|
الجــمال ..اشد النعم ابتلاء ..
|
قال عون بن عبد الله: من كان في صورة حسنة ومنصب لا يشينه ووسّع عليه في الرزق، كان من خالصة الله، وقالت عائشة رضي الله عنها: يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأصبحهم وجهاً فإن تساووا فأجملهم زوجة، أما الإمام علي رضي الله عنه فقد قال خصصنا الله بخمس: صباحة وفصاحة وسماحة ورجاحة وحظوة. وكذلك اتفق العرب عموماً أن الحلاوة في العينين، والجمال في الانف، والملاحة في الفم. أما العالم بن شبرمة فقد قال ما رأيت لباساً على رجل أزين من فصاحة، ولا رأيت لباساً على امرأة أزين من شحم. هذا الرجل الفاضل لم يدرك هذا الزمن الذي صارت فيه الفصاحة سبة على الرجل والشحم مصيبة على المرأة يجعلها تطوف بمعاهد الرياضة والكبارى بحثاً عن نزول الوزن كي يسمح لها المجتمع بالدخول إلى حظيرة الجاذبية حيث الوظيفة والزواج والامومة والطفولة.
الجمال من الأشياء الحبيبة إلى النفس وهو موجود فيك وحولك في كل الكون حتى المعمار قال عنه الفلاسفة انه موسيقى متجمدة إذا كان متناسقاً تناسبياً. والجمال كقيمة ومفهوم يختلف من بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى كما أن معاييره قابلة للتطور والتعديل، فمثلاً كانت في السودان وقبل خمسين عاماً اجمل صورة للعروسين هي بالابيض والاسود وقد لبست فيها العروس فستاناً بعيداً شيئاً ما عن الحشمة، أما شعر الرأس فهو مقسوم من الإمام إلى مسيرتين متموجتين، والعروس على هذا الحال تجدها متكئة على كتف العريس الذي ابرزت الدهشة عينيه. هذه الصورة أصبح الناس يخفونها في المخازن والدواليب المهجورة لأنها إذا قورنت بمقاييس اليوم الجمالية فهي لا تعني شيئاً سوى (الهبالة).
|
|
|
|
|
|