|
شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !!
|
. .
الشعراء أشخاص إستثنائيون جداً , نزقون رُبَّما , ردودُ أفعالهم ذاتَ زوايا حادَّة رُبَّما , لكن هؤلاء القوم شاهقون بلا مراءْ , و هم أكثر المبدعين ثقةً بأنفسهم وتقديراً لحجم إبداعهم , متَّكئين في ذلك على عقود الإحتكار الأبديَّة التى وقَّعوها مع شيطان الشعر ! , فليس أيا كان مقدرٌ له أن يصبح شاعراً , الشعر كالغفران , شئٌ يُمنح لكنه لا يُشترى , يُوهب ولا يكفى أن يُطلب ! .. بَيْدَ أن الشاعر هو أول من يدفع ثمن تلك المَلَكَة الباهظة , و آخر من يجنى رَيْعها ! , لذا فقد درج الناس منذ الأزل على أن يقايضوا صبرهم على نَزَقْ الشعراء بتلك المتعة العظيمة , و ذاك الإنبهار اللَّطيف الذى يجدونه في تذوقهم للتراكيب والصور العميقة التي تشرح جراحهم و تُفنِّدُ دواخلهم المفعمة بالإنابة عنهم ! , إنها هيبة الشعر و عظمة الشاعر ! , لكن المتشاعرين كُثُرْ , و قد كنت منهم على نحو ما قبل أن أكتشف أن عالم السرد الجميل هو قدرى و ملاذي و هلاكى أيضاً إن أنا فرَّطت ! . في طفولتى كبعض الصغار المتحذلقين كنت أتَشاعَر بقصائد قصيرة جداً و ساذجة جداً تتحدث عن الأم التى تتفانى في إعداد الطعام , و الأشجار و الطيور و الألعاب التى تتكلم , و أذكر أننى كنت مفتونةً بكلمة (القوت) التى كنت أجدها بليغة جداً ! , فخصَّصت قصيدة كاملة تتحدث عن الأب و لقمة العيش التى يوفرها بعرقه لأطفاله الجياع في انتظار عودته من أجل تلك الكلمة البراقة ! .... إلى آخر تلك السذاجات الطفولية البريئة والجميلة ! . ولا زلت أذكر قصيدتى عن أطفال الحجارة التى ألقيتها في فناء المدرسة بصوت مرتجف من هول الموقف المهيب , كانت تلك أول مرة أتحدث فيها أمام حشد من الناس و كدت أموت فَرَقاً و خجلاً , و لم أكن أعرف يومها أن مخاطبة الحشود بصوت واثق في قاعات المحاكم سيكون دأبى و مهتنى التى سأختارها بملء إرادتى لآكل منها عيشي ! قصيدتى تلك عن أطفال الحجارة عندما قرأها خالى رحمه الله و الذي كان يعمل وقتها في إحدى الصحف إقترح محاولة نشرها تشجيعاً لى , الأمر الذي أفرحنى كثيراً , لكنه بدَّد فرحتى بمهاتفتى بعدها ليسألنى بتشكُّك إن كنت أنا من كتبها فعلا , لا زلت أذكر الآن كيف آلمنى ذلك و كم شعرت بالمهانة فأجبته بحزم طفولىّ بأن ينسى أمرها إن كان لا يصدقنى !! أما على أعتاب الأنوثة فقد اقترفت آخر محاولة فاشلة لكتابة قصيدة أذكر أن مطلعها كان .. ليت انتظار الفجر يسفر عن جديد الفجر ليس القطر و الأنسام والضوء الوليد الفجر ليس نعاس أطفال المدارس حين يتلون النشيد !! إلى أن قلت ..
الفجر أن نصحو معاً والليل أن نغفو معاً نرسم للفجر الجديد!!
