآن ولكل عالم مسجد بالقرب من منزله.. كيف انقلب الحال وتحولت أرض القرآن إلي أرض السلب والنهب والنزاعات والخراب.. »الوفد« تجولت في ولايات الاقليم الثلاث الشمالي والجنوبي والغربي حيث عشرات المعسكرات للنازحين المنتشرة علي اكثر من 500 ألف كيلو متر مربع هي مساحة اقليم دارفور وتضم هذه المعسكرات نحو 782 الف نازح نتيجة الحرب والصراعات المسلحة بين القبائل والتي خلفت عشرات المئات من القتلي والجرحي وتدمير مئات القري والمرافق الحيوية ونزوح اكثر من 200 ألف لاجئ الي تشاد هرباً من اعمال النهب المسلح، وتأثر اكثر من مليون دارفوري بأعمال التمرد المسلح التي بدأت احداثها في فبراير 2003 لحركتي تحرير السودان والعدل المساواة اللتين شنتا هجمات علي المدن والقري وعلي مواقع حكومية ومراكز الشرطة ومارستا النهب المسلح وقتل المواطنين وقطع الطرق.. وفي ابريل 2003 كان هجوم المتمردين علي مطار مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور وحرق 7 طائرات. سكان دارفور البالغ عددهم 8.6 مليون نسمة ينتمون لأكثر من 139 قبيلة ومجموعة عرقية كانت تعيش في سلام منذ مئات السنين ولم يظهر مسمي قبائل عربية وأفريقية الا مؤخراً لاثارة النعرات، وإذا وقفت أمام أي سوداني فلا تستطيع تحديد إلي أي قبيلة ينتمي؛ فهم منتمون إلي قبائل شتي مثل الفور والزغاوه والرزيقات والميدوب، والزيادية، والتنجر.. المشكلة الأخيرة تحولت إلي أزمة سياسية كبري لتدخل الولايات المتحدة فيها والمنظمات الدولية وقام الاعلام الخارجي بدوره علي أكمل وجه في ابراز الأزمة كقضية تهدد الأمن والسلم الدولي وهذه اكذوبة كبري.. وكانت أزمة دارفور في طريقها للحل بعد توقيع اتفاقية أبوجا بين الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان فصيل من اركومنياوي، وجاء قرار مجلس الأمن 1706 ليفجر الأوضاع من جديد في الاقليم.. الأوضاع في الاقليم وبالتحديد في المعسكرات سيئة والكل يتاجر بالنازحين في المعسكرات بدءاً من الجماعات المتمردة التي تضغط علي الحكومة السودانية للحصول علي مزايا أكثر في السلطة والثروة والمنظمات الدولية والبالغ عددها اكثر من 100 منظمة تعمل في المعسكرات وتري فيها دجاجة تبيض ذهباً لها ؛ فقد حصلت هذه المنظمات علي اكثر من 850 مليون دولار مساعدة مادية للنازحين قامت بصرف 650 مليون دولار مرتبات و200 مليون دولار للنازحين ولذلك تسعي هذه المنظمات بشتي الوسائل إلي ابقاء الاوضاع علي ما هو عليه لضمان تدفق الأموال اليها، أما النازحون فمم آخر من يفكر فيهم الجميع، ومن خلال لقاءاتنا معهم بدا واضحاً للجميع أنهم ضحية مؤامرة كبري، وأن ظروفهم المعيشية غاية في الصعوبة حيث تعيش الأسرة المكونة علي الأقل من 12 فرداً داخل مساحة لا تزيد علي 50 متراً وفي درجة حرارة 55 درجة مئوية، النازحون يصفون هذه المعسكرات بالزنازين وأنها اشبه بجهنم.. ويطالبون بعودتهم الي قراهم بشرط أولاً تعويضهم عن ممتلكاتهم المنهوبة وحتي يبدأوا من جديد، وتوفير الأمن لهم وتنمية القري بالخدمات الاساسية من مياه شرب وتعليم وصحة.
|
|
|
|
|
|