|
|
 من ادب النفاق الاجتماعى والسياسي فى السودان ..فاروق حامد
|
العدد رقم: 221 2006-06-17
الامالي الجديدة..نصائح بيديا الحكيم للاسطى عبدالحليم..تعلم كيف تعيش بلا نفاق!!
قال بيديا الحكيم للاسطى عبدالحليم وهو مفلس عديم: انني اعلم يا بني انك تواق للمعالي، ومحب لجمع المال وملحف في السؤال، فخذ هذه الحكم مني لتصبح صاحب المعالي: اذا اردت يا بني ان تكون فارساً ذا رفعة بجواد، وان تعيش كريماً مجواداً وأن تكون عزيزاً معززاً في كل البلاد، فعليك بلسانك فقيده عند اقرب حداد، فتصير اخرساً فيعدونك ظريفاً، وعلى الحياد وعليك ان تصاب بمرض الستيغما (Stigmatism) (1)، فلا ترى من عيوب الخلق إلا الحياد، وعليك بأذنيك فأطرشها فلا تسمع إلا حمد يحمدُ فهو حامد وحماد، فان لقيت مسؤولا في السكة الحديد، فلا تذكر تأخرها، وقل إن أجمل ما في سفرياتكم المواعيد، وعدد محاسن القطار عربة، عربة، وتغزل في مقاعدها كنبة... كنبة، أما إذا ذهبت الى بهيامار... هي بلاد تركب الحمار فلقيت مسؤول البلدية فحيه بألف تحية وتحية وسترى لافتة تقول: (قبل الأرض بين يدي) فقبل الارض بين يديه، فإن كانت يداه مشغولتين فلا بأس من التحول الى رجليه، اما اذا كانت رجلاه ايضاً مشغولتين فما ادري -والله المآل- وماذا سيكون عليه الحال، ولكني انصحك بالصبر وان تسأل الله الأجر والاجرة... واقعد في مكانك وحاول مرة اخرى فاذا فرغت يداه، واستقامت رجلاه، فقل له خشمك ما أُحَيلاه... وأذكر له بين الشوارع فسيحة ومضاءة حتى بالنهار... وان عرضها يسع ألف حمار وحمار، وان الجو صيفاً بارد غير حار، ورغم عفس الحمير فليس هناك دخان ولا غبار، ذلك بفضل نوافيركم التي ترش الماء والطرواة، حتى ان طقس مديتنا الحانية صار مصروفاً للقاصية والدانية بأنه معتدل صيفاً وان شتاءه آخر حلاوة وأن من يعيش فيها يولد ويموت وفي فمه بقلاوة، فإذا ما رأيت ثغر سعادته قد تبسم وافتر... فلا تفرحن لذلك أو تغتر وتذكر قول اخينا ابي الطيب:
اذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم فلا تعجل بلسانك
فيتحرك بل ارسل اشارات يفهم بها ان امره هو نصف امرك، فإن أبى فقل له بلسان بهياماري مبين: (اوكي) لي الثلث ولك الثلثان فإن أبى فتوكل على الحي المتين، وارض بنسبة العشرة الى التسعين وحينئذ سيرضى وسيصغي اليك و(يفضي) حتى إن كان في اجتماع لم ينفض وانسى أمر الشراكة بالمناصفة و(المناصحة)... وتقدم بأعلى سعر في اي مناقصة، فانه لا سبيل... ولا ريب... ولا بد وحتماً ستنالها (أعني سينالها)، وسيعود عليك عُشر نوالها، فارض بما قسم الله لك... فلا تتأوه او (تتنهنها) فتفشل وتذهب ريحك الى غير ما املت لها... وتذهب أنت السُمهي(2) فكن حكيماً من ذوي العقل والنُهى.
