|
Re: معاوية البلال / وفاء طه علي (Re: Amin Elsayed)
|
يقول معاوية كان للمرأة السودانية في مجال الكتابة القصصية العديد من المساهمات المضيئة والتي ينبغي الوقوف عندها طويلا وذلك لعدد من المؤشرات التي تجعل من المرأة القاصة ليست ندا للرجل القاص فحسب بل لانها في كثير من الاحيان نراها تتفوق وتبرز عطاء ابداعيا يشكل في مجمله اضافة نوعية الى مشروع الكتابة القصصية السودانية، فاذا ما نظرنا الي تاريخ هذه الكتابة نجد ان اول مسابقة للقصة القصيرة قد اجرتها اذاعة ام درمان عام 1947م قد فازت بالمرتبة الاولي فيها الاديبة المعروفة ملكة الدارمحمد عن قصتها التي جاءت بعنوان «حكيم القرية» التي كانت بلغة رصينة ومتماسكة عالجت مستويات الشخوص النفسية والاجتماعية والذهنية بشكل درامي دقيق ، واوضحت ان هنالك في الريف الكثير من الاسباب التي تجعله اكثر تخلفا ، خاصة تلك المفاهيم التي ارتبطت بالدجل والشعوذة ثم مشاعر الحقد والحسد كلها تتضافر لتفادي العلم والتقدم آنذاك. وتناول معاوية ما اسماه الكتابة النسوية القصصية في الخمسينيات اهم خصائصها ، وتناول قصة الاستاذة امال عباس (مصرع قلبين) التي نشرت في مجلة صوت المرأة في العام 1955م ، واشار للاستاذة امنة احمد يونس (امنة بنت وهب) وقد نشرت قصصها في التلغراف والرأي العام وغيرها والقاصة سلمي احمد البشير ومن اهم اعمالها قصة «يتيمان» في مجلة المنار، ومجمل النماذج السابقة يمكن ان تعطي صورة اشمل لمشهد الكتابة النسوية القصصية وهي لا تختلف كثيرا عن مجمل حركة القصة السودانية في تلك الفترة نفس سماتها وملامحها التي تمثلت في البناء السردي المحكم والذي بنى علي المفهوم الارسطوطاليسي« بداية ، دورة نهاية» اضافة الي اللغة التقريرية التي يغلب عليها الوصف وتحاول عكس الواقع والو قائع كما هي مكرسة لخدمة اغراض فكرية وتعليمية وسياسية واجتماعية وتصوير الابطال وهم في حالة بؤس وحيرة ، وتكشف الكتابة النسوية القصصية مدى ارتباط هذه الكتابة بالقضايا الاجتماعية والتطلعات المشروعة في التحرر والنهوض من ربقة التخلف والجهل ، كما نلاحظ الوجود المهيمن لشخصية المرأة المقهورة كشخصية اساسية داخل النص القصصي ، الواقع عليها القهر التاريخي وهي حالة ضعف وانهيار حيث ان الانثي تكشف معاناتها مع المرير بشكل فيه كثير من الخصوصية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاوية البلال / وفاء طه علي (Re: Amin Elsayed)
|
وينتقل الكاتب الي مرحلة السبعينيات التي ساد فيها الخطاب التحرري ، ومن داخل هذا الخطاب التحرري الحداثي بدأت الكتابة القصصية تبرز ، فالكاتبة المبدعة عوضية يوسف استطاعت من خلال كتاباتها القصصية تفجير كل الاسئلة الصعبة التي احتقنها ذلك الخطاب بل تجاوزته عندما وصفت تجربتها لتحريك تلك الاسئلة الصعبة والمعقدة التي لا يمكن التقرب منها الا بربط كتابة المرأة في علاقتها بالزمن المعاصر، وللآفاق الاكثر حداثة وتمردا ، وقد قالت عوضية يوسف لانني اكتب من اجل الحب وابتداء من الحب وانطلاقا منه ، انني اكتب به والكتابة والحياة سيان ، هكذا قالت كلماتها لكي تؤسس موقفا جذريا وشاملا من الكتابة والذات الانثوية والرجل والحياة. ومن ذات الفهم الآنف الذكر سارت خطى كاتبات مرحلة السبعينيات والثمانينيات سلمي الشيخ سلامة وسعاد عبد التام وآمال حسين وفاطمة السنوسي ، ومجمل هذه الكتابات القصصية التي صيغت باقلامهن تهجس بالخطاب التحرري الحداثي. والتفت الى الكاتبة استيلا فايتانو ومن اهم اعمالها «بحيرة بحجم ثمرة الباباي» وقصة «خرائط العالم المجهولة» وتعتمد في كتابتها علي مستودع التراث الخصب وتناقضات الحياة والواقع والبيئة في جنوب السودان وبلغة متسائلة ومتشككة تفتح الابواب العريضة حتي تدخل رياح العصر والتغيير. وسجل معاوية البلال اهم الملامح الشكلية النسوية في استفادة كتابات السبعينيات ـ التسعينيات من تقنيات الكتابة الحديثة واقتراب اللغة من نجوم الشعر ، كما انطلاقا من تجاربها الذاتية وفي تصديها لآليات القهر المختلفة ويمكن بعد ذلك الحديث عن صوت خاص لكل قاصة وهذا الكتاب يلقي ضوءا علي هذه النماذج وتجربة اولى يمكن ان تفتح الباب لدراسة معمقة عن ابداع المرأة السودانية وهي اضافة للمساهمات الاخرى من الشعر الفصيح والشعر الشعبي والحكايات والاحاجي.
