|
د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار
|
إلى الأديب , القانوني الدولي الضليع , الدبلوماسي المخضرم , السياسي المحنك (والمستشار) الدكتور منصور خالد لك السلام والتحايا. لا أحد ينكر أنك من المثقفين القلائل نافذي البصيرة وأنك قد تقلدت منصب وزير الشباب والرياضة وكذلك وزارة الخارجية في النظام المايوي الذي بدأ عملاقا وانتهى قزما وعند بداية هذه النهاية كنت كبيرا – وهذا يكفيك - وتخليت عنه بعد أن أصبح أداة طيعة في يد الهوس الديني (خنافس دينية وتجار دين) لكنك لم تتخلى عن أهلك الضعفاء عن طريق القلم الحر الذي عرى ذلك الهوس في (الفجر الكاذب) الذي أهديته للأب الحنون محمود محمد طه (المليء بالأيمان حتى المشاش) الذي لم يحمل حتى (عصاه ليتوكأ عليها) والذي اغتالته الأيادي (الصدئة) لا لشيء إلا لأنه رفض إذلال الشعب العملاق, وقال للحاكم (الفاجر الداعر): (هذا أو الطوفان) . ولكي يصبح هذا القلم قلما عمليا أعلنت انضمامك للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة (الصنديد) الدكتور جون قرنق وبقية الشرفاء الذين حاربوا بشراسة وشرف حتى أذعن النظام الذي لا يؤمن إلا بالبندقية ليجئ السلام كنتيجة طبيعية لهذا العمل, فاستبشرنا خيرا بقدومه وقدومكم لتمارسون ما اتفقتم عليه على أرض الواقع ليثمر عزا بعد ذل وحرية بعد رق ورخاء بعد ضيق . كل ذلك الحلم لم يتبخر بعد وفاة القائد لأننا كنا متيقنين أن القائد قد ترك مؤسسة أفرادها مؤمنون بالنهج القويم الذي اختطوه, لكن الحلم قد تبخر بعد أن رأينا عمليا - ولأكثر من عام على توقيع الاتفاقية – أن دولة الهوس ومؤسساتها كما هي إن لم تكن قد ازدادت قوة رغم أن رجال الحركة الذين عول عليهم الدكتور جون وعول عليهم الشعب ليسوا هم كما نعتقد ويتبوءون المناصب وكأن الغاية هي المناصب , وأقصدهم جميعا لكني أخص الدكتور منصور لأني كنت أظنه أنه قد نزل من سمائه الفكري كي يأخذ من حطونا من عل ويسوقنا جميعا إلى حيث الحلم الذي نحلم لكن أظن أن دولة الهوس قد حطتك معنا. سيدي الدكتور إننا نسمع كثيرا عن مستشاري السيد الرئيس لكننا لم نسمع (بالمستشار) منصور خالد , كذلك نسمع أن المستشار الفلاني قد ترأس مفاوضات أبوجا لكننا لم نسمع (بالمستشار) منصور خالد , وعندما يتوجه أحد المستشارين لمفاوضات الشرق , فإن (المستشار) منصور خالد لا صوت ولا بصمة له. وعند اشتداد وتأزم الموقف بين الحكومة والمجتمع الدولي كنا ننتظر من (المستشار) أن يقول لهم أن الظواهر الحلقومية والهتافات الجوفاء لا تغنيكم شيئا وأن الحل هو الحماية لمواطن دارفور من هذا السحل الذي لم يتوقف. أنا لا أشك في أن أهل الإنقاذ (الفجر الكاذب) لا يريدون استشارتك لأنك ببساطة مع المستضعفين والمهمشين والذين أخرجوا من ديارهم بغير حق وبالتالي فإنك ضد (التوجه الحضاري) , وإن كان ذلك كذلك –ففي اعتقادي – تركك لهذه المهنة أجدى لمواطنيك ولتاريخك الناصع الذي يريد أهل الهوس أن يسودوه وأجدى لك أن تتخلى عن (القرف) وتتفرغ (لحقيبة الفن) .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار | عبد الحي علي موسى | 09-02-06, 04:51 AM |
Re: د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار | Hisham Ibrahim | 09-02-06, 06:42 AM |
Re: د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار | عبدالأله زمراوي | 09-02-06, 03:25 PM |
Re: د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار | عبد الحي علي موسى | 09-05-06, 09:23 AM |
Re: د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار | السنجك | 09-05-06, 09:34 AM |
Re: د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار | عبد الحي علي موسى | 09-05-06, 09:43 AM |
Re: د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار | ناذر محمد الخليفة | 09-05-06, 12:10 PM |
Re: د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار | tariq | 09-05-06, 03:02 PM |
Re: د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار | احمد الامين احمد | 09-05-06, 03:19 PM |
Re: د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار | Hashim Badr Eldin | 09-05-06, 04:55 PM |
Re: د. منصور خالد المستشار الذي لا يشار | عبد الحي علي موسى | 09-09-06, 05:03 AM |
|
|
|