|
غربة وشجن
|
الغربة ، والبعد عن الوطن والأهل ، وكثير من المعاناة والآلام والمصاعب ، يحملها المغترب على كاهله ، يصارع قسوتها وصقيعها ، يظل يدور فى دولابها عشماً أن يحقق آماله وأحلامه وأحلام أبنائه ، يحلم أن يبنى عشه وعش أبنائه ، وأن يوفر بعضاً من المال يعنه على غدر الزمن وصعوبة الحياة ويساعد أبنائه ويكفيهم ذل الحاجة والسؤال ،ويعينهم على إكمال مشوار التعليم الذى اصبح توفيره للأبناء أكبر هاجس يواجه الأسر السودانية بعد أن رفعت الدولة يدها عن كل شىء بما فيه التعليم والذى يعتبر دعامة أساسية من دعامات بناء الأمة ويمثل الحاضر والمستقبل . فماذا يكون الحال إذا عاد المغترب من بعد أن تجرع مرارة الغربة وصقيعها بخفى حنين وببعض من الذكريات القاسية و مريرة ، وظلم وحكم قاسى يتجرعه ليل نهار . فمن يحمى حقوق السودانى فى بلاد الغربة ويحافظ عليه وعلى كرامته ؟ هل هى سفاراتنا بالخارج وقنصلياتنا ؟ أم هو جهاز المغتربين – أو جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج – كما يطلق عليه مؤخراً . • العديد من حالات الظلم والتظلم ،وضياع الحقوق تعرض لها المواطن السودانى فى دول الغربة ، وتم رفع المذكرات والشكاوى ، ومنهم من طرق كل الأبواب بلا جدوى .وكنت أتمنى أن تكون تلك الجهات كما هى حريصة على تحصيل المساهمات والضرائب الوطنية أن تكون أكثر حرصاً على مساعدة المواطنين وتدبير شئونهم والوقوف أمام أى ظلم أو إنتهاك يتعرضوا له ، طالما هنالك ظلم وقع أو إنتهاك تم. ومن الذين تعرضوا الى ظلم وإنتهاك حقوقهم المواطن بركات الحبر الطيب ، إذ تعرض للسجن لأكثر من خمسة أشهر لمخالفته بسبب تأخره فى تجديد الإامة على الرغم من أن المحكمة حكمت له بالسجن لمدة شهر فقط ، وتم أبعاده على الرغم من أن المحكمة لم تنص على ذلك ، ولم تتح له الفرصة الكافية لأخذ حقوقه وإستلام أشيائه وممتلكاته ، هذا المواطن طرق كل الأبواب إلا أنه لم يجد أى إستجابة ، ولم تتجاوب معه كل الجهات التى تم إنشاؤها – حسب قانون أو قرار إنشائها – بهدف مراعاة مثل تلك الحالات وحماية مواطنينا بالخارج !! العم بركات عمل بدولة الأمارات العربية المتحدة من غام 1977 الى عام1999 بوزارة الدفاع ، ثم شركة سيف بن درويش . بركات قدر تضرره من هذا السجن الإضافى – خمسة أشهر وعمد تمكنه من إستلام ديزنه و حاجياته نتيجة لإبعادهى الفورى- من السجن للمطار- بما يساوى -72- الف درهم . تقدم الى وزارة الخارجية رافعاً شكواه ومرفق كل المستندات التى تثبت ذلك فخاطبت سفارة السودان بدولة الأمارات العربية فجاء رد السفارة للخارجية بتاريخ 1/12/2004م بإلتزام السفارة بخطاب وزارة الخارجية الإماراتية رقم (1506) بتاريخ 30/1/2002م لسنة 2002م والخاص بعدم إحالة أى طلب إسترحام فى قضايا جنائية ومدة أو أحوال شخصية سبق أن صدرت من الجهات المختصة أحكاماً بها – ولحساسية الأمر ولكى لا اتهم بمحاولة إفساد العلاقة بين البلدين – أمتنع عن التعليق وأكتفى بسؤال هل الخارجية السودانية ترفض أى إسترحام من أى من السفارات مما ثل ، خاص برعايا بلد آخر ؟ وعندما سدت أمامه كل طرق التظلم رفع بشكواه الى مكتب حقوق الإنسان بمكتب الأمم المتحدة بالخرطوم مرتين ولم يجد إستجابة . فمن ينصفه؟ • ما حدث للعم بركات يحدث ويتكرر كثيراً للسودانيين العاملين بالخارج ، وتضيع حقوقهم ، حتى أصبح حالهم يغنى عن سؤالهم ، وضاع مع ذلك كثير من القيم والأشياء التى كنا نعتز بها سابقاً
|
|
|
|
|
|
|
|
|