|
رسالة الشيخ الصادق عبدالماجد للبشير (اخبار اليوم السودانيه)
|
سيادة الرئيس ، دعني أرسلها إليك صريحة سافرة خالصة فقد بلغ السيل بالناس الزبي ، سيل السخط والتذمر والمعيشة الضنكة ، والشح المطاع ، والهوي المتبع ، وخلخلة المجتمع ، من هول ما عانوا وما تعبوا حتي ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم !! . سيادة الرئيس هذه الضربات المتوالية علي رؤوسهم التي تتوالي عليهم في برمجة مستمرة طالت واستطالت حتي كادت تصل بهم الي عنان السماء وتنزل بهم حتي اديم الارض وترابها وحجارتها وأغوارها ، التي متي ولماذا وهم لا يعلمون شيئاً لقرارات الحكومة ولا عن اسبابها وتفسيرها لكي تطمئن منهم القلوب وتسكن الأفئدة ليعلموا الي اين هم مساقون !!!. اعباء تتوالي وتمسهم حتي الصميم ، وهم صامتون مؤدبون مهذبون ، والجمرة بين أيديهم وفي حنايا القلوب !! حتي اذا ظلوا علي ذلك حتي طلع عليهم الصباح فاذا زيادة في البنزين ومن قبل زيادة في السكر ، ومن قبل القبل زيادات في كل شيء والي اليوم ، في المواصلات وفي كل ما يباع في كل الاسواق متعلقا بلقمة العيش وما اصغرها وما اقلها ، متعلقا بضرورات الحياة التي ينتزعونها انتزاعا مما يجدونه من بقايا جنيهات كاد يبليها الزمن !! فهل بلغ الحال بالحكومة حتي وصلت بالمواطنين وضعافهم الي هذا المدي ، وهم يسمعون عن البترول وعائداته والشركات العاملة في محيطه ومئات الآبار التي تكتشف والمعلومات التي تملأ عليهم فراغهم بان ارض السودان كلها تسبح في بحيرات من البترول !!. وقد لا يذهب الخيال بالمواطنين الي ان يطلبوا معرفة اسرار ما يحدث داخل الدولة وما يخرج منها ولكنهم فقط يبحثون عمن يحفظ عليهم حياتهم وامنهم وكرامتهم وراحتهم من ان يصيبها الوهن والضعف ثم يعصف بهم من بعد ذلك الموت !!. ان التزامات شتى أثقلت الكواهل وضج منها حتي الحجر في كل ما يمس حياة الانسان حتي كادت صورة الواحد وتكوينه وشخصيته ان تتحول من انسان الي هيئة ضريبة ورسوم تسأل عنه فيقال لك هذا هو انسان «السودان الجديد»!! . سيادة الرئىس ان ما تقوم به الحكومة في هذا الصدد وهذا المجال الضاغط انما يؤكد بان هناك اختراقاً من داخلها وفي داخلها ، اختراقا لا يريد بالحكومة خيرا ، بل يريد لها ان تتهاوي شيئا فشيئا ، وان اناسا من خارجها يباركون لمن في الداخل هذه الخطوات المرسومة الموسومة حتي اذا تم لهم ما ارادوا وعم التذمر والسخط وتزاحمت الشكاوي والمشاكل وضاقت بالناس بيوتهم وخرجوا الي الشوارع وصادموا وصودموا ثم كانت النتيجة المعروفة ، عندها يفرح المخربون والمتربصون بجريمتهم النكراء في حق هذه الأمة . سيادة الرئىس راجع سراديب حكومتك وقرارات بعض العاملين فيها .. فهذا زمان الاختراق والهدم والطعن سراً وخفاء .
سيادة الرئىس : اعيدوا النظر في هذه القوانين تعيدوا الثقة وتقطعوا طريق المتربصين وقد ارسلها ابن الخطاب لاحد قضاته قائلاً :« لا يمنعنك قضاء قضيت فيه اليوم وراجعت فيه نفسك وهديت فيه الي رشدك من ان ترجع الي الحق فان الحق قديم والرجوع الي الحق خير من التمادي في الباطل».
|
|
|
|
|
|