أما إذا لقيت متنفذاً وكلبه وأنت تعلم يقيناً انه كلب وضيع الأصل قليل الادب... فلا تقدح فيه... او تذمه... وقل إنه كلب ابن كلب عالي النسب، وامدح سجاياه وفضله على كل كلاب العجم والعرب، وحدث حديث العالم الأرب، عن (هوهوته) ونباحه الذي يشدوه بلسان لسنٍ ذليق ذرب، وانه (مُتربٍ) اكثر من بنيك فجلهم غير (متربي)، واحذُ في مديحه والثناء عليه حذو اخينا الحسين بن على المشهور بالمتنبي... وانظم في ذلك القصائد الطوال... ولا تلق بالاً لعاذليك ذوي الريب حينذاك سيرضى عنك صاحبه... فعدد مطالبك... واكثر من الطلب... فإنها مجابة بإذن الله لأنها جاءت نتيجة كفاح لم يكل من التعب.
أما إذا كانت حاجتك عند مشجع أو مسؤول (بنادي)... فلا بد أن تصاحب الفريق رائحاً وغادي... وأن تشهد كل تمارينه وتصادق كل (ظرابينه)، وأن يكون موقعك دائماً على يسار المسؤول... ويمينه، وافعل ذلك في كل الماتشات... وتعلم أن تقول إن الاساس في التمريرات... لا بد ان تكون خد وهات فان (شاط) رأس الحربة الكرة ودخلت هدفا بين الخشبات... فلا بد ان ترمي بنفسك بين الجمهور في المدرجات وان غنى القوم وصدحوا.... وتعالت هتافاتهم وانكشحوا... وصفروا طرباً (وصيحوا)... فتعلم ان تغني... نشيد النادي الوطني (قاعدين ليه... ما تقوموا تروحوا).
هذا اذا كان الجمهور في المحروسة شمال الوادي، اما اذا كانوا في جنوبه فتعلم النشيد الوطني الجنوبي وارقص مردداً في طرب طروب (كل يوم زي ده... كل يوم من ده...!). اما اذا حدثت شجارات ومآسٍ وتقاذف القوم بالطوب والزجاج والكراسي... فأعمل حسابك... واحمل معك خمس شماسي... وخذ موقعك امام المسؤول لتكون له خير متراسي وحينذاك وبعد ذاك تنفتح امامك الابواب والنوافذ والكوى... فتصير مركزاً مرموقاً من مراكز القوى، ثم تصير غنياً.. ثم ثريا (يتبعك بودي جارد بمسدس وحراس ذي (مطاوٍ)... وتأكل طواجن الحمام بالفريك والعكاوي... ثم يكون لك حدائق واعنابا... وازواجا كواعب اترابا...
قال بيديا الحكيم للفقير العديم: لا يهمنك لاي نادٍ يتبع هذا المسؤول وما عليك الا تنفيذ هذا القول... فإن كان هلالابياً فاستهلل حتى لو كنت مريخياً (متشعلل) وان كان مريخيا فاستمرخ حتى لو كنت هلالابياً من اصلك... ولتكتب على جدار بيتك المتهالك... يا قوي يا متين يا من للملك مالك... احفظ... وانصر المريخ فإن سألوك لماذا انت مريخاوي؟ فقل لاني احب عبدالمجيد الصاوي(3) ولان الاهلي حديد... (وفيه كالسيوم).
أما إذا سألوك لماذا انت زملكاوي، فقل نكاية لعبد العاطي السباعي ومحبة في مناقب استاذي وشيخي من لتلعات راعي... سعادة المدير... والعالم النحرير والعارف (القمطير) سيدي الشيخ الدكتور امير باشا الرفاعي(4)... نفعنا الله بعلمه..آمين... (ومدد... يا رفاعي... مدد... حي... الله حي).
حاشية:
(1) الستيغما: هو الحول الداخلي في العين مما يسبب قصر النظر وهو مرض مصابة به ام العيال وقد اصيبت به قبل موافقتها على خطوبتي لها.
(2) السمهي: هو الهواء بين السماء والارض، وقال بعض العرب انه مخاط الشيطان وهو ما يتراءى للانسان في عين الشمس كالخيوط.
(3) هو صديقنا واستاذنا الصحافي عبدالمجيد الصاوي.
(4) هو صديقي واخي عيان عمري الكابتن أمير الرفاعي قطب نادي الزمالك.
فاروق حامد
السودانى 16/6/2006
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست