|
مؤامرة في افريقيا !!
|
افكار وايام ممنوع العروبة رجا النقاش : للكاتب العربي الكبير احمد بهاء الدين 1927-1996 كتاب بالغ الاهمية وان يكن هذا الكتاب غير معروف على نطاق واسع وقد صدر هذا الكتاب في طبعة واحدة سنة 1958 ولم تصدر له طبعة اخرى منذ ذلك الوقت البعيد والكتاب عنوانه «مؤامرة في افريقيا» وصفحاته تكشف في وضوح وسلاسة ومعلومات دقيقة «جذور» المأساة الصومالية وهي مأساة قديمة وليست حديثة ولكننا للاسف الشديد لا نتذكر هذه المأساة الا عندما تشتعل النيران في ارض الصومال. واشتعال هذه النيران ان يكون في الغالب مصدره تدخل اجنبي كما يحدث الان فقد تذكرت اميركا فجأة ان الصومال يمكن ان يكون مقرا لتنظيم القاعدة الارهابية فانشأت جماعة لمقاومة الارهاب وقدمت اليها المال والسلاح وبدأت المعارك واخذ المواطنون يتساقطون في الشوارع والطرقات واصبحت بيوت الساكنين وخيام اللاجئين تنهدم على من فيها، والصوماليون الان في هذا الصراع هم فريسة الجوع وفقدان الامن وانعدام فرص الحياة الطبيعية ولولا ان الاميركان تدخلوا في الصومال اخيرا لمطاردة ذلك الشبح الغامض وهو الارهاب لكانت مأساة الصومال قد ظلت بعيدة عن الانظار وظل الصوماليون يحترقون بنيران التآمر عليهم والسعي لتمزيقهم والوقوف بصورة دائمة ضد استقرارهم ووحدتهم وسعيهم الى حل مشاكلهم الكثيرة المعقدة.منذ وقت طويل، والاستعماريون الايطاليون والانجليز يحاولون ان يقضوا على كل العوامل القوية التي تربط بين اهل الصومال وتوحد ارضه وعلى رأس هذه العوامل ان تكون اللغة العربية هي لغة الصومال وهو ما يريده الصوماليون انفسهم ولم يستطيعوا تحقيقه الى الآن. وهذه قصة واقعية يرويها كاتبنا الكبير احمد بهاء الدين في كتابه «مؤامرة في افريقيا» وهي قصة تكشف بوضوح تام ما يشنه الاستعماريون القدماء وقد انضمت اليهم اميركا اخيرا من حروب على عناصر توحيد الصومال واهلها وفي مقدمة ذلك اللغة العربية وتبدأ القصة بخطوة اتخذتها مصر على يد ممثلها في الصومال السفير الشهيد كمال الدين صلاح وهي استضافة مائتي طالب وطالبة من الصومال لكي يتلقوا تعليمهم في المدارس والجامعات المصرية وفجأة بدأت السفارة الايطالية في القاهرة تنشط وتتصل بالطلبة الصوماليين في القاهرة وتعزيهم بشتى الوسائل لكي يتركوا دراستهم في مصر ويسافروا الى ايطاليا وفرنسا ويقدم احمد بهاء الدين في كتابه نص رسالة تلقاها ممثل مصر في المجلس الاستشاري الصومالي وتقول هذه الرسالة «السيد المحترم مندوب مصر انا والد الطالب الصومالي عبد الحميد محمد حسن اقدم لسيادتكم طلبي هذا راجيا ان يكون موضع عنايتكم واهتمامكم كما عهدنا منكم دائما سيدي الوزير سمعت ان ابني الذي كان يدرس في مصر بكلية الحقوق جامعة القاهرة قد سافر الى ايطاليا وانني ارى انه اصبح فريسة لاغراءات بعض النفوس الشريرة الذين لا يريدون له خيرا، سيدي الوزير بعد تقديم اعتذاري لهذا التصرف الصبياني من ابني التمس من سيادتكم ان تسعوا لدى الحكومة المصرية بما يلي : 1- الا تسمح له بسحب اوراقه من كلية الحقوق. 2- ان يبقى اسمه في كشوف الطلبة ويكون طالبا نظاميا حتى يتمكن من اداء الامتحان 3- ان يكون اعتذاري مقبولا وذلك لرغبتي الشديدة في ان يكمل ابني تعليمه في مصر وحتى لا تضيع مجهوداتي خلال السنوات الطويلة التي قضاها في الدراسة كما انني كأب احرص على مستقبله ولن اسمح ان يتعلم في بلد لا يعرف ثقافته ولايجد الاخلاص والمحبة التي يجدها عند الاساتذة والشعب المصري وانني اتعهد ان ارجعه الى مصر كما اتعهد انه لن يعمل مثل هذا التصرف الصبياني بعدئذ ولكم جزيل شكري واحترامي والد الطالب محمد حسن موسى 25/12/1956 ». تلك هي القصة التي تكشف عن جانب من جذور المأساة الصومالية فالصومال ممنوع من ان يكون عربيا وممنوع من ان تكون لغته الواحدة التي تربط بين آبائه في اللغة العربية، اما الذي كان يدافع عن الصوماليين ومطالبهم المشروعة وهو السفير الشهيد كمال الدين صلاح فقد قتلوه طعنا با لسكين في مقديشيو في 17 مارس سنة 1957 . نقلا عن الوطن القطرية 30 مايو 2006
|
|
|
|
|
|