|
(-** آل قـــــــريش **-)
|
"آل قريش".. لعبة فيديو تحكي تاريخ المسلمين نسيبة داود- إسلام أون لاين.نت
إحدى معارك لعبة آل قريش بدأت شركة برمجيات في إنتاج لعبة فيديو تروي التاريخ الإسلامي في إطار حبكة فنية لتقديم البديل عن الألعاب الغربية التي تصور المسلمين والعرب على أنهم متطرفون.
وتهدف لعبة "آل قريش" إلى تغيير الصورة النمطية للمسلمين لدى الغرب، وبث قيم احترام الذات بين الشباب المسلم من هواة ألعاب الفيديو.
وفي داخل مقر شركة "أفكار ميديا" في منطقة التجارة الحرة التي شيدت مؤخرا بالعاصمة السورية دمشق، يعكف عدد من المبرمجين على إنتاج لعبة فيديو يقوم اللاعبون فيها ببناء حضارات افتراضية، وهي لعبة أشبه باللعبة الأمريكية الشهيرة "إيدج أوف إيمبيرز" أو عصر الإمبراطوريات.
"آل قريش"
وتحدثت صحيفة "كريسيان ساينس مونيتور" الأمريكية في عددها الصادر الإثنين 5-6-2006 عن تلك اللعبة التي أطلق عليها "آل قريش" نسبة إلى اسم القبيلة التي ينتمي إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقالت الصحيفة: إن اللعبة، التي من المقرر أن تكون متاحة في الأسواق في سبتمبر المقبل، هي لعبة إستراتيجيات تحكي قصة المائة عام الأولى في تاريخ الإسلام من وجهة نظر أربعة أقوام هم البدو والعرب والفرس والروم.
وأمام اللاعب عدة اختيارات، من بينها قيادة أحد جيوش الأمم الأربعة، أو اختيار لعب دور إحدى الشخصيات التاريخية الشهيرة.
ومن هذه الشخصيات خالد بن الوليد قائد جيوش المسلمين الذي هزم إمبراطورية الفرس وإمبراطورية الروم، ولم يخسر معركة طيلة حياته. كما أن بإمكان اللاعب اختيار شخصية الشيخ البدوي الذي يحظى باحترام أبناء قبيلته.
وفي إطار سيناريو اللعبة يقوم اللاعب بعدد من المهام، هي: بناء طرق التجارة، والبحث عن منابع المياه وتأمينها، وتكوين الجيش وإدارة المعارك، وتحرير العبيد.
الهدف
وتقول "كريستيان ساينس مونيتور": إن "آل قريش" هي واحدة من بين العديد من الألعاب التي تنتج في الشرق الأوسط؛ حيث ترى الشركات المنتجة أن لألعاب الفيديو دورا كبيرا في تشكيل عقول الشباب، وبث قيم احترام الذات في نفوسهم.
ويأمل منتجو "آل قريش" أن تساهم لعبتهم في تصحيح صورة الإسلام، وتهدئة التوتر بشأنه في الغرب، وأن تزيد من اعتزاز شباب المسلمين بأنفسهم.
وقال رضوان قاسمية، المدير التنفيذي لشركة "أفكار ميديا": إن "لعبة آل قريش ستساعد المجتمع الغربي على فهم نظيره الشرقي".
وأضاف: "نريد (من خلال اللعبة) أن نوضح أن هذه الحضارات كانت حضارات واقعية وربانية".
ويرى قاسمية أن اللعبة أيضا تحمل درسا للشباب المسلم بقوله: "أشعر بالحرج من الطريقة التي غالبا ما نعرض بها حضارتنا".
ويوضح أنه في المائة عام الأولى في التاريخ الإسلامي "كانت هناك قوانين راشدة تحكم المسلمين في ذلك الوقت، وهذا هو ما أتاح الفرصة لحضارتنا أن تستمر لفترة طويلة، وأن تتقبل الحضارات الأخرى التي احتكت بها، فهي لم تكن حضارة محافظة أو عنصرية. لكن الناس أصبحوا يتمسكون بالقوانين دون أن يعلموا الحكمة التي تحملها، فهم لا يفهمون مغزى تلك القوانين".
