التحية لإبنة عمتي الصحفية الشجاعة أمل هباني وهي تشجع زوجها في مواجهةالظلم في تظاهرة منبرالسودان

Quote: اشياء صغيرة عذراً شوقي.. إنه عربون الخلاص امل هباني عزيزي شوقي.. لن يزيدني منظرك -وأنت تدخل علىَّ ممزقاً ظهرك من آثار السياط، وضرب هراوات الشرطة التي أصبحت تحمي الظلم والجبروت- إلا احتراماً، وتقديراً لك، ولكل من شارك معك في تظاهرة منبر السودان -السلمية الرمزية- ضد زيادات أسعار السكر والوقود الظالمة المجحفة لهذا الشعب أزواجاً وزوجات، آباء وأمهات، أبناء وبنات. عزيزي شوقي: إنهم إن امتهنوا إنسانيتك، وأهدروا كرامتك بالضرب والركل والتخويف والإرهاب فإنك أكرم وأكثر إنسانية؛ لأن صوتك ارتفع عالياً يرفض الظلم واحتقار الشعب. وتحقيره كل يوم بشكل جديد، وبوسيلة مبتكرة وكأن لهم ثأر مع هذا الشعب الذي صبر عليهم أكثر من صبر أيوب على علته التي ابتلاه الله بها. لقد استباح (هؤلاء) جلدنا لدرجة الابتذال، وتعاملوا مع هذا الشعب كما تعامل الأميركيون الأوائل - الذين غزوا أرض أميركا- مع الهنود الحمر، بل إن الأميركيين كانوا أكثر رحمة؛ لأنهم أبادوا الهنود الحمر، وأراحوهم مرة واحدة، لكن هؤلاء أدخلوا الشعب السوداني في عنق الزجاجة، وأصبحوا يتلذذون بتضييق الخناق عليه وتعذيبه بكل ما أوتوا من قبح، وقسوة وكأن الله نزع من قلوبهم أجمل صفاته التي أشرك الإنسان فيها وهي (الرحمة). لذا لن يُرَوِّق ماءَ وجههم زيادةُ السكر والوقود في هذه الظروف الحرجة السيئة التي أوصلوا إليها هذا الشعب؛ لأنهم في الحقيقة (بلا ماء وجه)، وستتواصل هذه الزيادات من السكر إلى الكهرباء، ومن الوقود إلى المياه، وحتى الهواء الذي يتنفسه المواطن سيحاسب عليه في يوم ما؛ ليس من أجل (التنمية)، ولا (الرخاء) فالإنقاذ أدخلت في خزائنها من هذا الشعب ما لو أرادت أن تجعل من هذا السودان جنة الله في الأرض لفعلت، ولمواطنه صاحب أعلى دخل في العالم لكان، لكنها لم، ولن تفعل هذا أو ذاك؛ لسبب بسيط هو أنها حكومة مصابة بالسفه والتقزم. فمسؤولوها صغار النفوس والعقول لدرجة أنهم لا يطمحون لأكثر من بناء المنازل الفارهة والفاخرة وتعدد الزوجات وأكل الطيبات، ومصابون (بالسفه) وهو تبديد الأموال في غير فائدة، ولا طائل؛ لذا نحن ندفع فاتورة (السفه الحكومي) وليس (البذخ الحكومي) وتطييب الفساد حتى صار أمراً متاحاً ومباحاً للجميع، حتى صار أمر عمارة الرباط التي تستوجب (حبل المشنقة) قضية وتسوية هايفة. عزيزي شوقي: آن أوان أن يسمع هؤلاء صوت (الشعب) والناس؛ وإن قابلوه اليوم بالضرب والسلاح فغداً لن يستطيعوا؛ لأن الشعب أقوى منهم. ولك حبي. زوجتك أمل هباني