|
|
 المشروع الوطني ________ والحاجه الي الاصلاح
|
ظل السودان منذ بواكير الاستقلال يحاول جاهدا ارساء تجربه ديمقراطيه ولقد اتي اعلان الاستقلال من داخل البرلمان انتصار للاراده السياسيه لجيل التحرر الوطني الذي كان مشغولا باتمام عمليه التحرير كامله غير منقوصه عبر الجلاء والسودانيه ووضع اسس استمرار العمليه السياسيه في زمن كان معظم العالم الثالث يرزح في الجهل والتخلف بل كانت تجربه الديمقراطيه الاولي واعلان الاستقلال من داخل البرلمان تاج رؤوس رموز الحركه الوطنيه لتقديمهم تجربه ديمقراطيه فريده تستحق الدراسه وتستحق الوقوف عندها والتمحيص....
فكان التداول السلمي للسلطه وكانت المعارضه الايجابيه من داخل البرلمان وفعلا كانت تجربه ديمقراطيه اثرت الحياه السياسيه....
ولكن يظل السؤال المطروح بالحاح من الذي يتحمل واد المشروع الوطني في بواكيره تكوينه وكيف اطلت علينا اول تجربه عسكريه في السودان....
فلتكن الديمقراطيه مدخلنافي هذا السياق.......
الديمقراطيه هي حكم الشعب بالشعب عن طريق فلسفه التفيض.....فالديمقراطيه ليست مجرد فلسفات وشعارات بل ممارسه سلوكيه عبر عمليه تنشئه سياسيه تترسخ معها قيم وتجارب متفاوته .. واذا تاملنا هذه المضامين واسقطناها لي واقعنا السياسي سنلاحظ ما ابعد المسافه بننا وبينها .....
ونواصل
وسوف اركز في هذه السطور علي الديمقراطيه كثقافه وليس التعامل معها كمجرد اليه لتداول السلطه فقط وعندها ستتحول الديمقراطيه الي وسيله او اداة وبالتالي يتماختزال معاني الديمقراطيه الي وسيله اجرائيه لادراك شيء ما او تنفيذه اما التعامل مع الديمقراطيه كثقافه يعني انها حاله ذهنيه ومحرك اساسي للانتاج انتاج الافكار والمفاهيم......
وعلي ضوء ذلك نلحظ الهوه بين هذه المفاهيم وبين الممارسه الديمقراطيه في السودان....
وعليه لابد من اصلاح المفاهيم المتعلقه بالتجربه الديمقراطيه ومن ثم وضع اسس جديده لمشروع وطني يستوعب مفاهيم الديمقراطيه ... ولبد ان يكون نقد التجربه السياسيه في السودان منذ الاستقلال وحتي اليوم بمنهج نقدي موضوعي لان دراسه مسببات الازمه يضع المشروع الوطني في اولي عتبات اصلاحه....
هي دعوه للجميع لاداره حوار موضوعي بيدا عن الصراخ وبعيدا عن الضربات الاستباقيه المنبريه والتخوين... فالكل مسؤل عن تجربه سياسيه كلنا فيها شركاء....
يتواصل....
الدعوه للجميع...
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المشروع الوطني ________ والحاجه الي الاصلاح (Re: عبدالعظيم عثمان)
|
تواصلا لما سبق
نري ضروره انبثاق حركه فكريه تؤدي الي ثقافه ديمقراطيه ففي الغرب تدين الثقافه الديمقراطيه لشروط متعدده في صدارتها دور المكر في صياغه اسس المجتمع وتطلعات افراده وهكذا تشكلت نظريه التعاقد الاجتماعي والتي اخرجت السياسه وما يرتبط بها من اشكالات من دائره النغييب والميتافيزيقيا وربطها بالانسان ومحيطه فالحاكم بشر يختاره الناس بارادتهم الحره والسلطه معطي موضوعي يصنعها الناس ويرسمون حدود ممارستها ... فعليه فلايوجد لبس بين السياسه والاخلاق والدين...وطالما السلطه معطي موضوعي
فتسقط دعاوي اسلاميتها من عدمه......
