جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-22-2024, 08:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-30-2006, 11:30 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام

    احداث العنف و النزاعات الدموية في جنوب كردفان ، و التي تواترت في الشهور القليلة الماضية ، هي مؤشرات لغياب التنمية المتوازنة و العدالة الإجتماعية ..و ضعف الإرادة الموحدة..و كلها مسائل يغذيها صمت مثقفي المنطقة .. الشئ الذي يجعل الجميع في خانة الصمت المتواطئ و خيانة اهل المنطقة و قضاياهم..

    نواصل..

    كبر
                  

10-30-2006, 11:32 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    العجز ..أم المساومة الرخيصة؟

    شهدت منطقة جنوب كردفان في الآونة الأخيرة ، حالات نزاعات دموية قاتلة في المنطقة الشرقية (رشاد-ابوجبيهة) و المنطقة الشمالية (ضواحي الدلنج:مناطق الصبي – المندل – المسيرية) ، بينما شهدت المناطق الجنوبية و الغربية من الولاية استقرار امني ملحوظ ، و هو في حد ذاته امر محمود..

    مثل حالات الإنفلات الأمني تلك ، لا تخرج مطلقا عن دائرة العجز و المساومات السياسية الرخيصة ، خصوصا و ان الأدبيات العامة في السودان هذه الأيام ، درجت على تعريف الولاية على أساس قسمة السلطة الضيزى بين الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني ، فأصبحت الولاية مقسمة بين مناطق الحركة الشعبية و مناطق المؤتمر الوطني..

    فحالة العجز .. عبر عنها والي الولاية خميس جلاب في تعليقه على احداث رشاد و ابوجبيهة .. حينما اعلن صراحة عدم قدرة أجهزته على ملاحقة الجناة و كشف هوياتهم بسبب قلة الإمكانيات و بسبب كون الجناة يخفون هوياتهم..و هو الأمر الجديد في سلوكيات مرتكبي العنف و سماسرة النزاعات..و هو ايضا اسلوب دخيل على ثقافة اهل الولاية..اضافة لإنتشار السلاح في المنطقة .. حيث اعلن الوالي صراحة أن الكل يمتلك السلاح .. الحركة الشعبية .. الدفاع الشعبي و المواطن العادي .. و لكن هل يعفي ذلك عن المسئولية ..مسئولية حماية امن المواطن و المنطقة؟

    أما مساومات الشريك الأخر المؤتمر الوطني .. فهي عديدة و تفوق الحصر ..و منها على سبيل المثال ..الإهتمام بأمور غريبة لا تنبئ عن اهتمام حقيقي بأمن المواطن و قضاياه .. منها .. بعد يوم واحد من حادث المندل/المسيرية في المنطقة الشمالية من الولاية .. كانت وفود ما يسمى بمجاهدي جنوب كردفان تبايع نافع على نافع ..على مقاومة دخول القوات الدولية في دارفور ..و ذهاب نائب الوالي لمتابعة أنشطة عادية – كاٍفتتاح الخلاوي – في كدام بالمنطقة الغربية من الولاية .. اضف لكل ذلك .. خطاب الكيد المركز . كما اشارت اليه خلاصات متابعة ما يسمى بمفوضية المتابعة و المراقبة .. و التي توصلت لوجود مناطق بعينها (تيما – جلدا- كاودا )باعتبارها مناطق خارج قانون الدولة وبها اناس يقومون بدور الشرطة و حفظ النظام ..و عجز الوالي عن تطبيق القانون عليهم..
    و لأن دورة حكم الولاية تستمر وفقا لقانون المناصفة ، فاٍن المؤتمر الوطني يتحمل جزء كبير ، ان لم يكن المسئول الأول ، عن حالة الإنفلات الأمني الحاصل في المناطق المذكورة باٍعتبارها مناطقه بحسب لغة ادبيات هذه الأيام..
    و لن تغيب عن بصيرة المواطن الجنوب كردفاني حيل المكايدة و المساومة الرخيصة و الإحراج المبتذل الذي يمارسه المؤتمر الوطني في الولاية ، في حق مواطنيه – مواطني المنطقة و شركائه في الحكم.

    نقول بذلك لأن المسئولية هي مسئولية اخلاقية و عملية قبل أي شئ اخر ..و أن مواطن جنوب كردفان لاينظر الى ولاة الأمر في الولاية بحسب هوياتهم الحزبية و السياسية ، بقدر ما ينظر اليهم بحسب كونهم أبناء المنطقة ، خصوصا أن واقع الحال يؤكد أن 80% من المسئولين السياسين و التنفيذيين في الولاية جاؤا بحكم هوياتهم الإثنية كتعبير لعكس وجه التنوع في المنطقة ..و هم بهذا الفهم يمثلون أهلهم و ليس بطونهم..و مصالح الخرطوم في المنطقة..


    نواصل..

    كبر
                  

10-30-2006, 11:35 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    غياب التنمية .. أم انفلات الأمن؟

    قضايا الإنفلات الأمني في جنوب كردفان ، هي مؤشر مهم جدا للإلتفات لقضايا عديدة و متشابكة تشكل واقع المنطقة و اهتمامات سكانها ..و تؤثر تأثير مباشر على صيرورة حياتهم ووجودهم..و مثل هذا الإلتفات يحتاج كثيرا للإرادة الموحدة ، و التسامي عن الصغائر و دوائر الكيد الشريرة ..و بالتالي الإهتمام بالقضايا الحقيقية لمواطن المنطقة..

    فمن الملاحظ ان النزاعات الأكثر دموية ، و هي قطع شك اهم من افتتاح خلاوي كدام ،ثارت و تثور بين شريحتي الرعاة و الزراع في المنطقة ،و المضحك حقا أن امين امانة الزراع و الرعاة بالمؤتمر الوطني و كذلك امين لجنة الأمن و الدفاع هما من ابناء الولاية ،و كل من الشريحيتين بعيد تمام البعد عن خيال السياسي و التنفيذي على مستوى الولاية و مستوى الحكومة المركزية..و بالتالي تأسست حالة فوضى ، اضافة لحالة التغييب التاريخي المستمر ،و شكلت بيئة خصبة لتفريخ العنف الغير مبرر و اسبابه..

    مثل تلك النزاعات تعكس قضايا مهمة ، منها قضية الأمن الإجتماعي المفقود (امن نفسي – امن غذائي – امن صحي – امن ثقافي – و امن اقتصادي) و التنمية بمعناها الشامل ..و انتشار النزاعات الدموية ، و بكيفيتها التي نراها في جنوب كردفان ، هي تعبير صارخ عن غياب هذه الأسياسيات الأولية..

    نواصل..

    كبر
                  

10-30-2006, 11:41 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    قضايا الرعاة:

    شريحة الرعاة في مجتمع جنوب كردفان ، تشكل ركيزة من ركائز الثروة و انتاجها في الولاية..و هي شريحة اجتماعية تتميز بخصوصية القضايا و المشاكل التنموية ..الإقتصادية ..الرعوية ..التعليمية..الثقافية .. النفسية ، و هي في مجملها تشكل عناصر و مكونات الأمن الإجتماعي بمعناه الواسع ..

    من الناحية الإقتصادية .. تمتلك شريحة الرعاة و تنتج ثروة ضخمة و هي غير مستغلة الإستغلال الأمثل .. بل هي تسبح خارج دورة النظام الإقتصادي للدولة..و تتعرض باستمرار للتجاهل و عدم التخطيط المنظم الذي يحميها و ينميها..و هي كذلك عرضة لنشاط تجاري طفيلي همه تحقيق الربح العاجل دون التفكير حتى في امكانية المساهمة في الحفاظ على مثل تلك الثروة و استمرارية وجودها..

    من ناحية اخرى .. تستغل الدولة تلك الثروة – استغلالا اشبه بنشاط التجار الطفيلي – كمصدر للضرائب العامة (نظام الطُلبة) دون تقديم مقابل خدمي حقيقي يهتم بتطوير قدرات مالك الثروة و الثروة في ذات نفسها .. فعلاقة الضرائب تلك – بين الراعي و الدولة – هي عبارة عن معادلة مختلة التوازن.. لأن الفرضية البسيطة تقول أن دافع الضرائب - كمنتج حقيقي – من حقه أن يستمتع بمجال الخدمات المخطط و العادل كمقابل لما يدفعه من ضرائب..

    وواقع الحال يؤكد أن الخدمات في مناطق مجتمعات الرعاة في جنوب كردفان تشهد غياب تام عن الوجود.. سواء كانت خدمات تتجه نحو الكادر البشري (مالك الثروة ) أو الثروة في نفسها (غياب العناية البيطرية – غياب تحسين نسل الماشية – غياب حماية المنتج في علاقات السوق الجبارة و غيرها )..

    من الناحية الإجتماعية.. يلاحظ أن مجتمع الرعاة مجتمع متنقل و غير مستقر..و هذه الميزة جعلت أفراده في حالة عزلة تامة عن اساسيات التمدين و التحديث..و بالتالي عدم القدرة على الإستفادة من الخدمات الصحية و التعليمية ..و غياب التمثيل الثقافي في تخطيطات الثقافة في السودان..فمجتمع الرعاة ، مثله و مثل كثير من شرائح المجتمع السوداني ، يعاني من غياب الخدمة الصحية المتخصصة..و تنتشر فيه كثير من الأمراض المهلكة..اضافة لغياب الرعاية المهتمة بقضايا الأمومة و الطفولة..و غياب برامج تحصين الأطفال (و هي البرامج التي قطعت شوطا كبير في المجال العالمي و اصبحت متاحة للكثيرين و بتكلفة قليلة)..و غياب التوعية الغذائية و خلق حالة من عدم الإستقرار في مجال الأمن الغذائي..وانعدام مياه الشرب النقية..

    و يلاحظ ايضا أن الإنخراط في صفوف التعليم الأولي المنظم تكاد تكون ضعيفة ، هذا ان لم تكن منعدمة ،و كثيرين من اطفال شريحة الرعاة (ذكور و اناث) لم تتاح لهم فرص التعليم ..و حتى تجربة تعليم الرحل لم يكتب لها النجاح و يكاد يكون تأثيرها منعدما تماما..و القليليين الذين ينجحون في مواصلة تعليمهم لمؤسسات التعليم العالية ..يكون ذلك بجهد الأفراد و الأسر و ليس هناك نسبة خاصة تخصص لشريحة الرعاة باعتبارها اكثر الشرائح تضررا من ناحية توزيع و عدالة فرص التعليم العالي ..ناهيك عن عن غياب التعليم المتخصص الذي يعترف بخصوصية الرعاة الإجتماعية ..

    ثقافيا ..لم يكن لشريحة الرعاة حظ في عكس قيمها الثقافية الخاصة بها..و لم يوجد تخطيط ثقافي منضبط يراعي خصوصية ثقافة الرعاة و حماية تراثهم..

    بيد ان هناك مشاكل اخرى .. لا تقل عن المشاكل الإقتصادية و الإجتماعية ..و تتركز حول الرعي و المرعي كحرفة منتجة في جنوب كردفان..و اهم المشاكل الرعوية التي تواجهها شريحة الرعاة في الولاية .. هي مشكلة تحديد و تنظيم المسارات ..و هي المشكلة التي تتولد عنها الإحتكاكات المستمرة بين الرعاة و الزراع..و التي تصحابها كثيرا من النزاعات الدموية المنفلتة..فلا يوجد أي جهد تخطيطي من قبل الدولة و حكومات الولاية المتعاقبة للإهتمام بتلك المسألة..اضف أن الإتجاه العالمي ..يتوجه ،أو بالفعل توجه ، نحو استقرار الرعاة ..و توفير مدخلات الإنتاج الخاصة بتطوير ثروتهم و الحفاظ عليها..
    و يلاحظ ايضا غياب التخطيط الصحي (البيطري) لحماية الثروة من الزوال..

    المشاكل الرعوية لشريحة الرعاة ، بدورها ولدت مشاكل اخرى مرتبطة في حدوثها بتلك المشاكل الرعوية..و هو ما يعرف بالمشاكل الأمنية .. أو امن القبائل كما في خطاب اهل دارفور..بالتالي يلاحظ حالة انفلات امنى كبير.. بسبب انتشار السلاح..و غياب الإدارات و الأليات الأهلية الفاعلة و هذه كانت ، و ربما لازالت ، تشكل النواة الناجعة لتأسيس الية فض النزاعات المحلية بناء على ثقافة التحالفات التأريخية بين شريحتي الرعاة و الزراع في المنطقة ..بصورة عامة يلاحظ تجاهل حكومات الولاية و المركز لحقيقة اوضاع الرعاة و حالة العجز التام عن ضرورة توفيقها..

    بالإضافة لهذه المشاكل .. هناك مشاكل سياسية .. تتعلق بغياب التمثيل المنصف و المشاركة في صنع القرار..تاريخيا .. كل الحكومة تنظر لشريحة الرعاة .. كغنيمة انتخابات و دعم..و لم يكن بين كل برامج الأحزاب اي تناول منفصل لقضايا الرعاة ( فقط اعترافا بخصوصية قضاياهم)..اما الحكومات الديكتاتورية و هي الأسوأ.. كانت تهتم باستغلال بعض من الرعاة كوكلاء حرب ..يخوضون الحرب نيابة عنها و ينفذون الأعمال الشريرة التي تخجل او تعجز الحكومات الديكتاتورية من القيام بها بنفسها..كل ذلك خلق شروخات في النسيج الإجتماعي بالمنطقة ..و تضررت منها شريحة الرعاة قبل غيرها من شرائح المجتمع الجنوب كردفاني..

    اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) على علاتها و تحفظات البعض عليها ، قدمت صفقة مجزية في مسألة التمثيل السياسي ، سواء على مستوى حكومة المركز أو على مستوى حكومة الولاية . فمعروف أن حكومة الولاية هي حكومة شراكة بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية..و لكن ، كما ذكرنا من قبل ، المواطن العادي في جنوب كردفان لا ينظر الى ممثلي الحكومة في الولاية وفقا لهوياتهم السياسية ، بقدر ما ينظر لهم كأبناء المنطقة..ولا يغيب عن الذهن الكثيرين حقيقة أن كثيرين من ابناء الرعاة لهم دورهم و مساهماتهم في كل الكتلتين ( الحركة و المؤتمر الوطني ) و غيرها من الكتلات السياسية في السودان..و كل ذلك لم تجني منه شريحة الرعاة أي انجاز او جهد يصب في مراعاة مصالحها و خصوصية تلك المصالح و القضايا..

    نواصل..

    كبر
                  

10-30-2006, 11:45 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    ضرورة الخروج من النفق المظلم:

    بالرغم من قتامة الصورة و الظلم التاريخي الذي تعاني منه شريحة الرعاة ، و غيرها من شرائح مجتمع جنوب كردفان ، الإ أن الضرورة تحتم مسألة الخروج من هذا النفق المظلم..و توحد الإرادة ، ضرورة أن يفيق ابناء الرعاة من غيبوبتهم الطويلة ، يشكل مدخل مهم لمعالجة قضايا شريحة الرعاة..و يجب أن تكون نقطة الإنطلاق من مبدأ بسيط جدا و هو كون أن الراعي انسان منتج و دافع أو مساهم في خزينة الدولة بما يقدم من ضرائب ، فهو يستحق المقابل من خدمات .

    بصورة عامة ، هناك حاجة ملحة الى ضرورة تبني تخطيط تنمية متوازنة تحفظ حقوق الجميع و تساهم في خلق مستقبل مستقر في الولاية..فاقتصاد الإعتماد على الذات و التمركز حول الكادر البشري مسألة مهمة جدا في احداث التنمية ..و هذه حقيقة اولية لا تحتاج الى درس عصر كما يقولون..

    الأولوية يجب أن تمنح لمواجهة الحاجات الأساسية للإنسان.. عليه يجب التركيز على متطلبات الأمن الأجتماعي (غذائي – اقتصادي – صحي – تعليمي .. الخ)..
    احداث العدالة الإجتماعية الناجزة ..لأنها واحدة من مقومات التنمية المتوازنة.. فالتنمية البشرية حاجة ملحة و يمكن خلق اولياتها عبر التوسع في التعليم العام ، محو الأمية ، الصحة ، و في جانب التعليم العالي ضرورة التوسع في التعليم المهني المتخصص( زراعي – بيطري – صناعي .. الخ)..

    و هناك ضرورة لتحديث القطاع الزراعي و الرعوي في جنوب كردفان ..و الإتجاه نحو استقرار شريحة الرعاة و تشجيع الصناعات الصغيرة المرتبطة بثروتهم (مزارع مختلطة – مصانع البان –دواجن .. الخ)..و يتفرع من كل ذلك ضرورة تفعيل مفوضية الأرض في جنوب كردفان..لأن انسان المنطقة اولى من غيره في ضرورة خلق علاقات للآرض وملكيتها..

    من الحاجات الملحة لتطوير القدرات البشرية .. غياب نظام الإحصاء الدقيق ، سواء للإنسان أو للثروة ،و هي المسألة التي جعلت انسان شريحة الرعاة خارج أي تخطيط رسمي.. فهناك غياب لبرامج تحصين الأطفال..و الإهتمام بمشاكل الأمومة و الطفولة ..و هي المسائل التي تحتاج فعل عاجل يتركز حول انشاء برامج للتوعية و الإرشاد الصحي و الإهتمام بالنظام الغذائي.. كما هناك ضرورة لتشجيع اطفال الرعاة لضرورة الإنخراط في صفوف التعليم المنتظم..و كذلك انشاء برامج محو الأمية..مع ملاحظة أن خدمات الصحة الأولية ، بسيطة التكلفة و الإتجاه العالمي يسعى لدعمها باستمرار..

    مجمل القول في هذه النقطة ، هناك ضرورة لتخطيط خدمي يتسهدف انسان الريف (مزارع – راعي).. لأن الشاهد يؤكد أن التخطيط الخدمي دوما يتجه نحو انسان الحضر ..و هي المسألة التي خلقت حالات النزوح و الهجرة الداخلية .
    قبل أن اختم هذه المقالة .. أحب ان اتناول مسألتين بالتعليق المفصل..و هما مسألة تطوير التعليم في جنوب كردفان ..و مسألة الشرطة الريفية..

    نواصل..

    كبر
                  

10-30-2006, 11:49 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    تطوير و توسيع التعليم:

    الحرب في جنوب كردفان اثرت كثيرا على الأداء التعليمي في المنطقة ..فهناك مدارس عديدة دمرتها الحرب ، سواء من ناحية شكلية (بنيتها المادية) أو من ناحية موضوعية (تغير و تبدل مناهجها المستمر)..

    المدارس الفنية و المتخصصة تكاد تكون منعدمة تماما في جنوب كردفان ، و حتى القليل الموجود منها (كمدرسة كادقلي الصناعية)تميز باداء ضعيف ، خصوصا في مسألة الإستقطاب و البرامج التعليمية التي تقدمها..

    فالتخطيط التعليمي الذي ورثته المنطقة من المستعمر ، و حكومات ما بعد الإستقلال ، كرس للتوسع الأفقي دون الرأسي ..و تجاهل تماما استيعاب خصوصية المنطقة الثقافية و حاجات أهلها الملحة ..