بعد كتابتها بدقائق فقط كنت أنا أول الساخرين من هذا الكلام و أول المستخفين به , أما الأسباب فقد كانت موضوعية جداً , و من ضمنها على ما أذكر , أن أطفال المدارس لا يتلون النشيد المزعوم فى الفجر , وإنما يفعلون ذلك فى الصباح بعد شروق الشمس لأنهم مجرد أطفال وليسوا مجندين فى الجيش النازي ! , و حتى لو قمنا بتغييرها إلى الصبح ِعوَضاً عن الفجر بمعنى أن نقول .. ( ليت انتظار الصبح يسفر عن جديد ) ! ستواجهنا مشكلة أكثر فداحةً و هى أن الصبح لا يكون الضوء فيه وليداً , بل تكون الشمس فيه ساطعةً كحقيقة إسرائيل ! , وسطوعها بطبيعة الحال سيؤدى إلى تبخر القطر المزعوم , فلا يمكن أن نقول .. ( الصبح ليس القطر و الأنسام و الضوء الوليد ) ! ثم أنَّ النهاية سخيفة ومبتذلة .. يعنى .. قافية و السلام !! وقتها كنت قد ودَّعتُ طفولتى كما ودَّعتُ التشاعر الى الأبد !! فالمسألة في منتهى الصعوبة , وشيطان الشعر شخصية غاية في الحزم و النزاهة , و الأدهى و الأمَرّ أنه لا يعترف بالواسطة ! ثم أنه ليس أسوأ من التَّشاعر و الشعر الرَدئ , و عليه فإن الإقتصار على التّذوق هو الخيار الأذكى الأفضل !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ قيلولة - أوراق جديدة - 2006
. .
(عدل بواسطة منى أحمد on 11-12-2006, 10:14 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: منى أحمد)
|
Quote: الشعراء أشخاص إستثنائيون جداً , نزقون رُبَّما , ردودُ أفعالهم ذاتَ زوايا حادَّة رُبَّما , لكن هؤلاء القوم شاهقون بلا مراءْ , و هم أكثر المبدعين ثقةً بأنفسهم وتقديراً لحجم إبداعهم , متَّكئين في ذلك على عقود الإحتكار الأبديَّة التى وقَّعوها مع شيطان الشعر ! , فليس أيا كان مقدرٌ له أن يصبح شاعراً , الشعر كالغفران , شئٌ يُمنح لكنه لا يُشترى , يُوهب ولا يكفى أن يُطلب ! .. بَيْدَ أن الشاعر هو أول من يدفع ثمن تلك المَلَكَة الباهظة , و آخر من يجنى رَيْعها ! , لذا فقد درج الناس منذ الأزل على أن يقايضوا صبرهم على نَزَقْ الشعراء بتلك المتعة العظيمة , و ذاك الإنبهار اللَّطيف الذى يجدونه في تذوقهم للتراكيب والصور العميقة التي تشرح جراحهم و تُفنِّدُ دواخلهم المفعمة بالإنابة عنهم ! , إنها هيبة الشعر و عظمة الشاعر ! , |
الزميلة المحترمة منى أحمد وإن لم يكن كلامك هذا شعرآ، ماذا يكون؟ بورك قلمك..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: منى أحمد)
|
______________
الأستاذة : منى أحمد
الشعر – من وجهة نظري – هو معرفة صياغة الإحساس بشكل مموسق وبتكثيف خيالي لا يؤثر على هذه الموسقة. فتوازي الخيال الذي يعني في إحدى جوانبه (الشطح) مع الموسقة التي تعني الالتزام بإيقاعية النص هو أجمل ما يميز الشعر. وقد يلغي المحدثون عنصر الإيقاعية ولكنهم لن يستطيعوا أن يفترضوا شعراً خالياً من الخيال أبداً.
أجمل ما أعجبني في مقالتك هو وضوحك أمام نفسك ، والتزامك جانب النقد الذاتي لما تكتبينه ، فالكتابة لا ينبغي أن تكون خارجاً عن سياق ما نحس أبداً ، إذ ما لم يكن صادقاً لن يصل إلى الآخرين أبداً.
أمر آخر أستاذتي ... موسيقى الشعر لا يمكن أن ينحصر في الإيقاعية المعروفة ، بل قد يكون إيقاعاً داخلياً يصعب التعبير عنه. وفي اعتقادي فإن طريقة الإلقاء يقع على عاتقها 80% من التوصيل الجيد للمعنى ، وجذب الانتباه. والإلقاء لا يعني التمثيل بقدر ما يعني موافقة النبرة الصوتية للمعنى الحسي للبيت أو المقطع الشعري. والإلقاء فن لا يجيده الكثيرون ، فقصائد الفيتوري تضيع في شفتيه بينما تعود لتظهر كالمارد لدى شخص آخر يحس التعامل معها.
ابتسمت قليلاً عندما قرأت تذييلك لهذه المقالة فلا تهتمي يا أستاذة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: هشام آدم)
|
Quote: الشعر – من وجهة نظري – هو معرفة صياغة الإحساس بشكل مموسق وبتكثيف خيالي لا يؤثر على هذه الموسقة. فتوازي الخيال الذي يعني في إحدى جوانبه (الشطح) مع الموسقة التي تعني الالتزام بإيقاعية النص هو أجمل ما يميز الشعر. وقد يلغي المحدثون عنصر الإيقاعية ولكنهم لن يستطيعوا أن يفترضوا شعراً خالياً من الخيال أبداً. |
. .
الشاعر المبدع هشام آدم.. كعادتك مداخلاتك دوما تشكل إضافة مفيدة لأى موضوع سعدت كثيرا بمداخلتك القيمة و أتفق معك تماماً بالنسبة لطريقة تذييل المقال أنا أيضاً كنت أبتسم و أنا أكتبه
. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: منى أحمد)
|
تحايا ملؤها العطر يا منى
لكِ ولباذخ حرفك الندى
الشعراء أشقى الخلق كما وجدتهم
مزيج عجيب من طين الأنبياء، نار الشياطين ونور الأملاك
كانت اليُمنىَ تحيطُ بخصرِ المدينةْ تصبُ فى العيونِ ضحكات الطريقْ وما تبقى من رحيقَ أغنيةٍ حزينةْ
وما تلكَ بيسراكَ؟
قلتُ هى أمنيتى أتوكأ على سناءها البريق أهشُ بها على ندمى أشدُ وسادةً من فرحِ الماءِ فوقَ ألحفةِ الحريقْ أتوسلُ الخلاصَ من عدمى من وحشةٍ دفينةْ
ما تلكَ بيسراكَ؟
هى أغنيتى أولمتها للعابرينَ حديقةً فليأكلوا خبزَ المراثى نشوةً فلينشدوا بوحَ المواتِ المرِ فينا فوقَ أشلاء السكينةْ
أعود إليك لاحقا لأحكى لكِ عن الشعر وأهله
وأهديك المنى كاملا وطيبا وأخضرا من غير سوء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: منى أحمد)
|
الرقيقة المبدعة حد الدهشة منى أحمد
Quote: فالمسألة في منتهى الصعوبة , وشيطان الشعر شخصية غاية في الحزم و النزاهة , و الأدهى و الأمَرّ أنه لا يعترف بالواسطة ! ثم أنه ليس أسوأ من التَّشاعر و الشعر الرَدئ , و عليه فإن الإقتصار على التّذوق هو الخيار الأذكى الأفضل !! |
أعجبنى مقالك الجرئ ونقدك الذاتى الرائع .. وانا عندما انتقد قصائدى اقول ان القصيدة ابنتى التى انجبتها من وجدان الهامى فان خرجت من رحم الالهام جميلة فالله الحمد وان خرجت شائهة فهى ارادة المولى ولن اتبرأ من ابنتى (قصيدتى) لانها ليست ابنة سفاح على اى حال !!
منى
اعشق كتاباتك الذكية فكونى اكثر كرما علينا بها
سأعود حتما !!
كونى بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: نادية عثمان)
|
_____________
الأستاذة منى أحمد
أردت أن أناقش معك مقولة ( أعذب الشعر أكذبه ) فهل هي مقولة حكيمة فعلاً ؟ إذ يتوجب على الشاعر أن يقول فقط ما يفعله وما يشعر به؟ أم قد يتجاوز ذلك إلا ما وراء ما يشعر به وما يؤمن به في أحيان أخرى؟
نقرأ كثيراً عن شعراء تغنوا للوطن كمن لم يفعل غيرهم ، ولكنهم كانوا أول من اغترب وترك وطنه وعلق خطيئته على شماعة (هندسة الوضع الراهن) !! وآخرون نفثوا في صدورنا شهوة الانتقام من (القتلة) وأشعلوا نار الثورة فيها ، غير أننا وجدناهم أول من جنح للسلم عندما كان في يدهم أن يسجلوا موقفاً للتاريخ.
فهل الشعر خطاب سياسي في ثوب أكثر زهداً وورعاً وموسيقى ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: هشام آدم)
|
الأديبة منى أحمد الشعر : تعبير عن تجربة شعورية ( ذاتية أو إنسانية عامة) في صورة موحية ، فهي إحساس وانفعال داخلي يعانيه الأديب ، وما التعبير إلا صورة لفظية ذات دلالة يلبسها الشعر في إطار أدبي ملائم . غاية الشعر : تصوير المشاعر والأحاسيس ، والتأثير فيمن يطالعونه أو يسمعونه ، ليشاركوا الأديب أحاسيسه ، ويتمثلوا التجربة الشعورية التي عاشها الشاعر . عناصر الشعر : إذا أردنا أن نحلل عملاً شعرياً أو نثرياً ، فينبغي الوقوف على مكوناته وهي : ( عاطفة ، فكرة ، صور خيالية ، ألفاظ وعبارات ، موسيقا)، وبين القوسين تفصيل طويل للنقاد . والشعر خطاب مرن يحتمل أي إحساس يحسه الشاعر ، وأما التصنيف متروك للقاريء أو السامع ، والشعر مثله مثل غيره من الأجناس الأدبية يخضع لحدقة النقاد من العامة والخاصة ( ذوي الاختصاص ) ، والشاعر حين يستخدم اللفظ يرعى المعتقد والعرف وحريات الآخرين ، حتى يكون مقبولاً ومستساغاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: هشام آدم)
|
Quote: فهل الشعر خطاب سياسي في ثوب أكثر زهداً وورعاً وموسيقى ؟ |
العزيز هشام آدم
أنا بعتبر الأسئلة دى و النقاش ده تواضع جميل منك .. بما إنك درست في السعودية أكيد بتتذكر تعريف الإنفعال في مادة علم النفس الكانوا بدرسونا ليها في الصف الثانى الثانوى موش كانوا بقولوا لينا (الانفعال هو حالة وجدانية ثائرة تشمل الجسم والنفس بالتغير و الاضطراب حين تصطدم الدوافع - بصورة غير متوقعه - بحائل يعوقهااو يهزها بشكل ملائم او غير ملائم )؟!! أنا بفتكر إنو الشعر ده عباره عن توثيق للحظات انفعالية و حالات وجدانية ثائرة أو غير ثائرة في قوالب بلورية من ألفاظ مبهرة و تراكيب و صور بديعة و آسرة لا يملكهاغير الشعراء ولا يستطيع أبرع (متشاعر) أن يصل الى ذلك التفاعل السحري بين بوحهم و ووقعه في دواخلنا! فربما كان أعذب الشعر أكذبه لأن القصيدة - كما قلت - صور شديدة التكثيف لفكرة أو حالة وجدانية قد تنتهى تلك الصور وقد تبهت وقد تستمر كما يحدث مع اى شخص الفرق هو تلك الملكة الباهظة التى يستخدمها الشاعر في توثيقاته الفخمة لتلك الحالات الوجدانية !! يعنى ممكن نقول أعذب الشعر أكذبه عن قصيدة يكون كتبها شاعر في حالة عشق انتهى و حل آخر محله لكن برغم هذا تظل تلك القصيدة تلهم آلاف العشاق و تؤجج عواطفهم , و ممكن شاعر يكتب عن الوطن أروع القصائد الصادقة فعلا لكن الفقر و قلة الحيلة و العوز يخليهو يفارق الوطن ده مكره لا بطل , و ممكن جدا رغم اختلافنا أو اتفقانا مع توجهات سياسية مختلفة لشعراء تكون القصائد دى نابعة من قناعات حقيقية , تبدلت بفعل الزمن وتعاقب الظروف لكن القصائد التى وثقت ذلك بقيت , و دى مشكلة الشعر الذي يخدم مصالح سياسية او ثورية ما, بكون مؤثر جداً و دوره في غاية الخطورة , و دى قصائد بتفق معها من تتوائم مع توجهات قائلها ويختلف معها الباقون , لكن تظل القصائد الوطنيةالصادقة الخالصة لوجه الوطن خالدة يعنى مافي شخص في السودان كلو ممكن يختلف مع قصيدة زى ( صه يا كنار ) مثلاً ! و أخيراً أنا بفتكر إنو التلقى و التذوق أيضاً موهبة و ملكة في غاية الجلال يعنى ما أى شخص متذوق جيد للشعر , لا بد من وجود شرارة ما من تلك الشعلة المقدسة في دواخل المتلقى ليكون صاحب ذائقة تليق ببهاء الشعر . أنا ممتنة كثيرا لمداخلتك الثرية يا هشام .
مودتى
. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: منى أحمد)
|
__________ الأستاذة منى أحمد
في الحقيقة أتفق معك في بعض النقاط ، ولكني أرى أن الشعر الجميل يكتسب جماليته من قابليته للتطبيق. بمعنى أن ما يجعل الشعر جميلاً لدي هو موافقته لحالة شعورية سواء سابقة أو عرضية. شريطة أن يكون الشاعر قادراً حال كتابته القصيدة على تحليل الحالة الشعورية بطريقة مبسطة أستطيع أنا كقارئ أن أفهم أو أن أجد تفسيراً مرضياً لتلك الحالة الشعورية الخاصة بي. وبالطبع فهذا ليس اشتراطاً بقدر ما هو استحسان لا يصلح أن يعمم. فهنالك قصائد تتكلم عن تجارب لم تمر علينا ولكننا نتذوقها لأنها تقع في تماس الحالة الوجدانية التي هي خاصية (بني آدم) : ألم – فرح – حزن – شوق – غضب – ذكريات – حماسة دينية ... إلخ. وفي حدود هذا التماس الذي نشترك فيه جميعاً فإن الفيصل يظل مقترناً بذاتية المتلقي بشكل خاص وحصري. أليس كذلك.
الشعر – إضافة إلى التعريفات المذكورة في هذا البوست – هو امتلاك شخص القدرة اللغوية على تحليل الحالات الشعورية إلى عناصرها الأولية ومن ثم ربطها بأدوات ليست بالضرورة ذات علاقتها ولكنها تسعى إلى تفسير هذه الحالات ومن ثم تقودنا جميعها إلى نتيجة مفادها (الشعور) إما بالألم أو بالفرح أو بالغضب أو أو أو أو ..إلخ. فالقصيدة التي تتحدث عن انتفاضة الشعب الفلسطيني إن لم تلامس فيني ما يحرك مشاعر الغضب فلن تجعلني أغضب. وهكذا.
الشعر ، حالة خاصة تأتي لشرح حالة أدق خصوصية فتفضحها بأدب وبلغة راقية وخيال يجعلنا لا نلتفت كثيراً لمسألة (الفضح) بقدر ما تجعلنا نستشعر فقط جمالية العبور إلى الحقيقة. هذا إذا افترضنا أن الحقيقة هي الجسد العاري للكذب والتلفيق والخداع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: هشام آدم)
|
Quote:
الشعر ، حالة خاصة تأتي لشرح حالة أدق خصوصية فتفضحها بأدب وبلغة راقية وخيال يجعلنا لا نلتفت كثيراً لمسألة (الفضح) بقدر ما تجعلنا نستشعر فقط جمالية العبور إلى الحقيقة. هذا إذا افترضنا أن الحقيقة هي الجسد العاري للكذب والتلفيق والخداع. |
إذاً جماليات العبور إلى حقيقة ما هى مربط هيبة الشعر و افتتاننا به هذا من أجمل ما قرأت !
العزيز هشام .. هذه الفلسفة الجميلة راقتني بقدر ما أدهشتني و أجدها تدفعني دفعاًالى كتابة سؤال محرِّض على فلسفة مماثلة
يقول شاعر فرنسا بول جيرالدي ..
".. لا شئ إلى الأبد إلا جنون الشعراء .. فإذا أصابهم العقل مثلي لم يصدقهم أحد !! .." مارأيك ؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: منى أحمد)
|
النبيلة المرهفة منى أحمد
Quote: حديثك عذب كقصائدك الدافئة رغم انى اختلف معك في أن تكون لمبدعة مثلك قصيدة شائهة ! |
سعيدة لاحساس الدفء الذى وصل الى روحك الشفيفة من قصائدى !
ياعزيزتى القصائد الشائهة هذه يراها البعض كذلك ولست انا ولانى احترم قراء قصائدى ووجهات نظرهم ونقدهم.. فااردت ان اؤكد ذلك مع التأكيد ايضا على اعتزازى بهذه القصائد حتى وان كانت فى نظر احدهم شائهة او انها لا ترقى لمستوى قصائدى الاخرى !
فهمتينى ياغالية ؟!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: نادية عثمان)
|
Quote: سعيدة لاحساس الدفء الذى وصل الى روحك الشفيفة من قصائدى !
ياعزيزتى القصائد الشائهة هذه يراها البعض كذلك ولست انا ولانى احترم قراء قصائدى ووجهات نظرهم ونقدهم.. فااردت ان اؤكد ذلك مع التأكيد ايضا على اعتزازى بهذه القصائد حتى وان كانت فى نظر احدهم شائهة او انها لا ترقى لمستوى قصائدى الاخرى !
فهمتينى ياغالية ؟!! |
ده بالضبط اللى أنا قصدتو يا نادية انى بختلف معاك في انك تأمنى على كلام زى ده ولو من باب الديمقراطية ربنا يسعدك و يجمل ايامك على الدوام يارب .
. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: منى أحمد)
|
العزيزة منى
شكراً على هذه الكتابة الجميلة
لكن صدقيني أنني عندما اتهمني أحدهم بأن قصيدة ما قرأتها في رحلة مدرسية وقال بأنه من المستحيل أن أكون كاتبها فرحت أكثر مما حزنت
لأن ذلك كان مدحاً غير مباشرً لقصيدتي ولملكتي الشعرية،
فليتك واصلتي عندما سألك خالك رحمة الله عليه إن كنت أنت بالفعل كاتبتها
وكما تساءل نزار:
هل يولد الشعراء من رحم الشقاء؟
مودتي وتحياتي الحارة لك..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: Dr. Moiz Bakhiet)
|
Quote: العزيزة منى
شكراً على هذه الكتابة الجميلة
لكن صدقيني أنني عندما اتهمني أحدهم بأن قصيدة ما قرأتها في رحلة مدرسية وقال بأنه من المستحيل أن أكون كاتبها فرحت أكثر مما حزنت
لأن ذلك كان مدحاً غير مباشرً لقصيدتي ولملكتي الشعرية،
فليتك واصلتي عندما سألك خالك رحمة الله عليه إن كنت أنت بالفعل كاتبتها
وكما تساءل نزار:
هل يولد الشعراء من رحم الشقاء؟
مودتي وتحياتي الحارة لك.. |
العزيز د. معز
أسعدني حضورك الأنيق إمتناني لا حد له
قلت بأنك فرحت عندما اتُّهمت بأن إحدى قصائدك ليست لك
هذا أنت يا سيدى ! لأنك شاعر كبير من يومها لأنك شاعر حتى النخاع حسمت الأمر مع ذاتك فحسمت بذلك شكوك الآخرين ربما لأنك استشرفت - ذات شفافية - ما أنت عليه اليوم في عالم الشعر من بهاء و هيبة ! أما أنا فقد غضبت غضبة مضرية لأني لم أكن أملك ثلث قناعتك الجميلة بذاتك ولأنني لم أحدد - ربما - في أى القوالب الأدبية سأستقر مع الزمن تجاوزت ذلك البرزخ وأنا الآن راضية بعالم السرد الجميل ولا تزال تداهمني دفقة عذاب لذيذة بعد قراءة الشعر الجميل فأحدق ببلاهة في الفراغ أمامي و كأنني أعود لذلك البرزخ !!
أسعدتني و ميزتني إطلالتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَيطـان الشِّعـر شخصيـَّـة دَيْدَنُـهَا النَّزاهَـة !! (Re: Samau'al Abusin)
|
Quote: منى أحمد
تنكرين الشعر و تورّطين النثر في عالمك الشعري.. هذه مساحة خصبة للكلام..
هل قرأت ملاحظاتي المسجلة على مدونتك؟ |
قرأتها و أسعدتني كثيراًَ و أسعدني أنك لا توافقني الرأى في مقالي " أحفاد الجرجون " ! كما أسعدنى حضورك الرقيق هنا أيضاً لا زلت أذكر جيداً قولك .. " سأسأل أصدقائي عنك "! هل يعرفون قلمي أم لا .. كم أريد و لا أريد أن أعرف الإجابة !!
| |
|
|
|
|
|
|
|