|
هل قرأ عبدالرحمن الصادق وعيسى عليو والمشاركون من حزب الأمة في لجنة سوار الذهب هذا ؟؟
|
نقلا عن (البيان) الإماراتية
هيئة جمع الصف الوطني في السودان بقلم :الطيب زين العابدين حسناً فعلت هيئة جمع الصف الوطني التي يترأسها المشير سوار الدهب بملاقاة الرئيس عمر البشير في مبتدأ تحركها لتأخذ الضوء الأخضر من أعلى سلطة دستورية على المهمة الوطنية الجسيمة التي تنوى القيام بها. يقول البيان التأسيسي للهيئة، موضحا هدفها ودواعي قيامها، بأن السودان يمر بمرحلة خطيرة تتمثل في تفاقم أزماته الداخلية مما جعله عرضة للتدخلات العسكرية والمهددات الأمنية واحتمالات التفتت،
لذلك فان التفاف كافة ألوان الطيف السياسي والقومي حول مبادرة للوفاق تحشد لها كل القوى الرئيسية حتى تجنب البلاد شر التمزق، تصبح ضرورة قصوى ومطلبا قوميا ملحا. إذن فان مهمة الهيئة كما تقول هي الوصول إلى «معادلة سياسية» مقبولة تجمع عليها القوى السياسية والاجتماعية في السودان حتى يتحد عليها الصف الوطني وتواجه بها البلاد المخاطر والمهددات الداخلية والخارجية.
هدف نبيل وكبير لا شك لمواجهة أخطار حقيقية يراها كل مراقب لأوضاع السودان، ولكنه هدف صعب التحقيق في ظل الرؤية الضيقة للقوى السياسية وعلى رأسها الحزب الأكبر في حكومة الوحدة الوطنية. قال لنا أحد المراقبين القريبين من القيادات المتنفذة في المؤتمر الوطني في تنوير لفئة محدودة من المهتمين بالشأن العام: لا ينبغي للهيئة أن تفكر ضمن مبادرتها للوفاق في تقليص نسبة المؤتمر الوطني في السلطة التي منحتها له اتفاقية نيفاشا لأن ذاك خط أحمر دونه شوك القتاد،
وأى محاولة في هذا الاتجاه تعني وأد المبادرة في مهدها! وفى الحقيقة ان ما ذكره ذلك المراقب ليس جديدا فهو نفس السبب الذي أدى لوأد مبادرات كثيرة منذ مطلع التسعينات، لأن الحزب الحاكم لا يريد أن يقتسم السلطة مع آخرين ولا يريد أن يحدث تحولاً سياسيا قد يؤدى في المستقبل إلى تسرب السلطة من بين يديه.
وعندما أجبرته الضغوط العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية إلى إبرام اتفاقية نيفاشا مع الحركة الشعبية حرص كثير على أن يكون له النصيب الأكبر في السلطة المركزية (52%) والنصيب الغالب في ولايات الشمال (70%). وما زالت قيادات الحزب تمجد انجازات «ثورة الإنقاذ» التي جاءت إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري رفضته كل القوى السياسية، وتقول ان الإنقاذ باقية مهما تغيرت التشكيلات،
وتحتفل بعيدها السنوي بصورة مباشرة باسم الحزب وغير مباشرة باسم الدولة (عيد السلام). وبرهنت التجربة ان قيادة الحزب الحاكم لا تتفاوض بجدية ولا تقدم تنازلات حقيقية الا للفصائل التي تحمل السلاح وتعجز القوات المسلحة والمليشيات التابعة لها عن هزيمتها في الميدان.
هل هناك فرصة معقولة أن تتغير هذه العقلية القابضة لدى قيادات المؤتمر الوطني؟ وهل يمكن للمؤتمر الوطني أن يقدم تنازلات كبيرة تقنع الفصائل غير الموقعة على اتفاقية أبوجا أن تلحق بتلك الاتفاقية، وتقنع الحركة الشعبية بأن اتفاقية نيفاشا تسير قدماً لتتنزل كل بنودها على أرض الواقع،
وتقنع المعارضة الشمالية (الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي) ان التحول الديمقراطي أصبح أمراً مؤكداً وسيؤدى لا محالة في الوقت المضروب إلى قيام انتخابات نزيهة وعادلة وحرة تتنافس فيها كل القوى السياسية على قدم المساواة. أقول بحذر ان الاحتمال قائم وان لم يكن راجحاً!
السبب في الحذر مفهوم لدى الكافة هو التاريخ الشمولي الذي نعرفه مثل جوع البطون للإنقاذ منذ أن طلعت إلى الوجود. ولكن كيف يكون هناك احتمال، ولو متواضع، أن يتغير ذلك التاريخ المعلوم بسبب تدخل هيئة أهلية مهما علت مقامات القائمين بها؟ أحسب أن الظروف السياسية الموضوعية تغيرت كثيرا في اتجاه قبول فكرة الوفاق الوطني ولو كانت مرة المذاق على المتنفذين في الحزب الحاكم.
أول هذه المتغيرات هو أن الخطر الذي يهدد الحكومة والبلاد أكبر من أي خطر سابق تعرضت له سلطة الإنقاذ، وأن الحكومة أضعف مما كانت عليه سابقا بسبب الانشقاق في صف الحركة الإسلامية وفى دخول الحركة الشعبية إلى سدة السلطة (شريكا مشاكسا في عدد من القضايا الهامة) وانتزاعها نصيبها من عائدات البترول، وباتساع هامش الحرية الذي كشف عيوب النظام وسقطاته،
وأن التدخل الخارجي أصبح حقيقة ماثلة في كثير من شؤون البلاد وهو تدخل ليس في صالح الحكومة وليس في صالح السودان، وأن البديل للأحزاب السياسية المعارضة ليس هو المؤتمر الوطني، حزباً غالباً في شمال السودان، بل هو العرقية والجهوية والقبلية تمتشق سلاحا وتمتطي جوادا تهدد به كل البلاد بالتشرذم والنزاع والفوضى.
ومهما كان حب أهل الإنقاذ للسلطة فمن التعقل أن يرغبوا في سلطة لها هيبة ولها طعم في بلد مسالم ومستقر، وأن يخشوا إلى حد ما حكم التاريخ اذا ما استلموا بلدا موحداً ومستقلا ومسالما فتركوه ممزقا ومسترخصاً بين الدول ومتحاربا مع نفسه. ومن المتغيرات الداخلية الهامة أن القرار الحزبي والحكومي تجمع في يد واحدة هي يد الرئيس عمر البشير، لم تعد هناك ضرورة لموازنات داخلية بين مراكز القوى فقد أصبح الشيخ والرئيس شخصا واحدا يستطيع ان يحسم الأمور في أي اتجاه لو أراد.
والسؤال هو: لماذا يريد؟ لأنه تصدى بقوة لرفض مجيء القوات الأممية حسب قرار مجلس الأمن 1706 مما وضع البلد في مواجهة مباشرة مع القوى النافذة في المجتمع الدولي وعليه أن يجد الحل لهذا المأزق خاصة وأن بعض شركائه في الحكم وبعض القوى السياسية المعارضة لا تتفق معه في تلك الرؤية.
فاذا اتضح فيما بعد أن تلك الرؤية كانت خاطئة وأنها تسببت في تفاقم الأزمة التي تمر بها البلاد أو في استباحتها أو تفتتها فانه يتحمل المسؤولية كاملة أمام التاريخ ولو مات شهيدا واقفا على قدميه في مواجهة القوات الغازية! والحديث الذي قاله الرئيس البشير مساء الأحد الماضي عند استقباله لهيئة جمع الصف الوطني
يشير إلى أنه يدرك خطورة الأوضاع التي تحيط بالبلاد وأنه لا بد من تجاوز تلك المخاطر الحادقة بالتئام الصف الوطني، وأن لديه الرغبة في دفع مستحقات الوفاق الوطني التي لا تغيب عليه. دعونا نتمنى وندعو الله في هذا الشهر الفضيل أن لا يغلب حب السلطة على حب السودان! .
كاتب سوداني
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هل قرأ عبدالرحمن الصادق وعيسى عليو والمشاركون من حزب الأمة في لجنة سوار الذهب هذا ؟؟ | خالد عويس | 10-12-06, 06:49 AM |
Re: هل قرأ عبدالرحمن الصادق وعيسى عليو والمشاركون من حزب الأمة في لجنة سوار الذهب هذا ؟؟ | lana mahdi | 10-12-06, 06:57 AM |
Re: هل قرأ عبدالرحمن الصادق وعيسى عليو والمشاركون من حزب الأمة في لجنة سوار الذهب هذا ؟؟ | ابراهيم بقال سراج | 10-12-06, 07:06 AM |
Re: هل قرأ عبدالرحمن الصادق وعيسى عليو والمشاركون من حزب الأمة في لجنة سوار الذهب هذا ؟؟ | محمد عادل | 10-12-06, 07:07 AM |
Re: هل قرأ عبدالرحمن الصادق وعيسى عليو والمشاركون من حزب الأمة في لجنة سوار الذهب هذا ؟؟ | محمد عادل | 10-12-06, 07:07 AM |
Re: هل قرأ عبدالرحمن الصادق وعيسى عليو والمشاركون من حزب الأمة في لجنة سوار الذهب هذا ؟؟ | هاشم نوريت | 10-12-06, 07:23 AM |
Re: هل قرأ عبدالرحمن الصادق وعيسى عليو والمشاركون من حزب الأمة في لجنة سوار الذهب هذا ؟؟ | خالد عويس | 10-12-06, 08:45 AM |
Re: هل قرأ عبدالرحمن الصادق وعيسى عليو والمشاركون من حزب الأمة في لجنة سوار الذهب هذا ؟؟ | عبده عبدا لحميد جاد الله | 10-12-06, 09:54 AM |
Re: هل قرأ عبدالرحمن الصادق وعيسى عليو والمشاركون من حزب الأمة في لجنة سوار الذهب هذا ؟؟ | lana mahdi | 10-12-06, 11:07 AM |
Re: هل قرأ عبدالرحمن الصادق وعيسى عليو والمشاركون من حزب الأمة في لجنة سوار الذهب هذا ؟؟ | Nasr | 10-12-06, 11:53 AM |
|
|
|