|
لماذا لم يقبل المؤتمر الوطني التحدي؟ بقلم الدخري داؤود
|
لماذا لم يقبل المؤتمر الوطني التحدي ؟ الدخري داؤد- الرياض – [email protected] إن تفسير قيادات المؤتمر الوطني وعلى رأسهم الدكتور نافع علي نافع صمت الجماهير السودانية على أنه قبول بالإجراءات الأخيرة (زيادة أسعار السكر والمحروقات ) وعلامة رضا عنها ، جعل الدكتور نافع يتحدى المعارضة على مدى قدرتها على تحريك الشارع ، وكان مرد ثقته هو امتلاك حزبه وسيطرته على آلة القمع والبطش مما لا يسمح بحرية التعبير وتحريك الجماهير . أن هذا الحق ليس منحة من المؤتمر الوطني أنما هو حق كفلته الديانات السماوية والقوانين الدولية ، كما تم تضمينه في الدستور واتفاقية نيفاشا . كنا نقدر ونحترم تصريحات د. نافع لو أكد بالدليل العملي عجز القوى السياسية عن تحريك الشارع وهجرة جماهيرها لها واصطفافها خلف المؤتمر الوطني بإنجازاته التي يزعم ليل نهار بأنه قد حققها ، لا أن يتحدى القوى السياسية بوسائل القمع والبطش والتي ثبت عدم جدواها في سحق إرادة المواطنين . أن تجربة مسيرة الأسبوع الماضي كشفت القناع عن ضعف المؤتمر الوطني سياسياً وحالة الخوف والهلع الذي يتملكه حتى من مجرد التجمهر والتظاهر السلمي والذي بالضرورة هو حق مشروع . كما كشف وبشكل سافر أن هنالك نوعان من الجماهير جماهير لها الحق في الحماية والرعاية من الدولة وجماهير مغضوب عليها ليس لها الحق حتى في التعبير ( كما قال أحد السياسيين أن هنالك مظاهرتان واحدة تقدم لها المرطبات أما الأخرى فتضرب بالهراوات ) هذا هو نهج المؤتمر الوطني في رعاية مواطنيه ، هل هذه قوى سياسية مؤهلة أخلاقيا لرعاية مواطنيها ؟ أن استخدام القوة بهذه القسوة يؤكد أن التحول الديمقراطي عند المؤتمر الوطني قول مردود عملياً ، وأن العقلية الإقصائية مازالت هي المسيطرة على مفاصل الدولة . أن الأوان أن تدرك القوى السياسية أن قومية أجهزة الدولة مطلب لابد من إنجازه قبل أي انتخابات قادمة لأنه شرط يتلازم مع قيام انتخابات حرة ، وان أي فهم غير ذلك يصبح استهلاك سياسي وترف لا قيمة له . أن هذا السلوك كشف عن الوجه الشمولي للنظام ، وأن الحديث عن جاهزية المؤتمر الوطني للانتخابات يجب النظر إليه من زاوية المقدرة على التزوير والتلاعب وتزييف إرادة الناخبين عبر التحكم والسيطرة على أجهزة الدولة ، إذ لا يعقل أن تتاح للمواطن حرية الانتخاب بمعزل عن التعبير. أن حرية التعبير هي مقدمة موضوعية لحرية الانتخابات. أن صمود القوى السياسية أكد تجاوز حاجز الخوف ,وأكد أيضاً درجة النضوج والاستعداد للنضال السلمي لانتزاع حقها الطبيعي والدستوري ، كما برهن عدم قدرة المؤتمر الوطني على التحدي من دون استخدام لعصاه الغليظة وفشله وسقوطه في أول تحدي له .
|
|
|
|
|
|
|
|
|