    التعليم العالي / الجامعي في جنوب كردفان ( وهو ميزة الإنقاذ في المنطقة ) كرس أيضا لمسألة التوسع الأفقي..و قد يستغرب المرء لضرورة بناء جامعة(جامعة الدلنج مثلا) في المنطقة تجهل تماما حاجات المنطقة و ثقافاتها المحلية.. فمن المعروف أن منطقة جنوب كردفان منطقة رعي و زراعة و بترول و معادن و غابات..و عليه الضرورة تحتم خلق نظام تعليمي عالي يستوعب تلك الخصائص..و الأمر المحزن .. أن معهد التربية بالدلنج ( و الذي تحول لجامعة الدلنج) تأسس سنة 1948 لتلبية حاجة السودان عامة ، و المنطقة خاصة ، في مجال تأهيل المعلمين ..ولازالت جامعة الدلنج ( و في الألفية الثالثة ) تركز على نفس النمط..نعم هناك حاجة لتأهيل المعلم ..و لكن ايضا هناك حاجة أكثر الحاحا لضرورة التوسع في التعليم البيطري و الزراعي و الغابات و البترول و التعدين ..و الصحة الريفية..

    و هناك حاجة ملحة لتفادي خطأ الحكومات المركزية ، على مر عهودها ، بتركيز الخدمات التعليمية المهمة في الخرطوم فقط..فالشاهد يؤكد أن قيام المؤسسات التعليمية في المدن المختلفة سبب من اسباب تطورها و تنميتها و خلق الترابط بين شعوبها..
    و لحين تأسيس البنية التعليمية المتخصة في ولاية جنوب كردفان ،لابد أن تكون للولاية فرص و نسب تعليم ثابتة في كليات البيطرة و الزراعة والبترول و الغابات ، الموجودة حاليا في نظام التعليم العالي في السودان ، اسوة بما كان يحدث من قبل في تجربة ابناء الولاية مع جامعة امدرمان الإسلامية و المركز الأفريقي الإسلامي..

    نواصل..

    كبر
                  

10-30-2006, 11:54 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    الشرطة الريفية:

    يقدر لحكومة الولاية الحالية اجتهادها في محاولة توفير التدريب (على مستوي الكادر البشري و المعدات) لبناء نظام شرطة قوي يحفظ النظام في المنطقة..و يجب أن يركز الجهد الأكبر في تأسيس نظم الشرطة الريفية و ذلك للضرورة الملحة. فالمدينة في جنوب كردفان ليست كمثلها من مدن العالم ، من ناحية الإكتظاظ السكاني و تفشي الجريمة . المدينة في جنوب كردفان يحمد لها توفر الأمن و السلوك المسالم بصورة جديرة بالإنتباه. على عكس ذلك ، يلاحظ أن الريف في مجتمع جنوب كردفان ، سواء كان ريف رعوي أو زراعي ، دائما ما يشكل بيئة ملائمة لتفشي النزاعات الدموية و الصراعات الإثنية المستمرة..و اجراء اي احصائية بسيطة سيؤكد هذا المزعم..فجرائم القتل و الأذى (بنوعية جسيم و بسيط ) و السرقات تكثر في الريف الجنوب كردفاني اكثر من المدينة.و هذا بالطبع لا يعني أن انسان الريف في جنوب كردفان عدواني او شرير او مجبول على حب ارتكاب الجريمة ، بقدر ما يعني غياب التنمية المتوازنة و العدالة الإجتماعية و تفشي أسباب النزاع..فالمزارع في جنوب كردفان حياته ترتبط بصورة اساسية بزرعه ، و في سبيل ذلك هو مستعد اتم الإستعداد لتقديم حياته ثمنا للدفاع عنها ، كما حدث و يحدث كثيرا ، و كذلك الراعي ، فان انعامه تشكل حياته و سبب وجوده و هو مستعد لبذل الروح في سبيل حمايتها..
    و كذلك يلاحظ شيوع جرائم القتل المتصلة بمسائل العرض و الشرف ..و و كل تلك و غيرها ،هي التي لا تخرج عن المبدأ الأصولي الذي رسخه فقه القانون الجنائي في السودان ، و ذلك بتقليل المسئولية الجنائية في حالة الدفاع عن المال و العرض..

    ما يهمنا من هذه النقاط ، التأكيد على ضرورة تأسيس نظام شرطة ريفية و بناء وحدات لها ، تكون قريبة من موقع الحدث و بالتالي التقليل من فداحة النتائج في حالة نشوب النزاعات..

    نعم ، قد تعول الحكومة (ولائية – مركزية) على حنكة الأليات الأهلية في حسم و فض النزاعات الريفية (اغلبها نزاعات بين الرعاة و الزراع) و لكن وجود تمثيل ، و لو ضئيل ، للقانون و الدولة في حضور جلسات الصلح و التسوية ، قطع شك سيحدث فرقا كبيرا..

    في الختام نوجه النداء لكافة ابناء و بنات جنوب كردفان .. لضرورة تجاوز مرحلة اليأس و التباكي على الظلم و اثاره ..و الإتجاه نحو رد الجميل لأهلهم و مواطنيهم..و ضرورة العمل على شيوع ثقافة العمل الطوعي و بناء مؤسساته..و المساهمة في خلق الوعي الملائم بين مواطنيهم..

    و المرحلة تتطلب الإعتماد على الذات و التوحد على مواجهة متطلبات المنطقة و قضاياها الملحة..و اهم من كل ذلك استيعاب دروس الحرب التي استمرت في المنطقة زهاء العشرين عاما..فاٍنسان جنوب كردفان عبقري ..و عبقريته تتجلى في خصلة البقاء في ظروف قاهرة ..و بالتالي يستاهل كل الخير..

    و ليعلم جميعهم .. أن السلام في المنطقة ، ليس منحة سياسية تمنحها حكومات الخرطوم ، و انما حقيقة وجود يستحقها انسان المنطقة بجدارة و تأهيل ، و تطويرها و الحفاظ عليها مسئولية الجميع..





    محمد النور كبر

    15 اكتوبر 2006
    [email protected]
                  

10-30-2006, 11:51 AM

فارس موسى
<aفارس موسى
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    كبر كل سنه وإنت طيب

    العيد مبارك عليك وعلى عيالك وامهم.

    اريتنا زايدين مانى ناقصين ابخيرا الله يزيدها واب شرا الله يمحى، الله يخضر ضراعك ويخلى لينا قلملك، يديك الفى مرادك ، يرد غربتك غانم وسالم وطيب .يلمك على اهلك وناسك

    قول امين (عارف مع تحفظ بسيط لرد الغربه للمستنقع) !!!

    موضوع البوست ساعود للمشاركه كان الله مد فى العمير.

    ارقد مهموم ومذكر .
                  

10-30-2006, 11:59 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    ولد أبا.. فارس.. حبابك

    عيد الحول ما يغضب زول..
    و ربنا يلمك على جيب ابوك بالرفاه و السلام..

    الربايط ربطهن زين..و انكرب.. و كلها ضحوة ..و بتعدي..

    كتر خيرك على المرور المبكر..

    و نسمع منك ..

    كبر
                  

10-30-2006, 12:32 PM

عبدالرحمن عزّاز
<aعبدالرحمن عزّاز
تاريخ التسجيل: 10-31-2005
مجموع المشاركات: 2521

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    العزيز ... كبر
    سلامات...
    قبل التعليق على الموضوع الهام جدّاً ...
    سأرفق لك ما كتبه د. حامد البشير ، لإثراء النقاش ، و سأعود إن شاء الله.

    قبائل (التماس) و (برازة الشوك):

    المؤتمر الوطني والإعداد للحرب القادمة بين النوبة والعرب في جنوب كردفان



    د. حامد البشير


    [email protected]

    في عام 1985 بدأت الحرب في جنوب كردفان كحرب عصابات ضد الدولة يقودها مجموعة من أبناء النوبة وذات أهداف سياسية تسعى للقضاء على التهميش الإقتصادي والإجتماعي والسياسي للإقليم. وتحالفت هذه المجموعة بقيادة المرحوم يوسف كوة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وكانت لها بمثابة رأس الرمح النشط في الشمال.

    وفي عام 1990 إقتضت ردة فعل النظام الإستراتيجية تحويل الحرب من حرب عصابات سياسية ضد الدولة إلى حرب أهلية بين النوبة والعرب، وقد ساعد في ذلك بعض الأخطاء التقديرية والتكتيكية من جانب رجال العصابات الميدانيين من النوبة الذين إستهدفوا بعض مناطق الوجود العربي والمجموعات العربية في الولاية.

    أن تحويل الحرب من مسارها السياسي إلى حرب أهلية إقتضى إجراء عمليات واسعة النطاق من الزخم الاعلامي والتعبوي الذي خاطب العقل الجمعي و الوعي في المنطقة مؤكداً بأن هذه الحرب تستهدف الوجود العربي الذي يجب أن يُلقي به بعيداً في رمال كردفان ( القاحلة ) وبعيداً عن الجبال وسهولها الخضراء التي ألفوها لخمسة قرون خلت، وأكدت ذات الحملة التعبوية أن هذه الحرب تستهدف الوجود الإسلامي الذي تنامى وترعرع في جبال النوبة من قبل خمسمائة عام. وصدﱠق الشباب المحُبط والمغلوب علي أمره تلك الرواية.

    كان ذلك الشباب معدوم الوعي و التعليم حيث الإعداد لذلك إقتضى الإحتفاظ بهؤلاء الشباب مع مراعاة أن نسبة التعليم لا تتعدى 10% وسط بدو الحوازمة والمسيرية. فإنتشر تبعاً لذلك السلاح حتى أن قنبلة القرنيت يتم بيعها في سوق قريتي ( الحاجز) بخمسة ألف جنيه (دولارين) وأصبح الكلاشنكوف هو البديل للعصا التي أعتاد القرويون علي حملها حينما كانوا يهشون بها على الأغنام والأبقار ( ولهم فيها مآرب أخرى مثل قتل الثعابين). ولازم ذلك تفشي ثقافة الحرب في الولاية حيث قامت الدولة حتى بتدريب الحكامات لإستنهاض المجتمع لحرب تنتظر فيها (الحور العين) المجاهدين على سفوح جبال تلشى وتيمين.

    وعلى ذات المنوال كان تحريك شباب المسيرية في حرب وكالة أخرى ضد الدينكا نجوك. لسبب أو لآخر لم تتغير الأوضاع كثيراً بعد إتفاقية نيفاشا للسلام وتنزيلها على أرض الواقع في جنوب كردفان حيث الشريكين ليسا على إنسجام فحسب، بل في تطاحن وخصام ومشاكسة مما جعل كل ذلك ينعكس سلباً على سكان الولاية.

    وتبع تلك المشاكسة بين الشريكين بدء عمليات الإستقطاب الإثني والعرقي حيث المؤتمر الوطني مُنصّباً نفسه المدافع عن "الكيان العربي" والشريك الضعيف يسعى جهده للإبتعاد عن ذلك الطرح، حيث أن في عضويته أعداد فاعلة ونافذة من ذات "الكيان العربي" الذي يدافع عنه المؤتمر الوطني. هناك بعض المجموعات النوبية قد أظهرت خطاباً إقصائياً استفزازياً للعرب المحليين في الأونة الأخيرة. وفي الغالب الأعم هذه المجموعات أما أن تكون من عضوية الحركة الشعبية المتفلتة التي مازالت تعيش بعقلية أيام الحرب في الغابة والتي هي في إنتظار تفريغ تلك الشحنات سلمياً وتغيير الموجة لتتناسب مع روح ومرحلة السلام وضرورات التعايش، واما أن تكون هي مجموعات نوبية لها مشاكل محلية مع جيرانهم من القبائل العربية. وفي هذا يكون الحل الأصوب هو الترتيب لعقد مؤتمرات صغيرة للحقيقة و المصالحة تتضمن وضع أسس للتعايش السلمي بين هذه القبائل مستقبلاً، لكن يحلو للمؤتمر الوطني أن يصطاد في الماء العكر من خلال تصويره لهذه التصرفات الفردية للنوبة بأنها تمثل منهج الحركة الشعبية أو منهج كل النوبة، وهذا يجافي الحقيقة بالتأكيد. ويمكن أن أعُطى مثالاً لتأكيد ذلك : خلال شهر يوليو الماضي وأثناء زيارتي لكردفان قام بعض القرويين من منطقة النوبة الكواليب بفرض رسوم قدرها مليون جنيه للمشروع الزراعي تمثل رسوم لتنمية القرية (المحددة) حسب زعمهم، وهذا الإجراء واضح أنه إجراء عشوائي طالما أنه غير مسنود بقرار من المحلية أو من حكومة الولاية. قام بعض المزارعين بشكوى لمعتمد الدلنج وكان رده (حسب ما روى لي ) : بأن أذهبوا وتفاهموا مع هؤلاء القرويين. وأيضاً تقدم المزارعون بذات الشكوى للسيد وزير الزراعة، وكان رده بأن تفاهموا مع القرويين في هذا الأمر. هذا من الواضح أنه شرك تم نصبه للحركة الشعبية التي رُسمت صورتها في العقل الجمعي ( أو هكذا أراد لها المؤتمر الوطني ) بأنها تمثل النوبة فقط ولكن الحقيقة على أرض الواقع تشير إلي انخراط كثير من الشباب وحتى الإدارات الأهلية العربية في الحركة الشعبية. وطالما أن الحركة تمثل كل النوبة بالنسبة للمؤتمر الوطني (وهذا غير صحيح) فهذا يعنى أن كل التصرفات الفردية الشاذة هي تصرفات الحركة الشعبية وبالضرورة تصرفات كل النوبة وهذا غير صحيح أيضاً. إذن المؤتمر الوطني وصل مرحلة محاولة تجريم الشريك الأضعف تجريماً إجتماعياً و سياسياً في واقع قبلي مليء بالألغام ومحفوف بمخاطر أقلها تأزم العلاقات القبلية وأخرها تجدد الحرب الأهلية. وفي الصراع الأخير في منطقة الفرشاية التي راح ضحيته قرابة العشرة أشخاص بين النوبة وعرب المعاليا كان شريكي الحكم كلُ ُ يقف خلف فارسه و الدولة السودانية المحايدة قد إنتفت تماماً من ميدان المعركة إلا من بعض رجال الشرطة الذين وصلوا إلي المسرح بعد أن قُضى الأمر.

    إن علاقات الفعل ورد الفعل والسجال السياسي بين شريكي الحكم والتي تدور الآن في جنوب كردفان مسنودة بعمليات الاستقطاب الإثني و التعبئة التي يقودها المؤتمر الوطني، حتماً ستقود المنطقة إلى دمار وشيك وإلى حرب أهلية تكون أكثر عنفاً من سابقتها وربما ماثلت ذلك الحريق الذي رعته الدولة وأجهزتها في دارفور. أن المؤتمر الوطني يري أن كسبه السياسى خاصة في الإنتخابات القادمة في جنوب كردفان لا يتأتى في ظل التوحد والإنسجام بين النوبة والعرب. إذ أن هذه الوحدة الأثنية ربما قادت إلي وحدة الخطاب السياسي و البرنامج والخيارات السياسية بين النوبة والعرب. وخاصة أن هناك إحساس متنامي وسط المسيرية والحوازمة في جنوب كردفان بأنهم ليسوا أحسن حالاً من النوبة فيما يتعلق بالتهميش الإقتصادي والسياسي. وأنهم أيضاً، الحوازمة والمسيرية، قد دُفع بهم دفعاً في حرب أهلية لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وقد تم إستغلالهم بواسطة النظام في حرب بالوكالة ضد الدينكا و ضد النوبة. وأن الحكومة في النهاية قد أولتهما ظهر المجن بعد أن قاما بدور المغفل النافع أو دور" برازة الشوك" في تلك الحروب الأهلية في حزام التماس الاستراتيجي، وقد كانت المكافأة للمسيرية أن أخذت منهم أبيي، ومكافأة الحوازمة أن تركوا يهيمون على وجوههم على غير هدى بعد أن فقد كثيرُ ُ منهم زراعتة وماشيته وأصبحوا نازحين، والبعض الأخر أضيف إلى إحتياطى العمالة الرخيصة في مدن الصفيح حول الخرطوم ( مع ذات النوبة و ذات الدينكا) و التي أطلق عليها النظام الحزام الأسود كناية وإمعاناً في العنصرية والفاشية التي ميزت سلوك وخطاب النظام الذي يرمي بحلفاء الأمس دون رحمة و دون شفقة، خاصة بعد أن يؤدون المهمة المُوكلة إليهم.

    والنخب السياسية من هذه القبائل والتي كانت تدق طبول الحرب وتقوم بدور السمسار في تسويق أهلها للسلطة قد قبضت عمولتها المتواضعة وذهبت وهي ( حامدة .. شاكرة) بما ( أنعم الله )، وتركت هذه القبائل تعض على أصابع الحسرة والندم.

    ان المخرج الوحيد لهذه القبائل من أن تقع مرة أخرى في فخ الإنقاذ وسماسرتها المحليين من تجار الحروب القبلية هي أن تدرك أن علاقتها مع النوبة علاقة إستراتيجية أزلية يحددها التاريخ الواحد المشترك والمصير الواحد والمستقبل الواحد في هذه البقعة التي تسمى جنوب كردفان أو جبال النوبة. ويجب أن يُعزز هذا الفهم الإستراتيجي المشترك بعقد مؤتمر جامع لكل النوبة ولكل العرب ( الحوازمة والمسيرية وأولاد حميد والكواهلة) والفلاتة بقصد الحقيقة والمصالحة وإرساء أسس جديدة للعيش المشترك. ويسبق هذا المؤتمر الجامع مؤتمرات فرعية بين القبائل النوبية والعربية المتجاورة للحقيقة والمصالحة أيضاً ولوضع آليات محلية للعيش المشترك ولفض النزاعات.

    هذه المؤتمرات يجب أن تتم تحت إشراف وتنظيم منظمات مجتمع مدني فاعلة، قومياً ومحلياً وعالمياً، وبتمويل من الدولة دون الدخول في تحديد أجندتها أو التأثير عليها.

    وعليه، في غياب هذا التدارك الاحترازي للوضع المحتقن الآن في جنوب كردفان نتيجة لسياسات المؤتمر الوطني (ولدرجه أقل) سياسات و تصرفات بعض كوادر الحركة الشعبية و المتفلتين منها، فإن الحرب في جنوب كردفان لا محالة قادمة وواقعة. وطالما أن معظم النار من مستصغر الشرر، فإن الصدام القبلي الدامي الذي تم مؤخراً بين النوبة (الصبي) والمعاليا شمال الدلنج والذي راح ضحيته حوالي عشرة أشخاص، ما هو – في تقديري – إلاّ بداية للحريق الكبير الذي ينتظر جنوب كردفان وجبال النوبة.

    ان هذا العمل الإحترازي لوقوع أي صدامات إثنية قادمة ولوضع أسس للتعايش الكريم تماماً كما كان في الأيام الخوالي، هو مسؤلية كل النخب والمستنيرين من ذوى الإلتزام الأخلاقي و المشاعر الإنسانية المتقدة من أبناء النوبة والعرب وكل الفعاليات الأثنية الأخرى في المنطقة دون حكر ودون تحديد.

    والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق المثقفين الذين يبلورون الرأي العام المحلي وعلى قطاعات المهنيين وإتحادات المزارعين والرعاة والنقابات الحرة والمعلمين والطلاب وفعاليات المرأة في جنوب كردفان وفي السودان عامة.


