|
دعــوة لإقامــة دولــة على شاكلة نظام "طالبـــان"
|
الصراع في الصومال جماع القبيلة والمال والأيدلوجيا
تقرير: كورت لينداير إذاعة هولندا العالمية ترجمة: حسام عبد العزيز
سقط أكثر من مئة وعشرين قتيلا وجريحا في القتال العنيف الذي شهدته العاصمة الصومالية "مقديشو"خلال الأيام القليلة الماضية؛ حيث كانت الميليشيات الإسلامية المتطرفة قد دخلت، منذ الأحد الماضي، في قتال مع "أمراء الحرب" التي تدعمهم الولايات المتحدة. ويلعب الصراع على السلطة السياسية دورا مهما في هذه الأحداث.
انهارت السلطة المركزية في الصومال بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 1991، وتقطعت البلاد إلى إقطاعيات صغيرة يحكمها زعماء عشائر و"أمراء الحرب" ورجال دين ورجال أعمال. ولا تسيطر جماعة معينة على العاصمة، فبعض الميليشيات لا تحكم سوى الشوارع التي تقيم بها، فبداية، مدرج الطائرات بالمطار الوطني ـ على سبيل المثال ـ في أيدي أحد زعماء العشائر، بينما يضع آخر يده على نهاية المهبط.
وقبل الحديث عن أي شيء آخر، فإن قضية سيطرة جماعة ما على منطقة، هي قضية سيطرة اقتصادية، في المقام الأول؛ ففي السنوات القليلة الأخيرة، فقد "أمراء الحرب" الكثير من المناطق التي كانوا يحكمونها من قبل؛ لأنهم لم يستطيعوا دفع رواتب مقاتلي ميليشياتهم، بينما تنامى في الفترة نفسها، نفوذ رجال الدين ورجال الأعمال، فقد ملأوا الآن، إلى حد ما، فراغ السلطة في "مقديشو" وليست لديهم نية للتراجع أو التخلي عن نفوذهم.
نجح رجال الدين في تأسيس شيء من النظام بمحاكمهم الإسلامية ومدارسهم وميليشياتهم. ووفقا لتقرير صدر الليلة الماضية، عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن الميليشيات المتطرفة، التابعة للمحاكم الإسلامية، أحكمت قبضتها على 80% من العاصمة "مقديشو".
لكن رجال الدين منقسمون فيما بينهم أيضا، فبعضهم أبدى استعدادا للتعاون مع الحكومة ـ التي تشكلت العام الماضي ـ شريطة تطبيق الشريعة الإسلامية بالصومال، والسماح للمحاكم الشرعية بالإبقاء على ميليشياتها. غير أن رجال دين آخرين يدعون لإقامة دولة صومالية على شاكلة نظام "طالبان" مع تطبيق العقوبات الإسلامية التقليدية.
أما الفريق الثالث من رجال الدين الذين يدعون أنفسهم بـ "مقاتلي الجهاد" فلهم صلات مع الشبكات الإرهابية الدولية، وسبق أن وفروا المأوى لمنفذي هجمات كينيا في عامي 1998 و2002.
وينشط العملاء السريون للعديد من الدول الأجنبية في "مقديشو" بغية الحيلولة دون تحول الصومال لمرتع للإرهابيين. وقد بدأت الولايات المتحدة منذ سنوات قليلة، في بعض دعم "أمراء الحرب" الذين يقدمون خدماتهم للأميركان في مكافحة الإرهاب، فهم يدعمون تحديدا "تحالف استعادة السلام ومكافحة الإرهاب" وهي جماعة من "أمراء الحرب"، يجمعها هدف دحر المحاكم الشرعية وميليشياتها.
عمل أمراء الحرب الذين تدعمهم أميركا على اعتراض شحنات الأسلحة لخصومهم والمساعدة في اختطاف أي مشتبه بالإرهاب؛ كي يتم تسليمه إلى الولايات المتحدة، لكن المتطرفين الإسلاميين يردون بقتل من يتعاون مع عدوهم.
لقد غير التدخل الدولي من الوضع بالصومال، فعلى الرغم من أن الانقسامات العشائرية، والسيطرة على الموارد الاقتصادية، تبقى هي الدوافع والمحركات الرئيسية للصراع، فقد بات البعد الأيدلوجي جليا، بصورة متزايدة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|