|
لاجئون ولاجئات من دارفور يدلون بشهاداتهم /ن
|
لاجئون دارفوريون يدلون بشاهدتهم هذه طائفة من الشهادات المأخوذة من اللاجئين الذين فروا من دارفور بين العامين 2004 و2006. وقد جُمعت خلال بعثة منظمة العفو الدولية إلى تشاد في يوليو/تموز – أغسطس/آب 2006. وتبين للبعثة انعدام الأمن وارتكاب العنف ضد النساء وتقاعس بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان والسلطات السودانية عن حمايةالنازحين. وكان معظم اللاجئين من جماعة المساليت العرقية.
حواء بخيت آدم اسحاق عبد الله أحد الباحثين في منظمة العفو الدولية مع عدد من اهالي دارفور نساء يجمعن اخشاب في جوز بيدا
حواء بخيت آدم إمرأة من المساليت في الخامسة والثلاثين من العمر من هبيله، بدارفور الغربي
"نذهب أحياناً لجمع العشب لنبيعه في السوق من أجل شراء ما يحتاجه أطفالنا. أرسل [الجنجويد] شخصين، بينما كانت بقيتهم تنصب كميناً لنا. يوقفون سيارتهم في خور أو على تلة. وبينما كان بعضهم يقومون بالحراسة، أتى الشخصان إلينا، وعندما رأيناهم ركضنا. بعضنا نجح في الفرار، بينما كان بعضنا يمسك ويغتصب – بصورة جماعية. كان نحو 20 رجلاً يغتصبون امرأة واحدة ... وفي المرة الأخيرة أُمسك بعدد من النساء ولم أعرف ما الذي فعلوه بهن – فقد هربنا. "أما بالنسبة للرجال، فكانوا يضعون سُرجاً على ظهورهم عندما يمسكون بهم – تماماً مثل الحمير. كان أخي من بين هؤلاء. وضعوا السرج على ظهره وشدّوه جيداً حول بطنه. وضعوا شيئاً في مؤخرته لكي يبدوا وكأن له ذيل. وأبرزوا خصيتيه كيما يراهما الجميع ... وجدناه على هذا النحو وأخذناه للعلاج في مستشفى الجنينة ... "هذه الأشياء أمور طبيعية بالنسبة لنا هنا في دارفور. وهذه الأشياء تحدث كل يوم. وقد شهدت عمليات اغتصاب أيضاً. لا يأبهون لمن يراهم وهم يغتصبون المرأة – لا يهتمون. يغتصبون النساء أمام أمهاتهن وآبائهن".
اسحاق عبد الله رجل من المساليت من قرية نويه، قرب هبيله، بدارفور الغربي.
"أمسك الجنجويد بي. وقيَّدوني. كانوا يرتدون الخاكي ويحملون الكلاشينكوفات. وكانوا على ظهور الجمال والخيول. وقد سرقوا ماشية من الناس. أجبروني على سقي الماشية. كما جعلوني أذبح
عنـزاً. وبعد ذلك قيدوا يديّ وجروني خلف أحد الجمال. كنت مثل عبد. ثم وضعوا صخرة كبيرة فوقي وتركوني. عثرت عليّ بعض النساء وفرَّجن كربي. ونقلنني على ظهر حمار إلى قرية هبيلة، ومن هناك إلى المستشفى حيث عولجت. ولا أزال أعاني من الألم".
رجل من المساليت، من أهالي تومفوغا، بدارفور الغربي، أصلاً.
"الشرطة لا تهتم. وهم يتعاملون مع العرب. وقوات الاتحاد الأفريقي لا تتحرك إلا على الطرق، بينما يتنقل الأهالي عبر الحقول والأراضي المفتوحة. تقود قوات الاتحاد الأفريقي سياراتها إلى تولوس وهبيله وبارجا. وإذا ما أبلغناهم بما يحدث لنا في المركز، يذهبون أحياناً لرؤية ما يحدث، وأحياناً لا يذهبون".
رجل من المساليت في التاسعة والثلاثين من العمر من أشتوارا، بدارفور الغربي.
"في صباح ذلك اليوم، وفي الساعة السادسة، دخلت وأبلغت ضباط [الاتحاد الأفريقي/بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان] ما حدث في اليوم السابق [عندما قام المهجرون داخلياً بأعمال شغب واصطدموا مع الشرطة بشأن الاستغلال السيء لتوزيع الطعام الذي تسيطر عليه الحكومة]. وأخبرتهم كيف أن الشرطة جاءت إلى بيتي وكيف هربت وكيف أوسعوا زوجتي ضرباً وقبضوا عليها. وأخبرتهم أيضاً أنهم كسروا يد وساق [أحد الأقارب]. فتناول ضباط الاتحاد الأفريقي بعض الشاي، ثم أخذونا إلى مركز الشرطة. وهناك، تناولوا بعض القهوة وغادروا. ووضعت في حجز الشرطة. واعتقلت لشهر وثمانية أيام أبلغت بعدها بأن علي مراجعتهم. وبقيت أراجعهم كل صباح وكل مساء ... وقررت أن أوقف هذا العذاب. قررت أن أسافر وأن أطلب اللجوء. وبعد تسعة أشهر، وصلت إلى هنا [في مخيم غاغا للاجئين، تشاد]. رجل من المساليت من قرية تومفوغا، بدارفور الغربي.
"أخرجنا الجنجويد من بيوتنا. وهم ما زالوا هناك ينتظروننا في الخور. وإذا ما ذهب أحد الرجال إلى الحقل، يتعرض للضرب على أيديهم. وإذا ما كان من يذهب إلى الحقل امرأة ... فهم يفعلون كل شيء بالنساء".
امرأة من المساليت عمرها 35 عاماً من قرية تانغفوكا بغرب دارفور
“"وعلى مدى العامين اللذين مكثنا خلالهما في مورني، شهد الوضع تدهوراً مستمراً. وقُتل الأشخاص المهجرون الذين غادروا المخيم وتعرضت النساء للاغتصاب. "وليس هناك وجود لبعثة الاتحاد الأفريقي في السودان في مخيم المهجرين داخلياً أو في مورني، لكن أفرادها غالباً ما يأتون للقيام بمهمات في البلدة. وعندما يحضرون، لا يتجرأ المجنجويد على الهجوم. والاتحاد الأفريقي لا يهتم بالمهجرين. ولا يتخذ أفراده أية إجراءات عقب تلقي الشكاوى منا. وعندما تُغتصب الفتيات في جوار المخيم، فإن العمل الوحيد الذي يقوم به الاتحاد الأفريقي هو إعادة الفتاة إلى المخيم. ولا يجرون أي تحقيق في الحادثة. والأمم المتحدة تستطيع أداء المهمة بشكل أفضل كثيراً من الاتحاد الأفريقي. وتعود الفتاة المغتصبة إلى عائلتها، وفي النهاية تضع مولودها وتربيه، لأن قتل الأطفال حرام.”
امرأة من المساليت عمرها 24 عاماً من قربة تولوس الواقعة جنوب غرب بيضا في وسط دارفور.
"وقد هاجم الجنجويد أطراف المخيم وقتلوا الرجال واغتصبوا النساء وسرقوا السلع. وهم يستخدمون الجمال ويرتدون ملابس كاكية. وقبيل مغادرتي مخيم هبيلا، قيل لي، مع نساء أخريات. ’إذا غادرتن المخيم سنقتلكن‘. ويرابط الجنجويد عند مدخل المخيم والجيش بداخله. وأحياناً يدخل الجنجويد إلى المخيم. وقد تدهور الوضع الأمني في المخيم خلال العامين الماضيين. "والمهجرون الداخليون القادرون على مغادرة المخيم، يفعلون ذلك. ويرسل الرجال النساء أولاً قبل الالتحاق بهم. "وقد منع الجيش النساء المغتصبات من التوجه إلى مستشفى منظمة أطباء بلا حدود، (المنظمة الإنسانية الدولية) في المخيم والحصول على العلاج أو تقديم شكوى هناك. وتخشى النساء من الذهاب إلى هناك بسبب وجود موظفين سودانيين محليين يمكن أن يغدروا بهن. وتذهب النساء المغتصبات بدل ذلك إلى مركز طبي يقع في بلدة هبيلا.”
امرأة من المساليت عمرها 50 عاماً، تنتمي أصلاً إلى قرية هارونية في منطقة غوندو الواقعة بالقرب من دابي بوسط دارفور.
"في أغسطس/آب 2003 تعرضت قريتي للهجوم من جانب الجنجويد الذين يمتطون الجياد والجمال، ويرتدون بزات كاكية اللون. وقد أحرقوا القرية وخلَّفوا وراءهم 12 قتيلاً. وتفرق أقربائي بعد الهجوم وسُرقت ماشيتي. وغادرت إلى بلدة ماستري – واستغرقت رحلتي إليها أربعة أيام. وفي المخيم (الخاص بالمهجرين في ماستري)، سرق الجنجويد حصاني. وفي ماستري، وجه الجنجويد المنتشرين حول المخيم تهديدات منهجية إلى الأشخاص الذين يحضرون الحطب والماء. وتدهور الوضع داخل المخيم لأن الجنجويد، الذين يرتدون بزات عسكرية، كانوا يخلقون الكثير من المصاعب في وجه المهجرين. وسمح لهم الجيش بالدخول إلى المخيم في العام 2003 ويواصلون أعمال السلب والنهب داخل المخيم. وليست هناك إمكانية لتقديم شكوى والذين يفعلون ذلك يتعرضون للقتل. وليس هناك وجود للبعثة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي) في السودان في مخيم ماستري".
إمرأة من المساليت في الثلاثين من العمر من قرية كونجولته، جنوب ميستيريه، بدارفور الغربي
"في أحد الأيام وفي حوالي السادسة صباحاً، تأخرت وأنا أجمع الحطب فجاء إلي ثلاثة من الجنجويد. كانوا يرتدون الخاكي ومسلحين بالبنادق والسياط. وقالوا لي، 'تعالي وابقي معنا'. وكانوا يقصدون أن أكون أمة لديهم. رفضت فبدأوا بضربي، غير أنني قاومت. وظلوا يقاتلونني ويهددونني لثلاث ساعات. وضربوني بالسوط مرات عديدة [مشيرة إلى علامة على ذراعها اليمنى]، وضربوني بأعقاب بنادقهم في جميع أجزاء جسمي. وفي النهاية، سمعت مجموعة من النساء الصراخ وركضن من مكان قريب لمساعدتي. فقال أكبر الجنجويد سناً عندذاك للآخرين: 'أتركوها'. أعتقد أنني كنت مصدر إزعاج كبير بالنسبة إليهم. ومنذ ذلك الاعتداء علي وأنا أشعر بالدوخة عندما يشتد الحر في النهار. وأعرف أن هذا بسبب الضربات التي تلقيتها على رأسي".
بادر بالتحرك الآن
http://ara.amnesty.org/pages/sdn-testimonies-ara
|
|
|
|
|
|