............ في ذلك اليوم ,بكيت بكاء شديدا ,وكانت تلك أول مرة أبكي فيها ولم أدر لماذا ؟ هل لأنهم أخرجوني من بيتي الرائع .. وبالقوة؟, ذلك البيت الذي لم يزاحمني فيه أحد قط!!وإلي أين!
إلي مكان لا أعلم عنه شيئا....أشياؤه غريبة..
منها ما يرتكز إلي أعلي ,وأخري تحيط بالمكان من كل الجوانب.. لم يكن بإستطاعتي وصفها في ذلك الوقت.
كنت خائفا من تلك الأشياء التي أجهل كنهها مثلي مثل أي شخص غريب في بلدة كل سكانها أقارب. كنت أسمع اصواتا كثيرة ولا أفهم ما تعنيه.. أصواتا عالية وأخري خافتة,وأحيانا كانت تأتي أشياء وتصرخ في أذني ولا أدري لماذا تفعل ذلك! وماذا تقصد ,هل كانت تحاول إبلاغي رسالة ما ؟ولكني لا أفهمها !! كل ما استطعت إدراكه أنهم لا يريدون إيذائي,لأنهم لو أرادوا لفعلوا وبكل يسر, ذلك أنني لم يكن بإستطاعتي الحركة مثلهم .وصراحة, كنت لا أفعل شيئا سوي البكاء ,البكاء , البكاء,وأخيرا ..لذت بالصمت ربما لأنني أقتنعت بعدم جدوي البكاء
ولكن كان من بين تلك الأشياء المتحركة شيء واحد لم يفارقني قط, وكأنه قد كلف بحراستي ومراقبتي, وقد أحسست منذ البداية أنه طيب القلب ولا يود إيذائي , وكنت حينما أحس بالجوع أو العطش أجده يسرع ملبيا طلبي وبسرعة البرق. ورغم مخاوفي .وعدم إدراكي لما يدور حولي إلا أنني أحببت ذلك الكائن وتمر الشهور ,وكنت وقتها قد إقتنعت أنني سأظل في هذا المكان , وإلي الأبد ولن أتمكن من العودة إلي بيتي الذي لا أعلم طريق العودة إليه!
ثم بدأ ذلك الكائن تعليمي لغة للتفاهم معه , وقد إستطعت فهم بعض العبارات منها ولكنني لم أستطع نطقها نسبة لصعوبتها ,فبذل معي جهدا خارقا. ولأنني أحببته فقد بذلت أيضا نفس الجهد حتي أتعلم تلك اللغة ,وبعد عدة أشهر وجهد خارق إستطعت نطق أول كلمة علمني إياها ذلك الكائن مكررا خلفه ما يقول بفرح غامر:- ما.. ما.. ما ما ..ماما,ماما ماما.
(عدل بواسطة عصام أحمد on 07-27-2006, 04:02 AM) (عدل بواسطة عصام أحمد on 07-27-2006, 04:15 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة