|
القوات الدولية بالسعر المناسب
|
❊ الاستقبال الفاتر الذي يلقاه السيد سلفاكير في زيارته السابقة لواشنطن - والاستقبال الرئاسي الضخم الذي لقيته ارملة قرنق في زيارتها لواشنطن - كلاهما كان في ذهن سفارتنا في واشنطن في الاسبوع الماضي - والسفارة تذهب الى مطار صغير معد لاستقبال السيد كير. ❊ وحتى بقاء المطار خالياً لم يثر إلا التساؤل الخفيف هناك. ❊ لكن السفارة تفاجأ بأن السيد سلفاكير (قد جرى) استقباله قبل ساعة وفي مطار آخر، وانه يتلقى استقبالاً رئاسياً ضخماً - واجتماعاً في قاعة الرؤساء. ❊ والسفارة تعلم أن امريكا تستغل العراك داخل الحركة الشعبية كله في كتابها الآن للقوات الدولية - وانها تنقل الهاتف الاحمر= الذي يتحدث منه الرئيس مباشرة = من مكتب السيدة ربيكاالى مكتب السيد سلفاكير. ❊ والسفارة تعرف ان السيد سلفاكير الذي يتلقى دعوة امريكية كان يؤيد دخول القوات الدولية - وأن السيد مني اركوي الذي يتلقى دعوة = تنسيقية = في اليوم ذاته وللسبب ذاته - كلاهما كان يعرف ان السيد خليل ابراهيم قائد العدل والمساواة يهبط في النرويج في اليوم ذاته للسبب ذاته.. للتمهيد لدخول القوات الدولية. ❊ والسيد خليل يستقبله مسئول دارفور في الخارجية النرويجية ليبادله الحديث حول ضرورة دخول القوات الدولية الى دارفور (لاسباب انسانية). ❊ والطرفة السوداء تجعل كاتب النيويوركر يقول : يالها .. ايام نبرر فيها دخول القوات الدولية لحماية انسان دارفور.. بينما نمنع التصويت لايقاف حريق بيروت. ❊ لكن نظم كل الجهات السودانية لتصبح عقداً في عنق القوات الدولية هو عمل يجري منذ شهرين. ❊ وفي كل مكان »2« ❊ .. ومدينة »ياي« كانت تستقبل كل قادة الحركات المتمردة في الشهر الماضي.. بدعوه من حكومة الجنوب للتنسيق. ❊ واركوي يصل الى هناك وحين ينتهي اللقاء دون وصول الآخرين يهبط السيد ياسر عرمان في شرق السودان - والسيد عرمان ينغمس في لقاء هامس لثمان ساعات مع عبد الواحد - وخليل ابراهيم- ❊ والتنسيق بين الحركات التي تؤيد دخول القوات الدولية يمضي وقبلها بشهر كان مسؤول السفارة الامريكية وفي غرفة شهيرة بفندق الهلتون في الخرطوم يجلس امامه الترابي ونقد والصادق - ويتلقى مباركة الاحزاب هذه لدخول القوات الدولية.. والتنسيق يمضي ❊ لكن السيد سلفاكير الذي يحشو جيوبه بتنسيق الحركات و الاحزاب السودانية التي تقبل القوات الدولية هو رجل يذهب بالجيوب هذه لشراء (جنوب السودان) من واشنطن. ❊ فالسيد سلفاكير الذي يتلقى التحية عند بداية كل جلسة لبرلمان جوبا يعلم جيداً ان كل شيء في الجنوب يقدم شيئاً آخر لسيادته غير التحية وأن الجنوب يتحلل مثل جثة ميته.. ❊و السيد سلفاكير الذي يتلقي تقريراً يومياً يتلقى نشرة الاسبوع الماضي التي تحدث عن : ❊ النهب المسلح الذي يجعل راجا و.. واو.. وجلهاك.. ومليط.. وشرق الاستوائية- مناطق محاصرة - محاصرة بعصابات النهب - وحتى اليوم وآخر من يستقبله النهب المسلح الاسبوع الماضي هو رئيس ا لمجلس التشريعي.. يسلبونه.. ورجل يقتل.. ❊ ومناطق اويل وربكونا وراجا وغيرها ليست هي وحدها ما يشهد احداث قتل بصورة يومية. ❊ والصراع بين دينكا وعدار وبين النوير والدينكا وبين قوك وعدار.. هو صراع تبلغ سحبه الآن درجة تجعل الامطار النارية قريبة - قريبة.. بروقها تختلط ❊ وجيش جون كونج الذي يهاجم مناطق النوير منذ شهر ويقيم المذابح هناك يستقبل الان مقاومة من الجيش الابيض تهدد باستداره القوي جهة أخرى. ❊ بينما نشرات أخرى يتلقاها مشار الآن تتحدث عن (شهور الحسرة) كما يسمى الجنوبيون الان الشهور التسعة عشر التي عاشتها حكومة الجنوب منذ تكوينها حتى الان.. بينما المدن الجنوبية تتحول الى قمامة ضخمة فئرانها هم البشر. ❊ والصراع مستمر »4« ❊ وباقان وربيكا وجناح قرنق الذين ينظرون من الخرطوم الى مشهد السيد كير في قاعة الرؤساء في واشنطن يعدون العدة الان لتحويل الاحتفال بذكرى قرنق الى رسالة تقول لواشنطن انها اخطأت الاختيار. ❊ ومشار الذي يستقبل الاسرائيليين في اعلان محسوب - يسعى لجعل الاستقبال هذا رسالة الى واشنطن.. تدير العيون الى مسرحة هو وليس كير. ❊ بينما الدمار الشديد الاتساع في