كما يأمل المدير التنفيذي للشركة المنتجة لـ"آل قريش" أن تساعد مثل هذه الألعاب في تدعيم تقدير الذات بين أطفال العالم الإسلامي من خلال إعطائهم الفرصة كي يشاهدوا أنفسهم في دور "الخير".
ويضيف: "معظم ألعاب الفيديو الموجودة في الأسواق معادية للعرب والمسلمين"، ومن المؤسف أن "اللاعبين العرب يلعبون ألعابا تهاجم ثقافتهم ومعتقداتهم وأسلوبهم في الحياة".
ولفت إلى أن "الشباب الذين يلعبون ألعاب الفيديو الغربية يشعرون بالذنب، وبالرغم من أنهم في الظاهر لا يأبهون لذلك، لكنهم من داخلهم يهتمون".
"تحت الحصار"
وسبق لشركة "أفكار ميديا" إنتاج لعبتين أخريين متعلقتين بالقضية الفلسطينية، وأطلقت إحداهما العام الماضي باسم "أندر سيدج" أو "تحت الحصار"، والتي أنتجت على خلفية الإحباط الذي أصاب المسلمين بسبب تصويرهم على أنهم إرهابيون في الألعاب الغربية.
ويقول منتجو "تحت الحصار": إن سيناريو اللعبة يعمل على معادلة التحيز الموجود ببعض ألعاب الفيديو الغربية، عن طريق تصوير الصراع الفلسطيني بوجهة نظر عربية، واستخدام شخصيات عربية وإسلامية في دور محاربين يدافعون عن أنفسهم.
وفي مشهد البداية في "تحت الحصار" يظهر المستوطن الإسرائيلي باروخ جولدشتين الذي قتل 27 مصليا فلسطينيا بالحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة في 25 فبراير 1994.
وتصور اللعبة جولدشتين وهو يضحك في أثناء تسوره للمسجد، ثم يطلق النار على المصلين في أثناء سجودهم.
وحالما تبدأ الفوضى يكون على الشاب الفلسطيني "أحمد" نزع سلاح جولدشتين، ثم يستدير لمحاربة الجنود الإسرائيليين.
أما الشاب الفلسطيني "معين" فلا يملك سوى المقلاع، وعليه مساعدة عربة الإسعاف –المحتجزة لدى الجنود- للوصول إلى المسجد.
ومن بين قوانين اللعبة، كما تشير الصحيفة الأمريكية، أنه إذا قتل اللاعب أحد المدنيين سواء من الإسرائيليين أو الفلسطينيين فإنه يفقد قواه.
وتشبه هذه اللعبة ألعابا أمريكية أخرى شهيرة مثل "وورلد أوف واركرافت" أو "عالم من حروب"، و"كونترستريك" أو "ضربة المواجهة"، وهي ألعاب ينفذ اللاعب خلالها مهاما حربية بهدف السيطرة على أحد المواقع أو مساعدة الشرطة في السيطرة عليها.
الحبكة والتحدي
ويقول منتقدون لـ"تحت الحصار": إن اللعبة لا تؤدي أي دور سوى قلب الفكرة النمطية، بإحلال شخصية المتطرف الإسرائيلي محل شخصية المتطرف الإسلامي الموجودة في الألعاب الغربية.
وتقنيا، يقول اللاعب الشَّره محمد حمزة، الذي يقوم أيضا بتصميم ألعاب فيديو: إن الحبكة الفنية للعبة غير مقنعة.
ويوضح قائلاً: "المفترض وجود تحدٍّ في اللعبة، لكن المنتجين يولون اهتماما كبيرا بالجانب السياسي والديني، ولا يركزون على الجانب التقني".
|
|
|
|
|
|