|
الجندول
|
قد تبدو الذهنية الضحلة و التناول السطحى اللاموضوعى لمختلف القضايا و بالتالى محاولة إيجاد و وضع الحلول الواهية و الواهمة لها و التى يتمتع بها(إخواننا) الأسلاميون أمراً طريفاً بعض الأحيان, لكنها محزنة مبكية بلا شك فى أغلب الأحيان لأن هذه الذهنية هى ما ظل يحكمنا و يحسب علينا شئنا أم أبينا قرابة السبعة عشر عاماً و نيف, مثال لذلك إجتثاثهم ل (شجرة) الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم فى محاولة لوقف النشاط المناهض لمخططاتهم الإجرامية,مصادرة دار إتحاد الكتاب السودانيين و تحويلها الدرامى إلى دار للإتحاد العام للطلاب السودانيين, و ما أنا بصدده الآن ألا وهو الإستيلاء على كازينو و متنزه الجندول و ضمه إلى جامعة القرآن الكريم, للذين لم يعاصروا تلك الفترة, فالجندول لم يكن مجرد منتزه يرتاده العشاق و أصحاب الصبابة(لا غضاضة فى ذلك) بل كان بؤرة ثقافية, سياسية و إجتماعية ساهمت بقدر وافر فى إذكاء روح النضال و المقاومة لنظام النميرى من خلال الندوة الإسبوعية المفتوحة التى كانت تقام هناك و فوق هذا و ذاك أخرجت لنا الكثير من الأعمال الأدبية و الفنية و الثقافية, و أخرجت أيضاً العديد من الأصوات الفتية التى سلكت دروب الفن و الأدب و لمع إسمها فيه فيما بعد. دعوتى هى إستكتاب كل من عاصر تلك الفترة و أدلا بدلوه فيها لرواية الأسهام و الدفع الذى أضافته الندوة فى تلك الفترة إلى الكينونة و الجسم السودانى ثقافياً,إجتماعياً و سياسياً. فى بالى العديد من الأسماء لكن أفضل ألآ أذكرها لأدع لهم حرية إختيار الوقت و الشكل للتوثيق لهذه الفترة الثرّة من حياتنا لأن هذا التاريخ ملك للأجيال القادمة فلا أقل من أن نملّكهم له. إذن هلموا أبطال و صناع تلك الفترة و ذلك التاريخ و تلك الندوة التى ما زالت جزوتها فى الخاطر و الوجدان
|
|
|
|
|
|