الجنوب يجعل المواطنين هناك ينظرون الى (الجهات) التي تحكم الجنوب الان في ظل حكومة نصف كاملة - ويتساءلون عما تفعله بهم هذه الجهات اذا حصل الجنوب على الانفصال - وانفردت هذه الجهات بهم في حكومة كاملة. - لكن هذا ما يفكر فيه المواطنون فقط وما يفكر فيه قادة الجنوب والحركات المسلحة هو ادخال القوات الدولية - بالسعر المناسب. ❊.. وامريكا التي تجعل الجنوب وتمرد الغرب واحزاب الشمال كلها تؤيد دخول ا لقوات الدولية - تبحث عما يعلق الجرس في عنق القط.. ❊ المؤتمر ا لوطني !! الذي يعد مائة واربعين الف مقاتل.. وينتظر. اسحق احمد فضل الله
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: القوات الدولية بالسعر المناسب (Re: waleed500)
|
ليس خبط عشواء.. هاتان الزيارتان.. يكشف تواجد كل من رئيس الحركة الشعبية ورئيس حركة تحرير السودان بواشنطن بدعوة من الإدارة الامريكية، نوع الروابط و الأحبال السرية التي تصل الولايات المتحدة الامريكية بأجندتها السياسية والعسكرية التي أوجدتها في السودان لتمثل الوكيل الحصري والمعتمد لسياساتها ومصالحها في البلاد، ولا يخفي على كل ذي عينين أغراض وأهداف هاتين الزيارتين المتزامنتين المتلازمتين المترافقتين.. وأخطر ما فيهما هو التوقيت والترتيب الذي تمتا فيه في ظل وجود توجه أمريكي صارخ وصارم في مسألة القوات الدولية المراد إرسالها إلى دارفور ونقل ملف الأزمة من الاتحاد الافريقي للأمم المتحدة، وتسعى واشنطن من خلال وجود النائب الاول لرئيس الجمهورية، ورئيس حركة تحرير السودان المتوقع تعيينه مساعداً أولاً لرئيس الجمهورية ، إلى محاصرة حكومة الخرطوم بعناصرها ومكوناتها باستخدام مواقف هؤلاء الحلفاء المشاركين في الحكومة المؤيدين لمجيء القوات الدولية بعد إفتراق الطرق والسبل بينهما وبين رئيس الدولة بشأن إرسال هذه القوات. وتبدو الأمور أخطر من هذا بكثير في سياق الزيارتين، فالادارة الامريكية تبدو أكثر حرصاً على ملء أشرعة السيد سلفاكير برياح مشروع السودان الجديد الذي هلك برحيل جون قرنق، وهو مشروع استراتيجي أنتجته من سنوات طويلة مراكز التفكير والدراسات السياسية الامريكية كنموذج لإعادة تفكيك دولة كالسودان وتركيبها على أسس جديدة في إطار مفاهيم وإعتبارات تجد الآن من يتحمس لها في الغرب بوجه عام. وكان الإحباط الذي أصاب واشنطن عظيماً عندما إكتشفت أن هذا المشروع لا يملك خصائص البقاء والنشوء الطبيعي وفق عمليات التنافس والتطور والانتخابات بأدوات سلمية ، وزاد من هذه الخيبات غياب أحد أهم أعمدة مشروعها عن الساحة ، ولم يعد هناك من يعتمد عليه في تسيير الدفة إلى حيث المقصد المراد. ونظراًَ لاعتماد واشنطن على سياسة قضم الأطراف وإشعالها لمحاصرة السودان في قلبه وبؤرة حياته الحية ، فإن تعويلها على حركات التمرد في دارفور وتوترات شرق السودان وصناعة تحالف فعال من هذه المكونات مع الحركة الشعبية قد يكون هو الروح التي تنفخ في جسد مشروع السودان الجديد حتى يكون عجلاً له خوار. ويأتي هذا التعويل بعد تكاتف رغبات الادارة الامريكية في التعجيل والإسراع بتطبيق أجندتها في السودان ، وضرورة ذهاب الانقاذ التي تقف عقبة أمام ثيران السودان الجديد الهائجة. ومن هنا فإن الحركة الشعبية وحركة مني أركو ، هي البيارق الرئيسية في رقعة الشطرنج الامريكية ، والمخطط هو تخطيط خبيث للغاية ، بإحداث إختلال نوعي في تركيبة السلطة الحاكمة وزلزلة مواقفها، ففي مقابل الانقاذ التي لم تزل تتمسك بحزمة مبادئها ومواقفها وبرنامجها السياسي ، تريد الإدارة الامريكية خلق موقف مقابل ومناهض ومتناقض مع حلفاء الانقاذ يمهد لإضعافها والضغط عليها وإشاعة التخاذل والضعف في أوصال الدولة مما يؤدي لسقوطها بالكامل وإزاحة الانقاذ وكل توابعها من المسرح السياسي والحياة العامة وفتح الطريق أمام مشروع السودان الجديد. هذه المحاولات الامريكية قد لا تصطدم الآن بأي معوقات أساسية اذا لم ينتبه المؤتمر الوطني والمخلصين من أبناء السودان والحادبين عليه للمساعي الامريكية لسلخ جلودنا وتغيير هويتنا. وهذا يحتاج منا ليقظة كاملة لإفشال هذا المخطط الخطير. الصادق الرزيقي
| |
|
|
|
|
|
|
|