واذا تاملنا المشهد السياسي نجد ان الازمه تكمن في غياب ملامح المشروع الوطني الذي يخاطب الازمه الوطنيه من جذورها وعدم ديناميكيه الاحزاب السياسيه وملاحقه الاحداث اليوميه ونجد ان الجبهه الاسلاميه قد ادخلت البلاد الي نفق مظلم تشابكت فيه القضايا السياسيه مع الاختلافات الاثنيه فبعد ان كانت الاحزاب هي المعبر الحقيقي عن الجماهير ارادت الجبهه الاسلاميه وهي تثير النعرات العنصريه وبالتالي ضربت المشروع الوطني بتاجيج الصراعات القبليه وبزر الفتنه وادخلت البلاد والعباد في محرقه طالت نيرانها كل السودان .....
فالكل اصبح يحتمي بالقبيله واستخدامها كاحدي ادوات الصراع فبعد ان كانت الاداره الاهليه تتحرك في الاطر الاهليه اصبحت تقود المجتمع سياسيا وهذا افراز طبيعي لتحلل المشروع الوطني نتيجه للاداره غير الاخلاقيه لجهاز الدوله من قبل الجبهه الاسلاميه لمده 17 عام تم تفريغ الساحه السياسيه من كافه اشكال العمل السياسي المدني......
فاصبحت الجبهه الاسلاميه تراهن علي هذه القوي العشائريه في مشروعها الديني العنصري ...
ويتواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المشروع الوطني ________ والحاجه الي الاصلاح (Re: عبدالعظيم عثمان)
|
مواصله___
وعليه نجد ان عمليه الاصلاح هي سمه فطريه في الاساس وهو استجابه طبيعيه لحاجات الانسان وتواصلها عبر الاجيال.....
ومن المعلوم ان الاصلاح هو عمليه شامله تطال كل عناصر المجتمع التكوينيه والقيميه في اطار من المرجعيات الاساسيه التي تحفظ للانسان هويته وشخصيته الوطنيه....
والعلاقه بين ابعاد ومحاور الاصلاح متكامله ومترابطه ولا يمكن فصل احدهما عن الاخر اي لابد ان يشمل الجوانب الاقتصاديه والاجتماعيه وان يشمل الاصلاح بنيه السلطه السياسيه ....
اذ لابد من عمليه توازن الابعاد المختلفه لعمليه الاصلاح ....
ونجد ان اصلاح المشروع الوطني هو ما يعنينا هنا في هذا المقال وعليه فان اصلاح الاحزاب السياسيه هو حجر الزاويه في عمليه الاصلاح للمشروع الوطني......
ويتواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المشروع الوطني ________ والحاجه الي الاصلاح (Re: عبدالعظيم عثمان)
|
مواصله________
اذا تأملنا الخطاب السياسي نلحظ بوضوع التناقض بين عناصر هذا الخطاب ويتبدي بوضوح غياب المفردات الوطنيه بعد ان تم شحن الخطاب بلغه عنصريه اشاعت الكرهيه .....
وايضا نلحظ غياب العمل المشترك لعدم الالتزام بالمشتركات الوطنيه واصبحت القوي السياسيه تتحرك بردة الفعل حكومه ومعارضه ليس هنالك برنامج واضح بطيءديناميكيه المعارضه داخل وخارج البرلمان .....
وظهر التناقض بين القوي السياسيه بين احزاب حكومه الوحده الوطنيه في السجال الاخير في البرلمان وحاله الارتباك داخله وعدم تحمل نقد الجهاز التنفيذي لعدم التزام الحكومه بتنفيذ اتفاق السلام وعجز اتفاق بوجا عن احلال السلام في دارفور في الورقتين اللتين قدمهماالتجمع (ورقهتناول قضايا التحول الديمقراطي قدمهما الاستاذ الشفيع خضر واخري تناقش تنفيذ اتفاقيات السلام قدمها الاستاذ علي محمود حسنيين)....
ولقد ظهر بوضوح عدم استعداد المؤتمر الوطني لاستيعاب الاخر .....
وعليه نجد ان التحديات التي تواجه التجمع الوطني داخل حكومه الوحده الوطنيه تكمن في عدم استعداد المؤتمر الوطني للتحول ورفضه لاي وضع جديد..فالسؤال المطروح ما هي اليات التجمع لاحداث تحول نوعي في بنيه السلطه السياسيه....
ما هي استحقاقات التحول الديمقراطي :
نجدان الفصل بين السلطات الثلاثه يعد مدخلا للانتقال ....
وعليه تعتبر الرقابه القضائيه وسيله اساسيه لحمايه دوله القانون وضمان تحقيقها ...وايضا نجد ان مراقبه دستوريه القوانيين شرط ضروري لدوله القانون ومن دونها يغدو الدستور دون معني ويتحول الي قيمه رمزيه (وهذا ما يحدث الان والصراع بين الحركه والمؤتمر الوطني حول العاصمه ودستورهايوضح ذلك)......
