|
فضوها سيرة!
|
حسين حسن حسين [email protected]
فضوها سيرة! عندما شرعت السفارة السودانية في إجراءات تشكيل لجنة تمهيدية للجالية بالرياض، باختيار نحو 45 شخصًا، كنت أحدهم، سألت الأستاذ سليمان عبدالتواب نائب السفير في ذلك الوقت: ما معاييركم في اختيار هؤلاء الأعضاء؟ فأجاب: هم شخصيات وطنية عامة، فقلت له: إن هذا معيار مطاط، وكان عليكم أن تتركوا الفرصة للكيانات لاختيار ممثليها. وأكدت أن عملاً يبدأ معوجًا لا ينصلح أبدًا. وكان هذا الخطأ، الذي لا تخطئه عين أي إنسان لا هوى له، سببًا في تعثر تكوين الجالية حتى الآن. واليوم نجد بعد جهد كبير بذله الملتقى السوداني لتأكيد حقه في المشاركة، أن الأمر تمخض عن شراكة تماثل شراكة المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية، إذ غيب المكون الرئيس للجالية، وهو الروابط، والاتحادات، والجمعيات الجهوية، والجمعيات المهنية التي تضم خيرة أبناء السودان في جميع المجالات. وقد احتفى جهاز شؤون المغتربين بحضور أمينه العام، والسفارة السودانية بمناسبة هذه الشراكة، التي يقوم بموجبها أعضاء الملتقى السوداني، وتجمع الكيانات إلى جانب اللجنة التمهيدية بوضع النظام الأساسي، ورسم صورة الجالية القادمة، وانتشى الشركاء بما تحقق، ودبجوا الخطب العصماء، وتناسوا من أوجدوا الجالية، ورسخوا الصورة الزاهية للسودان في أذهان الآخرين، يوم أن كان الواحد منهم سفارة قائمة بذاتها، بل الأدهي أن يقول الأمين العام: إن هناك كيانات صغيرة لها طلبات للانضمام، فحاولوا استيعابها، فإذا كانت ستعطل عملكم فاستمروا فيه. أي عمل أيها السادة سيستمر بتجمع أحد كياناته يتكون من 20 عازفًا، بينما تتجاهلون جمعيات خيرية أقل واحدة منها عددًا تضم أكثر من300 عضو، دعك من روابط واتحادات عضوية أي منها بالآلاف، وجمعيات مهنية لها حضورها وفاعليتها، هل هذه هي الكيانات الصغيرة؟ وهل هذه كيانات يُتفضل عليها؟ وإذ أسجل للملتقى مذكرته لاستيعاب الكيانات الجهوية والمهنية، أرى أن هذا لا يكفي، لأن هذه الكيانات ينبغي أن تكون الأساس لا ملحقًا للإرضاء، وإراحة الضمير. ونحن إذ نقول بضرورة تمثيل الجمعيات والروابط والاتحادات الجهوية، لا نقصد فقط النوبية منها، وإنما لا بد من تمثيل متوازن لكل مناطق السودان من دون إقصاء أو تهميش، وكنت أود أن تكون مطالبة إخواني في محليات حلفا ودنقلا مشتملة على هذه النقطة بعمومها من دون تخصيص. وأعجب أن يكون هناك اشتراط بأن تكون تلك الجمعيات والروابط والاتحادات قد تقدمت بطلب منذ البداية حتى تنال حق المطالبة بتمثيلها في الجالية، بينما من المفترض أن المسؤولين عن هذه الخطوة سواء في جهاز شؤون المغتربين أو السفارة لديهم المعلومات الوافية التي توضع وفقًا لها معايير محددة تفضي إلى جالية تشمل كل ألوان الطيف السوداني، ولكن انشغال هؤلاء بالترضيات، وجمع المتخاصمين أخل بموازين التفكير العقلاني لديهم، حتى صُور لهم أن السودانيين في الرياض إما أن يكونوا من أهل الملتقى أو التجمع، تمامًا كالهلال والمريخ، بينما هناك من لم يسمع عن أي من الكيانين، وإن كنت أشيد بما بذله الأمين العام وفريق السفارة في التقريب بينهما، لأن لا أحد يرضيه تفرق الكلمة. والإخوة الزملاء الذين رصدوا لقاء الأمين العام لجهاز شؤون المغتربين مع تجمع الكيانات والملتقى السوداني، ثم اللقاء الجماهيري أغفلوا كعادتهم جانبًا مهمًا من الحقيقة، وهو وجود احتجاج على طريقة تكوين هذه اللجنة، ولا غرو، فقد سبق لهم أن أغفلوا موقفي الذي صرحت به عند تشكيل اللجنة التمهيدية، وهذا ما يجعلنا ننبه إلى خطورة استخدام الإعلام في التعتيم، والتجهيل، وتمييع المواقف. إن إغماض أعيننا عن رؤية الحقيقة لا يعني أنها غير موجودة، ونصيحتي ألا نضيع جهدًا ووقتًا فيما لا نفع منه، وألا نكرر أخطاءنا، وأن نتقي الله في أهلنا، وأن يكون عملنا وفق أسس واضحة، إذا أردنا قيام جالية تخدم الناس، ولا تتاجر بقضاياهم..واللجنة التي شكلت في السفارة للمتابعة قادرة على تفادي ما حدث من خطأ، إذ أخلصت النية، ولم يجرفها التيار.. وإلا.. فضوها سيرة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|