هل تمتلك الأحزاب والحركات السودانية مشروع قومياً بديلأ للجبهة الإسلامية؟
قيل: هل تعلمون ما هي أفضل نصيحة للتحالف مع الشيطان؟ ألا تفعل ذلك ... اصبح هذا السؤال ملحأ في ظل الانهيارات المتعددة والمتتالية لكل المشاريع القومية التي تبنتها القوي الوطنية خلال الفترة التي استولت فيها الجبهة الاسلامية علي مقاليد الحكم عن طريق انقلاب الثلاثين من يونيو. تراوحت هذه المشاريع ما بين الثورة المحمية والمعززة بالسلاح الي مشروع السودان الجديد الي مشروع الدولة الاسلامية الذي قطعته الجبهة الاسلامية علي نفسها وعل بقية الحركات التي تبنته. لم يكن انهيار المشاريع هي الأسوأ فالأحزاب القومية نفسها لم تستطيع التماسك ككيانات وبدأت تتفكك وتنقسم علي نفسها بدءا من مشروع التوالي السياسي لتتصاعد الخلافات الداخلية وتبدأ الشروخ في هذه الكيانات سواء كان حزب الأمة أو الإتحادي او الشيوعي. مع تضاؤل مشروع الثورة المحمية برز مشروع السودان الجديد كبديل استطاع ان يضم اليه الكثير من السياسيين والمثفين السودانيين وبرغم أنه بدأ جنوبيا لكنه استطاع ان يستقطب قاعدة عريضة شمالاً الا انه انتهي بمفارقة محيرة واسئلة لم تجد الاجابة حتي اللحظة ... ففكرة السودان الجديد تستبعد الكيانات التقليدية الا انها تحالفت معها في مشوارها الطويل ضد السلطة الحاكمة في الخرطوم ولما كان تاريخ عمل الحركات المسلحة ينتهي الي تسويات فلم يكن هنالك سوي طريق أوحد للحركة الشعبية للسير فيه وهو التوقيع المنفرد مع حكومة الخرطوم ليخرج النظام الجديد من قبضة القوي التقليدية ويتحالف مع السلطة العسكرية التي تمثل أسوأ نماذج ما سمي بالسودان القديم ... هذه المفارقة هي التي قادت الأحداث فيما بعد بحيث بدأت مسالة تذويب مشروع السودان الجديد في داخل المشروع الاسلامي المتهالك و الذي تحور بفعل هذا الاندماج وتخلي عما كان يسميه بالخطوط الحمراء أو الثوابت أو غيره من المسميات التي ابتدعتها حكومة الجبهة الاسلامية لتتحول الجبهة الاسلامية الي امام مسجد يرتدي الصليب ... النتيجة الطبيعية لذوبان المشروع الاسلامي المنهار ومشروع السودان الجديد بتلك الطريقة هو نظام جديد لم يرث سوي الأسوأ في الحالتين فالجبهة الاسلامية ونظامها القهري ازداد قوة ومنعة بحيث ان القوة الوحيدة التي كانت تهدد وجوده اصبحت داعما له دون ان تستطيع اجراء اية تغييرات جوهرية سوي ان ما كان يمارس باسم الدين اصبح يمارس تحت اسم السلام وهو الغطاء الجديد الذي وفرته الاتفاقية ... لا احد ينكر انه ربما قدمت حكومة الجنوب والحركة الشعبية الكثير للجنوبيين ولكنها لم تعد مشروعاً قومياً بأية حال من الأحوال وبالتالي فهو آخر ما يمكن ان يكون بديلاً للبجهة الاسلامية ... الأحزاب السودانية التي قادت العمل السياسي خلال التاريخ تتجه في هذه اللحظات الي التقرب من السلطة أكثر من أي وقت مضي أو العمل علي حفظ موازناتها السياسية والمشروع البديل للجبهة الاسلامية هو اخر ما تفكر فيه الان ... تجربة التحالف الوطني السوداني طرحت مشروعاًً قومياً أو تبنت مشروع السودان الجديد الا انها حملت في داخلها كل تفاصيل السودان القديم والعميد عبدالعزيز خالد كان آخر شخص يمكنه انجاز مثل هذا المشروع الذي انتهي منقسماً علي نفسه جزء تحالف مع الحركة الشعبية والاخر عاد الي السودان لدعم تجربة السلام ... حركة تحرير السودان / دارفور سارت في ذات الاتجاه الذي سارت فيه سابقتها الجنوبية وفي الحقيقة لم تكن اصلا تملك رؤية قومية ولم تسعي اليها بل انها لم تستطع كسابقتها توحيد الصفوف علي المستوي الاقليمي ناهيك عن القومي وبقية حركات دارفور الصاعدة حاليا علي انقاض اتفاقية السلام لم تطرح أي نوع من هذه المشاريع ... وجبهة الشرق انتهت قبل أن تبدأ ... فهل يعتبر التدخل الدولي في السودان مشروعأ قومياً بديلاً للجبهة الاسلامية؟ (عدل بواسطة Gafar Bashir on 06-24-2006, 12:26 PM) (عدل بواسطة Gafar Bashir on 06-24-2006, 12:28 PM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]