    نقلاً عن سودانايل...
                  

10-30-2006, 03:20 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 28075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: عبدالرحمن عزّاز)

    الاخ كبر والاخ عزاز

    كل عام وانتم بخير ..

    ويتواصل الجهد لعكس المعاناة ومن اجل تنمية شاملة فى جنوب كردفان.


    بريمة
                  

10-30-2006, 08:26 PM

فارس موسى
<aفارس موسى
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    هى لكن ما ذكرتونى دفاع اخر هلال كنت اشجعه هلال 87

    الثعلب/مجدى مرجان/طارق/تنقا

    عينى بارده عليكو يا عيال البقاره،تقول كبر ضرب ليكو نحاس ولا صفارة جمع ؟!!

    النجيض ول عزاز خمش مقال الدكتور دا من خشمى!!! الواحد ما يمشى يغسل إيدوإلا يجى يلقاك يا النجيض خمشت السمينه. عموما إنت لانك عارف اخوك إمكانيتوفى الكمبيوتر ذى البشير فى الحكم.فحلال عليك القون وشكرا للدكتور صاحب الباص اقصد المقال الروعه والمهموم والبعتبرو صاحب القون الحقيقى ، فبطل جلكساتك دى يا ادرحمان !!!(خت ليك وش اى زول بياكل فى ام ديييكه).

    معليش يا كبر حرقنى العضم المقال .!!!

    اواصل ..
                  

10-31-2006, 01:48 AM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: فارس موسى)

    بسم الله الواحد القهار
    اولاد ابا سلام عليكم وبدون فرز و رحمة الله و كل عام و انتم بخير

    الاستاذ الجليل كبر و الاخ الكريم ول عزاز و الفارس المغوار فارس

    و اخي و صديقي بريمة شكرا لكم علي هذا الموضوع الدراسي الهام الذي يلفت النظر لمعالجة بعد قضايا الاهل فلكم التجلة
    و عليكم الانغماس في الحللول العملية

    الله يخدر ضراعك اخي كبر

    --------------------------------

    الاخ بريمة ياخي الكول بتاع رمضان كمل ضب ...... فهل من مغيث ،،،و بعد شكرا علي الوليمة الرمضانية المضيافة و لولال المشغوليات كان دبلناها و سلام لولد ابوك سليمان و خالد
    و لاخوان هنا بقولوا سلامات حتي لقاء اخر
                  

10-31-2006, 02:26 AM

محمدين محمد اسحق
<aمحمدين محمد اسحق
تاريخ التسجيل: 04-12-2005
مجموع المشاركات: 9813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: shahto)


    الأحبة الاعزاء
    كبر وضيوفه الكرام ..
    كل عام و انتم بخير ..

    أسعدني هذا الحضور ..
    واصلوا نتابع معكم ..
                  

10-31-2006, 07:44 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 28075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: محمدين محمد اسحق)

    التراث والبيئة: البقارة بين الحروب والعروق

    بريمة محمد أدم
    [email protected]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحروب وأكل العروق
    فى عام 85م وفى بداية الرشاش، كانت طبول الحرب الأهلية تقرع أبواقها فى أقاصى جنوب كردفان، فقد ضرب التمرد قرية القردود وأنتهك الحرمات وقتل الأبرياء ونهبت ثرواتهم وبدأ يخيم جو الحرب على كل المنطقة، فقد أنبرى الشباب إلى ميداين التدريب حتى يجيدوا معرفة إستعمال السلاح تحسباً لكل طارئ، كانت هموم الجميع تنصب وتتحوصل حول مفهوم حماية الثروة الحيوانية من جموع الخوارج التى ينهكها الجوع. فى ذلك العام كانت المجاعة تضرب بأطنابها فى عمق الفرقان والقرى فى جنوب كردفان ومع أشتعال الحروب الأهلية تفاقمت المأساة بسبب المجاعة لتجعل من أناس لا يرغبون فى الحرب ينضمون إلى جيوش الحرب – أنبش – وفى المقابل كان الجيش يغرى المواطنين بجوالات العيش بعد أنقضاء المعركة، هكذا كانت تباع أرواح أبناء البقارة رخيصة بجوالات العيش من أجل الذهاب إلى المعركة. كانت الحروب والمجاعة هى سبب مباشر إلى رد البقارة الرعاة والقرويين البسطاء من أهل ريف جنوب كردفان إلى عصور سحيقة مضت، فقد لجأ البقارة لسد نقص الموارد الغذائية بالألتجاء إلى جمع الثمار وأستخراج الجذور الأرضية، الرايزومات، وإستعمالها كمواد غذائية لسد نقص الموارد الغذائية إما نتيجة للنقص فى المحصول أو بسبب قطع الطرق المؤدية إلى الأسواق بواسطة التمرد. كان هناك رعيل من كبار البقارة الذى يعرفون ما يؤكل من الأشجار ولحائها وعروقها وأوراقها وبدأوا يحفزون الجميع أن يتجهوا نحو حفر العروق وطهيها، فقد أستدار معظم الناس إلى البحث عن ما يسد الرمق، فقد أتجه الشباب إلى سرقة الأغنام والماعز من الزرائب وذبحها ليلاً باسلوب أشبه باللعب والهزل منه إلى الجد، فقد يتفقون إن لم يجدوا شيئاً أن يذبحوا من أغنام والد أحد أفرادهم فى المجموعة، ويتكرر الحال فى المرات القادمة مع أغنام والد اخر من نفس المجموعة، فأختلط حابل السرقة باللعب وأصبحت العملية الرذيلة تستهوى كثير من الشباب الذى وجد متنفس من لوعة الجوع بلحم شهى غصيب. كانت أغنامى تتناقص بسرعة نحو الهلاك بفعل فاعل، فقد قررت أن أذبحها أنا بدل أن يذبحها غيرى، كنت أذبح الخصى فى أصغر مناسبة كزيارة شخص عابرة حتى ملت الأسرة اللحم وطهيه، ومن طرافة الأمر عرف حتى الأهل، حينما أنادى أحدهم يا فلان تفضل معنا، يقول عصيدة أم لحمة، فكنت أقول عصيدة لأنه فى المقابل إن قلت لحم لا يأتى أحداً، ونفس الشيئ صار ينطبق على الأرز، فإن قلت رز باللبن لن يأتيك أحداً، ولعمرى كان ذلك إكتشافاً خطيراً حيث أن الجوع يكون فقط للعصيدة دون غيرها، فالألبان متوفرة واللحوم متوفرة ونستطيع شراء الأرز ولكن فقط أنعدمت الذرة حتى فى الأسواق، فصارت ملوة العيش تباع وتستبدل بالحلوب من الاغنام. كان رأى الناس الكبار نحو الأتجاه إلى حفر العروق يستهوينى فى كثير من الوجوه، أولاً إن صلحت تلك العروق فهى مجانية لا تكلف إلا حفرها وذلك ذو حسنة فائقة بالنسبة لأنسان المنطقة الذى يفقد المقدرة الشرائية حتى فى أوقات الرخاء، ناهيك فى مثل هذا الوقت، فترة مجاعة وبداية الرشاش والحرب يستشرى أوارها، الثانى: إن أهل المنطقة المستقرين لا يجدون ما يأكلون وربما وجدنا لهم مخارج، مما يساعد فى تقليل طلب المساعدة من أصحاب الثروة الحيوانية التى تعانى هزالاً فظيعاً مع بداية الرشاش. لم ينتظر إنسان المنطقة الجائع الأذن من أحد، فقد بدأ الناس فى حفر العروق منذ بداية ظهور المجاعة، لعل المرء يظن خطأ أن أكل تلك العروق هو منقصة أو مذلة عند البقارة الرعاة، بل فى الحقيقة البقارة يحبون أكل كثير من الجذور حتى فى أوقات الرخاء، فهى بمثابة أكلة ترفيهية فى بعض الأوقات، لكن مع دخول المدنية والأنفتاح إلى حياة المدن قل الأرتباط مع خيرات الطبيعة الخام مثل الثمار والبذور والجذور وغيرها. كانت أهم تلك العروق يتمثل فى نوعين: الأول هو عرق الشنقل والثانى: هو عرق أم بيجى، هذه العروق - كما يسميها البقارة - هى فى حقيقتها جذور أرضية تشوبها مرارة قاتلة لا بد أن تتم معالجتها بالغمر فى الماء أياماً أو طباختها لفترات طويلة مع تغيير الماء من الحين إلى الأخر حتى تزول مرارتها.
    عرق الشنقل ينمو فى الأراضى الطينية فى تخوم الوديان، فى أماكن الطينة القريرة ذات الخصوبة العالية، حيث يخرج عرق أخضر اللون يتسلق الاشجار الأخرى ملتفاً حول سوقها وفى بعض الأحيان ينمو على سوق ضعيفه تنمو بمفردها تحت الأشجار حتى تصل الفروع المتدلية فتتسلقها، أوراق الشنقل عبارة عن أوراق بسيطة غير مركبة تشبه القلب، ناعمة الخضرة ذات خضرة فاقعة تنم عن خصب الأرض التى ينمو عليها وتتفرع تعريقات الورقة التى تظهر فى شكل خطوط بيضاء تشع من مركز قلب الورقة. تلك الأوراق الغضة لا تؤكل، بل هى بمثابة الدليل إلى الجذر الأرضى، فجذر الشنقل عبارة عن رايزومة سوداء تنمو تحت الأرض ويصل الجذر الأرضى إلى حجم قبضة اليد أو اكبر قليلاً فهو فى حجم البطاطس ولكنه أسود اللون وكثير النتوء، فالشخص الذى يفزع لجلب الشنقل يمكنه حصاد كميات مقدرة تتراوح بين الملوة أو الملوتين أو أكثر حسب أجتهاد الفرد ووعورة المنطقة، فالمناطق المكشوفة قد يتم حفرها من قبل، وقد خبر أهالى المنطقة كيفية حفر الجذور، فيتم الحفر فقط لأستخراج الرايزومة دون تقطيع العروق التى تغزى النبات، فتنبت رازيومة أخرى فى أيام قلائل، مما يعنى أستمرارية الأنتاج. بعد حفر الشنقل وأحضاره تقوم النساء بقشرة كالبطاطس، حيث يتم نزع الطبقة الرقيقة الخارجية ويصبح الجذر أصفر فاقع اللون وحتى يقلل سم مرارته الخانقة يتم طباخته لفترات طويلة ويضاف إليه العطرون وعصارة رماد الصحب حتى تمسخ مرارته، ولكن هنا يجب ضبط كمية عصارة أو نقيع الرماد المضاف فإذا زاد عن الحوجة ربما يؤدى إلى أن الشنقل لن تمسخ مرارته بل تزداد بطريقة يصعب معها أكله مما يؤدى إلى إلقاء كل الطبخة ومحاولة طبخة أخرى. عرق أم بيجى، الأخر، يشبه عرق الشنقل وينمو فى بيئات مشابه تماماً وفى بعض الأحيان ينمو فى الأراضى القراديدية وهو أمر وأحدق من الشنقل ولكن هذا العرق يمكن تسميته بالبطاطس البرى، فهو بطاطس ولا يمكن فرزه من البطاطس لا شكلاً ولا لوناً أو فى أسلوب الطهى، والفارق هو مرارته الخانقة التى يمكن إزالتها فقط بعطن أم بيجى فى الماء لمدة تتراوح إلى يومين أو أكثر مع تبديل الماء حتى يمسخ الماء الذى يغمر فيه. هذين العرقين يمثلان أهم أكلات المجاعة عند البقارة، اضف إلى ذلك هناك السلطات البرية، كعرق العركلة، وهى عبارة عن نبات مائى، يتم حصاده من أماكن المياه ويتم توريقة كالخضرة ويعفس بالسمسم أو الفول السودانى، أو بأضافة الشطة والملح وغيرها، كما أن هناك سلطات أخرى كأوراق التبلدى وأوراق الأبنوس وأوراق الأرديب ونبات الرجلة البرية وغيرها، كلها تؤكل فى شكل سلطات. أصبحت تلك العروق تباع حتى فى الأسواق أو يتم أستبدالها بالمحاصيل الأخرى.
    مع أمتلاك البقارة للثروة التى تدر لهم اللبن ومقدرتهم على صيد الحيوانات البرية كالدجاج البرى والغزال والأرنب ومقدرتهم على أستخراج العسل البرى، تجد أنهم فى مأمن من الموت بسبب المجاعات والتى يقع تاثيرها الأكبر على أهل الريف المستقرين. تعرّض الرعاة البقارة لنفس المجاعات أبان الثورة المهدية، فقد لجأ الرعاة إلى أكل الجذور والثمار وغيرها من المنتجات البرية. ويتناقص تأثير المجاعات تدريجياً عند الرعاة البقارة كلما تنتظم الأمطار فى الهطول حيث يخضر العشب ويمتلأ الضرع فيكثر اللبن ومنتجاته ومشتقاته، فى الجانب الأخر تزداد حالة المستقرين سوءاً كلما إنتظم الخريف، فيتحولون هم بدورهم إلى أكل الأعشاب مثل التمليقة وهى كالسبانخ والعركلة وغيرها، ولا تخف حدة تلك الحالة المزرية حتى تأتى تباشر الموسم الجديد، حيث يأكلون من المحصول الجديد من الزرع فتختفى مجاعتهم. ويعرف الرعاة كم هائل من الثمار التى تأكل أثناء المجاعات وأوقات الحروب وإنقطاع سبل المواصلات أثناء نزول الخريف، فشجر الدليب والدوم والتبلدى أو القنقوليس وغيرها كلها ثمار معروفة للرعاة، كما يأكلون صمغ الأشجار ويستخرجون العسل من النحل البرى.
    تكرار المجاعة وتكرار أكل العروق
    تكررت المجاعة فى غضون خمسة أعوام، ففى عام 89م كانت الحروب أكثر حدة وإشتعالاً حيث نهبت ثروات البقارة الرعوية بواسطة التمرد فنزحوا إلى أراضى هامشة بعيدة تاركين البيئات التى ألفوها مجبرين على الأستقرار ومع شح الأمطار وعدم توفر مدخلات الأنتاج كالبذور وضيق الأراضى الزراعية فى مواطنهم الجديدة فقد كان موسم الخريف بائساً مما نتج عنه وفيات كثيرة بين جموع الرعاة الذين أصبحوا لاجئين يتكففون الأغاثات. لجأ البقارة إلى أكل العروق مرة أخرى.
    التدواى بالأعشان أو التداوى بالسموم؟
    لم تكن معضلة البقارة الرعاة فى المأكل فقط، فالدواء هو المشكلة المستعصية الأخرى، التى ذهب البقارة للأستعاضة عنها بالعروق البلدية والتداوى بها، فقد خبر الرعاة أنواع من الأعشاب والجذور التى تعالج أغلب إن لم نقل كل أنواع الأمراض، سواء التى تصيب الأنسان أو الحيوان على حد سواء، ففى عام 85م ذلك العام البئيس، فقد حبستنا مياه خور أبوحبل مدة تقارب الستة عشر يوماً، ليس هناك وسيلة إلى مكان للعلاج أو حتى وسيلة لطحن الغلال، فقد حوصرنا من جميع الأتجاهات بالمياه المنهمرة مدراراً، كان الراعى يوسف موسى يرعى أبقارنا فقد أصابه مرض اليرقان، ما يسمى بالبايل، وقد ساءت حالته بصورة تنذر بخطر، فتلفت الوالد بحثاً عن خبير فى العروق والأعشاب، فلم يجد إلا والدتى التى خبرت شيئاً مقدراً من والدها الخبير البلدى، فاشارت إلينا بشجرة المرفعين، تلك الشجرة معروفة للوالد أيضاً فهو يستعملها فى علاج السعر لأى كلب أو حيوان عضه كلب سعران، فحفرنا عروقها من ناحية المشرق – لا أدرى لماذا من ناحية المشرق تحديداً، ثم عطنّا تلك العروق فى الماء حتى الصباح فصارت كالشاى الذى أستوى فى حلته، فخلطه والدى بشيئ من اللبن الحامض، وكما قيل خباز السم يضوغه، فقد أخذت جرعتين حتى نتأكد من طبيعة ما يشربه يوسف، لم أزق طعماً أمر منه فى حياتى، وشرب يوسف كوباً كاملاً، فقد ظللنا نستفرغ كل ما فى معدتينا حتى مرحلة الهلاك، فى اليوم التالى شرب يوسف كوباً أخر ولم أشرب أنا، فقد أقسمت أن أموت مرضاً، إن أصابى مرض، ولا يقتلتى سم تلك الشجرة، أستفرغ يوسف كما بالأمس أو أشد وفى اليوم الثالث فعل كما فى سابقيه، وفى اليوم الرابع لم تطق معدته مزيداً فرض يوسف رفضاً باتاً مع اصرار والدى الذى كان حريصاً على علاجه، فقد قال يوسف بالحرف الواحد " خلونى نموت"، أنهمرت دموعنا ليوسف الذى ظل يردد كلمة أتركونى نموت، لم تجدى كل المحاولات فقد قرر الرجل أن يفقد حياته مقابل شرب علقم تلك الشجرة، فتركناه عسى ما شربه من سم يكفى لتقليل سم المرض وقد كان، فى اليوم الخامس تحسنت حالة يوسف بصورة لا تخطئها عين، فجلس فى العنقريب وطلب منى أن أحلق له شعر رأسه، ففعلت، ثم صبت والدتى سمناً على راسه، وفى اليوم السادس عاد يوسف إلى التعافى، فحمدنا الله على سلامته. تلك الشجرة يستعملها البقارة فى علاج سعر الكلاب وهى مجربة تماماً كالأدوية التى تقدمها المستشفيات، فعليك فقط المفاضلة بين ألم الحقن وألم الأستفراغ، فقد رأيت شقيقى الأكبر يسقى نقيع تلك الشجرة إلى الجراء التى أوسعها كلباً سعراناً عضاً، فقد قرر الجميع إعدامها، بينما قال شقيقى "نجرب فيهم سم شجرة المرفعين، فإن نجحنا نكون ضربت عصفورين بحجر، كلابى حيه، وإن لم ننجح لا إنكسر جر ولا تدفق سمن، فإن أم الجريوات سوف تأتى بغيرهن فى فترة وجيزة"، وضع شقيقى لحاء الشجرة فى الماء حتى الصباح ثم خلطه باللبن الحامض، الروب، ثم أسقاه الجراء، فطرشت كالأنسان حتى تمرقت على التراب، ثم عاود ففعل معها ذلك ثلاثة أيام متواليه، فقد شفيت تماماً وأعمرت.
    خبرات الرعاة فى إستعمال العروق، هل هى ترف أم حوجة؟
    ومن غرائب معرفة الرعاة بالعروق وإستعمالها ما شهدته عند الفلاته أم بررو، تجد الرجل يحمل بخسة "قرعة" مليئة بالعروق، فإن فتح البخسة ضجت العجول تبحث عن أمهاتها لترضع اللبن وأن أغلقها سكتت العجول وهى وسط أمهاتها ولم ترضع، وتظل تلك البخسة مغلقة طوال اليوم وترعى عجولهم مع أمهاتها، ليس كما نفعل نحن البقارة حيث يرعى الصغار بالعجول بمفردها بعيداً عن قطيع أمهاتها، وحينما يأتى المغيب يجمع الفلاته العجول فى الزريبه ثم تفتح البخسة، فتضج العجول وأمهاتها ويتم حليبهن. وفى أوائل التسعينيات هاجم التمرد إحد قرانا فى جنوب كردفان وقد أباد القرية عن بكرة أبيها ولم يهجم المتمردون على قرية الفلاته المجاوره، لم ندرى أن كانت لديهم بخسة عروق مغلقة حتى تضلل الخوارج من مكان القرية ولكن تلك المقولة أتضحت أكثر حينما غضب الشباب من أهل تلك القرية وقرروا قطع جنائنهم إنتقاماً لما فعلوه فى عدم مقارعة التمرد مع بقية أهل المنطقة، فظل الشباب يذهبون ليلاً لقطع الأشجار ولم يجدوا شجراً، فقد ذكر أحدهم أن المنطقة تصير لهم كالقناطير من التراب تعلو وتنخفض ويتوهون فى متاهات غير معروفه ثم يعودون بخفى حنين حتى أهتدى أحدهم إلى سر البخسة وربما هناك أحدهم لدية بخسة عروق مغلقة وجب البحث عنها وكسرها حتى يتسنى لهم إيجاد الأشجار وقطعها، ظلت تلك الرواية تلاحقنى وأنا أبحث عن فك ألغازها حتى اليوم لم أستطع أصدق فحواها أو أجد من الطرف الأخر ما يكذبها، فظلت معلقة فى برزخ بين الصدق الممجوج بالخرافة والروايات الشعبية الأسطورية. ولكن تظل الحقيقة أن الفلاته والبقارة يعرفون الاشجار والعروق وطرق إستعمالها وإن كان الفلاته أخبر لها من البقارة.
    وقد يصل الحال بالرعاة البقارة أثناء الحروب والمجاعات أن يأكلون حتى لحاء الأشجار، فشجر الطلح المعروف يستطيع الرعاة أكل لحاءه، ومعروف أن أشجار السافنا ذات لحاء مر كالحنطل كأحد طرق الحماية البيئية من القوراط والحشرات التى تنخر جذوع الاشجار، لكن البقارة يعرفون اللحاء الحلو من المر فى شجر الطلح، فهم يسلخون اللحاء الخارجى حتى يصلون إلى العود، يغلف العود لحاء خفيف أشبه بورق السيلوفين أو قل كالغشاء الخفيف الذى يغلف الكبد، ذلك اللحاء به عصارة سكر مركزه ربما تعوض النقص فى سكريات الجسم. كما أن هناك عروق أرضية، رايزومات أرضية، تُأكل بأكلمها، ومن تلك الرازيومات الفايو، وهذه الرازيومة معروفة للرعاة وهى تكثير فى أماكن القراديد والتواكى فى جنوب كردفان، قردود مودر قرب جبال الغلفان يشتهر بالفايو، فترى صغار البقارة يحملون محافيرهم ويبحثون عن الجذر فى جماعات ويتغنون – الفايو فايويتنا، وينو – حتى إذا وجد طفل صفقاتها التى تنمو فى شكل نبته قصيره تشبه أوراقها نباتات الصحرء ولكن أقل ثخناً منها، يبدأ الطفل فى حفرها فهى توجد على مسافة قريبة من سطح الأرض، وهى عبارة عن جذر ممتلئ بالماء الحلو، أسود اللون من الخارج، أبيض ناصع البياض من الداخل، فينزع الأطفال القشرة ويقطعون الجذر فى شكل مكعبات كالبطاطس ثم يأكلونه، حلو المزاق. كما يستعمل الرعاة بعض الرايزومات كمروقات للماء العكر، فرايزومة الكردالة من أشهر ما يستعملها البقارة لترويق المياه العكرة، منطقة قردود الرجيلة فى شمال شرق كادقلى من المناطق المشهورة بالكردالة فى جنوب كردفان، وهذا الجذر يشبه الفايو، لكنه مر المزاق ويضعون قليلاً منه فى الماء العكر الذى يصفو فى الحال وهو يجعل للماء طعم حلو المزاق وتحس فيه نكهة مميزة تجعل المرء يشرب حتى يتطلع فى الشرب، تستعمل الكردالة كالشب الصناعى تماماً، لكن الرايزومة لها صفات سالبة، من أكلها أو شرب من ماءها بكثرة قد يؤدى به إلى إنتفاخ خفيف فى البطن مصحوباً بأخراج روائح نتنه. يضرب البقارة المثل بالأنسان الذى يخرج رياح نتنه بأنه كالذى أكل الكردالة. ووصل الحال بالبقارة حتى معرفة الأشجار التى تستعمل فى غسيل الملابس، فأشتخراج بذور نبات الهجليج وعملها فى شكل ألواح تستعمل فى غسيل الأوانى والملابس وغيرها. كما يعرف الرعاة أنواع الأشجار التى تستعمل لحاءها كفرش، فنبات الخروب يستخرج لحاءه ويفرش للمرأة النفساء ويفرش على ظهور الثيران أثناء الرحول.
    هل يمكن تطوير هذه الخبرات والاستفادة منها؟
    معرفة الرعاة بالاعشاب واستعمالها هى مجال خصب يجب دارسته بتأنى حتى يستفيد منه عامة الشعب، ففى أروربا نشأ ما يسمى بعلم Ethno-botany وهو يعنى بدراسة النباتات الطبية وأستعمالاتها الشعبية وتطويرها وقد أدى إلى نتائج باهرة فى الغرب وتم إستعمالها فى معالجة كثير من الأمراض.
    هل سألنا أنفسنا، لماذا يأكل البقارة العروق أو يتداوون بالسموم:
    لكن السؤال الذى يطرح نفسه لماذا يتداوى الرعاة بهذه السموم الخام؟ لماذا يأكل الرعاة ثمار وجذور تلك الأشجار؟ لماذا يعود الرعاة لأكل أم بيجى والشنقل، تلك الأكلات البدائية المرة المزاق؟ لماذا شرب الماء العكر أو ترويقه بتلك الريزومات المرة؟ ذلك الارتباط العميق بين الأنسان الرعوى والبيئية التى يعيش فيها لدرجة تجذر ذلك الوعى بصورة أصبحت تشبه التراث فى أستغلال البيئة ومواردها، كل ذلك مرده إلى تخلف المنطقة وبدائية الحياة فيها. كيف يمكننا تحويل هذا الموروث الشعبى التراثى إلى معارف علمية وتطويره والاستفادة منه بصورة عملية؟ البقارة عديمى الحيلة تماماً فى معرفة القيمة العلمية أو المعرفية التى يحملونها فى تعاملهم اليومى مع البيئة وخيراتها، فإن قطع الرعاة لفروع الأشجار لألف بهائهم أثبت أنه يساعد فى تجديد نمو الاشجار، وقد يلاحظ المرء ذلك فى نبات النيم حينما تعجّز الشجرة ويقوم الناس بقطع فروعها تبدأ فى الأخضرار من جديد، كما أن حركة التجوال بين أراضى القوز فى فترة الخريف وارضى الطين فى فترة الصيف يؤدى إلى أستجمام النبات من الضغط الرعوى وإتمام فترة الأبذار وبالتالى ديمومة الرعى. فإن تطوير الأنسان الرعوى وتطوير فهمه للطبيعة ومواردها وحسن إستغلالها سوف يساعد فى تنميه بشرياً وأقتصادياً.
    لكن يفضل الأهم ماذا فعلنا نحن لكى ندرء الكوارث والمجاعة القادمة؟ ماذا فعلنا حتى لا يعود صغارنا إلى أكل تلك السموم والعروق المرة؟ ماذا فعلنا حتى لا يموت الأنسان بفعل المجاعة والحروب؟

    بريمة م أدم
    من أبناء الحوازمة بجنوب كردفان
    مقيم بالولايات المتحدة
    التاسع والعشرون من أكتوبر ألفين وسته.

    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 10-31-2006, 08:21 AM)

                  

11-01-2006, 07:54 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 28075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: shahto)

    ول أبا الشحتو
    سلامات وشوق بالكوم، قلت لى الكول ..
    Quote: الاخ بريمة ياخي الكول بتاع رمضان كمل ضب ...... فهل من مغيث ،،،و بعد شكرا علي الوليمة الرمضانية المضيافة و لولال المشغوليات كان دبلناها و سلام لولد ابوك سليمان و خالد
    صدقنى كنت معد كمرة ديجتال عشان نلتقط بها صور تذكارية لكن كانت الجلسة أجمل من أن يتذكر الأنسان أى شيئ، نسينا أنفسنا، أنتظر ولد أبوك صاحب القصة تاني راجع السودان فى أوائل نوفمبر هل أخبرك، أنا عارف توقيتك لزيارة واشنطن يأتى إلا بعد ما تسمع الكول وصل من السودان، لاحظت أثناء الجلسة الكول قسمنا إلى أولاد غرب وأولاد بحر ودا منحى فيه شيئ من الجهوية، كما أن أبنى الذى يبلغ أربعة أعوام، حصر كل عدة الكول فى المطبخ فى ركن قصى، وهو يشير إلى كل داخل للمطبخ بقوله don't touch that place, Papa has nasty staff there وإذا لم يصدق الفرد يحضر لك علبة مغلقة بأحكام ثم يصعّتك رائحتها، ثم يقول I told you
    أكثر شيئ أعجب الصغار عندما قلت أنت مقطع شعرى للهداى جوار الباب وفى نهايته شيئ مثل الزغروده، اللولولولوويي .. حتى اليوم الجماعة شغالين بها.

    ول أبوك أنا شخصياً أطالب بمؤتمر لأبناء جنوب كردفان، نبحثوا فيه سبل التعايش السلمى وكيفية أخراج المنطقة من نفق الحرب والأنقسام الذى جعلنا مطية لغيرنا ..

    خالص تحياتى لك ولأسرتك الكريمة
    بريمة
                  

10-31-2006, 09:29 AM

البحيراوي
<aالبحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)



    العزيز كبر تحياتي وكل سنة وأنت بخير وعافية وكردفان تحقق التقدم والنموء وفوق ذلك الأمن والتعايش بين مكوناتها الفاعلة في الوطن العزيز .

    مسألة النزاع في جنوب كردفان دوماً أقول بأن أجندات الخارج فية لا تراعي مصلحة المحلي وقصدي هنا هو الأيادي التي تحرك الأحداث لكامل السودان وهم بالقطع سودانيين لكنهم يتبعون سياسة فرق تسد وإلا فالواقع يفترض عدم وجود نزاعات ذات طابع إقصائي ما عدا مشاحنات الإخوة المعروفة حول المرعي وما شابة ذلك حيث لنا تجربة ثرة في كردفان لمحاصرة ذلك وتجفيف منابعة حين حدوثة ولم تمر سنة إلا وكان لنا خلاف حول ذلك لكنّا نحاصر الأسباب ولو علي أنفسنا . وبهذه المناسبة أتمني أن يتبني أبناء الدار بكافة أطيافهم وسحناتهم ملتقي موحد لهزيمة الأجدنة الخارجية والدولية ليمسكوا أي واحد راسه من هؤلاء .


    بحيراوي
                  

10-31-2006, 02:23 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    الصديق عبد الرحمن عزاز.. حبابك

    كل سنة و انت طيب..

    كتر خيرك على احضار مقالة استاذنا دكتور حامد البشير..و هو رجل مهموم بقضايا المنطقة..و له خلفية جيدة عن تاريخ علاقات الناس بعضها البعض..و علاقات الناس و الأررض في جنوب كردفان..

    و من هنا اقترح أن ينال استاذنا عضوية منتدى سودانيز اونلاين..مع علمي التام بمشغولياته الجسام.. لكن مساهماته جديرة بالإعتبار و المناقشة..
    و حتى ينتهي دور (برازة الشوك )اللعين.. اتفق مع الدكتور في ضرورة عقد المؤتمرات للتصالح و التفاكر ..و تنقية اجواء النسيج الإجتماعي..

    و دفع اطر الوعي .. حتى نعي ما لنا و ما علينا..و بالتالي تأسيس المفارقة..
    و من هنا اناشد ابناء المنطقة في المؤتمر الوطني لضرورة مراجعة الذات..و الإتفاق على كلمة سواء مع شركائهم في حكم الولاية..و مواطنيهم .. و تحديد الأولويات..و التي اهمها.. ادراك مطامع حكومة الخرطوم الدائمة في المنطقة و اهلها..
    و نعود بالتفصيل ..

    كبر
                  

10-31-2006, 02:25 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    ولد ابا فارس.. حبابك
    مرة تانية كتر خيرك..و انشاء الله تلقى ليك فرقة و نسمع منك بالتفصيل..


    كبر
                  

10-31-2006, 02:25 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    الأخ عبد الباقي الشحتو.. حبابك
    كتر خيرك على الحضور هنا..
    و نتمنى نسمع منك اكتر..

    كبر
                  

10-31-2006, 02:26 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    الصديق محمدين محمد اسحق.. حبابك
    كل سنة و انت طيب..
    كتر خيرك على المرور من هنا..و نتمنى أن نسمع منك تاني..


    كبر
                  

10-31-2006, 02:27 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    الصديق العزيز.. البحيرواي.. حبابك
    عيد سعيد و بخيت..
    كتر خيرك يا صديق..
    اتفق معاك النزاعات.. اصبحت مفتعلة..و شكل الإفتعال فيها واضح جدا..و هي الأسباب التي وردت في مقال دكتور حامد البشير.. خصوصا في ضوء السباق المحموم حول الإنتخابات القادمة..و للأسف الشديد..لازال هناك من ابناء المنطقة يواصل لعب الدور القبيح..و تنفيذ سياسات الخرطوم ..
    نتمنى نسمع منك تاني..

    كبر
                  

10-31-2006, 02:29 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    ولد ابا بريمة .. حبابك
    كل سنة و انت طيب ..

    كتر خيرك على هذه الإثنوغرافيا الدسمة..و هي النهج الذي نتمنى أن يتبعه الجميع في الكتابة عن قضايا المنطقة ..وابداع اهلها لخصلة البقاء في ظروف بيئية قاهرة..
    و اتفق معك الرؤية البيئة الثاقبة .. هي حلقة مفقودة تماما..وهي مهمة جدا في خلق الوعي المتكامل..و هنا تبدو المفارقة يا صديق.. لأننا في كل الأوقات نحصر نفسنا في السياسي دون تقديم تصور للعوامل الأخرى..و منها الوعي البيئي المتقدم..

    و دراسات الأنثروبولوجيا.. قدمت افادات مهمة في تحسين حال مجتمعات شبيهة بمجتمعات اهلنا .. من ناحية ظروفها الإقتصادية .. الزراعية .. الإجتماعية..و خصوصية الثقافة المتجاهلة من قبل الثقافات المهيمنة..

    نسمع منك تاني..
    و سوف اعود بالتفصيل..

    كبر


    كبر
                  

10-31-2006, 04:03 PM

Manal Mohamed Ali

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 1134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    كبر
    جميل ان لا تخص اثنية بذاتها في مقالاتك...
    منال
                  

10-31-2006, 09:32 PM

cantona_1
<acantona_1
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 6837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)


    Up up you Sudanese cowboys

    I will come later.
    Wassalam
                  

11-01-2006, 11:14 AM

cantona_1
<acantona_1
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 6837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: cantona_1)



    كبار.. فارس موسى .. عبد الرحمن عزاز .. Shahto .. محمدين م. إسحق..

    عيال عطية وحيماد .. الصلاة على النبي عيني باردة .. وعين الحسود فيها عود.. خلوا بالكوا زين وما تخلوا المكانيس عيال المكنوسات يندسوا بيناتكوا

    سأكتب لكم وبكم عندما أعود إلى خرتوم أحمد لأنني صعوبة في الكتابة بالعربية هنا في لندن.

    فتكوا عافية .. أرقدوا طيبين.

    كباشي الصافي
                  

11-01-2006, 01:54 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    الصديقةمنال.. حبابك

    كل سنة و انت طيبة ..

    كتر خيرك على المرور من هنــا..
    و ياريت نسمع منك عن تجربتك في جنوب كردفان..و انطباعاتك عن المنطقة و أهلها..
    و امنياتنا لجميع اهل السودان بالتقدم و السلام و الإستقرار..


    و دمت

    كبر
                  

11-01-2006, 01:55 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    ولد ابا .. كانتونا ون..حبابك

    كل سنة و انت طيب ..و عيد الحول ما يغضبك زول..
    مرحب بالعودة.. بعد الإنقطاع الطويل..
    و نسمع منك.. خصوصا بعد زيارتك للسودان..

    و دمت

    كبر
                  

11-01-2006, 05:58 PM

cantona_1
<acantona_1
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 6837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    By permission from Abu Bakr and Dr. Hamid. I want to put South Kordofan eggs in one basket. Thank you
    أربعة ملفات عاجلة أمام النخب في جنوب كردفان:نحو التأسيس لبرنامج الحد الأدنى/د. حامد البشير

    أربعة ملفات عاجلة أمام النخب في جنوب كردفان:
    نحو التأسيس لبرنامج الحد الأدنى
    د. حامد البشير
    أغسطس 2006
    مدخل
    يجب أن يكون الوضع في جنوب كردفان (جبال النوبة) هاجساً لكل مدرك بصيرورات و مآلات الحرب الأهلية التي إجتاحت المنطقة خلال الفترة 1989 – 2002 و ما ترتب على ذلك من تخريب للعلاقات البينية بين القبائل العربية و النوبية من جهة و ما لازم ذلك من غرس و تنامي الوعي الإثني و الشعوبي ألإقصائي أحياناً عند الطرفين، وهما المؤتمر الوطني فارضا نفسه كممثل للقومية العربية و الحركة الشعبية كممثل للقبائل النوبية . وبالطبع فإن هذا التمييز غير دقيق وغير مطلق حيث في كثير من الأحيان تخطت المجموعات الاثنية الحدود المرسومة في أذهان السياسيين وإختارت الولاءت السياسية التي تتماشى مع واقعها ونظرتها للمستقبل. مضافاً إلى كل ذلك مشكلة أبيي التي أتت لجنوب كردفان مع التسوية الإدارية القاضية بإعادة الجزء الجنوبي من ولاية غرب كردفان إلى جنوب كردفان (الأم). و قرائن الأحوال و الدلائل تشير إلى أنّ شريكي الحكم ليسا على إنسجام مطلقا في الولاية وقد إنعكس ذلك على الأرض حيث تكوين حكومة الولاية قد أخذ شهوراً و عندما تمّ، لم يكن مرضياً لأحد الأطراف (الحركة الشعبية): الشريك الأضعف و المغلوب على أمره. و في هذا الجو السالب تواصل و تنامى الإستقطاب الإثني و ضخ العصبية القبلية في وعي الجماهير في محاولة للكسب من الدعم و التوالي الإثني مع كل من الشريكين الفرقاء. و في خضم هذا الصراع الذي يغلي على نار هادئة لم تتحرك الحكومة الولائية و لا الإتحادية قيد أنملة نحو المصالحة الإثنية في المنطقة و إعادة بناء النسيج الإجتماعي المتهتك و لا الإستجابة لأجندات التنمية المحلية المتعاظمة و العاجلة في هذه الولاية التي تستحق – بكل المقاييس – أن تُعلن فيها حالة الطوارئ التنموية.
    و أدناه، سأناقش بقليل من المؤشرات التي توفرت لدي عند زيارتي الأخيرة للسودان قبل بضع أسابيع، الملفات الأربعة التي يجب أن تتقاطر كل النخب من كل ألوان الطيف السياسي و الإثني من الولاية ومن الحكومة الاتحادية للالتفاف حولها كبرنامج حد أدنى و خطة عاجلة لهذه المرحلة. و في غياب الإجماع، فإنّ المسؤولية الأكبر في التعامل مع هذه الملفات ستكون على عاتق النخب الحاكمة و الدولة المركزية و الولاية و الملفات هي :

    الملف الأول : التعليم العام

    - إنّ نسبة الانخراط في التعليم العام (الأساسي) في الولاية لا تتعدى 20% -حيث أنّ من كل مائة طفل في سن التمدرس الأساسي فقط عشرون طفلا يجدون حظهم في التعليم وتعتبر النسبة المتبقية( 80℅ )هدراً بشرياً يمثل عبئاً و عائقاً تنموياً في المستقبل.
    - و في بعض الأحيان أضحت ظاهرة التسرب من المدارس أكثر وضوحاً للعين من ظاهرة الإنخراط في التعليم و كأنّ المدارس أنشأت ليتسرب منها التلاميذ لا لينخرطوا فيها – في دلالة واضحة لإنقلاب العملية التعليمية في الولاية رأساً عل عقب. و في كثير من االمدارس حتى في المناطق المستقرة و التي تأثرت بدرجة أقل بالحرب (مثل محليه الدبيبات في الجزء الشمالي من ولاية جنوب كردفان) فإنّ نسبة التسرب قد وصلت إلى 92 % بين الصّف الأول و الصّف الثامن (و هذا تماماً ما ينطبق على قريتي الحاجز و القرى المجاورة في محلية الدبيبات).
    - 90% من المدارس الريفية في الولاية ينعدم فيها الشباك و الباب و المقعد و "زير" الماء و المرحاض و حتى الشجرة الظليلة مما جعلها – عملياً – أن تكون بيئة طاردة ومنفرة للأطفال و مثبّطة للمعلم و فاقدة لإحترام و إهتمام المجتمع المحلي.
    - زيادة على ذلك بُعد المدارس عن القرى و الذي يصل في بعض الأحيان إلى حوالي عشرة كيلومترات يقطعها الأطفال في أكثر من ساعتين يومياً جيئة و ذهاباً.
    - إنعدام الوجبة المدرسية وإنعدام الكتاب المدرسي المجاني وعدم مقدرة الأسرة في الحصول على الكراس والقلم كلها عوامل قللت من إنخراط الأطفال في التعليم الأساسي في واقع إجتماعي تزيد فيه نسبة الفقر عن 90%.
    و في المناطق التي تأثرت بصورة مباشرة بالحرب في الأجزاء الوسطى والجنوبية والشرقية والغربية من الولاية فإنّ الوضع أسوأ من ذلك بكثير حيث أنّ المدارس ذاتها قد إختفت من الوجود و لم يبق منها إلاّ الأطلال بعد ان سرقها بعض صغار النفوس ممن أنيط بهم حراستها أيام الحرب الكالحة.
    في خلال الفترة 1989م – 2002م كان فهمنا لتدني واقع التعليم و إغلاق أكثر من 80 % من المدارس في الولاية كان القصد منه (ضمناً و صراحة) هو تفريخ فاقد تربوي جرار من الشباب ليكون وقوداً للحرب الأهلية في الولاية و أيضاً للإنخراط في القوات المسلحة "القومية "للحرب في الجنوب و التي صوًرها النظام حينها بأنها حرب مقدسة يمر عبرها الطريق إلى الجنة و إلى الحور العين. وتقديمنا لهذا الفاقد التربوي لخدمة الجندية القومية يكون ذلك مساهمتنا في المؤسسات التي أصبحت الإثنية و العنصرية هما سمتها الغالبة و أن بقيت كلمة القومية فيها للتزيين اللغوي و التدليس الاجتماعي من نوع اللعب على الدقون.
    لكن و من غير المعقول أن تستمر ذات السياسة الإنتقائية (المصادرة لوعي الناس) و القاضية بهدر الموارد البشرية و الإنسانية الغالية المتمثلة في فقدان عشرات الآلاف من الأطفال و البنات للتعليم في جنوب كردفان في ظل إتفاقية السلام وفي ظل حكم فدرالي تديره نخب محلية دون أن تثير فيهم هذه الحالة شعوراً بعدم الرضا و دون أن تدفعهم لتحرك عاجل يقضي على إعادة إنتاج التهميش و الحرمان السياسي وردم منابع الجهل و التخلف. لكن، على العموم، أن هذه الجيوش الجرارة من أطفال و شباب الفاقد التربوي والهدر البشرى إن لم نعلمهم اليوم في جنوب كردفان فإنهم سيصبحون جنوداً لحركات الإحتجاج والرفض القادمة في مقتبل الأيام ومن ظن غير ذلك فإنه واهمُُُ ُ وواهم.
    إنّ يوسف كوة الذي قاد حركة للتمرد بإسم النوبة لم يكن فرداً بل كان ظاهرة إجتماعية و سياسية لها منطلقاتها و دوافعها – رضينا أم أبينا. و فوق ذلك كانت وما زالت تلك الحركة تمثل احتجاجاً و رفضاً صارخاً للتهميش الذي طال أمده. و من غير المستبعد إنّ هذا الواقع الماثل الآن سيؤدي – إن لم يتم تداركه – إلى تكرار ظاهرة يوسف كوة وسط النوبة و وسط العرب أيضاً هذه المرة، و عندها سينقلب السحر على الساحر (النظام في الخرطوم) إذ سوف تنعدم الحيلة عنده التي يدير بها حرباً أهلية بالوكالة مبنية على الاختلافات الإثنية في المنطقة كما فعلها في الفترة الماضية، وربما مازال يفكر في فعلتها في واقع الولاية السائب و المفعم بكل الاحتمالات والاحتقانات ألان. و لا عجب لأن بعض هذه النخب المحلية خاصة التي تدور في فلك المؤتمر الوطني تحدها طبيعة توظيفها حيث هي تعمل بالوكالة وبالإنابة عن نخب في المركز لها أجندتها العنصرية و الجهوية الطاغية.
    و حتى لا يحدث كل ذلك، أوقفوا النزيف و الهدر المستمر للموارد البشرية في جنوب كردفان بسبب إهمال التعليم العام و بسبب تخريج المدارس – على قلتها و سوء إعدادها – لجيوش جرارة من الفاقد التربوي المُحبَط و الجاهز لأن تستوعبه حرب أهلية قادمة خاصة في ظل الإستقطاب الإثني الحاد الذي تبناه – كبرامج رسمية – شريكي الحكم في الولاية و بالأخص المؤتمر الوطني و الذي أعاد الوعي الإثني إلى ما قبل فترة التركية"السابقة".و على الذين يقومون بأمر الولاية من النخب المحلية أن يتحركوا وفق أجندات ومصالح أهليهم المحليين الذين كانوا حتى وقت قريب (برّازة شوك) يحاربون حرباً بالإنابة عن النخب القابعة في قصور الوهم الفكري في الخرطوم. و هؤلاء البسطاء ( في جنوب كردفان )لا يعنون لهذه النخب المتخمة في الخرطوم إلا ّ متحفاً كبيراً للأنثروبولوجيا الطبيعية يستمدون منه – أحياناً – مادة للحديث (عند القيلولة الباردة) عن أهم مزايا الإنسان الساذج النبيل (the noble savage) و الذي هو من بإسمه أنتم تحكمون.
    و قد لازم ذلك الانهيار المريع في بنيان التعليم الأساسي، الغياب التام لتدريب المعلمين و الذي توقف منذ عشرات السنين مضافاً إلى كل ذلك، إنعدام الحافز و الدافعية وسط المعلمين الذين تضاءلت القوة الشرائية لمرتباتهم إلى أقل من 10 % عن مستوى عام 1977 م و إلى 25 %فقط عن مستوى عام 1989 م. و أصبحت مجموعة المعلمين في الولاية تمثل "النُخَب" المستضعفة في الريف و الحضر إذ أنّ بريق التعليم و الوعي الذي تميزت به تاريخياً هذه الفئة المهنية أصبح لا يوازيه أيّ تميز إقتصادي إيجابي، بل على العكس لازمه تمييز إقتصادي سلبي أوصلهم إلى درجة الإستضعاف.
    إنّ دور المعلم في أيّ عملية تعليمية لا يقل أهمية عن دور الكتاب و الكراس و القلم و المقعد و المدرسة ذاتها. المعلم هو العنصر البشري الحاسم في إنجاح العملية التعليمية في أي مجتمع، وهكذا تقول التجربة و مسيرة الدول الناهضة و التي ما زالت تنهض. وللأسف فإن ذلك ليس هو الوضع في الولايات التي تنتمي إليها "الشلة الحاكمة" التي أزكمت الأنوف بنهجها العنصري و الذي شمل كل مناحي الحياة حتى مجال تعليم الأطفال الذين يعتبرون ذخيرة للوطن بأكمله وأن الاستثمار فيهم يعود مردوده إلى كل الوطن وكل المواطنين مشكلاً بذلك اللبنة الأساسية للنهضة القومية في السودان ولا سبيل للخروج من هذه الوهدة إلا بالرجوع إلى الدعم المركزي للتعليم الأساسي.
    أمّا الوضع في التعليم الثانوي فليس أحسن حالا ً البتة من التعليم الأساسي. إنّ النقصان الحاد في المعلمين و خاصة في معلمي الرياضيات والعلوم يجعلنا نجزم بأنه خلال الخمسة سنوات الأخيرة لم يدخل عشرة طلاب (من مدارس الولاية مباشرة) لأي من كليات الطب في أي جامعة من الجامعات ناهيك عن جامعة الخرطوم والجزيرة و جوبا و غيرها من تلك التي يتطلب الدخول إليها إحراز درجات عالية.
    أصبحت الظاهرة المألوفة هي الهجرة للدراسة خارج الولاية و الحضور في الشهور الأخيرة للإمتحان من الولاية بغية الإستفادة من الخصوصية المرتبطة بكونها من الولايات الأقل نمواً. إنّ وضع الولاية تحت هذه القائمة هو ذاته الذي يجب أن نستهدفه في الخطة التعليمية القادمة للخروج منه عاجلا ً لأنه على أقل تقدير مثبط للهمم. و إلا ّ فسيصبح حال الولاية كالذين يعيشون على إعانة الرعاية الإجتماعية إذ أنّ البقاء فيها طويلا ً غير محفز للخروج من إسارها، و عليه أقترح التالي في مجال إصلاح التعليم الأساسي و الثانوي في ولاية جنوب كرد فان وبالطبع في كل الولايات الشبيهة:

    - أن تقوم الولاية بوضع خطة عشرية للنهوض بالتعليم في مرحلة الأساس تعتمد على تحقيق طفرة حقيقية كبيرة في رفع المستوى النوعي و الكمي للتعليم – أفقياً و رأسياً.
    - إعادة تأهيل المدارس القائمة و فتح ما لا يقل عن 200 مدرسة جديدة لتصل نسبة الإنخراط في التعليم الأساسي إلى حوالي 90 % على الأقل و بحيث أنّ 40 % يواصلون مسيرتهم التعليمية إلى المرحلة الثانوية. و هذا بالطبع يتطلب الرجوع إلى أو إبتدار إستراتيجيات جديدة منها – على سبيل المثال :
    - دعم نظام الداخليات على أسس موضوعية لإفادة الطلاب الأكثر حاجة و الأبعد مسافة عن محيط المدرسة الجغرافي.
    - التوسع في تعليم البدو الرحل حتى الصف الرابع ثم يتبعه إنخراط الأطفال في مدارس (التجميع ذات الداخليات) من الصف الخامس حتى الصف الثامن و ذلك يشمل البنات أيضاً. و هذه المدارس تكون لكل الرعاة المتنقلين من العرب و النوبة و مجموعات الفولاني في الولاية.
    - التوسع في فتح "مدارس المجتمع" ذات الفصول الأربعة و المعلم الواحد في القرى الصغيرة المعزولة جغرافياً عن محيط مدرسة الأساس التي غالباً ما تكون في القرى الكبيرة. و كما في حال مدرسة الرحل يتم إستيعاب أطفال "مدرسة المجتمع" في مدارس داخلية بعد الصف الرابع.
    - تأسيس المدارس و صياغتها بصورة تليق بها كمؤسسات تربوية ذات رمزية دلالية كبرى في الريف و كحافز معنوي للتغيير الاجتماعي المنشود في المجتمعات المحلية.
    - إصلاح البيئة التعليمية في المدارس و دعم الكتاب و الكراس المدرسي مع التشديد بقوة على مجانية التعليم.
    - دعم كل الأطفال في مدارس الأساس بالولاية بوجبة صباحية خفيفة (snack) حيث كثيرون منهم يعانون مما يعرف بالجوع قصير المدى (short-term hunger) مما ثبت تأثيره السلبي على البناء الجسمي و على عملية التحصيل وسط التلاميذ. و هذا الدعم الغذائي ليس بالضرورة أن يكون في شكل وجبة متكاملة بل في شكل وجبة خفيفة ذات سعرات حرارية عالية مثل الفول السوداني أو البلح التي تقضي على الجوع و في ذات الوقت تكسب الأطفال طاقة تعينهم على التحصيل و تحفزهم على المواظبة على الحضور للمدرسة و توقف نزيف التسرب والفاقد التربوي. و بالطبع فمن الثابت أنّ أحد أسباب تسرب الأطفال من المدارس أحياناً يكون مرده لعدم وجود الطعام في المنزل و معاناة الجوع الناجمة عن ذلك يلازمها الأداء الضعيف في المدرسة والقابلية للمرض تضعف المقاومة ثم يتبعها السعي للهروب من هذه البيئة السالبة في المدرسة و أيضاً محاولة البحث عن غذاء و عمل في العمر المبكر و أخيراً التشرد الذي أصبح ملمحاً بارزاً في كل مدن و قرى الولاية مما يستوجب أيضاً تصميم البرامج الملائمة لإعادة صياغة هؤلاء الأطفال و إدماجهم من جديد في العملية التعليمية أو إعادة تأهيلهم بإكسابهم مهارات ضرورية تعينهم في مشوار حياتهم الطويل (second-chance education).
    - ويجب أن ينصب جهد دواوين الزكاة وغيرها من ألمؤسسات الشبيهة في هذا المنحى الإستراتيجي لدعم التعليم و كذلك عن طريق تبني مشروع الكساء المدرسي خاصة للأطفال الذين تأثروا بالحرب بدلا ً من الصرف السخي على بند العاملين عليها وتحفيز الموالين وتأليف قلوب الفقراء المحتاجين.
    و من الضروري أن تقوم الولاية بوضع و تنفيذ برنامج لتدريب كل المعلمين في مدة لا تتعدى الخمسة سنوات و تشتمل على تدريب المدراء و الموجهين و المشرفين التربويين في إطار خطة ولائية مدروسة تعنى بإحداث نهضة تعليمية في خلال عشر سنوات.
    أما في مجال التعليم الثانوي فإن أولى خطوات الإصلاح تقتضي التعاقد مع معلمي الرياضيات و العلوم من خارج الولاية لمدد زمنية متفاوتة و يتبع ذلك إستحداث نظام من المنح الدراسية لبعض الطلاب من الولاية لدراسة الرياضيات و العلوم في كليات التربية على أن يعملوا (في إطار عقد مبرم) لمدد متفق عليها في الولاية حتى يستطيع التلاميذ الدخول لكليات علمية تخَرج كفاءات بتخصصات معينة تساهم في تحقيق تنمية مستدامة في مقتبل أيام الحكم الإتحادي الموسع في السودان و في جنوب كردفان.
    عقد مؤتمر قطاعي لمناقشة مشكلات وقضايا التعليم مع الاتفاق علي التصورات و الاستراتيجيات الكفيلة بتحقيق النهضة في هذا المضمار.
    قضايا المناهج ستناقش بالضرورة مركزياً، لكن النشاط بعد المدرس والذى ربما شمل تدريس اللغات المحلية والتاريخ الشفاهي للمجموعات الأثنية المختلفة وأى انشطة اخرى من شانها ان تزكي في الصغار روح الانتماء لمجتمعاتهم ولثقافاتهم وللهجاتهم التي يتحدثون بها في البيت. كل هذه الانشطة والمناهج يتم حولها الاتفاق محلياً وتستنهض الهمم لتطبيقها بصورة خلاقة وإيجابية وتضمن تنشأة وتربية جيل متصالح مع الذات ومع الأخرين في الوطن الكبير.
    ربما لا يكون من المناسب هنا توجيه النقد بصورة تفصيلية لمحتويات العملية التعليمية كما عبرت عنها المناهج والتي حوّلت الصغار إلي ببغاوات تحفظ وتردد بلا تفكير. ومع القمع الكامل لطرائق ومنهجيات التفكر والتأمل وحل الاشكاليات و المقارنات العالمية في ذهنيه الأطفال، أصبح المنهج ومحتوياته أقرب الى تحديث الخلوة التقليدية حيث إنعدمت فيه المهارات الحياتية بشتى صورها. ربما كان هذا شأناً قومياً تناقشه الوزارة الاتحادية التي عليها الخروج من النظرة الاحادية التي لوﱠن الاسلاميون وبطريقة بائسه وفقيرة المناهج التربوية والعملية التربوية بمجملها في السودان.إن التلاميذ الذين يتخرجون من هذه المؤسسات التعليمية سيجدون صعوبة بالغة في ولوج سوق عمل أصبح متعولماً ومتطوراً ومتغيراً وتنافسي بشكل يومي. وسيجدون تحدياً كبيراً ليوفقوا أوضاعهم المعرفية حتي يتمكتوا من المنافسة في أسواق العمل الكونية والتي أضحت في داخل السودان حيث منطق الرأسمالية ينحاز بصورة تلقائية لكفاءة العامل دون هويته القومية. وهذا ما يفسر استجلاب العمالة من دول أسيا للسودان حتى لأعمال يمكن أن يُدرب عليها العامل السوداني. والتدريب ما هو الاﱠ التعليم في سبيل العمل.
    الملف الثاني: الخدمات الصحية
    - الصحة الأولية – خط الدفاع الأول (primary health care )
    إنّ انهيار الخدمات الصحية الريفية و الأولية قد تركت المواطن في ريف الولاية نهباً للمرض و أعادت من جديد إنتعاش الطب البلدي (قليل التكاليف) و بالطبع قليل الكفاءة بصورة تقهقرت معها الأمور إلى حوالي خمسة عقود خلت. و ليس من المعقول أو من الضمير أن يترك المواطنون في زمان العولمة و التواصل العلمي أن ينكفؤوا على موروثاتهم المعرفية التقليدية من طب و خلافة دون الإستنفاع من المعرفة الإنسانية العالمية خاصة في مجالات المضادات الحيوية و أدوية الملاريا و أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي المنتشرة في الولاية. إنّ حمّى الضنك التي ضربت الولاية و مات من جرائها الآلاف قد كانت دليلا ً قاطعاً على إنهيار و عدم كفاءة الخدمات الصحية الأولية و التي تعتبر خط الدفاع (الصحي) الأول في بنية الخدمات الصحية.
    أن نسب وفيات الأطفال في الولاية تفوق المائة بالألف في العام و بذلك تفوق نظيراتها على المستوى القومي (ما عدا الجنوب) و كذلك الحال بالنسبة للمؤشرات الحيوية الأخرى مثل وفيات الأمهات أثناء الولادة (Maternal mortality) و معدلات المرض (morbidity) و معدلات الوفيات (mortality) و متوسط عمر الفرد (Life expectancy).
    و هناك نسبة عالية من النساء اللآئي يمتن عند الولادة (بالحبل) و التي غالباً ما تتم تحت إشراف القابلة التقليدية (إستمراراً لبرامج تأصيل الطب بالدرجة التي لا تدرب فيها حتى القابلات التقليديات ناهيك عن أن يتم استبدالهن بقابلات حديثات). ونسب الوفيات بسبب الملاريا تظل هي الأعلى على مستوى القطر بالإضافة لتلك المتلازمة مع سوء التغذية و الأنيميا. أمّا الخدمات الصحية في المدن فقد تعاظم عليها الطلب و الضغط رغم سعتها الإستيعابية المحدودة في خلال العشرين عاماً الأخيرة. و رغم ذلك فهي لم تشهد تطوراً نوعياً أو كمياً خلال العقدين الأخيرين. وعلى النقيض من ذلك لقد سيطر عليها الإستخصاص حيث العلاج الأحسن نسبياً هو ذلك الذي يجده المريض في العيادة الخاصة و التي لا يبلغها إلا ّ القليلون وبشق الأنفس. وذلك ضمنيا يعني حرمان الملايين من الفقراء من العلاج و هم الغالبية المطلقة من سكان المدن و الذين أغلبهم ممن نزحوا من ويلات الحرب في خلال العقدين الأخيرين وفقدوا كل شيء حتى القدرة على العودة إلى الريف نتيجة لعدم المقدرة على تغطية نفقات رحلة العودة وما يلزمها من ترتيبات و إجراءات ليس أقلها بناء المنزل و شراء أدوات الإنتاج وتجهيز الأرض و رأس المال المبدئ الضروري. كل ذلك المشوار يقتضي إحداث تحول جديد في نمط حياة ه}لاء النازحين من فقراء في المدن إلى فقراء في الريف و الإختلاف بين الإثنين إختلاف نوع و مقدار.
    و حتى ما عُرف تاريخياً بالطبقة الوسطى من الموظفين و صغار التجار في الولاية (كما هو الحال في كل السودان)، زالت عنها تلك الوسطية و إلتحمت تماماً مع الطبقة التي دونها، طبقة الفقراء النبلاء الذين (بدخولهم المحدودة) فقدوا القدرة على شراء أي شيء و لكن ظلوا رغم ذلك ممسكين بكل شيء : بالنبل و كريم الأخلاق و الصبر على مكاره أولي الأمر. أما أولي الأمر بدورهم فقدوا كل الحواس بما فيها حاسة النظر إلى ما آلت إليه الخدمات الإجتماعية الأساسية للإنسان في الولاية التي خرجت لتوها من حرب مفروضة عليها بواسطة النخب القابعة - في مساكن الزجاج بالخرطوم و المطلة من أحد جوانبها على النيل و من الجانب الآخر على السماء تأكيدا لإهتدائها بالمشروع الحضاري الذي لا ينظر إلاّ إلى أعلى - و يظل الفقراء يقبعون على الارض (قابضون على الجمر) و لا من يراهم أو(يعانيهم) من أصحاب ذلك المشروع الهلامي الذي أضحى مشروعاً لتفريخ الفساد و لإنتاج الطفيليين من القطط السمان .
    أن مشروع إعادة الحيوية إلى الخدمات الصحية الأولية في الريف يجب أن يبدأ بإعادة تأسيس و تفعيل كل نظام الشفخانات و نقاط الغيار والوحدة الصحية التي يديرها المعاون الصحي، على أن يشمل ذلك أيضاً وحدات علاجية متحركة للإنسان و للحيوان. هذا بالطبع يقتضي وجود خطة طموحة لتدريس و تطوير الكوادر الصحية المطلوبة لهذه الوثبة الكبيرة. وبذات القدرلابد من إبتداع نظام المرشد الصحي المتجول الذي يجوب القرى و الأرياف مبشراً بمفاهيم الصحة العامة (public health) ومكافحة الأمراض البيئية والمستوطنه و متفقداً مياه الشرب و غيرها من مكونات البيئة التي تنمو في ظلها بعض المهددات الصحية للإنسان في الولاية بما فيها الملاريا و غيرها.
    - تفعيل نظام القابلة الريفية بحيث تغطى كل أرياف الولاية إيقافاً لضياع أرواح النساء أثناء الولادة. التي غالباً ما تتم على يد القابلة البلدية و التي لا بد من تحديثها و تدريبها و زيادة أعدادها ليشمل كل القرى وفرقان الرحل.


    الخدمات الصحية على المستوى الثاني (secondary health care):
    و في هذا المستوى لا بد من إنشاء مستشفيات ريفية على مستوى كل رئاسات المحليات بالولاية حتى تكون بكفاءة تمكنها من الاستجابة للحالات المحولة من المستوى الأول (الصحة الأولية) الذي يتعامل مباشرة مع الناس كخط أول للدفاع الصحي. ولكن واقع الحال في بعض المستشفيات الريفية مثل مستشفى الدبيبات يشير إلى أنها مؤسسات قصد منها التسويق و التكسب السياسي من خلال دغدغة مشاعر الناس دون الاستجابة لحاجياتهم الأساسية إذ تنعدم فيها كل الخدمات الأساسية. وقيمة المستشفى الحقيقية تكون في أنه مبنى قصد منه الحزب الحاكم أن يشير إليه في لائحة الإنجازات وبجوار حائط المستشفى يموت الأطفال و الشيوخ من مرض الملاريا الساحقة. ويظل همس المدينة يردد بأن هذا المستشفى سيظل هكذا طالما أن أهل هذه المنطقة لم يبايعوا المؤتمر الوطني على المكره و المنشط: دون ذلك الشرط فليمت الشيوخ و الأطفال و النساء.

    الخدمات الصحية على المستوى الثالث (tertiary health care)
    و في هذا المستوى لا بد من تحديث و إعادة تأهيل المستشفيات على مستوى المحافظات و رئاسة الولاية مع إنشاء مستشفيات متخصصة للإستجابة للحاجة المحلية.و يتبع كل ذلك عمليات واسعة لإستقطاب و تدريب الكوادر الصحية التي توفر العنصر البشري الحاسم لنجاح مثل هذه الطفرة.
    و على مستوى تقديم الخدمات و تحقيق هدف الحصول عليها بواسطة المواطن، لا بد من إتباع سياسة إستثنائيه (لمدة عشر سنوات على الأقل) تقضي بمجانية الصحة كجزء من برامج إعادة التأهيل (الاجتماعي) إلى حين أن تعود للمجتمع و للإقتصاد الريفي حيويته للدرجة التي يتمكن معها المزارع و الراعي من "إعادة إنتاج نفسه" كناية على مقدرته على الصرف على حاجياته الأساسية من صحة و تعليم و معيشة و الإستجابة بفعالية لحاجياته و إرتباطاته الإجتماعية حتى تعود لكل المجتمع عافيته و حراكه المتجدد. بعد انقضاء مدة العشر سنوات يمكن إتباع سياسة التأمين الصحي (في الريف و المدن). أما إذا أتبع نظام التأمين الصحي قبل ذلك فإنّ الغالبية العظمى من المواطنين الريفيين (خفيفي الوزن) سيتساقطون بين مسامات هذا "الغربال" ذو المسامات الكبيرة و حينها ستكون شريحة صغيرة من سكان المدن هم الذين ستشملهم مظلة التأمين الصحي.

    الملف الثالث : الإقتصاد و التنمية
    لقد إنهار بصورة شبه تامة الإقتصاد المحلى بشقيه الزراعي و الرعوي و كذلك الحديث و التقليدي، و لم تشهد الولاية تدخلا ً من قبل الدولة المركزية خلال العقدين الاخيرين غير تلك البعثات التي كانت تأتي عادة لتفويج" المجاهدين" من كتائب الدفاع الشعبي.
    في الاقتصاد الزراعي الحديث تقلصت المساحة المزروعة في مشاريع هبيلا و غيرها و التي وصلت في عصرها الذهبي إلى خمسة ملايين فدان في عام 1987 م، لقد تقلصت في عام 2005 م إلى أقل من 500 ألف فدان بكثير و التي تمثل حوالي 10 % من مساحة عام 1987 م. و قد خرج أكثر من 80 % من المزارعين من العملية الزراعية الإستثمارية برمتها مفضلين عليها قطاع التجارة و الخدمات (القطاع المحبب للإسلامويين حيث الفساد و المحسوبية فيه بلا حدود) و عائده الإقتصادي والتنموي على المجتمع و على الدولة غير ذو قيمة تذكر.
    لقد أعسرت الغالبية العظمى من مزارعي الزراعة الآلية في هبيلا وكرتالا وغيرها بسبب سياسات التمويل الزراعي التي تميزت بعدم الكفاءة زائداً النسبة العالية (وغير الحقيقية) لسعر الفائدة (الإسلامي)، كذلك لغياب كفاءة السياسات التسويقية للدولة و التي فشلت في المحافظة على أسواق المحصولات السودانية التقليدية ناهيك عن إكتشاف أسواق جديدة. و لكن إهمال الدولة لقطاع الزراعة الآلية ليس بمستغرب لأنّ الإسلامويون (و بطبيعة نشاطهم الإقتصادي الطفيلي) لا يستثمرون مطلقاٌ في القطاع الزراعي أو الصناعي و الذين تُرك أمرهما للرأسمالية المهمشة و المغضوب عليها وهذا بالطبع يشمل مزارعي الزراعة الإلية في جنوب كر دفان وغيرها ممن كان عليهم دفع فاتورة أعباء انتمائهم السياسي للأحزاب المعارضة. ولقد إحتكر المستثمرون الإسلاميون بالاستثمار في المجالات التي يتاح فيها الفساد و المحاباة مثل المضاربات والعطاءات و التجارة الخارجية حيث تتوافر الإعفاءات الضريبية و الجمركية بقصد "التمكين". وهذا بالطبع غير متاح في إطار الزراعة الآلية التي تعاني من الضمور المستمر في جنوب كردفان.
    إنّ إنعدام الأمن و النزوح كانت وراء التدهور الزراعي في الأجزاء الجنوبية من الولاية في حين أنّ تنامي زحف الصحراء و زيادة الضغط السكاني و الثروةالحيوانية (بسبب النزوح) على الموارد المحلية المحدودة على طول الشريط الرملي سببت التدهور في الأجزاء الشمالية من الولاية. و الطريف أنّ المجموعات الإثنية في شمال الولاية (من قبائل الحوازمة) قد رحبت بالنازحين من جنوب الولاية( من النوبة ) بصورة تحقق معها الإندماج الكامل في المجتمع المحلي مما كان دحضاً عملياً لعبثية سياسات الدولة التي ما زالت تدق على طبول الإختلافات الإثنية و القبلية في المنطقة و تبني على ذلك سياساتها و تدخلاتها الضارة بالنسيج الإجتماعي و بمقدرة المجتمع المحلي على إعادة إنتاج ذاته بوئام و بسلاسة.
    أما الزراعة التقليدية أضحت لا تفي بحاجات الإنسان المتعولم في جنوب كردفان و لا تستطيع (و إن أرادت) أن تستجيب لضرورات الإستخصاص التي فرضتها الدولة و إلتزاماتها النقدية على الأفراد والأسر لتغطية تكاليف المدرسة (إن وجدت) و حقنة الملاريا و كبسولة المضاد الحيوي بالإضافة إلى السكر و الشاي و البن "و الهدوم" و قائمة الالتزامات تطول على الزراعة التي تتقلص و تتناقص في المساحة و في الكفاءة مقاسة بالإنتاجية.
    و فقدت الزراعة التقليدية في جنوب كردفان خلال العقدين الأخيرين أهم ما يميزها وهو كونها زراعة معيشية إكتفائية تحقق للمزارع ولأسرته الأمن الغذائي المنشود و ما فاض عنها كان يغطي إحتياجات القطاع الرعوي و سكان الحضر أحياناً. لقد أصبح أكثر من 80 % من سكان الريف لا ينتجون غذاءهم من مزارعهم بل يعتمدون على شراء مؤنهم الغذائية من السوق. ومن نافلة القول أنّ الزراعة الآلية أضحت هي بدورها غير قادرة على الاستجابة لكل الطلب المحلي للحبوب الغذائية داخل الولاية.
    و في جنوب الولاية لقد فقد أغلب المزارعون وخاصة العائدون منهم أبسط مقومات الإستقرار و الإنخراط في النشاط الزراعي متمثلا ً في إنعدام وسائل الإنتاج.
    أما الرعاة فقد حاصرتهم الحرب جنوباً و زحفت نحوهم الصحراء من الشمال و كذلك الأبالة و من جراء ذلك نفقت أكثر من 50 % من الثروة الحيوانية(الأبقار) في الولاية في خلال العقدين الأخيرين و إرتبكت وتيرة الترحال و إنهارت الأعراف المنظمة للعلاقة التبادلية بين الرعاة و المزارعين و أصبح النزاع أكثر إنتشاراً من الوئام وكان أخرها ذلك الصدام المسلح الذي راح ضحيته العشرات بين النوبة (الصبى) وعرب المعاليا ( الابالة) في المنطقة شمال الدلنجَ خلال شهر يوليو. والدلائل تشير الي الدور البائس الذي لعبه المؤتمر الوطني في هذا الصراع، حسب الرواية الشائعة، حيث لزم التحيز بل و التحرش أحيانا بدلاً عن أن يلزم الحياد كحزب متماسك أخلاقياً ويتعامل مع مواطنيه – دون تمييز – وبمسؤولية الدولة المعهودة في كل التقاليد و الأعراف السياسية.
    هنالك ثمانية مقترحات يمكن أن تشكل – على الأقل – إطاراً عاماً للخروج بالاقتصاد الريفي المتكلس في جنوب كردفان إلى مرحلة الكفاية ثمّ الإنطلاق و التوثب.
    1- ضرورة الإهتداء بخطة ولائية متكاملة للتنمية الإقتصادية.
    2- تبني برنامج محدد الأهداف و الوسائل و الإطار الزمني لمحاربة الفقر على ضوء معطيات البيئة المحلية و على هدى البحوث العلمية و قواعد البيانات الحديثة.
    3- إعادة بناء و تأهيل الإقتصاد الريفي بكل جوانبه و مكوناته(الزراعة و الرعى) بعد أن دمرته الحرب الأهلية خلال العقدين الأخيرين. وذلك يشمل برامج التحديث والتسليف الزراعي وادخال تكنولوجيا وسيطة وتقاوي محسنة وغيرها من التدخلات التنموية في هذا المضمار.
    الزراعة الآلية في ولاية جنوب كردفان تمثل خيار إستراتيجي قومي وإقليمي حيث المساهم الأول في تحقيق الأمن الغذائي. بهذا الفهم يجب أن يتم تشجيع الاستثمار الزراعي الحديث شريطة أن يتبع الأسس التالية:
    - العدالة في توزيع المشاريع الزراعية.
    - التتاغم مع الزراعة التقليدية واقتصاديات القري البسيط.
    - التتاغم مع حركة الرعي و الترحال.
    - الحفاظ علي البيئة عن طريق إتباع نظام دورة زراعية يكون فيها الهشاب او الطلح جزءاً فاعلاً.
    - التنوع المحصولى (عباد الشمس).
    - توخي الكفاية الزراعية في الإنتاج عن طريق رفع إنتاجية الفدان.
    - توفير المياه وفتح الطرق الزراعية المعاونة و الداعمة لعمليات التنمية الريفية الشاملة في الولاية.


    5-إتباع إستراتيجية المَزَارع الجماعية في القرى (في المناطق الجنوبية) مع إعطاء إعتبار كبير لضرورات الحفاظ على البيئة والتي هي خط الدفاع الأخير في تماسك و إنسجام المجتمعات المحلية.
    6-ضرورة تطوير القطاع الغابي من حجز للغابات ومحميات للحيوانات البرية و إستهداف زراعة الهشاب والطلح حفاظاً على البيئة و بقصد إنتاج الصمغ.
    7-التأسيس لسياسة رعوية نابعة من قيم المجتمعات المحلية و علاقاتهم التاريخية و مستجيبة لضرورات الحفاظ على البيئة و الإستغلال الأمثل للموارد بحيث يتقاسم الرعاة و المزارعون المساحة المتاحة في تناغم و تواؤم تامين. و يتبع ذلك ضرورة بذل الجهد على هدى خطة علمية (نابعة من أسفل لا مفروضة من أعلى) لتحديث القطاع الرعوي بإدخال عينات محسنة وفي ذات الوقت ترسيم المراعي والمراحيل وتحديد الاعراف المنظمة لذلك والدفع بإتجاه الإستقرارالتدريجي للبدو الرحل بدءاً بإستقرار الأسرة (لضرورات الصحة و التعليم) مع الإبقاء على الحركة البندولية للقطيع على ذات المنوال الموسمي من الجنوب للشمال و بالعكس.
    8- بما أن هنالك تزايد في نسب و وتائر التصحر في الأجزاء الشمالية من الولاية (مناطق القوز) فإنه من الضروري التقليل من الزراعة في بعض المناطق الشمالية لمدد زمنية متفاوتة حتى تستعيد فيها البيئة تجددها الذاتي محققة في ذات الوقت إعادة البناء و التوازن البيئي. و هذا الإجراء مفيد – على المدى الطويل – لكل أجزاء الولاية التي تعتبر إقليماً بيئياً واحداً ومتشابك وظيفياً بحيث أنّ الصحراء تزحف فيه من الشمال إلى الجنوب مما يسبب خللاً و إرتباكاً في التركيبة السكانية و الحراك السكاني الذي بدوره يؤدي إلى كل الإحتكاكات الأمنية في كل الولاية.
    في الأثناء التي يتم فيه التقليل من الزراعة في الأجزاء الشمالية في الولاية يتم فيه تأسيس مزارع جماعية في المناطق الجنوبية الغنية بيئياً لتفي بحاجة هؤلاء السكان من الأجزاء الشمالية بالغذاء. و بالطبع كل هذه التصورات والمقترحات يمكن أن يتم التعامل معها في إطار الفهم الذي يحكم عمل مفوضية الأرض التي تمّ إنشائها في جنوب كردفان وفقاً لإتفاقية السلام الموقعة بين الحركة الشعبية و حكومة السودان. و فوق كل ذلك لا بد من التأثير على السياسات المركزية التي تصنع القرارت الخاصة بالتمويل الزراعي والتسويق بحيث يكون الهدف تقوية ودعم القوة التنافسية للمزارع المحلي في الولاية و لمنتجاته الزراعية و الحيوانية في القطاعين التقليدي و الحديث على السواء.
    ألملف الرابع : الاستقطاب ألاثني وتهتك النسيج الاجتماعي في جنوب كردفان
    بدأت الحرب في جنوب كردفان بتمرد وإحتجاج سياسي قام به أبناء النوبة ضد العلاقات الغير متكافئه بين الاقليم والمركز تسعي من ورائه الحركة لأحداث نقلة نوعية تقضي بإستبدال علاقات التهميش بعلاقات إيجابية تتميز بالعدالة في تقسيم السلطة و الثروة التي ظل يسيطر عليها المركز و النخب ألمركزية. كانت تلك الاجندات لحركة جبال النوبة السياسية تمثل مصدر قلق للنظام في الخرطوم لأنها أظهرت قدراً كبيراً من التقارب و الترابط مع برنامج الحركة الشعبية. ولذلك بذل النظام جهداً في تحويلها لحرب اهلية إثنية بين النوبة و العرب حتى يمكن الإنقضاض عليها عن طريق الاستثمار في التناقضات الداخلية في المجتمع المحلي و أحياناً عن طريق تعميقها بالتعبئة أو بتصويرها الحرب بأنها حرب تستهدف القبائل العربية و الوجود العربي في المنطقة . أو عن طريق خلق وعي جديد بتسويق مبرر ديني جهادي للمواطنين يصورها بانها حرب مقدسة "وأن الجنه فيها تنتظر المجاهدين" و الذين هم شباب كلهم من الفاقد التربوى المغلوب علي أمره الذى لم تحسن الدولة تدريبه. أو في الحقيقه هو ما سعي النظام إلى تدريبه إلى ذلك الحد من التعليم المنقوص الذى تسهل فيه المقادة و الانقياد مما يجعله يستجيب عاجلا عندما ينفخ فيه بالشعارات الساذجة الجوفاء التي لا تحرك جناح بعوضة فى عقل شخص مستنير. لكن يبدو أن عدم الاستثمار التاريخى في التعليم في المنطقة هو في الحقيقه إستثمار بواسطة الدولة لمستقبل الأيام الذى تكون فيه الحاجة ماسة لأبنائنا (ناقصي التعليم و الوعي) ليكونوا فيها و قوداً لحرب بالوكاله القاتل فيها و المقتول(من النوبة و الحوازمة أو المسيرية والدينكا) مكتوب عليهما انه يتلظيا بنيرات التخلف و الحرمان وكل واحد منهما يستمد قيمتة الحقيقية فقط بقدر عدائه (وليس عطائه) للأخر. هكذا شكلت الإنقاذ فى سنوات حكمها الكالحة الواقع الإجتماعي بين النوبة و العرب كبلوكات سياسيه متنافرة إمعاناً فى التقسيم الجزافي في المنطقه و الذى إن قسمناه بصورة حادة إلى نوبه و عرب نكون قد ظلمنا التاريخ و الاجتماع في المنطقة. إذ أن المساكنة والمثاقفة و التلاحم و التواصل الثقافي كلها ديناميات شكلت وصقلت الواقع الاجتماعي المحلي وجعلت منه مزيجاً ليس من الدقة العلمية بمكان و صفه بملامح مكوناته الأساسيه (نوبه – عرب ). ان المزيج الناتج في جنوب كردفان يحمل ملامح كل النوبة و كل العرب و كل الإثنيات الأخرى و هى فى النهاية ملامح الإنسان المتصالح و المتفاعل مع الآخرين بعيداً عن مرض التعصب العنصرى الذي تسعى النخب المأزومة في الخرطوم لبث سمومه فى واقع اجتماعي كان معا في من قبل و صولهم (غير الميمون) إلى السلطة و التسلط فى عام 1989م. لقد حولت الإنقاذ الحرب فى جنوب كردفان من حرب تحركها دوافع وعلاقات الاقتصاد السياسي الغير متكافئة بين المركز و الاقليم حولتها بعمليه قيصريه شديدة المعاناة إلي حرب بين قوميتى النوبه و العرب حتى يسهل القضاء عليها بأقل التكاليف إمعانا في إستعمال نظريات الإدارة الغير مباشرة التي إتبعها الإنجليز من قبل والمعروفة في الأدبيات الاجتماعية والسياسية بسياسة فرق تسد. وكان دور حكومة الإنقاذ في كل ذلك أشبه بدور السمسار الذي تزيد نسبة عائداته كلما زادت تكاليف الحرب على العباد في جنوب كردفان محسوباً ذلك بعدد الموتى و الجرحى ودمار الزرع الضرع.

    لقد كان تنفيذ تلك السياسة و تنزيلها أكثر إيلاما على واقع إجتماعي متصالح لمدى خمسة قرون تربط فيه الناس أواصر التاريخ كما تترجمها علاقات الدم و الجوار و التحالف (بالكتاب) و المصاهرة و التبادل التجاري و الصداقات الإنسانية التي صهرتها القرية المشتركة والمدرسة والمزرعة المتجاورة ومن قبل قد صهرها المسجد و الإسلام الناهض الذى يعتنقه أكثر من 80 ℅ من سكان الجبال. وأيضاً صهرتها مراعى الماشية حيث أن بعض النوبة اصبحوا بقارة يحترفون رعى الماشية كما إحترف العرب نمط زراعة النوبة المتنقلة و تحدث النوبة العربيه بطلاقة كما تحدث العرب النوبيه بعفوية و سلاسة و تزاوج الطرفان و أنتجا إنساناً كان هو السودان فى ذلك الحيّز الجغرافي الذي عرف بجبال النوبة و جنوب كردفان والاثنان سيان: كانت تلك الصيروات الإجتماعية الإنسانية المعقدة فى التواصل الإنساني تستحق أن يطلق عليها ظاهرة ( تنوب العرب) "واستعراب النوبة " لكن يبدوا أن تلك الإنسيابيه الإنسانية في جبال النوبة كانت تمثل سيراً ضد مسار التاريخ الذى حددت النخب الإسلامية وجهته الحتمية في عام 1989 حيث تم الانقضاض على قيم وحيثيات المجتمع المحلى بتلقائيتة وعفويتة وديمقراطيته الأفريقية المعهودة في مثل هذه المجتمعات البسيطة.
    وتبع ذلك حملات التطهير الثقافي و ما لازمها من الحكم على الجميع بالدخول فى ماسورة الأحادية الثقافية التي تمثلها المدرسة الفكرية العنصرية للإنقاذ (الشعوبية العروبية) التي ما جلبت لنا فى السودان غير الخيبات السياسية و الإجتماعيه المتواترة و التي بعد خمسة عشرة عاماًَ حولت السودان إلى أكبر مشروع للفشل القومي حيث تنهار تدريجياً عرى المجتمع السياسية و الاجتماعية.
    و في محاولة للخروج من مأزق العلاقات الإجتماعيه المتداخلة إيجاباً بين النوبه و العرب و التى كانت عقبة في مشروع الإنقاذ العنصري والذي يقضى ببناء الحواجز الإثنية بين النوبة و العرب لجأت الدولة إلى استراتيجيه الخطاب الديني الديماجوجي الذى أقتضى الحكم على النوبة بالخروج عن ملة الإسلام و إستحقاقهم الحرابة. فكان إعلان كردفان فى العام 1991 م و الذى قضى بمجاهدة النوبة. وكان في ذلك الوقت ابن النوبه البار السيد إبراهيم نايل إيدام عصواً في المجلس العسكري الوهمي الذي يديره الإسلاميون بالرموت كونترول . وكان " شخوصه الفاعلين" فيه لم يتعد دورهم فيه دور شخصيتى" توم و جيرى " الفاعليين فى الدراما الإنجليزية.
    وكانت أيضاً الطبول و الموسيقى العسكرية تدق كل صباح في جنوب كردفان خلال التسعينيات و جيوش صلاح الدين الأيوبي تسير لتدك عروش الصليبيين فى القسطنطينيه (وتلشى) فى جبال النوبة، كان الواقع كله فى تلك اللحظات قد تحول إلى مماثله للتاريخ البعيد حيث لا يخرج الناس من إساره في جنوب كردفان إلا عند الثامنه مساء حينما تدق ساعة( بق بن ) معلنة ً نشرة الاخبار الرئيسية في لندن لذلك اليوم من العام 1991 م. و حينها فقط يدرك الناس انهم قد خرجوا لتوهم من رحم خمسمائة عام من التاريخ إلى الحاضر ليعاودوا الدخول فيه من جديد عند الصباح بسماع أهاريج الدفاع الشعبى و هكذا إستمرت عمليتي التجميد frost والتدفئة defrost للمجتمع و التى من جرائها اصيب الناس بالإعياء من جهاد لايرون فيه حمزة بن عبد المطلب ولا خالد بن الوليد. وقد غاب عن ذاكرة الإسلامويين الضحلة حينذاك التاريخ الناصع لحلقات الشيخ محمد الامين القرشى فى وديان ومرتفعات جبال النوبة حيث النوبة النيمانج كانوا فرادى و جماعات يؤمون مسجد القريه الصغير فى كرمتى و أطفالهم يجلسون القرفصاء يرددون نشيد طلع البدر علينا من ثنيات الوداع في كل صباح و عند الظهيرة. و فى المساء يقراء الاطفال فى كرمتى (من أمثال المرحوم الدكتور عباس شاشا) لشيخهم الوقور: " لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تاتيهم البينة" الآية".
    وكانت أيضاً الإضاءات و الإشراقات الراسخه في الوجدان المحلى عن الشيخ الصوفي الورع الشيخ البرناوى حيث طبول النوبات تشق عنان سماء الجبال وليلها الهادىء في أم حيطان و شيوخ وصبية النوبه يؤمون حلقات الذكر في نشوة أفريقية متفردة حباً فى الإسلام وعشقاً للمصطفى صلى الله عليه وسلم.
    كانت تلك النشوة نابعة من عمق الخطاب الدينى الصوفى المتصالح و المتسامح مع الذات و مع الاخرين ومع الله. كان الإسلام ينساب فى جبال النوبة كانسياب المياه في تلك الوديان متصالحاً مع الثقافة المحلية بعد حوارهادىِء ليس فيه نفى للأخر أو التقليل من شان ثقافتة ومعتقداته المحليه وكان ذلك الحوار يشمل أيضاً التلاقح الإثنى محدثاً بذلك نسيجاً اجتماعيا متصالحاً لا يعكر صفوه إلا مدافعات الحياة الإعتيادية بين الناس التى قد تحدث حتى فى مكان مثل مكه أو الفاتيكان.
    جاءت الإنقاذ و حقنت خلال سنوات حكمها شرايين المجتمع المحلي في جنوب كردفان بالعصبيه القبلية لتجعل حرب الوكالة أمر ممكناً و سهلاً و محققاً لأهدافها و الوكلاء هم من اختاروا لأنفسهم لعب ذلك الدور الذى باعوا فيه حاضر أهلهم ومستقبلهم حيث أكثر من عشرين ألف طفل فقدوا حقهم فى التعليم .وكذلك فقدوا حقهم في الحور العين حيث أن الشيخ الترابى أعلن ببطلان تلك الفرية و التى قصد منها إثارة الحمية القتالية في شباب كانوا يودون إكمال نصف دينهم أحياءاً أو أمواتاً، ومن قبل قد تساوى عندهم الموت و الحياة و لكن بقى الإختلاف فى إختيار شريكة الحياة أو الموت.
    وكما رجعت طالبان القهقرى إلى قبيلة البشتون بعد إنهيار المشروع الديني لقد عاودت الإنقاذ العودة إلى مشروع الإحياء القبلي في جنوب كردفان وفى كل السودان بعد ان تفرقت بمشروع الإحياء الإسلامى السبل و أصبحت تستحى منه فى وجود جيوش أجنبية فى جبال النوبة و في الجنوب وهى تستعد للقبول بها فى دارفور فى نهج ممانعة معهود عنها ومعروفة وتيرته لديها.
    ان ملف العلاقات الأثنية في جنوب كردفان هوالأخطر فى هذه اللحظة حيث أن هنالك عده تطورات وديناميات ستعكر صفو العلاقات بين النوبة و العرب قريباً إنه لم يتم
    تداركها.
    أولاً:
    أن الفراغ السياسي الكبير الذى يميز كل الحراك السياسى فى السودان و خاصة فى اطرافه مثل جنوب كردفان يجعل التمدد فى الفضاءات القبيلة أمراً محتوما في واقع تنعدم فيه الطبقة الوسطى أو تضاءل دورها.ومع تلاشى منظمات المجتمع المدني الفاعلة تكون البوصلة كلها في يد القبيلة وحينها سيتم الاتجاه نحو الحريق الكبير تماماً كالذي حدث في دار فور. ويغززهذا الإتجاه، تطورات الأحداث وسياسات المؤتمر الوطني الرامية إلى دق طبول الحرب الإثنية مضافاً إليها أخطاء الحركة الشعبية التي فقدت في الكثير من الأحيان السيطرة على كوادرها الذين ما زالوا تحت تأثير تعبئة التسعينات.
    ثانياً:
    إن مسألة أبيي والتي تتبع الان عملياً لجنوب كردفان تسير فى إتجاه التعقيد الذى يسبب حرجاً كبيراً للدوله فى الخرطوم و لأجهزتها المحليه التى غالباً ما تتلقى هى الصدمات الأولية نتيجة لأخطاء المركز. و الحرج الأكبر للدولة فى مسألة أبيي هو ان (الدولة) قد باعت حلفاء الامس (المسيريه) بقبولها بالتسويه بشكلها الحالى الذى فوضَ تفويضاً كاملاً الوسطاء الأجانب الذين أتوا بحكم لم يكن مرضياً للدولة ولا للمسيريه بل وربما يرى ألمسيريه أن الخطأ الأساسى هو موافقة الإنقاذ دخول أبيي إلى طاولة المفاوضات دون الرجوع إلى الاليات المحلية التى تضمن مشاركة كل فعاليات المسيرية والدينكا فى استنباط حل محلي نابع من أسفل لا مفروضاً من أعلى. إن خيار الحكومة الوحيد أمام الحرج الذي أفرزه مأزق أبيي هو اللجوء الى إشاعة الفوضى فى المنطقه لإستدرار عطف المجتمع الدولى ليعيد قراءة الأوضاع فى أبيي فى وجود التقرير الذي رفعته اللجنة المحايدة التى وافقت الحكومة على أن قرارها ملزم للطرفين. هذه الفوضى( المتوقعة) المدعومة من الدولة في جنوب كردفان هى أيظاً تمثل الاعتذار من جانب الدولة وعلى طريقتها للمسرية وللحوازمة المخدوعين الذين حاربوا بالوكالة حرباً طويلة في شمال بحر الغزال وجنوب كردفان (علي التوالي) وحرسوا لها ثغوراً كان يمكن أن ياتي منها الاختراق الكبير و التمدد شمالاً للحرب الأهلية حتى تصل إلى مشارف الخرطوم. ولكن هذا جزاء سنمار، وطاحونة الاستغلال ستستمر تلتهم البسطاء من المسيرية والحوازمة طالما أن هناك دولة فاقدة للأمانة ونخب محلية فاقدة الضمير والمصداقية وتجيد بيع أهلها بطريقة ( السلم ) للشلة في الخرطوم.
    ثالثاً:
    أن أقليم أبيي الغنى بالموارد البتروليه يمثل إحدى منابع ضخ النفط فى الإقتصاد السوداني الذى أصبح وبصورة متعاظمة يعتمد على عائدات البترول بنسبة 80℅ لتسيير عمليات الصرف الواضح منها و المستتر وخاصة تلك التى تصب لصالح التنظيم السياسي و النافذين فيه وللترتيب للإنتخابات القادمة ولحرب دار فور التي ما زالت تستعر نيرانها ولشراء ( النخب القاصية) و التى أكل منها الذئب ومابرح.
    رابعاً:
    جبال النوبة مرشحة للدخول فى دوامة من التيه السياسى فى حالة أن أختار الجنوب الإنفضال وهوالإحتمال الأرجح فى الوقت الراهن. وذلك لأنه خلال العقدين الاخيرين قد تطورت حميميه سياسيه بين بعض النخب الفاعلة فى جبال النوبه وبين الحركة السياسية الفاعلة فى جنوب السودان ( الحركة الشعبية لتحرير السودان) بحيث لا يمكن التسليم بنهاية هذه العلاقة بجرة قلم عندما يختار الجنوب الإنفصال عن الشمال والذي هو واقع لا محالة والمسؤول الأخير عن ذلك هو المؤتمر الوطني بسياساتة الطاردة حتى لاجزاء من الشمال والذي من قبل قد أعاد النظام تعريفه بصورة ضيقة احتوت فقط على الشمال الجغرافي الذي تنمو فيه أشجار النخيل ويتغنى به المرحوم النعام أدم.
    والحق يقال أن هذه الحميميه لم تكن فقط بين النخب النوبية و الجنوبية بل لازمها تنامى الشعور القومى النوبي المستشعر بصورة كبيرة للهوية الأفريقانيه و التى ربما كانت على حساب الإنتماء القومي للسودان الذي ظللته الإنقاذ بظلال الشعوبيه العروبيه المستفز للكيانات و القوميات الأخرى و التى فى رأيها قد أصبح وطناً طارداً ومنفراً فى ظل السياسات الرسمية التى أفلست من كل شىْ إلا من تأجيج المشاعر العنصرية القبلية. بمعنى أخر إن التقارب بين جبال النوبة و الجنوب أصبح له أبعاد ثقافيه و قوميه (افريقانيه) بالاضافة إلى التقارب و التنسيق السياسي و(ربما الاستراتيجى) . مضافاً إلى كل ذلك أن الممثل الشرعى ( سياسياً) للنوبه الان هو الحركة الشعبيه لتحرير السودان. ومما لا شك فيه أن الجنوب فى حال الإنفصال سيوظف كثيراً من عائدات النفط للإستقطاب السياسى من الجارة المجاورة ( السودان الشمالي ) وعندئذ ستكون جبال النوبة هى الأقرب إلى ذلك الاستقطاب وحينها أيضاً ستعاود طاحونة الموت والحرب بين النوبة والعرب عمليات الإفناء السرمدي نسفاً لأسس التعايش بين إثنيات ألمنطقه ووقتها ربما أصبحت جبال النوبة هي كشمير أو البوسنة.
    خامساً:
    الحركة الشعبية فى جبال النوبة كان يسير خلفها جيش جرار من الشباب و الرجال الذين عاشوا فى الغابة كمقاتلين مؤدلجين لمدى عشرين عاماً تكونت فى دواخلهم جدارات عازلة من العمل المدنى وتضخمت ذواتهم القومية و الأثنية بالصورة التى لا تطيق النظرة الموضوعية للأخر الإثنى. كجزء من استراتيجيات التحريك لهذه المجموعات من الشباب من عضوية الحركه فى جبال النوبه لقد بيعت لهم أحلام كبيرة وبالجمله خلال سنوات الحرب للحفاظ على جمرة القضية متقدة في دواخلهم.لكن العائد الحقيقى على الأرض لهؤلاء الشباب ألان لم يكن بقدر الأحلام إن لم يكن فى خانة العدم. بعد صراع وإستنزاف داما لعقدين من الزمان ماذا جنى المحاربون من النوبة الذين مازالت الدماء تخضب سيوفهم و مدافعهم وكذلك الحال ينطبق تماماً على عشرات الآلاف من شباب الحوازمه والمسيريه الذين دفعت بهم نخبهم لقبولها السياسي عندالنخب الاسلاموية ولتسويق ذاتها في سوق ليس البائع فيه بأفضل من المشترى. وأخيراً تركت هذه النخب هؤلاء الشباب في الصقيع بعد إنجلاء الحرب و بعد أن فقدوا أنضر سنوات عمرهم بعيداً عن التعليم وعن العمل المنتج. نعم تركتهم الإنقاذ ليلعقوا جراحات الحرمان و الجهل والتهميش ولتأكل الحسرة قلوبهم. وما زال المحاربون العائدون من الطرفين ينتظرون عائدات النفط وعائدات النضال وإستحقاقاته التى ربما ضاعت مع إستحقاقات وفروقات المعلمين التى طال عليها الإنتظار. إن الشباب من الطرفين قد أصابهم الإحباط من الأحلام التي لم تتحقق وربما لا تتحقق، ومن وعود لاتحترم وأخل بها جميع الأطراف. لقد غاب وضوح الرؤيا عن أعين المجاهدين العائدين الذين ألقوا السلاح و فى إنتظار برامج الدمج فى المجتمع حيث فقدوا كل شىء إلا الإرادة و التي حتماً ستلين فى غياب البرامج و الجدية و الإعتبار من جانب الدولة فى جنوب كردفان. إن عشرات الآلاف من شباب النوبة و المسيريه و الحوازمة قضوا أنضر سنوات العمر فى الغابة وبعيداً عن فصول الدراسه يتحاربون من اجل الأرض والهوية و الثقافة و القضاء على التهميش. وعاد الطرفان من جديد يقتسمان ذات الأرض التى طالما أقتسمها الأجداد لخمسة قرون خلت. لكن عاد الطرفان المتقاتلان هذه المرة ليجدان أن التهميش مازال موجوداً بل زاد، وأن حرب الوكالة مازالت تتجدد وتلبس كل مرة لبوساً جديداً وتتمظهر بمظهر جديد هو القبلية التي يشعل أوارها ذوي الشالات الصفراء واللحى التى ليتها أصبحت حشيشاً ترعاه خيول الأمريكان. هذه الشريحة من الشباب المغلوب على امره و المخدوع و فى ظل ظروف الإفقار الجماعي الذي إجتاج سكان الولاية و الإحباط وغياب الهدف والرؤية وغياب القيادة الراشدة الملهمة ذات الكاريزما الباعثة لطاقات كل الناس، حتماً في ظل هذه المعطيات والظروف سيعيد هؤلاء الشباب المنسيون إنتاج دارفور فى جبال النوبه و جنوب كردفان وربما في كل كردفان إذا لم تستجيب سلطات الولاية و الحكومة المركزية لقضاياهم العادلة و العاجلة وأهمها الدمج، إعادة التأهيل وكسر دائرة الحرمان والفقر التي وجدوا أنفسهم أسرى لها لا يقوون على الفكاك منها. وإذا أرادوا ذلك ربما لا يكون لهم وسيلة إلاّ علي طريقة منى أركو مناوي الذي دخل القصر من بوابة الغابة الغربية.
    هذه الافكار تمثل دعوة للتفكر والمدارسة حول صناعة المستقبل في جزء صغير من الوطن مربوطاً عضويأ وجدلياً مع اجزائة الاخرى.إنها ليست تهويمات أكاديمية نخبوية لا تصل الى أحد ولا هي هرطقات سلطوية لا تقنع احداً، بل هي قراءات مستمدة من الواقع البسيط الذي لم أنقطع منه يوماً الاّ لأعود إليه، ملماً به ومهموماً به ومشفقاً عليه هذه المرة.
    وأنا أكتب هذه الكلمات تجول بخاطرى بعض أسماء الكبار من مختلف الاثنيات و الذين عبرهم يمكن ان يتم التنادي لهذا المؤتمر الجامع العاجل بين النوبة و العرب منعاً للخراب والدمار ورسماً لخطى العمار والتعايش:
    البروفسير الأمين حمودة والبروفسير كبشور كوكو و البروفسير التجاني حسن الأمين والسيد حبيب سرنوب الضو والسيد محمد شاشا موسى والاستاذ عبد الله التوم الإمام والاستاذعبدالجليل الباشا والسيدة رجبية بشرية والاستاذ أمين بشير فلين والاستاذ أمين زكريا إسماعيل والاستاذ أزرق زكريا والاستاذ جقدول كوكو والاستاذ احمد أبوهم العشا و السيد محمد ابراهيم حماد و البروفسير حماد عمر بقادي والسيد مهدى بابو نمر والاستاذ الصادق بابو والسيد الحريكة عزالدين حميدة والناظر على نمر و السيد حسن صباحي والسيد عزاز محمد الامام والسيد حسن جديد كباشي والأستاذة البهرة نوار والسيد الأب فيليب عباس غبوس والسيد أبراهيم نايل إيدام والبروفسير القوني عبد الرحيم راضي والسيد النذير جبريل القوني والسيد عبد الرسول النور إسماعيل والاستاذ عبدالعزيز أدم الحلو وألاستاذ أحمد البشير إبراهيم وألاستاذ محمد فرح جبريل والسيد محمد الزاكي الفكى على والسيد بقادى محمد حماد والسيد البشرى سومى تاور والسيد عبد الرحمن أبو البشر والسيد أحمد الشين الوالي والدكتور عيسى بشرى والبروفسير خميس كجو والسيد على جماع عبد الله والدكتور عبد الله أدم حمدوك والدكتورة تابيتا بطرس والاستاذة أنتصار إبراهيم عبدالصادق والاستاذة محاسن نسيم حربة والسيد موسي داؤد والسيد تاج الدين العالم والسيد فضل أحمد خيار والسيد إسماعيل محد الفضل والسيد رحمة عزاز والسيد أحمد على سبيل والسيد باب الله بريمة والسيد محي الدين التوم والسيد عبد القادر سالم والدكتور الشفيع محمد المكي والسيد عبد الرحمن النور مورو والسيد محمد على جيلي والدكتور عبد الباسط سعيد.


                  

11-03-2006, 04:31 AM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: cantona_1)

    up
    up
                  

11-04-2006, 08:09 AM

عبدالرحمن عزّاز
<aعبدالرحمن عزّاز
تاريخ التسجيل: 10-31-2005
مجموع المشاركات: 2521

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: shahto)
                  

11-04-2006, 11:32 AM

Shams eldin Alsanosi
<aShams eldin Alsanosi
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 2135

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    العزيز كبر حأجيك بمهلة
    ودعزاز ان شاء الله السنة الجاية عريس
    فارس ود موسي ازيك يا سيد الناس
    بريمة وشحتو البتاكلو فيهو براكم ده ان شاء الله ينفعكم
    محمدين محمد اسحق كويس الدخلت وكسرت رصة اولاد البقارة
    البحيراوي الموضوعي جدا ازيك
    منال محمد علي ألا زلت مرابطة هناك مع البسطاء؟ تحياتي لهم عبرك
    العزيز كباشي الصافى (long time no seen



    تحياتي وكل سنة والجميع بخير


    أتابع هذاالبوست من فترة لعمقه ونوعية المشاركات المتميزة فيه
    لقد حالت بعض ظروفي من التداخل منهاأن السيدة الفضلي حرمنا تخوض امتحاناتها للحصول علي اجازة البيطرة هذا الشهر وعليه قامت باحتلال الكمبيوتر الوحيد فى البيت وتحولت بقدرة قادر لطاغية اصدرت فى حقنا والاولاد بعض القرارات التي نراها مجحفة تحت بند (الرجالة تطير) وهي:
    أن يتولي كبيرهم وهو انا الطبخ والكنس وغسيل كل ما يغسل
    ان يتولي كبيرهم وهو انا ايصا مهمة الرحلة اليومية من والي الحضانة
    يمنع كبيرهم منعا باتا الاقتراب من جهاز الكمبيوتر
    غير مسموح لنا التواجد بالبيت فى اجازات نهاية الاسبوع حتي لا نحدث ضجيجا لسيادتها
    ويا ويلي ان غفلت ودخل اليها احد الذين اقوم بحراستهم باكيا او طالبا شيئا...
    لهذا اطلب دعواتكم لي قبلها للمرور فى امتحان الرجالة تطير


    وحتما ساعود بمشاركتي فى هذا البوست الهام





                  

11-04-2006, 01:16 PM

على اسماعيل
<aعلى اسماعيل
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 1802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Shams eldin Alsanosi)

    جينا نحى هؤلاء الاشاوس ...
    وفووووق
    كل الود والتقدير لكم جميعا
                  

11-05-2006, 03:33 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: على اسماعيل)

    شكرا ..ولد ابا كانتونا ون..

    حاجة مفرحة أن تأتي بمقالة أخرى من مقالات استاذنا الدكتور حامد البشير..و هو كما قلت من قبل .. رجل مهموم بقضايا المنطقة ..و له رؤى تصلح كثيرا كاْطار لبعض المعالجات.. و اظنه قد اجمل كل ذلك في كتابه (في البحث عن الحكمة الغائبة و الوعي المفقود) و الذي حدثنا عنه .. حديث مقتضب الأستاذ نور الدين مدني في عموده اليومي (كلام الناس) بجريدة الصحافة (عفوا لم اعد متذكرا تأريخ العدد)..

    و هذه نظنها واحدة من التحديات التي تواجه اهل المنطقة..و كتر خير التكنولوجيا .. التي جعلتنا في حالة تواصل .. على الأقل في مستوى الأفكار و تدارس الهموم..فمثل ما ذكرت من قبل (بخصوص هذا البوست في منتدي كردفان اونلاين) قبل عشرة سنوات لم تكن الفرصة متاحة لنا لتدارس احوالنا و تبادل الأفكار حول هموم اهلنا و قضاياهم الملحة..و الآن الوضع اختلف .. من حيث سهولة التواصل..و اتمنى من الجميع استثمار هذه الخصلة و تقديم المفيد ..

    فكرة المؤتمر الجامع..و التي تناولها الدكتور حامد في مقاليه.. هي فكرة جيدة ..فقط تحتاج للإرادة الموحدة..و التحرك بصورة عملية.. و هو ما سوف يحدث في القريب باْذن اللــه..

    اقترح الدكتور بعض الشخصيات باعتبارها مهمومة بقضايا المنطقة ..و يمكن لها أن تقرر..و هي مسألة مهمة جدا..و ارى اضافة تصور مكمل لتصوره فيما يخص مسألة التمثيل في مثل تلك المؤتمرات..و ارى أن يكون دور واضح لتمثيل القطاعات.. ممثل للرعاة.. الزراع.. التعليم(اساس..ثانوي..جامعي)..الخ.. حتى نتجنب اخطاء الماضي..و حتى لا يشعر احد بفوقية المسألة..

    و لاحظت أيضا غياب تمثيل المرأة (طبعا ذكرت بعض الأسماء و هي قليلة جدا )..عكسا لما هو في ارض الواقع.. فجنوب كردفان بها كثير من النساء الحقوقيات .. الصحفيات .. الإداريات.. الزراعيات.. المعلمات..و اتمنى أن لا يتم تجاهل هذه الحقيقة الواقعية في أيتها تمثيل ..

    في المقال الثاني (الملفات المستعجلة).. ظهرت تفاصيل احصائية ..و قد أكسبت المقال كثيرا من العملية و المصداقية .. بجانب المقترحات العاجلة..و التي نرى انها تشكل برنامج عملى و اسعافي ..و هو ما تحتاجه المنطقة الآن.. و اضم صوتي و دعمي لكل هذه المقترحات ..و ارجو أن يتصدى البعض لها بالتفصيل.. و مثل ذلك التفصيل يمكن أن يشكل نواة لدراسات و بحوث قصيرة ..و التي بدورها يمكن ان تشكل صياغة لبعض الموجهات العامة ..
    شكرا كثيرا.. يا كانتونا..
    و شكرا لدكتور حامد البشير على تبصيرنا بالكثير..


    كبر
                  

11-05-2006, 03:35 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    ولد ابا .. الشحتو..
    كتر خيرك على المثابرة و المتابعة..

    كبر
                  

11-05-2006, 03:36 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    الصديق .. عبد الرحمن عزاز..

    كتر خيرك على احضار مقال الدكتور للمرة الثانية (طبعا اخونا كانتونا ما قصر).. المهم زيادة خير..و اتمنى أن تمنح مقالات استاذنا دكتور حامد مزيدا من الإهتمام و النقاش..
    و شكرا على تثنية اقتراح انضمامه للمنبر الحر..و بعد نقدم الطلب ..

    كبر
                  

11-05-2006, 03:37 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    صديقي شمس الدين. . حبابك
    اولا كل سنة و انت طيب ..و ربنا يخلي ليك المدام و العيال..
    لكن ما زرتك زرة يا شمس الدين..
    ربنا يوفق المدام في النجاح..و عقبال نشوفها في الدكتوراة..
    كتر خيرك على الحضور ..و اتمنى ان اسمع منك بالتفصيل ..و انشاء الله نحاول ندفر ابراهيم غبوش (المتابع من منازلهم) يقدم لينا افادة.. فهو من القلائل الذين يعون قضايا المنطقة (بالمناسبة بارك ليهو حضور الأميرة سبأ)..
    و نشوفك قريب ..و ما تطول الغيبة..

    كبر
                  

11-05-2006, 03:39 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    صديقي على اسماعيل.. حبابك

    كتر خيرك على المرور من هنا..و التحية..
    لكن بطل الغتاتة ..و اكتب لينا بالتفصيل يا حبيب ..ايوه ظروفك مقدرة ..لكن الرؤى المختلفة و المفصلة بتشكل دفعة قوية للمفاكرة..

    و نشوفك

    كبر
                  

11-05-2006, 03:44 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    نستأذن الأصدقاء و الصديقات هنا.. باضافة مداخلة الصديق المهندس أبوريم..و التي اوردها في منتدى كردفان اونلاين..و ذلك لأهميتها و تناولها تفصيلة الإدارة الأهلية و البدائل..و نتمنى ان تكون نافذة للمناقشة..




    Quote:
    دراسة جيدة ياأخ كبر وتشريح ممتاز للمشاكل الراهنة في المنطقة مع تصورات واقعية للحلول.
    الواضح أنه بفضل وسائل الإتصال الحديثة وتغير النشاط الإقتصادي وتأثيرالأحداث التي مرت بالبلاد فإن المواطنين والمجموعات البشرية نفسها قد تغيرت تغيراً كبيراً يتمثل في إزدياد النزعة الفردية والتوجه للمصلحة الخاصة والبعد عن الجماعية ومزيد من الوعي بالحقوق. لو عدنا للوراء قليلاً فعندما الغت مايو (جعفر بخيت) الإدارة الأهلية طرحت بدلها تنظيمات جديدة (الضباط الإداريين السيارة) وبرزت تنظيمات وقيادات جديدة (روابط – إتحادات- تجمعات) لتملأ الفراغ. ومن غير الدخول في مدى نجاح تلك التنظيمات والقيادات فالمؤكد أنها سحبت من رصيد الإدارة الأهلية. ثم أضيف لذلك المركزية الصارمة وشراء الذمم الذي طبقته الإنقاذ والذي جعل الإدارة الأهلية مجرد أعين ترى وآذان تسمع وأيدي مكتوفة. وأضف لذلك أن الإدارة الأهلية لاتعيش إلا بالإستمرار الزماني. وأي إنقطاع لها قد يصرف الناس عنها الى غيرها وذلك لأن مصالح ومشاكل الناس لاتحتمل التأجيل. والواضح من نوعية المشاكل الحالية في دارفور وكردفان أن الإدارة الأهلية قد فقدت الكثير من البريق ويتعين أن يبحث الناس عن بديل قادر. هل يمكن أن تدعم وتقوى المؤسسات الحكومية وتسندها مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الطوعية بحيث ترتفع لمستوى إهتمامات ومصالح الناس؟ وعندما قرأت تعبير "الشرطة الريفية" تساءلت في نفسي "ودا شنو كمان؟". فقد صرنا نخاف من المسميات الجديدة: الشرطة الشعبية – الأمن الشامل – الدفاع الشعبي – النظام العام .... ولكن أعتقد أنك تعني بها إنشاء مراكز جديدة للشرطة (الشرطة القديمة العارفينها ديك) في المناطق الريفية. وهي مهمة جداً إذا كان دورها واضحاً وعملت على إكتساب ثقة وتعاون الناس معها. ومثلها نحتاج لمرشدين إجتماعيين وزراعيين ورعاة واطباء ومدرسين وضباط إداريين وخبراء تنمية ريفية وقضاء. يجب أن نعترف أن الحياة صارت اكثر تعقيداً فواقع جنوب كردفان اليومي يتمثل في محدودية الموارد والتي يتنافس عليها الكثيرون وإنعدام البرامج التنموية (إستثمار – تعليم – صحة ....) والتي يزيد من صعوبة توفيرها إنعدام الإستقرار عند بعض المجموعات وفي بعض المناطق. والإختلافات الثقافية والعرقية التي خلقت حواجز ضد الإتصال بين المجموعات، هذه الحواجز التي تعمقها المرارات التاريخية التي لن تندمل جراحها سريعاً. ثم توفر السلاح والإستقطاب والذين تزيدان من إمكانية تضخم المشاكل البسيطة. ويضاف لذلك كله سياسات الإنقاذ الأمنية من شاكلة "فرق تسد" وتجزئة المشاكل وضرب الناس ببعضهم. أعتقد أن مثل هذا الوضع يتعذر التعامل معه من قبل الأساليب البالية لرجال الإدارة الأهلية وحدها. ويجب أن تؤسس تنظيمات ومؤسسات حكومية وشعبية وطوعية حديثة لتحمل تلك المسؤولية. ولكن العاملين الحاسمين في كل ذلك هو الزمن والوحدة. فنحن نتحدث ونتحاور ونبحث عن حلول بينما الناس في مواقع الأحداث ايضاً يبحثون عن حلول لقضاياهم اليومية. وجميعنا متفقون على أن الإنقاذ هي أهم أضلاع المشكلة ولكن هل ننتظر حتى زوال الإنقاذ (عجل الله به) لنبدأ إصلاح ما أفسدته؟ أعتقد أن إنسحاب بعض الفاعلين في المجتمع إنتظاراً لزوال الإنقاذ خلق فراغاً إستفادت منه الإنقاذ. ولذلك تجدني أتفق معك تماماً في أن يتم العمل بالتوازي: جهد شعبي موحد لتقديم الخدمات وحل المشكلات والتحديث ومقاومة الإنقاذ ومخططاتها ورتق النسيج الإجتماعي.




    و دمتم..

    كبر
                  

11-07-2006, 09:00 PM

عبدالرحمن عزّاز
<aعبدالرحمن عزّاز
تاريخ التسجيل: 10-31-2005
مجموع المشاركات: 2521

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب كردفان: قضايا الرعاة..الأمن الإجتماعي..و الســلام (Re: Kabar)

    شكراً للأخ أبوريم للمساهمة الثرة ، و شكراً كبر و الشباب
    العزيز ... أبوالشموس ... نتمنى للمدام النجاح و هى أهل له وعقبالك للدكتوراه
    عمنا ... كباشى الصافى (كانتونا 1) ..
    تقبل إعتذارى لإيراد مقال د. حامد مرة تانية و قاتل الله العجلة..

    و ليستمر الحوار ..

    ودىّ و تقديرى للجميع هنا ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de