|
من يرحم هؤلاء
|
مرت بى وهى فى طريقها الى المجهول .. لا تدرى حجم التحديات التى تواجهها فى وطن شاءت الظروف وإقتضت إرادة من يملكون الأمر أن يكون أحادى النظرة ... ظرفى الزمان والمكان ... تتطلاطمه الصراعات وتتقاذفه الرؤى المختلفة والمتنازعة . . وعلى الرغم من أنها تعود أو تذهب الى المجهول تظل تراودها أحلام عطرة ورغبات مشروعة فى أن تعيش فى سلام .. بعيداً عن طلقات الرصاص ودوى المدافع وصوت البنادق الذى طالما أفزعها وصغارها ليلاً وأقلق حياتهم نهاراً .. للسلام إيقاع حلو .. وللعودة ضجيج نافر. دار بيننا حديث مطول حول الحرب والسلام .. الإنتقال من الثورة الى السلطة ودروبه وتبعاته .. حدثتنى بصدق عن رغبتها فى تناسى كل الغبن والظلم الذى لحق بها وبأسرتها .. حجم ما تجرعته وعائلتها من خوف وذل وهوان ..، تبحث عن ذلك ولا تجده فى قلوب الآخرين. صديقتى والكثيرون من ضحايا الحرب .. منهم من تعرض للإعتقال ، التعذيب ومنهم من فقد المأوى وفقد أعزاء وأحباء ، وحالت دون وصوله الى سبل العيش الكريم محن ومأسى كثيرة .. من يعوض هؤلاء ضحايا الحرب والسلام .. الذين طلمتهم الحرب وذاقوا فيها ما ذاقوا لم يعرفوا من السلام سوى وقف صوت المدافع ، وتصافح القادة والمتفاوضون .. لماذا دائماً هؤلاء ومعاناتهم ترد فى نهاية المطالب وبنود المصالحات والإتفاقية ؟ إن وجدت!! وفى الختام ....... الرابح من يتاجر بإسم قضيتهم يصالح باسمها ويقاتل بإسمهم .. ويرسل المدافع والقنابل سهواً أو عمداً الى مضاجهم الآمنة ليلفت نظر العالم إليه . فأين هى العدالة ؟ ومن يرحم هؤلاء .
|
|
|
|
|
|
|
|
|