|
نجاحات السياسة الخارجية في التعامل لإجهاض التدخل الدولي
|
إسلام اونلاين
إجهاض التدخل الدولي نجاحات السياسة الخارجية في التعامل لإجهاض التدخل الدولي
ومن ثَم يبدو المكسب الأهم لحكومة الخرطوم من وراء توقيع اتفاق دارفور -رغم بقاء فكرة التدخل- يتمثل في تعليق وإجهاض التدخل الدولي على الأقل مؤقتًا، وتأكيد أن التدخل يجب ألا يتم فقط بشروط وموافقة الحكومة السودانية، بل إنه لم يَعُد له ضرورة.
صحيح أن الحكومة السودانية تراجعت ضمنًا (عقب إعلان سابق لرئيسها البشير يؤكد فيه رفضها القاطع لهذه القوات الدولية)، في صورة تصريح لنائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، قال فيه إن السودان "يمكن أن يقبل وجود قوات دولية بعد اتفاق السلام"، إلا أن طه عاد وأوضح هذه النقطة بصورة أوضح في مؤتمر صحفي بالخرطوم، مؤكدًا "أن الإقرار بقبول دور الأمم المتحدة في دارفور بعد السلام ليس معناه إعطاء موافقة مسبقة" واستخدم عبارة "ليس كرت بلانش" مسبق لهذه القوات الدولية حتى تأتي عقب السلام مباشرة.
بعبارة أخرى استفادت الخرطوم من الاتفاق في تعزيز رفضها استقبال القوات الدولية، وتأكيد حقها في السماح بهذا أم لا حتى إنها عرقلت السماح لبعض مسئولي الأمم المتحدة إلى دارفور (إيان برونيك) لتثبت هذا المعنى، خصوصًا أن المنظمة الدولية أقرت من قبل بأن إدخال قوات إلى دارفور يستلزم الحصول على موافقة صريحة من الحكومة السودانية.
وقد أكد هذا جمال إبراهيم المتحدث باسم الخارجية السودانية بقوله: "الحكومة ستقيم إذا ما كانت ستحتاج إلى مساعدة القوات الأجنبية وربما تقرر طلب نشر قوات دولية"، إلا أنه استدرك قائلاً: "مثل هذا القرار هو من حق الحكومة.. والأمر الأكيد أنه لن تحضر أي قوات أجنبية إلى السودان من دون موافقة الحكومة".
ويعني هذا أن الخرطوم لم تتراجع عن موقفها بشأن التدخل الدولي؛ لأن تحذير الرئيس السوداني عمر البشير في نهاية فبراير 2006 من أن دارفور ستكون "مقبرة" لأي قوات أجنبية ترسل إلى هناك بدون موافقة الحكومة، ارتبط بشرط الموافقة الحكومية.
ومع هذا فالخطر لا يزال قائمًا. فإذا كان مبرر التدخل الدولي سابقًا هو أسلحة الدمار الشامل وغيرها، فقد أصبح المبرر الجديد هو "الإغاثة" وإنقاذ الإنسانية المعذبة التي تصنع قدرًا أكبر من التعاطف وتعطي مبررًا على التدخل؛ وهو ما يعني أن مبرر التدخل سيظل موجودًا ما لم تنجح القوى الداخلية في دارفور في التوحد ونبذ الخلافات عقب توقيع اتفاق السلام، وتنهي كل مظاهر الحرب والاقتتال؛ لأن الهدف النهائي للغرب "إستراتيجي" يتعلق بإيجاد منطقة نفوذ غربية في إفريقيا محورها السودان، ومن الصعب التخلي عنه.
|
|
|
|
|
|