تقرير المصير لا يكفي.. نريد أن نحكم السودان!!
تقرير المصير لا يكفي.. نريد أن نحكم السودان!! »تعبان يحلم أن يحكم السودان« يقول الأستاذ الفرد تعبان رئيس تحرير الخرطوم مونيتر في إفتتاحية الصحيفة بتاريخ 30 أبريل، يقول: »لا أمل للسودان في وحدة أو سلام، أو حكم راشد إلا إذا حكمه جنوبي« ويضيف تعبان: »لقد ضاق الجنوبيون بما آلت إليه الأحوال ولقد جاء الوقت ليتولوا زمام الأمور في بلدهم«! إنتهى. كل إنسان من حقه أن يحلم ولكن عندما يصبح حلمه منشوراً على الناس وبين سطوره إبتزاز وتعالي، وحيثياته مبنية على إفتراء وكذب وضلال، عندها يجب التصدي له والتعقيب على ما ورد من إفتراء وكذب. وقبل أن نسرد ما أتى به الأستاذ تعبان والتعليق عليه، نجد أن الرجل تأثر بأقوال الحالمين من قبله وهم كثر وعلى رأسهم الدكتور منصور خالد الذي قال على الشعب السوداني أن يكون مستعداً أن يحكمه زنجي مسيحي. أما الدكتور جون قرنق كان أكثر وضوحاً ووضع النقاط فوق الحروف إذ يقول: »مشروع السودان الجديد يقوم على طمس الهوية العربية والعقيدة الإسلامية« ولكن العقيد مارتن ملوال عضو مجلس ثورة الإنقاذ كان أكثر ميلاً للمجاملة وأقل وضوحاً من غيره، فقال إذا أراد الشماليون الإنفصال فعليهم أن يتركونا نحكمهم »47« عاماً كما حكمونا فإنهم ظلموا الجنوب ولكن الدكتور فاروق جات كوث المثقف والقيادي الجنوبي المعروف كان صريحاً وواضحاً في ندوة جامعة النيلين إذ قال ليس هنالك وحدة ستكون جاذبة إلا إذا ترك الشماليون عبارة »العبد إن جلس للغسيل وإن قام للمراسيل« وهذه عقدة المثقفين منهم ولا ندري من أين أتى بهذه العبارة. أما السلطان عبد الباقي كان أكثر وضوحاً وصراحة وحسم الأمر بقوله »البشير آخر رئيس شمال للسودان« هذا قليل من كثير أصبحنا نسمعه من الإخوة الجنوبيين ومناصريهم بالرغم من أن الجنوب بواقع الحال أصبح منفصلاً تماماً بإرادتهم وبسلوكهم وتصرفاتهم ولم يبق له إلا الإعتراف الدولي، وهذا لايزعج أهل الشمال بل معظم الناس ترحب بدولة الجنوب المستقلة.. أما إذا كان الأستاذ تعبان وصحبه بعد كل المكاسب التى حصل عليها الجنوبيين، يريدون تطبيق المثل الذي يقول »إذا حصلت على ما تريد فلماذا لا تبحث عن المزيد« عندها سيكون لدينا كلام كثير، وأخير يا تعبان تمد »كرعينك« قدر لحافك.. درج الأستاذ تعبان من خلال صحيفته الخرطوم مونيتر كيل السباب والكراهية لأهل الشمال ولحسن حظه أن صحيفته تصدر باللغة الإنجليزية ولا يميل لقراءتها الشماليون وكان في كتاباته حريص ومتشدد على فصل الجنوب، فماذا جد حتى أصبح يطالب بحكم السودان كله؟ عندما وقعت إتفاقية السلام عام 1972م مع المتمرد جوزيف لاقو وقتها رفضها قادة متمردي الدينكا جون قرنق وصحبه بدعوة أن تقرير المصير لم يضمن. وعادوا وقبلوها وهم يضمرون شراً وإستمر عصيانهم العسكري حتى انفجر الأمر بقيام التمرد بقيادة جون قرنق، وعندما قامت مفاوضات نيفاشا كان تقرير المصير مبدأ أساسي أكدته الإتفاقية، وعندما ضمنوا ذلك طالبوا بإدخال المناطق الثلاثة في المفاوضات »جنوب النيل الأزرق - جنوب كردفان - منطقة أبيي« وعندما منحوا موطىء قدم بسخاء وبحجم لا يستحقوه وشعروا بإنكسارنا وما تحقق لهم من خلال الترتيبات الأمنية في الجنوب وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان، رفعوا شعار السودان الجديد الشامل الذى يقوم على حكم العنصر الزنجي وطمس الهوية العربية والعقيدة الإسلامية، وهذا ما بنى عليه تلك الاحاديث أوليس ذلك هو الطمع بعينه؟.. ولكن ما هي الحيثيات التي جاء بها تعبان رئيس تحرير جريدة الخرطوم منيتر، يقول تعبان في مقال الجريدة الإفتتاحي بتاريخ 30 ابريل 2006 ناصحاً الإخوة الشماليين ألا أمل للسودان في وحدة أو سلام أو حكم راشد إلا إذا حكمه جنوبي. ويوضح قوله هذا بالآتى: ١. أن الشماليين قد فقدوا حقهم الشرعي في قيادة السودان. ٢. لقد جر الشماليون السودان لغمار أربع حروب ويقصد »التمرد الأول والثاني في الجنوب وتمرد دارفور وتمرد الشرق«. ٣. دمر الشماليون إقتصاد السودان. ٤. جعلوا هذا البلد مسخرة العالم. ٥. وجعلوا أهل السودان يتسولون الإعانات من العالم. ٦. حول الشماليون السودان الذى كان رمزاً للتسامح والكرم الى غول يفترس حقوق الإنسان. ٧. الجرائم والإبادة والإغتصاب أصبحت عنواناً للسودان. ويضيف الفرد تعبان أن الوقت قد حان لإعطاء الجنوبيين فرصة لحكم السودان ويقول تعبان لقد ضاق الجنوبيون بما آلت إليه الأحوال ولقد جاء الوقت ليتولوا زمام الأمور في بلدهم، ويضيف تعبان، إذا أردنا أن نحافظ على وحدة السودان يجب أن نذهب الى أبعد من مجرد منح الجنوب حق تقرير المصير فالأمر يحتاج الى حلول جذرية تتمثل في إختيار الرئيس من بين أبناء الجنوب ليقود الجهاز التنفيذي وهذا هو الثمن المطلوب لتحقيق الوحدة، وإذا أراد الشماليون الوحدة فعليهم القبول بذلك.. وقبل التعليق على حديث تعبان التعبان وعشان ما أنسى، علق أحد الحضور قائلاً »هم منو الشماليون القالوا ليه عايزين الوحدة، وده طرفنا من الوحدة أكان دي شروطك«!. وأعود للتعليق على غثاء تعبان، فالحق الشرعي لحكم السودان ليس منحة من جهة لتقرر فيه، فهي إرادة الشعب وشعب الشمال لن يتنازل لجنوبي ليحكمه وإذا كان هنالك سبيل آخر ليحكمنا جنوبي فليسلكه أما الجنوب فقد أصبح دولة مستقلة تنتظر القرار والقرار عندكم وياريت القرار لو كان لكل الشعب السوداني فالوحدة لعلمك أصبحت طاردة والحركة الشعبية لتحرير السودان باتت »هوا ساكت« كما قال البعض.. ولتزيد معرفتك عن السودان وشمال السودان أرجع لكتب التاريخ وقدامى المؤرخين فالجنوب وقبائل الجنوب وعادات الجنوب لا علاقة لها بقبائل الشمال القديمة ولا بحضارتها ولا بتاريخها ولا بكوش ولا بملوكها وكفانا ما تدعونه من أن البلد بلدكم.. فقبائل الجنوب الرئيسية »THE NILOTIC TRIBES« دخلت جنوب السودان بعد دخول القبائل العربية شمال السودان بوقت كبير ودونك المراجع وكتابها غربيون. أما الحروب التي تقول أن الشماليين هم السبب فيها فكان الأفضل أن تسكت على ذلك لأن التاريخ لا ينسى وأنت كاتب وصحافي عليك أن تكون أميناً في ما تكتب فالتمرد الأول والثاني في الجنوب كل الناس تعرف أسبابه، أما الشرق فأسأل قادة الحركة كيف ولماذا بدأ. وكذلك جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان.. وإشعال الحرب في دارفور لايختلف فيها إثنان ويؤسفني أن أقول لك معلوماتك في هذا المجال تعبانة جداً. الأخ تعبان يقول دمر الشماليون إقتصاد السودان، ولكني بحثت في كتب التاريخ وملفات وزارة المالية ولم أجد جوالاً واحداً من منتجات جنوب السودان دعماً للإقتصاد القومي.. وهنيئاً للجنوب أموال البترول وإن شاء الله قادة الجنوب يعرفوا يصرفوها لتنمية إقتصاد الجنوب وأتمنى أن يكون تعبان عارف أين تصرف. ويقول تعبان أهل الشمال جعلوا هذا البلد مسخرة العلم، ولكن من أين فتحت الأبواب لهذه المسخرة ومن الذى فتحها ولماذا لم تكن المسخرة موجودة في الشمال عندما كان الجنوب يقفله الإستعمار؟!. إنني لا أشك في أن الأستاذ تعبان يعرف جيداً من الذى بدأ التسول في السودان ومن هم الذين دبجوا الأكاذيب والإفتراءات للحصول على كسب رخيص.. إن الكرم والتسامح وعفة اليد واللسان صفات لا نجدها عند كل الشعوب ولكن لا شك أنك تعرف أين تجدها في السودان.. الأستاذ تبعان إنك تعلم أن القوات المسلحة السودانية حاربت تمرد الجنوب خمسون عاماً فهل وجدت في أى سجلات إطلعت عليها أو جاء على لسان أى قائد من قادة التمرد حالة إغتصاب واحدة ارتكبها شمالي، وهل ذكرت أى حالة إبادة جماعية حدثت، والله لو أفرغ قادة القوات المسلحة الذين حاربوا التمرد الأول والثاني في الجنوب، لو أفرغوا ما في مفكراتهم وما شاهدوه من فظائع وما وفروه من حماية لأ بناء الجنوب وما اتصفوا به من سلوك وخلق لعلمت أين تجد مكارم الأخلاق وحسن السلوك ومن هم أبناء الشمال الذين تضيق بهم. وأقول في ختام تعليقي على حديثك الغثاء »كل إناء بما فيه ينضح ويبقى ما ينفع الناس«. الفريق الركن ابراهيم الرشيد

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]