|
|
 صحيفة أميركية تنشر ملصقا يطالب بمحاكمة البشير ونائبه ومدير الأمن
|
صحيفة أميركية تنشر ملصقا يطالب بمحاكمة البشير ونائبه ومدير الأمن
حكومة شمال دارفور تمنح الخرطوم مهلة لوقف هجمات الجنجويد
واشنطن: طلحة جبريل الخرطوم: اسماعيل ادم
نشرت صحيفة اميركية امس ملصقاً بحجم صفحة كاملة يطالب بمحاكمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونائبه علي عثمان محمد طه ومدير المخابرات صلاح عبد الله غوش، بتهمة ارتكاب ابادة جماعية في دارفور. في غضون ذلك، منحت حكومة شمال دارفور الحكومة المركزية في الخرطوم مهلة قدرها 72 ساعة لوضع حد لهجمات مليشيات الجنجويد على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور ومعالجة الأوضاع الأمنية المتدهورة بصورة تثني اعضاء الحكومة عن الاستقالات الجماعية التي تقدموا بها احتجاجا على هجوم قامت به مجموعات تتبع لمليشيات الجنجويد ادى الى مقتل شخص وجرح 9 في الفاشر، ولليوم الثانى ظل المسؤولون في الحكومة في حال اعتكاف في منازلهم.
وأشار الملصق الذي نشرته صحيفة «اكسبرس»، وهي يومية تصدر عن مؤسسة «واشنطن بوست»، وتوزع مجاناً في منطقة واشنطن الكبرى، الى ان الوقت غير ملائم لمصافحة المسؤولين السودانيين، في إشارة الى وجود آندرو ناتسيوس مبعوث الرئيس الاميركي جورج بوش حالياً في السودان، بل لابد من تقييد أيديهم.
وقالت الصحيفة إن الابادة المستمرة في دارفور ليست وليدة الصدفة او بسبب نزاع قبلي بل هي من تخطيط الشخصيات الثلاث المذكورة، مشيرة الى انهم يتوسعون في «سياسة الرعب» لتشمل دولاً افريقية مجاورة مثل تشاد وأفريقيا الوسطى. وقالت الصحيفة إن الوقت حان بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي للعمل من أجل وقف الابادة المروعة ومساندة تشكيل المحكمة الجنائية الدولية. وذكر موقع مساند للملصق على الانترنت ان عدد ضحايا الصراع في دارفور بلغوا حتى الآن 400 الف شخص.
وافادت تقارير دولية ان اعمال العنف المتفاقمة التي شهدتها مدينة الفاشر كبرى مدن دارفور امتدت امس الى مدينة الجنينة القريبة منها. وقال متحدث دولي إن قوات هاجمت الجنينة، وهم ليسوا من ميليشيات الجنجويد الموالية للحكومة، وأغلق مطار المدينة بسبب هذه الاشتباكات، وهو مما أدى الى بقاء موظفي الامم المتحدة وكذلك عمال الاغاثة عالقين هناك.
وأشار المتحدث الى ان السلطات فرضت حظراً للتجول في الجنينة، مشيراً الى ان الامم المتحدة لا تعتزم حالياً اللجوء الى وسائل اخرى لإجلاء موظفي البعثة الدولية، وقال ان حوالي 130 من موظفي الامم المتحدة وعمال الاغاثة العاملين مع المنظمات الانسانية تم اجلاؤهم من مدينة الفاشر بعد مقتل 10 مدنيين بواسطة مليشيات الجنجويد.
وفي الخرطوم، قال مصدر مطلع ان توترات الفاشر تم احتواؤها امس بالكامل في اعقاب اتخاذ جملة من القرارات التى من شأنها ان تعيد الاوضاع الى طبيعتها، وفي مقدمتها قصر وجود السلاح داخل المدينة على الشرطة فقط. وقال ان حظر التجوال المفروض على المدينة منذ الساعة الواحدة من فجر امس تم رفعه فى ذات اليوم عند الثالثة مساء. وحذر مسؤول افريقي من ان بعثة الاتحاد الافريقي في اقليم دارفور المضطرب تواجه مشكلة كبرى تتعلق بتمويل البعثة خلال الستة اشهر المقبلة، حسب التمديد الذى منحه لها اجتماع مجلس الامن والسلم الافريقي أخيرا.
وقال المسؤول الافريقي، بوبو نيانق، نائب فريق انفاذ اتفاقية سلام دارفور بين الحكومة وحركات مسلحة في دارفور، ان الاتحاد الأوروبي «أخطرنا أن الاموال الموجودة في صندوق تسهيلات السلام تم صرفها، ولم يتبق له ما يقدمه للاتحاد الافريقي للسنة القادمة». وذكر ان المملكة المتحدة وعدت بتقديم مبالغ للاتحاد الافريقي لسداد رواتب القوات الافريقية، مبينا أن جهات اخرى لم تفِ حتى الآن بالتبرعات التي اعلنتها. وأضاف نيانق ان لجنة الترتيبات الامنية المشتركة سوف تجتمع في اديس ابابا في الخامس عشر من الشهر الجاري لمراجعة الوضع الامني ودراسة كل الخروق التي تحدث في دارفور.
الى ذلك، بدأت حركة تحرير السودان اجتماعات مكثفة برئاسة زعيمها مني اركو مناوي لتقييم الاوضاع في مدينة الفاشر وبلورة موقف حولها. وقال مصطفى تيراب الامين العام للحركة، ان للحركة رأياً واضحاً فيما يحدث في دارفور بصفة عامة وما يحدث في الفاشر بصفة خاصة.
وقال «اننا نستنكر بشدة الفوضى التي حدثت وقمنا فعلياً بالكثير من الأمور»، وتابع «اكدنا مبدئياً على ان تكون لدينا الكلمة الفاصلة في دارفور باعتبار المسؤولية المباشرة لمناوي كرئيس للسلطة الانتقالية بولايات دارفور». وأضاف «لدينا تصور كامل لمعالجة ما حدث سنعرضه مكتوباً على رئاسة الجمهورية ووسائل الاعلام خلال الساعات المقبلة».
وقال ان حركة تحرير السودان استفسرت في مكتوب ستسلمه لرئاسة الجمهورية عن مدى جدية الحكومة في انفاذ اتفاق ابوجا والبدء الفوري دون تلكؤ في انفاذها. وأوضح مصدر مطلع انها ستكون الفرصة الاخيرة للحكومة لأن الحركة تريد ان تدرس خياراتها الاخرى وأقربها العودة للحرب مرة اخرى. وأشار ذات المصدر الى ظهور تباين داخل الحركة جراء الاحداث الاخيرة، الاول ينادي بالعودة للحرب والآخر يفضل البقاء وإعطاء الحكومة فرصة وإكمال مسيرة السلام. من جهته، اكد كبير مساعدي رئيس الجمهورية، مناوي، اضطراب الاحوال الامنية بولاية شمال دارفور. وأوضح ان استقالة حكومة الولاية دليل على ان الوضع الامني غير مستتب بالمنطقة.
وذكر مناوي انه بحث مع المبعوث الاميركي ناتسيوس أمس مجمل الاوضاع الامنية والسياسية بدارفور ومسار انفاذ اتفاق ابوجا، مبيناً انه قدم رؤية، لم يفصح عنها، لناتسيوس بشأن تنفيذ الاتفاق. وواصل ناتسيوس مهمته في السودان، حيث زار امس مدينة ملكال في جنوب السودان واطلع على مجريات الاحداث الدامية التي شهدتها المدينة اخيرا، والتي اسفرت عن مقتل 86 من كل الاطراف، بينهم مدنيون وإصابة 285.
copied from alsharq alawsat
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست