|
|
 محمد الحسن أحمد في الشرق الاوسط: الردة الجهوية والقبلية تهيئ دولة السودان للزوال!
|
الردة الجهوية والقبلية تهيئ دولة السودان للزوال!
كان النظام الحاكم في السودان ولم يزل يستهين بالقوى السياسية المعارضة (الشمالية) على وجه التحديد لأنه على الدوام يحسبها البديل له، ويتوهم في انه بالقضاء عليها متحالفاً مع الآخرين أو بتجاهلها يمكن أن يكسب جماهيرها، خاصة اذا افلح في خلق انقسامات في صفها. ولم يضع في الاعتبار ابداً ان في اضعاف الصف الشمالي ما يعتبر خصماً على نفوذ الشمال اجمالاً الذي يتوهم انه هو الممثل الأوحد له! وقد نجح في خلق انقسامات في صفوفها.
كذلك لم ينتبه الى انه في عدم التعامل مع المعارضات السلمية يغير من قواعد العمل السياسي السلمي السائدة في المجتمع ويشجع قاعدة التخاطب بلغة السلاح. وهذا ما حدث بالضبط بعد الجنوب، في الغرب، والشرق، وبدأت بذوره تنبت في الشمال بسبب تعويضات متعلقة بسد مروي ومطالب اقليمية في الشمال، قابلتها الحكومة بعنف غير مبرر. ومن سوء حظ النظام ان تحالفه مع الجنوب يتعثر والجنوبيين يغازلون الصف المعارض تارة ويلوحون بالانفصال تارة اخرى. واهل الغرب صانعهم فترة بهدف تحويل ولاءاتهم فما افلح وأبرز ايات الفشل ما يجري الآن في دارفور.
وطاف بمشاكل السودان التي ورثها فأججها وتلك التي من صنعه العالم كله متوسلاً الوساطات وجالبا ما يسمى بالتدخل الخارجي في الشأن الداخلي رافضاً منذ البداية ولم يزل اشراك القوى السياسية السودانية في حل تلك المشاكل سواء في اطار سوداني شامل أو بمشاركتهم في أطر التفاوض التي جلب لها الوسطاء او قبل بوساطتهم!
الآن يملأ النظام الدنيا ولولة مما يسميه التدخل الدولي ويدعي قدرته على التطاول في مواجهة المجتمع الدولي، ولا هو ولا السودان بوسعه ان يدخل حلبة هذه المواجهة، بل ليس غالب اهل السودان راغباً في ذلك.
والمفارقة ان النظام يزعم ان كل او جل اهل السودان معه ومع ذلك سقط في أول امتحان عندما زاد قبل فترة وجيزة اسعار السكر والمحروقات. فاكبر مسؤول في المؤتمر الوطني بعد البشير عندما ارتفعت الاصوات محتجة على الزيادات لم يفتح الله عليه بكلمات اعتذارية يبرر بها الزيادات انما توجه بالشتائم والاساءات الى المعارضة مستخفاً باوزانها ومتحدياً اياها ان تخرج الى الشارع مظاهرة تعبر عن الاعتراض. وقال د. نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب البشير في المؤتمر الوطني بالحرف: «نحن على قناعة بأن الشعب السوداني لن يعطي اعتباراً كبيراً لهذه المحاولات اليائسة «وتابع» نقول لهم افضل لكم ان تستروا حالكم وان لا تتحدثوا عن عصيان مدني أو مسيرات هادرة لانها ستكشف حالكم».
وعندما خرجت المظاهرات انكشف حال الحكومة لانها منذ البداية حاولت منعها ولما لم تستطع امطرتها بالسياط والقنابل المسيلة للدموع والاعتقال والسجن الذي شمل حتى ابنة الصادق المهدي التي افرج عنها لاحقاً بأمر رئاسي!
المهم في الأمر هو التناقض الظاهر في مواقف المؤتمر الوطني. فالرجل نفسه الذي تحدى المعارضة كما ورد في الصحف كان وراء الاصرار على مواجهة المظاهرات بالعنف، بينما كان علي عثمان طه نائب الرئيس من رأى عدم الاعتراض أو التعرض للمظاهرة بل يجب حتى اظهارها في التلفاز للتدليل على مسالك الديمقراطية.
وبالطبع ساد رأي نافع ومن معه من المتشددين وفي طليعة هؤلاء كان الرئيس البشير نفسه الذي قال في لقاء جماهيري ان هناك رؤوساً قد تطاولت ويجب مساواتها. وان الحرية التي (منحناها) لهم يريدون استغلالها للنيل من الانقاذ، وهو لن يسمح لهم بذلك.
وتسارعت الاحداث لتصل حد النكوص عن الحريات الصحافية بإعادة فرض الرقابة مرة اخرى على نحو معين مما أدى إلى مصادرة بعض الصحف، والى اعتصام بعض الصحافيين احتجاجاً ومقاومة.
وعودة للحديث عن المعتدلين والمتشددين في المؤتمر الوطني، يجب ان نذكر ايضاً ان هناك انفصاليين ايضاً وهؤلاء يقودهم من يطلقون على انفسهم «منبر السلام» ويقودهم المهندس الطيب مصطفى خال الرئيس ومؤسس صحيفة الانتباهة، وهي صحيفة تجاهد بالدعوة لانفصال الشمال عن الجنوب. اذن هناك ثلاثة تيارات في المؤتمر الوطني، اعتدال، تشدد، انفصال، والاخير اعاد مرتين قبل ايام نشر مقال يطالب كاتبه باستقالة نائب الرئيس علي عثمان طه لانه الذي صنع اتفاق سلام الجنوب بزعم انه فرط في حقوق الشمال!
ولعل اقل التيارات تأثيراً في السلطة هو تيار الاعتدال لأن تيار التشدد يقوده الرئيس شخصياً وتيار الانفصال لا يبدو بعيداً عن تيار التشدد وهو يقوده خال الرئيس. لكن اسوأ ما افرزه هذا النظام على امتداد سنوات حكمه هو العودة وبحدة الى الجهوية والقبلية الى درجة يكاد يلمسها المرء في سلوكيات بعض رموزه في الحكم، بل اصبح من الطبيعي جداً ان تسمع من يصنف تصرف مسؤول ما في شأن ما بأنه يعود إلى القبيلة التي ينتمي إليها المسؤول! وهذه ردة الى الوراء بالسودان الى قرن بحاله من الزمان!.
وخطورتها تكمن في ان كل الظروف اصبحت مهيأة لتفتيت السودان الى دويلات. خاصة في ظل هذه السياسات الخرقاء التي تنتهجها قيادته التي تهاجم بلا حساب في الداخل والخارج دون تدبر للعواقب.
وآخر هذه التهجمات هو ان الخرطوم تعتبر اية دولة تشارك في القوات الدولية عدوة للسودان وان في تلك الخطوة (اعلان حرب) على السودان بينما ينص ميثاق الامم المتحدة في المادتين 41 و42 ملزمة بالاستجابة لمطالبته بالمشاركة في اية قوات يقررها مجلس الأمن.
وفي محيط الجوار ما كاد البشير يعلن قبل ايام صلحاً جديداً مع تشاد وتطبيعاً للعلاقات مع اريتريا حتى عاد فهاجم الدولتين وجدد الاتهام لهما بمساعدة المتمردين من جبهة الخلاص. ويبدو أنه لا خلاص للسودان في ظل تصريحات الرئيس المتلاحقة تنهش داخلياً واقليمياً ودولياً!.
www.aawsat.com
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 نظام الإنقاذ يلفظ أنفاسه الأخيرة.. (Re: مكي النور)
|
نظام الإنقاذ يلفظ أنفاسه الأخيرة.. ولن يحفظ البلاد من الفوضى سوى وجود الأمم المتحدة..
شكرا يا مكي.. مقال متميز..
ويظهر التخبط بين تصريحات مندوب السودان في الأمم المتحدة وموقف السفير السوداني في واشنطون..
فضيحة ومهزلة!!! مندوب السودان في الأمم المتحدة!!! (فيديو)
ومندوب السودان يريد أن يصور للصحافيين في المؤتمر الصحفي أن دخول الأمم المتحدة للسودان بغير موافقته هو انتهاك لسيادته.. ونسي طرف المعادلة الأهم وهو: أن السودان ينتهك حياة وحرية مواطنيه في دارفور ويقصفهم بالطائرات.. هل يريد أن يقف العالم ويتفرج؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: محمد الحسن أحمد في الشرق الاوسط: الردة الجهوية والقبلية تهيئ دولة السودان للزوال! (Re: عبده عبدا لحميد جاد الله)
|
ليست هنالك ردة جهويةأو قبلية تهدد إستقرار دولة السودان وإنما هناك بعض الجهات والمناطق السودانية التي تقوم ثقافتها أوموروثهاالإجتماعي علي مفهوم الفوضي والبلطجة والتمرد ( لاحظ الفوضي والعنف والهنبتة منتشرة في تلك المناطق منذ أكثر من خمسين سنة)
في رأيي إن مثل هذه الظواهر الإجتماعيةالسالبة هي من أكثر معاول الهدم المتدوالة الآن في كثير من مناطق السودان ولابد من معالجتها في إطار أية معالجة شاملة قد تأتي لاحقا لتخطي ما أسماة الكاتب بالردة الجهوية أو القبلبية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: محمد الحسن أحمد في الشرق الاوسط: الردة الجهوية والقبلية تهيئ دولة السودان للزوال! (Re: مكي النور)
|
الاخوة عبده عبد الحميد وفيصل طه لكما الشكر علي المشاركة.
الاخ فيصل قلت:
| Quote: ليست هنالك ردة جهويةأو قبلية تهدد إستقرار دولة السودان وإنما هناك بعض الجهات والمناطق السودانية التي تقوم ثقافتها أوموروثهاالإجتماعي علي مفهوم الفوضي والبلطجة والتمرد ( لاحظ الفوضي والعنف والهنبتة منتشرة في تلك المناطق منذ أكثر من خمسين سنة) |
كما قال لك الاخ عبده لا يمكن القول اطلاقا ان مجتمعا ما يقوم علي مفهوم الفوضي والبلطجة.
وبم تصف سلوك الدولة اذا القائم علي قمع المواطن وتجويعه وقهره واذكاء الفتن القبلية.
أليست تلك البلطجة التي تتحدث عنها في أكمل صورها، من يناط به تحقيق الامن والامان للمواطن هو من ينتهك حقوقه ويسلبه أمانه؟
أليس تسليح قبيلة ودفعها للقتال ضد قبيلة اخري هو الردة القبلية في أسوأ مظاهرها؟
المشهد الان هو دولة بلطجية تستعير نفس مفهوم الفتوة في أدبيات بعض المجتمعات، هل ذلك هو دور الدولة الطبيعي؟ وإن كان الرأس تالفا لا يحكمه عقل أو قانون، فما معني الحديث عن مجتمعات تقوم ثقافتها علي البلطجة هل ذلك تبرير للعنف المفرط لما يسمي بالدولة؟
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست