اليك أيتها البلاد أكتب بحروفٍ تسيرُ مثقلاتٍ في طريق الجلجلة غير أبهةٍ بتشظيات المعني وخيانة الإيحاء أكتب الى بلادي حين كانت تجعل الغناء ممكناً في زمن النحيب اليك يا من كنت تجعلين من الوجع منقاشاً يستل أحزان القلب المغروسة في أعماق لُجية وكانت تحمل كفها منكاشاً ًيهامز أصابع القلق حتى تستحيل الى غبطة وسرور يابلادي يامن كنت تكّلكلين أطراف الحديث بأصابع الحبور المُبهّجة من غيرك بقادر أن يستبدل هذه الغربة الطويلة بلونٍ سودانيٍ أصيل ؟؟؟ ومن غيرك يربك منافي النفط الغائبة بسودانة الحضور حينما تداهمنا هجمات السعودة من غيرك قادر على أحتوائنا بعد أن لفظتنا الأزمان ، ومنحتنا جوازاتٍ خضراء تتسكع بين أبنية السفارات ، ودواووين الضرائب ، وتاشيرات المنافي ، وحرمتنا فضيلة التنفس بحرية ، حتى أستعضنا عنه بنسج الحروف ... من غيرك بقادرٍ على أن يعيد أيامي المنسية ويكتبها في دفاتر الأفراح بلونٍ بنفسجي ، ولحناً فرائحي يعيد الىّ إبتسامة أمى الحانية ، ولبن ثديها الطاعم كوني لي رفيقة ، تغسل كأبتي ، وتمسح ظلماتي ، وأرسمي من وهج عينيك جسراً للعبور ذكريني بأن النخيل باسقة ، فقد أعتادت عيناي على مشاهدة الإنحناءات ذكريني أشجار المنقة المشرئبة ، عندما أدمن النكوس في منافي العدم ورائحة البرسيم الفائحة ، عندما تجتاحني رطوبة الشواطي المتعفنة وخرير القاش الجري ، عندما تثنيني الأيام عن الإصرار وثبات التاكا في وجه الريح ، عندما أرى الجموع راكعة وكرم السواقي عندما ترتد أرصدة شيكاتي فارغة فتطاردها صافرات ال (كجر) أمنحيني إنشراح البطانة ، عندما تضيق أرصفة المدن النفطية وذكريني نعاس القمر في سمائنا ، عندما يموت في أضواء الدوام أسترجعي لي طعم البرنجي ، والقريص ، والأوتوم ، والسمن الخالص من أضافات الصناعة أسترجعي لشفاهي طعم الشربوت و المُخبّازة ، والعسلية ، والكونو مرو حتى لو أدمنت وتلذذت بالبريكان والمارلبورو و المعصوب قولي يا حبيبتي قولك ، واستغفري الله لي ولك ، فلم تعد في هذه المدن ما يناسب دواخلي ، ولم أعد قادراً على إحتمال الإحتمال
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة