|
فلسفة " المعنى" بين النظم والتنظير
|
( دراسة منقولة تستحق الوقوف عندها بالقراءة المتأنية ) ***
لأديب كمال الدين واثق الدايني:
1 – مدخل
يحمل علم الدلالة Semantics من بين علوم اللغة الانكليزية مشكلة اسمها ( معنى المعنى ) meaning of the meaning اذ يقف ازاء حل هذه المشكلة كبار فقهاء اللغة الانكليزية المحدثين من العاملين في حقل علم الدلالة والنحو على وجه خاص . ولقد ( كان ) للعرب وقفة مماثلة لهذا الموقف ، تماماً ، ازاء المشكلة نفسها ، وما في تماثل هذين الموقفين ، رغم القرون الواقعة بينهما ، من غرابة ومافيهما من عجب ، فضلا عن ذلك ، فإن الموقفين يدخلان معا نهج التنظير العلمي- الموضوعي من أصعب مداخله اللغوية لمعالجة مشكلة ليس لها حل كما يبدو ، أو حتى الان في الأقل ، منذ أكثر من ألفي سنة على رأي جون لاينزJohn Lyons ( 1 ) .من هنا يحق لنا أن نجعل منها ( قضية ) فلسفية قائمة حتى اذا أصابها حل حاسم بتعريف يتفق عليه ( الجميع ) أو قانون شامل لمعنى المعنى صارت علما يُدرس ويُتابع بعيدا عن الفلسفة أو أطرافها ، ولما كانت الفلسفة لاتبدأ أو لاتتعامل بالمسلمات كشرط أساس لصيرورة موضوع البحث من موضوعات الفلسفة فلقد وجدنا ذلك متاحاً أيضا . - الجديد في مواجهة هذه المشكلة ، على وفق هذا البحث ، أن يصار الى تناولها بإطار النظم الشعري المتنوع وعلى نحو يكتنفه الغموض الرامز Symbolic Ambiguity بتعدد فرص التأويل في معنى المعنى والبراعة في البناء على وجهي الاثبات والنفي ليمنحنا أبعادا دلالية مميزة في الاستعمال المفضي الى الغنائية التأملية المركبة . ولقد قدم الشاعر العراقي أديب كمال الدين ديوانه الشعري (أخبارالمعنى-1996) في هذا السياق اطلاقا ، بوصفه واحدا من مبدعي ما بعد الحداثة في البنية ، اذ هو متفلسف بالمعنى وفي المعنى معا. - لن يتعامل هذا البحث مع هذا النظم المنتقى بمنظور نقدي أدبي - شعري (جمالي) أو (بنيوي) أو (بلاغي) على نحو محدود فحسب بل سيسعى الى معالجته بمنظور (شكل) المعنى ومعنى المعنى ومدلول اللامعنى أساساً عبر أطار نظري تاريخي (عربي – انكليزي) وتحليل متعدد الانواع على منهجي الاستقراء والاستدلال الفلسفيين مع الاستعانة بشيء من الرياضيات البيانية لتأكد بعض المدلولات أو الاستنتاجات ومن ثم التوصل الى حالة استنباط نراها صحيحة وعلى شكل فرضية مقبولة نظرياً ، بل تعطينا ، وقد فعلت ، أحكاماً لامجال الى نقضها بحدود فضائها ولاتسمح باغفال أهميتها في العلاقة بين النظم الحديث ، المبحوث هنا ، والتنظير الموثق بصدد (المعنى) و ( معنى المعنى) ومدلول (اللامعنى) على وجهي الاستعمال الوظيفي في اللغة الانكليزية : ( non-meaning + meaningless ) في سبيل أثبات فرضية البحث القائم على وجود توجه جديد في استعمال لفظة ( المعنى ) و(معنى المعنى ) غير مسبوق أو مكرور ويمكن توصيفه بصيغة جديدة ربما على شكل "أبعاد" مستوياتية. - انطلق الباحث في عرض مادة هذا البحث من طريقة التسلسل الرقمي المقترن مع العنوان الرئيسي أو الفرعي ، على نهج الكتابة الحديثة (الأمريكية و البريطانية) لتسهيل الاشارة والاسترجاع مع الاحتفاظ (بروح) التبويب التقليدي ظاهرة للعيان.
|
|
|
|
|
|
|
|
|