التحول الديمقراطي تحدثه القوي الحيه التي تتحرك فعلا بين الجماهير هل الحركه الشعبيه والتجمع الوطني فعلا يتحركان بين الجماهير؟
يتواصل________
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المشروع الوطني ________ والحاجه الي الاصلاح (Re: عبدالعظيم عثمان)
|
نواصل_________________
لتناول ازمة المشروع الوطني وغياب تاثيره علي المشهد السياسي فلتكن الاحزاب السياسيه وضعفها هو المدخل
ولتسليط الضوء علي ذلك لابد من تناول هذا الموضوع بالتحليل العميق وعن جذور ازمة الاحزاب السياسيه وعدم ديناميكيتها وعلاقه ذلك بقمع الانظمه الشموليه واستهدافها للقوي السياسيه وتفريغ الساحه السياسيه من الفعل السياسي المدني ......
ونجد ان الاحزاب لاتنمو الا في الفضاء الديمقراطي وقدر الاحزاب السياسيه النضال من اجل استرداد الديمقراطيه وبذلك اصيبت بالوهن والضعف من جراء المقاومه المستمره للانظمه الشموليه......
فكانت تجربه الديمقراطيه في السودان لم تتجاوز ال11 عام في مقابل 40 عاما من القهر والاستهداف المستمر للحياه السياسيه في السودان ...
فنجد ان الاحزاب السودانيه ماهي الامرحله من مراحل تطور الحركه الثقافيه ما قبل مؤتمر الخريجيين الذي استوعب نضال الشعب السوداني منذ الثوره المهديه وثوره 24 وعليه اتي مؤتمر الخريجيين معبرا عن تطلعات الشعب السوداني فخرجت احزابه من رحم مؤتمر الخريجين فانجزت الاستقلال والتحرر الوطني وصاغت الوجدان السياسي السوداني فخرجت الشخصيه السودانيه تحمل قيم الخير والجمال والتسامح وعندها كان الخلاف لايفسد للود قضيه .....فكان الجلاء والسودنه وكان التحرير الذي اخر التعمير وكانت اول تجربه ديمطراطيه في 1954 واعلن عن ميلاد جمهوريه السودان الديمقراطيه.....
وفي ظل انشغال قيادات الحركه الوطنيه بارساء تجربه ديمقراطيه حقيقيه..اطلت الخلافات والتي ادت الي انحراف المسيره الديمقراطيه ووأد في مهدها ...واطلت فتره 1958 والتي ذهبت عندها القيادات السياسيه وسلمت السلطه الي العسكر وكانت اولي حلقات خيانه الديمقراطيه والتي كانت في ربيعها الرابع وكانت بكامل نضارتها...
ومن حينها اصبحت المؤسسه ملجا لكل من رفضته الجماهير والاستعانه بها للتسلط علي رقاب جماهير شعبنا .... ومر السودان بعدم استقرار مستمر خالي من اثر المشروع الوطني وبلغت الازمه زروتها باستيلاء الاسلاميين للسلطه في يونيو 1989 والذين شنو ابشع حمله اباده سياسيه شهدها السودان في تاريخه الحديث بضرب الاحزاب واستهداف العمل السياسي المدني وتمزيق الهويه الوطنيه باستحداث خطاب سياسي احادي شمولي اشاع الكراهيه وشوه الشخصيه السودانيه.........
وفي الجانب الاخر اصطفت القوي الوطنيه خلف اطروحات التجمع الوطني الذي طرح مبادي عامه لحل الازمه السياسيه في مؤتمره في اسمرا يونيو 1995 والذي اتي يحمل ملامح المشروع الوطي الذي طال انتظاره فخاطب قضايا مسكوت عنها فسلط الضوء علي قضيه الدين والدوله والهويه باعتبارهما من اعمده البناء الدستوري........
وبعد ذلك مرت مياه كثير تحت لجسر وتطورت الازمه الوطنيه باتساع دائره الحرب واتساع رقعه الخطاب العنصري وهذا ما فعلته الجبهه الاسلاميه باخراج الكتاب الاسود ومن قبل ذلك اثاره النعرات القبليه وتزكية الصراعات الجهويه فتمزق الخطاب الوطني الذي يخاطب الازمه الوطيه باعتبارها كل يعبر عن اجزاء متعدده.......
ويتواصل
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبدالعظيم عثمان
Adil Osman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست