رسالة الى الفريق معاش سوار الدهب
من مواطن سودانى المتابع بدقة وحياد مسيرة الحراك السياسى فى الوطن المتعارف عليه بالسودان مجازا ، وما يتم باسم شعبه الطيب الصابر الذى تحمل اكثر من طاقته ورزخ طيلة فترة استقلاله تحت نير التسلط باسمه فى اهانته وازلاله بلا طائل يستوجب علينا .. كابنائه من كل شاكلاتنا السياسية والعرقية والدينية ان نتوحد على الحد الادنى الذى يوفر لنا جميعا حق التعايش السلمى والعادل لكى نتشرف بالدفاع والتمتع من حق اننا سودانيون.. جمعنا وطن واحد.. وطن يكفل للجميع حق المواطنة والتساوى فى الحقوق والواجبات. وطن يستمد من ابنائه وبناته حق ان يقرر للحياة المحترمة الشريفة ويكفل بروح العدل والتساوى لكل انسان ينتمى لتلك الارض الطيبة حق العيش مرفوع الرأس مطمئن السريرة. سيدى الفريق معاش عبد الرحمن سوار الدهب. الرجل الذى يمثل المؤسسة العسكرية السودانية فى شكلها التقليدى تلك المؤسسة التى لعبت دورا اساسيا فى صياغة حال السودان الحالى ، فى دورات متكررة بولوجها للفعل السياسى وادارتها للوطن وفق مفاهيم وشعارات لا تخفى لاى احد مدى نتائجها الخطيرة التى وقعت على شعب السودان المفترى عليه بفرض الوصايا بقوة البندقية. سيدى منذ استقلال السودان فى العام 1956 مرت على سدة الحكم ثلاث حكومات عسكرية بتوجهات مختلفة وبدافع واحد يهدف الى تكريس الحكم والسلطة فى يد من يحمل السلاح ليفرض قسرا رؤيته على هذا الشعب الكريم. لا اود ان ادخل فى التفاصيل والسرد والتحليل لخلفية كل مرحلة اصُبنا بها بحكم العسكر. ولكنى اخلص الى انه مهما كانت الدوافع ومهما كانت نوايا من يقفون خلف تلك الحركات من احزاب يمينية او يسارية فالنتيجة هى واحدة حكم وتسلط المؤسسة العسكرية على رقاب الشعب السودانى. اود ان اذكر بعض الحقائق التى تهم المؤسسة العسكرية منذ انشئها ، هذه المؤسسة وطيلة تاريخها لم تشارك فى حرب حقيقة لحماية ارض الوطن ولم يكن هنال تهديد يذكر بعد انتهاء حملة كتشنر والاستئلا ء على السودان من قبل الحكم الثنائى. خلاف بما قامت به وحدات رمزية من الجنود السودانيين فى الحرب العالمة تحت مظلة السودان تحت الانتداب.. ولكن منذ ان مُنحنا الاستقلال بفعل سياسى ونضال سلمى.. صوبت بندقية العسكر الى صدر الشعب السودانى فكانت منذ البداية الحرب التى استعر وطيصها فى الجنوب لتحصد ارواح ملايين من البشر الابرياء وتزرع روح الفتنة والكراهية بين ابناء الوطن الواحد ، وتذيد وتزكى روح الكراهية، ونتج عنها التمرد وحمل السلاح كرد فعل للظلم والسعى للبقاء. ولا يغيب عن احد نتاج اطول حرب اهلية فى جنوب الوطن الحبيب. لقد كرست المؤسسة العسكرية للحفاظ على الحكم وحللت كل المحارم وسفكت دماء الشعب السودانى . واستباحت الحرمات واهدرت انسانية المواطن وجعلته رهينة للخوف وعدم الاستقرار. وسلبت منه ابسط مقومات الانسانية حرية التعبير والحركة وحق المشاركة فى سير حياته. وظفت هذه المؤسسة كل مقدراتها التى وفرها له دافع الضرائب المسكين الذى يزرع ويكدح فى المزارع ويسرح فى الفيافى وراء ابله وبقره وخرافه.. او من يتصبب عرقه فى المصانع ودواوين الحكومة المدنية من عرق هؤلاء يتم استقطاع قدر كبير لتمويل هذه المؤسسة التى تصوب بنادقها لصدر هذا الشعب. لقد كنت ايها الفريق معاش من تسلم ليلة انتفاضة الشعب فى ابريل 1985 مقالييد حكم هذه البلاد بقرار عسكرى كنت وزير دفاع السفاح نميرى. لن ادخل فى سرد اتهام او اعادة سناريو حكم المجلس العسكرى وما نتج عنه من تغبيش للوعى العام ، وسرق ادوات السلطة بالغش والتزوير والتعجل باجراء عملية مدروسة لتبقى السلطة تحت نفس الفئة التى استأثرت بالحكم طيلة سنوات الطاقة نميرى. هنالك شواهد تؤكد ولا تخفى عن مقدرة مبتدى فى علم السياسة لسرد تلك الاجراءات والقرارت التى ادت لوئد الانتفاضة. ما علينا الذى اريد ان اخاطبك به اليوم يستند من دورك التاريخى فى مطبخ السياسة السودانية والتى تتم خلف الكواليس وخلف ظهرانية الشعب السودانى. السيد سوار الدهب كناشط سياسى لعبت دورا اساسيا ، إبان حكم الطاغية جعفر محمد نميرى وقبلها كان لك دور واضح فى مسيرة المؤسسة العسكرية. لقد استلمت مقاليد السلطة لعام حاسم فى تاريخ مسيرة الشعب السودانى وكان بمقدورك بقرار واحد ان تعيد مسار الحراك السودانى وتنقذ هذا الوطن من براثين الفتن والحروب والمؤامرات. لقد كان فى وسعك وفى وسع مجلسك العسكرى الذى كرس جهده فى توفير الارضية لاعادة دفة الحكم بطريقة مدروسة لهزيمة تقدم السودان واحترام حق المواطنة. وتجاهلمت النداء الوطنى من العقيد جون قرنق وحركته .. وواصلتم فى فرض حكم ما سمى بالشريعة الاسلامية دون تعليقها.. وحاولتم الابقاء على كل الاجهزة القمعية لولا ثورة الشعب.. وحتى درجة الاستجابة لحل جهاز امن النميرى كانت سلحفائية لم تغير شئا غير تغيير الاسم. وانت تتحمل كل المسئولية الاخلاقية لما وصلت اليه البلاد يومنا هذا.. فمجلسكم العسكرى من كبار قيادات الجيش الذى صفاه المشير الدكتاتور نميرى من كل القيادات الشريفة والمحايدة وجعلها مؤسسة لتنظيم واحد... هو تنظيم الجبهة الاسلامية التى شاركت النميرى الحكم منذ عام 1976 بعد ما عرف بالمصالحة الوطنية وقوت شوكتها الاقتصادية بقيام بيت المال الاسلامى والذى انت احد مؤسسيه وبقيام بنك فيصل الاسلامى الذى عمل لتكريس القوة الاقتصادية للاتجاه الاسلامى فى الحركة السياسية السودانية . والذى بكل انتهازية رمى كل القيم السياسية واستغل بكل الوسائل فى تسخير جهاز الحكم لمصلحته الحزبية وكرس كل جهده فى زرع اعضائه فى المؤسسات الامنية والعسكرية ليوم قادم تحت شعار الحل الاسلامى الزريعة التى قصمت مسيرة الشعب. لقد لعبتم دورا هاما فى وئد الديموقراطية التى لم تكن تؤمن بها اصلا بحكم وظيفتك وانتمائك. وحصل ما حصل اليوم الوطن السودان على حافة الانهيار.. امتدت بندقية المؤسسة العسكرية الطاغية الى صدر شعبنا فى دار فور.وفى الشرق وفى الشمال فى امرى. وفى كل بيت سودانى شريف.. والمسلسل مستمر. وهى متمركزة بوجود هائل وكثيف داخل حرم مدينة الخرطوم يعمل فى حماية الطغمة الحاكمة وينعم بمقدرات وثروات الشعب المنهوب نهارا جهارا.. تم استدعائك كرجل المهام الصعبة فى حالة الانهيار لقد افرغت الانتفاضة الشعبية فى ابريل، واليوم تم تكليفك باجراء حوار او فعل سياسى لجمع الشمل وتفادى الكارثة. اثق تماما بمقدرتك واحترام الكثيرون لك محليا وعالميا. فالعالم حفظ لك جميل واحد انك اوفيت بودك بتسليم السلطة بعد عام وفعلت ذلك ولا خلاف فى الشكل الاجرائى ووجدت منا كل الاحترام. ولن نسألك لم سلمت السلطة وكيف تم ذلك سنحفظ جميل احتفاظك بالوعد ليس الا. اليوم واجبك لجد صعب لذا احاول ان اخاطب عبر الاثير لعلك رسالتى تصلك. السيد الفريق معاش عبد الرحمن سوار الدهب احتراما لسنك وتجربتك الوظائف التى تقلدتها ارى ان تجربتك فى الحياة السياسية تؤهلك ان تستخدم ادوات التحليل البسيط فى متابعة السياسات المختلفة واثراها على الوطن السودان. ومنها دورك الوساطى الذى تجيد القيام به عندما تكون الازمة ازمة حكومة ضد الشعب. لا اظنك ذلك الحمل الوضيع او المواطن السودانى ود البلد فعال الخير ورجل الاجاويد والحارة ولأنها مسألة وطن على حافة الموت. لا اجد طريقا للصفات الشخصية وحدها تكون ناجعة لحل المشكلة التى لا تحتاج اصلا مجهودا فى تعريف اصولها وتقديم وصفاتها العلاجية. ورغم قناعتى التامة بالدافع الذى عليه تم اختيارك لهذه المهمة. ولكن كمواطن حادب على سلامة الوطن ولى من حسن النوايا الطيبات فى كل انسان جاد لحل المشكلة السودانية . اريد ان اضع بعض مقترحات يمكن تساعدك فى استيعاب ابعاد المشكلة الحقيقية وتساعدك فى تقديم خدمة للشعب السودانى وتحفظ الآف الارواح التى تزهق فى هذه اللحظة. اولا: ان مشكلة الشعب السودانى هى مشكلة الحكومات والفئات المتسلطة برقابه اذا اعترفنا بان ما آ ل اليه الوطن من تردى وفوضى وعدم امن وحروبات وفساد نجد ان الحكومة متمثلة فى الفئة المتنفذة والحاكمة هى الاساس لكل هذه المشاكل. اذن الاطراف المشاركة فى الصراع هى ردات فعل لتعنت الحكومة والتمسك بالسلطة باى ثمن حتى لو انهار الوطن ولا اذكر حديث المشير البشير ورد فعل العمل العسكرى للتجمع الديموقراطى ولا الطريقة الجعلية والفردية والخط الحماسية التى تقود هذا الشعب الى المحرقة ببعيد عن ذاكرتك السياسية. تحاول السلطة ان تضع كل الشعب السودانى فى كفة وهى فى كفة وتراهن يا بقاؤها فى السلطة او هدم هذا الوطن وتمزيقه... فاذا اردت الحل وانت رجل مراحل التغيير يجب ان تفاوض بحكمة بكيفة تنازل هؤلاء من سدة الحكم سليما... ويعدهم الشعب لن ينشر مقاصل الثأر فى الطرقات بل سيعمل من اجل قيام جهاز قضائى عادل مستقل.. يعطى كل واحد حقه . ولن يخاف من هذا القضاء الا مجرم يعرف كبر جريمته فلنترك للقاء الحر ليس قضاء السلطة. لكل ان توفر هذه الضمانات من حنكتك وهنالك تجربة المشير القاتل جعفر نميرى الذى يتحرك فى السودان بكل حرية وهنالك آلاف من دماء من قتلتهم مازالت لم تجد الثأر او القصاص. ثانيا: ان تعمل على افراغ كل القوانين والدساتير الغير ديموقراطية والتى عملت لحماية الانظمة وليس الشعب بان يوقف العمل بها. الى حين قيام هيئة وطنية تمثل كل الوان الطيف فى العمل الجاد فى ارساء قواعد دستورية ديموقراطية تحترم حق المواطنة وحق حرية العقيدة. وتحترم كل الاتفاقات الدولية التى ساهمت فى حل المشكلة كنيفاشا.. وتكرس على استقلال القضاء والخدمة المدنية والبحث العلمى.. وتحيد المؤسسة العسكرية وتحرم حق دخولها فى الفعل السياسى من خلف ظهرانية الشعب. ثالثا: ان تعمل بان تسمع لكل اراء الجبهات وحاملى السلاح بموضوعية وتدرس اسس المشاكل وكذلك ان تحترم راى الاحزاب السودانية التى تعمل جاهدة لدرء الفتن وحفظ الوطن من تمزق آت. اذا تقيدت بهذه الملاحظات وترفعت عن الدوافع الدينية والشخصية والجهات التى تعيش على كنفها واصبحت محايدا فعلا وعملت لحل مشكلة الوطن لا الجهات التى ورطت السودان فسيكون اسمك فى التاريخ منقوشا من الذهب رغم ماضيك الذى يمكن ان يكون فيه بعض من التساؤلات واتمنى لك عملا جادا من اجل وطن للجميع مواطن سودانى غيور (عدل بواسطة sharnobi on 10-03-2006, 02:31 PM) (عدل بواسطة sharnobi on 10-03-2006, 03:12 PM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]