نواصل......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاوية البلال / وفاء طه علي (Re: Amin Elsayed)
|
بثينة خضر مكي
اليوم أوقن أنني لن أحتمل في موسم المد جزر جديد روضة الحاج اليوم أوقن أن هذا القلب مجروح ومثقوب ومهزوم وتلوح لجّة حزني المقهور تكشف سُوقها كل الجراح وتستهلْ هذا أوان البوح يا كل الجراح توردي ودعي البكاء يجيب كيف ؟ وما ؟ وهل ؟ زمنا تجنبت التقائك خيفة فأتيت في زمن الوجل خبأت نبض القلب كم قاومت كم قررت كم كابرت ثم نكصت عن عهدي آجل ومنعت وجهك في ربوع مدينتي علقته وكتبت محظورا على كل المشارف والمداخل والمواني والمطارات البعيدة كلها لكنه رغمي اطل في الدور لاح وفى الوجود وفى الغياب وبين إيماض المُقل حاصرتني بملامح الوجه الطفولي الرجل أجبرتني فتحولت كل القصائد غير قولك فجة لا تحتمل أجبرتني حتى اتخذتك معلماً بغيره لا أستدل واليوم يا كل الذين أحبهم عمداً أراك تقودني في القفر والطرق الخواء وترصداً تغتالني انظر لكفك ما جنت وامسح على ثوبي الدماء أنا كم أخاف عليك من لون الدماء لو كنت تعرف كيف تُرهقني الجراحات الجديدة والقديمة ربما أشفقت من هذا العناء لو كنت تعرف أنني من أواجه الغاوين والآتين استرق التبسّم استعيد توازني قسراً واضحك حينما ألقاك في زمن البكاء لو كنت تعرف أنني أحتال للأحزان أرجئها لديك أسِكتْ الأشجان حين تُجئ أخنق عبرتي بيدي ما كلفتني هذا العناء ولربما استحيت لو أدركت كم اكبو على طول الطريق إليك كم ألقى من الرّهب المذل من العياء ولربما ولربما ولربما خطئي أنا أنى نسيت معالم الطرق التي لا انتهي فيها إليك خطئي أنا أني لك استنفرت ما في القلب ما في الروح منذ طفولتي وجعلتها وقفاً عليك خطئي أنا أنى على لا شئ قد وقعّت لك فكتبت أنت أحبتي ومعارفي وقصائدي وجميع أيامي لديك اليوم دعنا نتفق أنا قد تعبت ولم يعد فى العمر ما يكفى الجراح أنفقت كل الصبر عندك والتجلّد والتجمّل والسَماح أنا ما تركت لمقبل الايام شئ إذ ظننتك آخر التّطواف فى الدنيا فسَرّحَت المراكب كلها وقصصتَ عن قلبي الجناح انا لم إعد أقوى وموعدنا الذى قد كان راح فأردد إلي بضاعتي بقى انصرافك لم يزلْ يُدمى بين تكبري زَيفاً يُجرعني النَوّاح اليوم دعنا نتفق لا فرق عندك أن بقينا أو مضيت لا فرق عندك إن ضَحِكنا هكذا كذباً وإن وحدي بكيت فأنا تركت احبتي ولديك أحباب وبيت وأنا هجرت مدينتي واليك يا بعضي أتيْت وأنا اعتزلت الناس والطرقات والدنيا فما أنفقت لي من أجل أن نبقى وماذا قد جنيت وأنا وهبتك حبيَ جهراً فهل سراً نوْيت اليوم دعنا نتفق دعني أوقع عنك ميثاق الرحيل مُرني بشئٍ مستحيل قُل لي شروطك كلها الا التى فيها قضيت إن قلت أو إن لم تقل أنا قدْ مضيت .
| |
|
|
|
|
|
|
|