مصر و السودان دولتان: هل تسمعني؟؟؟!!! أو بعض (حجارة) ألقيها في درب (خبير إستراتيجي) مصري!!!

[qb]
*مصر و السودان دولتان: هل تسمعني؟؟؟!!!

رداً على مقال (الخبير الإستراتيجي) المصري"ممدوح عبد المنعم" حول الإمام الصادق المهدي

لعل مما يثير الحنق بل الاشمئزاز أن بعض مثقفي الجارة الشقيقة مصر يعتبرون السودان جزءً من مصر لا سيادة له وأن الإستقلال الذي تم للسودان في الأول من يناير عام 1956 ما هو إلا محض خطأ تاريخي و (تفريط) أودى بالسودان بعيداً من الأرض الأم مصر.

لا زال بعض مثقفي(الجارة الشقيقة) مصر يعضون أصابع الندم على (الخسارة) التاريخية و يحملون السيد الإمام الصادق المهدي مسئولية فصل السودان عن مصر رغم أنه في عام 1956 كان في العشرين من عمره ولم يكن دخل مضمار السياسة السودانية بعد!

قرأت مقال (ممدوح عبد المنعم) الذي سبق إسمه لقب (خبير إستراتيجي) و سرعان ما أحسست أن الخبرة الإستراتيجية في خطر محدق تكاد تلم بها كارثة محيقة!

المقال المعنون ب(عفوا .. 'فضيلة الإمام' .. حان وقت المصارحة حتي لانبكي علي السودان!

هذا الشبل من ذاك الأسد) والمنشور بمجلة"آخرساعة"العدد (3742)بتاريخ 11/7/2006،وكاتبه الخبير الإستراتيجي حاول تغليف مقاله المفعم بالبغضاء لشخص الإمام الصادق المهدي بمبررات موضوعية و ما هي بالموضوعية كالحسرة على انفصال مصر من السودان!

أما أورده في مقاله:" ألم يكتف حزب الأمة وعلي رأسه الصادق المهدي بما فعله الحزب عام 1954 والاتفاق مع الانجليز وقت أن كان طالبا في بريطانيا في جامعة اكسفورد وذلك للانفصال عن مصر وهي أول دعوة للانفصال في التاريخ الموجع للأمة العربية ويكون صاحب السبق والفضل فيها لحزب الأمة"

فتأكيد على ملامح الندم على ضياع السودان من يد مصر باعتبارها صاحبة الحق التاريخي فيه!!

أولم تعلم أن القرار السيادي باستقلال السودان صوّت لصالحه حتى دعاة الوحدة مع مصر وتم التصويت له بالإجماع من داخل البرلمان؟

حقيقة دهشت حيث يبدو أنه لا يعرف الخبير الإستراتيجي أبجديات ما يتكلم عنه من شئون كتاريخ انخراط السيد الصادق المهدي في السياسة و تاريخ انتخابه كرئيس لحزب الأمة: وهل نما لعملك أن السيد الصادق المهدي لم يدخل أتون السياسة إلا عام 1964؟؟

بدا كاتب المقال (الخبير الإستراتيجي)ممدوح عبدالمنعم محتجاً على لقب (إمام) باعتبار أن المهدي لم يأخذه من الأزهر الشريف الذي يمنح تلك الألقاب الدينية،ونسي كاتب المقال أن حدود تفوذ الأزهر هو خريطة جمهورية مصر العربية و حسب،حيث لدينا في السودان جهات كاملة السيادة كهيئة شئون الأنصار ومؤسساتها التي تستطيع أن تمنح لقب إمام و غير إمام دون أن يجرؤ أحد على محاسبتها سواء الأزهر أو غير الأزهر مع كامل احترامي للمنارة العلمية و الدينية.

أما الإمامة فهي ليست "وراثة في الطريقة المهدية التي ننتمون إليها" كما تساءلت بمقالك ولا المهدية طريقة يا فضيلة الخبير الإستراتيجي،المهدية ليست طريقة صوفية بل حركة تحررية خلصت البلاد من نير المستعمر الإنجليزي الذي كان يحكم السودان و مصر معاً تحت نفوذ تاج ملكة بريطانيا(حتى لا يأتي أحدهم ليفتي أن السودان كان مستعمرة مصرية)وكانت هذه أوْلى أولويات المهدية!

أما مسألة كونها وراثية فهي ليست وراثية،حيث تم انتخاب الإمـــــام الصادق المهدي ولو كانت وراثة لدان الأنصار لمن هم اقرب رحماً للمهدي الكبير أي حفيده المباشر و ليس ابن حفيده!!

والحقيقة أنني تبسمت كثيراً لاهتمام كاتب المقال بالشأن الديمقراطي السوداني والأكثر خصوصية الأنصاري و تفاءلت خيراً أن يكون مهتماً أيضاً بقضايا الديمقراطية و الحريات و حقوق الإنسان في مصر،ففي عهد السيد الصادق المهدي أيام كان رئيس وزراء السودان كان يحق لأي شخص نقد أدائه علنياً دون أن يعترضه معترض،ودون أن يزج به في سجن أو أن يذهب (في داهية) وراء الشمس!

ولذلك كانت التجربة الديمقراطية السودانية هاجساً لل(أقارب و الأباعد)،فالديمقراطية داء سريع العدوى يخشى منه على ال(سلامة السياسية)للشعوب الأخرى وعلى ( الأمان الصحي) للديكتاتوريات!وحقيقة ما حوّل بسماتي الجزلة ل(بسمات عريضة) فقرة وردت في مقال الخبير الإستراتيجي و هي: "ولكن تصريحات فضيلة الإمام 'آلصادق المهدي' زعيم حزب الأمة بدأت تذهب بصبري أدراج الرياح، رغما عني فقد صرح فضيلته عدة تصريحات نارية بداية من 8/4/2006 'نعم صافحت بيريز في أسبانيا"

حسناً و ما المشكلة إن صافح بيريز في أسبانيا؟وهل كانت كامب ديفيد سودانية أم من صنيعة الإمام الصادق؟وهل يا ترى ترفرف أعلام إسرائيل على أرض السفارة الإسرائيلية في الخرطوم أم في القاهرة؟؟!!!

ولم حوى مقالك الأسبق هذه الجملة:" 'ومن عجب الأقدار أن يقوم الصادق المهدي بمحاكمة 'نميري' بتهمة الخيانة العظمي رغم أنه أول من تعامل مع إسرائيل عام 1954"؟؟

وهل موقف الإمام الصادق المهدي من إسرائيل هلامي أو ضبابي أو مائع كمواقف البعض؟؟!!

أنفهم من كلامك أعلاه أن كل من تعامل مع إسرائيل يستحق تهمة الخيانة العظمى؟أتريدني أن أعدد لك كم من المسئولين و الحكام المصريين -حاضرهم و سابقهم- يستحقون وفق وصفك تهمة الخيانة العظمى؟؟! وللا بلاش؟؟؟!!!

حقيقة كلما أمعنت في التوغل في سطور مقال ال(خبير الإستراتيجي)تذكرت المثل السوداني الاشهر(الغلبها زوجها مشت تأدب حماتها)!

ثم يستمر الخبير الإستراتيجي كاتباً:

"الأخ العزيز 'فضيلة الإمام' لست أدري كيف تهون دارفور عليكم وتنادون بقوات دولية وأنتم تعلمون أنها كانت مطمع الجميع منذ كانت دارفور ضمن حدود الدولة المهدية،"

ولم هانت (حلايب) عليك يا سعادة الخبير الإستراتيجي؟لم لم نقرأ لقلمك مطالبة بعودة حلايب إلى أحضان الوطن الأم السودان؟

هل المبادىء تتجزأ؟أم المواقف تتجزأ؟؟أم الأمانة الصحفية جلباب نلبسه وقت اللزوم و عند الحوجة فقط؟

لنا مهدي

صحفية وناشطة سياسية سودانية
*نقلاً عن سودانايل و أرسلته ل(آخر ساعة) المصرية

[/qb]