|
القاص عبد الماجد عليش .. علي اخبار الادب المصرية !
|
القاص الشفيفوالظريف عبدالماجد اصدر عن دار عزة منوقت مجموعة قصصية وسمها بـ (حسن روكسي ) قام بتقديمها له ، وبصورة في غاية الجمال الكاتب المصري المعروف صنعالله ابراهيم. لم تجد حال كثير من المجموعات القصصية الاهتمام الذي تستحق من النقاد . ليس لعيب فيها بالتأكيد انما لضعف في حركة النقد تسببت فيه كثير من الامور لعل ليس اقلها ان النقد لاينفع لتغطية نفقات الحياة اليومية في السودان عموما مالبث عليش ان اصدر المجموعة الثانية باسم (قصص سودانية ).. ثم ... ، اتجه للكتابة السياسية .. واحرز فيها كتابا وسمه بــ ( يوميات الدولةالاسلامية) ومنالمنتظر ان يصدر ايضا كتابا اخر في هذا الباب في الايام القليلة القادمة عموما هذه بمثابة تحية لهذا القاص ، ودعوة للعودة الي فضاءالحكي انقل هنا بعض نصوص عليش التي حملت جمال الغيطاني (الروائي المصري ) علي نشرها عبر ملف اخبار الادب المصرية
Quote: يقظة مولانا عبدالماجد عليش مولانا الفاضل يدخل علي مولانا الكامل: من بعد صلاة العشاء إن جاءك مرسال منزعج لاشك تكون.. فزعا قمت.. لكن ماكنت لأتأخر عنه .. خليل الروح.. مولانا الكامل.. ألفيت ذريته علي حال من الهم عظيم.. بأياد ترتجف وعيون فزعة أشاروا لغرفة نومه.. استأنست بطرق قلق.. ومحمولا علي مويجة لهفة أعجزتني عن اصطبار إذن.. دفعت الباب ودخلت غمرني بخور كثيف ماتسرب لداخلي ولا استنشقت مثيله قبل قط.. خزرت عينيٌ لأبصر.. سمعت نداء فلبيت بنظرة لركن مواجه للقبيلة. علي مصلي نجحت في الجدار وزخرف برخام ما رأت عيناي مثله.. علي السجاد هدية الجنرال الإيراني .. علي المصلاة هدية الأمير السعودي عام حج لجنة مكافحة الإلحاد.. أحسست بيدين تحيطان بكتفي وللأسفل تجذبني.. ركعت.. هل كان فمه يدنو من وجهي.. انفتح فمي ليسأل فأحسست بالبصقة داخل حلقي.. بلعت فانقشع الدخان وبان. سور القرآن علي جدران الغرفة من السقف لأسفل منقوشة بماء الذهب تلمع أحرفها عبر زجاج شفاف يؤطره برواز فضي جوار السيف الذهبي هدية ذاك الخبير الأمريكي عام تلك الحجة المباركة.. مستلقيا علي فراشه الإفرنجي لحاف وملاءة ونقش علي شكل صليب.. لولا الزمان والمكان.. لفارقني الظن وقلتج عاديا تماما كيف اطمئن.. ماذا حل بك يامولانا؟ في العينين.. العسير علي تأويله.. من أركان الغرفة ومن أعلي عاد الدخان يتدفق كثيفا وسمعت صوتهج يهتف في داخلي اخترتك أنت بين يدي أحسست بحزمة أوراق أودعتها جيبي وسمعت صوته ينادي علي ابنه.. مابين طرق الباب ودخول الابن انقشع الدخان.. دخل الطبيب الذي تيسر رزق دراستهج بمنحة منظمة العون عام ضياء الحق عند الغسل والكفن والتجهيز للدفن يدخل مولانا لوحده.. لا أعفو عند الله ورسوله لكائن من كان.. إن دخل معه. سارع يجس صدر أبيه موضع القلب ليس الآن.. انصرفوا. وماميزت التخصيص من الجمع.. فخرجت معه.
مسألة
مما أورده الشيخ الحربائي: البخور عشق الروحانية وأداة جذبهم.. قال قدس الله سره.. مولانا الكامل في حال من أحواله قائد برتبة لواء في الديوان مسئول عن وحدة أبحاث الروحانية العلوية والسفلية.. بين يديه ملف كل أسرار أصناف البخور.. قال استخدم بخور صندل أصفر وشعر قط أسود مخلوط بدم ماعز ذبح منتصف ليلة الثلاثاء مع أفيون أفغاني.. ومادة أخري ماپانكشف سرها لا سخرت إلا له.. فأخفي ذات جسده وجسد مولانا الفاضل حين دخل عليه لسابق علمه بأن غرفته خاصة وعموم منزله مخترقان مرفوع عنهما الحجاب كذا حديثه جهرا وخواطره سرا مسموع مرئي لديهم.. وخالفه في ماذهب إليه الإمام الألمعي المعتزلي في سفره النادر (إزلة الدثار عن السحر والخرافة في نفسية الجلابي السمسار) قال غفر الله له: مدار الأمر عندهم في عاجل مصالحهم الدنيوية.. تجدهم إذا ماتهددت شواغل الفانية المملوكة لهم أو الطامعين فيها يفزعون للأساطير للحماية والوقاية.. قال إختراق تم عن طريق برنامج الصورة المرئية الذي صممه خبراء ديوان الأمن في معهد (دلاس) وتدرب عليه غير قليل من فتية الديوان.. وعارضه (الجلابي) الذي ورد عنه قوله في حلقته لخواصه: بل الروحانية حقيقة لانملك إزاءها سوي التسبيح بقدرة الخالق وأورد ما ذكر الدميري في حياة الحيوان عن رؤية الإمام الشافعي المخلوقات برمائية نصفها الأعلي آدمي والأسفل بحري وأورد خبير الديوان الإستراتيجي حججا رد بها علي المنكر لفضل الروحانية وإسهامهم في بناء الدولة قال: الروحانية موجودون حتي وسطهم.. مشيرا لاهل الاعتزال الذين تمددوا بنسب مستتر جدا تبدي في العلمانيين.. قال: العلمانية فتنة إبليسية قال مستشهدا: ألا تري مايزينه لهم إبليس من خلق مخلوقات نصفها إنساني ونصفهاپحيواني وكذا استساخ أولاد آدم ورد الإنجاب للنساء بعد إنقطاع طمثهن وهذا باب فيه جدل ودجل كثير وفتن لا أول لها ولا آخر ونسأل الله الذي هو اعلم الثبات
فائدة
بخور من مسحوق رمان حامض نبت علي أرض دفن فيهاپمقترف آثام أفلت من عقاب الدنيا.. مضاف إليه مقدار ملعقة من مسحوق جوافة امتصت غذاءها من تربة مروية بدماء مظلوم باعه أصحابه بدولار بخس، مع ظفر ولبان ضكر وارد طالبان معپالنداء ألف مرة باسم افابيل صاحب الوساوس ودهنش الموكل بقلقلة الخصوم. محنة مولانا الفاضل الصغري: مشغول البال تماما.. مادريت كيف قدت عربتي.. ما ذاك البخور الذي تسرب واحكم كما الخيوط الدقيقة النسج حول قلبي؟ هل كان علي المصلي لحظة دخولي.. حاضرا جسدا وروحا ؟ أم كان روحا يوحي؟ لم غاب عن بصري وكيف صار علي سريره؟ ولم الصليب؟ حلقي جاف أبلله فيجري ريق أشد من الحنظل.. لم قذف ببصقته في فمي..؟وما الأوراق ؟ مولاناپالكامل رجل صاحب أحوال ومقامات سيخبرني في زمن قادم، ما أخفي عني شيئا، إلفه روح وعشرة عمر صارت الي نسب لحم ودم. شيء مثل لهب حارق مرق جوار زجاج السيارة فانتبهت. اصوات صياح. علي المرآة رأيت سيارة تندفع كريح غاضب تكاد، عمدا، تصطدم بسيارتي ومن حيث لا أدري، أخري تسد الطريق أمامي. من علي ظهرها قفز شبان ملتحون مسلحون.. سيماؤهم غضب ترجم بعنف فتح باب سيارتي ودفعي بالسلاح علي ظهري نحو سيارتهم.. حاولت فتح فمي فأولج مسدسه فيه: ألا تسمع..؟ ستسمع الآن وإن كنت أصم كظمت الغيظ.. قانون الطواريء.. ولجنة الشرعية الثورية لتأمين الأمة.. هل كان اللهب الحارق رصاصا أطلق تحذيرا..؟ ما أصدرنا قط أوامر بالقتل ولا الترويع. قلت وعيناي علي الأرض: ياولدي تمهل.. أدخل يدك في جيبي تخرج ببطاقتي و... في الهواء رأيت بطاقتي ثم صارت تحت حذائه.. لما استقرت علي الارض صرخت من الألم. رفس بقدمه خصيتي وبأخري أشد ترنحت.. علي الأرض سقطت. واحد يرفسني والثاني يصرخ في أن انهض . سيغضب مولانا في الغد. قد يحبسهم ، أو قد يقطع عيشهم. من جيبي اخرجوا حزمة الأوراق أوراق بيضاء. الأمانة الوصية! أوراق بيضاء.. ! هل يمكن أن ..!؟ لايمكن أن ينصب لي مولانا فخا.. ابني زوج بنته. رفع أحدهم رزمة أوراق المال الإفرنجية وفرحا صاح: مجرم عملة..؟ تخرب إقتصاد بلادك لتأكل اللحوم وما تشتهي من فاكهة وتتقلب بين أفخاذ النساء مثني وثلاث.. ويتقلب أبناؤك في نعيم المناصب ثم جميعا في نعيم الآخرة. انتزع من رزمة المال وريقات أودعها جيبه.. وناول ورقة أخري لآخر ثم رفع يده. من العربة الأخري أنزلوا طاولة حديد ومقاعد رصت.. خلع ثيابه فتبدي زيا عسكريا. من إبريق أخذ واحد يسكب ماء يتوضأون به ثم جلسوا. الآخرين حفروا الأرض ونصبوا عمودا أسفله صندوق أعلاه دائرة حديدية تدلي منها حبل غليظ. سمعت صوت أحدهم ينادي علي الجالس متصدرا الطاولة: سعادتك.. عربته فيها شارة لجنة آل... راحوا يقلبون البصر مابيني وبين عربتي وبطاقتي علي الارض والاوراق البيضاء متناثرة حول الصندوق ملتصقة بإطارات السيارات وبالعمود الخشبي.
طرفة
تجد الواحد منهم ينتقد عين مايفعله.. كان الأمام أبوالحسن الضنين حابس ريحه وبوله، إلا لفائدة يقتنع بها من أعوانهم، رضع من أثدائهم وشب علي موائدهم دولارات وحسنات، وفي مجالسه لايذكرهم إلا بما يعيبهم. وكذا كان حال تعيس الممنوح الذي مكن لهم أخذ السلطة وشرع وقنن لهم القوانين باسم الله.. لبضع لقيمات وإيلاج ونزع وهزة وقذف. كانوا من جانبهم يعلمون هذا إذ ورد عن الحربائي قول لخواص خواصه: أخواني كلهم مبتلون بحب المال العام والخاص ورد عليها الإمام كبش اللعين المعتزلي في (الخيوط الخفية في محبة أهل الصحوة للعلمانية) كان يتركهم يأكلون أنفسهم بظنهم أنهم يخدعون الله وهو خادعهم،. قال: مصيبتهم في أن دفق الخواطر ومجري المتخيل مسكون بالوعي النسائي، لاتنقلوا عني غير ما أعني، اعني الاستهلاك ضد الانتاج العقلي صنع الرجال وميزتهم. وردها الإمام (الألمعي) في رسالته (ماضي المزدوج) إلي استهبال المستنيرين في الجمع بين الأضداد والمزاوجة بين النقائض قلل: إما جهل بالذات وفرار من مكابدتها أو لأعراض يعقوبية. قال: من عاني كما عاني ماضي رحمة الله.. هام عشقا بالإفرنج وحضارة الصليب والمال واللون الأبيض وحمل نفسه مشقة نفي كل هذا وألزمها وهم انتماء للإسلام وللمساكين ومادري أحد هل كان يدري أم لا يدري ؟ احوال مولانا فيما بقي من الليل: إرهاق عظيم أحكم سيطرته علي كل جسدي.. سارعت للدواء وأخذت قرصين وجرعة ماء نزلت في حلقي حنظلا علي أقرب مقعد ألقيت بجسدي.. زوجتي الأولي نظرت إلي متعجبة. أني لي الصعود للطابق الثالث حيث نزلت من زوجتي الثالثة، صاحبة الليلة، لما استدعوني لمولانا الكامل. تكاد تسألني ولاتجرؤ. يصمت من حولي مطلقا إن لم أتحدث. أغمضت عيني منتظرا أن يأخذني النوم حتي أرتاح. ظلت عيناي مفتوحتين تحدقان في ضوء الصالة. بدأت أقرأ آيات جلب النعاس. حال مولانا عجيب في هذه الليلة. ما أخبرني عن داء فراق ألم به. حق إن الموت معفي من سبب يتسبب به ، ما أقصته عافية ولا نجاة بها منه. مولانا يعرف هذا لكن في صوته نبرة تأكيد. وهذه الأوراق بيضاء لماذا؟ زفرت . محتاج والله لساعة نوم حتي أعود إليه باكرا. هذا حال لايترك فيه الصاحب صاحبه. هل يكون الأمر بينه وبين أخ من الاخوان؟ لم أسمع حتي همس طائش عن ضد بينه وبين أخ في أي من اللجان العلنية والسرية أو مابينهما. أذن الفجر. أوان يقظتي المألوف. يا للهفة الزمن علي التهام الساعات والدقائق والثواني متدفقا بالناس إلي..؟ بهذه السرعة انقضي الليل.. انقضي يوم أمس كله وغاب في جوف الزمن حوقلت وقمت. يقظة مولانا أبقتني يقظا. دار رأسي حين نهضت . ناديت علي أهل بيتي. من الطابق الثالث نزلت أصغر نسائي وبناتها. ومن الطابق الثاني نزلت المرأة الثانية ومعها البنت والولد. واولاد الاولي خرجوا من غرفهم. خرجت للحديقة وجلست لأتوضأ بالماء الطاهر في حوض الرخام الأبيض مرددا البسملة والحوقلة ماپبين استنشاق واستنثار ومسح سائلا الصحة والعافية لي ولمولانا الكامل ولذريتنا مع طول العمر وحسن الخاتمة وجنة الفردوس. فوق السجاد الإيراني فرشوا المصلاة واصطفوا بانتظاري. نظرت الي ابن المرأة الاولي. لم أره يتوضأ: تصلي بلا وضوء؟ توضأت لم أرك عند الحوض؟ توضأت في الحمام الملعون!! فيه ريح علماني.. منذ فتحت الكتاب لأعرف أحواله ومآله فوجئت بزلتي. أنساني الشيطان التحصين والبسملة ليلة ركبت لأصنعه. إبليس اللعين، من حيث لا أراه كان ينظر إلي ما أبذله من جهد ويضحك علي ابن آدم . ابني هذا، كل مايفعله مخالف لما أحب واشتهي . لا أحب من أبنائي مثل من زوجته لبنت مولانا الكامل. كأنه أنا. هذا الملعون علي عجل يتوضأ كأن الصلاة ثقل عليه لا فرار منه . تقدمت خطوتين. ما أدراني إن كان علي طهارة أصلا؟ رفعت يدي ولطمته وصحت: نقوم المنكر بأيدينا بعد أن كرر اللسان مرارا.. قلت لكم كم مرة وكم.. حمام النصاري موضع نجاسة لايجوز فيه وضوء ولاغسل.. بنيت لكم كم حمام شرعي وكم حوض بالرخام للوضوء.. لكن من يسمع؟ صمتوا ورأيت الزوجة الثانية ترتجف وعيناها ، كما عودتها، علي الأرض: أين البنت الكبري؟ نحمد الله يامولانا بنتك كبرت وعذرها يمنعها الصلاة. يالجري السنين.. بوغت .. ثم استجمعت نفسي ما شاء الله ! شرعي!؟ تقولين لي هذه الكلمة !؟ أنت تقولين لي أنا شرعي؟ لماذا لم تخبريني؟ ماذا تنظرين؟ حتي يركبها الجان؟ أية أم أنت ؟ نادي عليها بسرعة؟ ظهرت البنت في أعلي السلم.. جسدها مستور بنقاب كامل.. صحت فيها أن تثبت في مكانها.. تقدمت .. ووضعت يدي علي رأسها وبدأت أقرأ أوراد التحصين .. في الخاطر صوت مولانا الكامل أيام كان يقدم برنامجا في الإذاعة: (أحب غذاء للجان السفلي دم الحائض.. يحوم ويشم حتي إذا ما وجد السانحة لعق الدم وركب. التحصين. التحصين الدائم). عدت للموضأ وجددت وضوئي. تقدمت إماما. صلينا وقبل التسبيح والإذن لهم بالانصراف ارتفع رنين الهاتف. عبر الأسلاك سمعت صوت الصياح والنواح. دق قلبي وميزت من غمغمة ابنه المخنوقة بالعبرة: الوالد توفي.. نحن في انتظارك.
خبر دفن مولانا
دخل معي من أولاده ، المقاول ، والمهندس صاحب شركة اراضي الزراعة الألية.. وابنه صاحب شركة الاتصالات والبرامج وابن بنته أمين سر التوجيه المعنوي. ميزت من بين نواح نسائه وبناته وحفيداته نواح القنصل في وزارة الصداقة الشعبية، وبنته المسئولة عن برامج التوعية النسائية في الإعلام. علي ذات فراشه، علي ذات الحال الذي تركته عليه. يظنه نائم من لايعرف إثر فراق الروح للجسد لكن ياللروح المطمئنة وجهه وجه من لم يعان سطوة انتزاع الروح من الجسد، لا أثر لزبد ولارائحة أذي ، فمه أيضا ندي منبيء عن حلق رطب ماتيبس، مولانا الكامل لايلهث طمعا متشبثا بلحظة خارج الزمن المسطر. لما تأخر عن ظهوره المعتاد ليؤمنا للصلاة دخلت عليه فوجدته قد فارق الحياة. كتمت الخبر ، وسارعت بتنفيذ وصية عمي اللواء الدكتور بالاتصال العاجل به حال حدوث حادث. جاء مقدار طرفة عين. لكن باب الغرفة لم ينفتح ابدا. همست في أذن ابنه الطيب: نوبة قلبية؟ لا. لا سبب ظاهر. ما شكي قبل من شيء يصوم الاثنين والخميس. في آخر زيارة له لأمريكا لمؤتمر نشر الدعوة خلف الأطلنطي، أجري فحصه السنوي وطمأنه الأمريكان مؤكدين له.. سبحان خالق الأعمار.. أكد لي الطبيب الانجليزي: إن داومت علي المشي وشرب عسل النحل علي الريق فجرا ستعيش مائة عام. أخيرا اكتشفوا معجزة عسل النحل. كل شي معد . جرادل المياه الطاهرة من مصنع المياه الطاهرة أعشاب مجففة ومسحوقة في أكياس وفي برطمانات . قطن وعطور.. وعاء كبير ليتجمع فيه ماء الغسل.. قماش ناصع البياض للكفن. كان بودي لو تغلسوا والدكم معي لكنها الوصية. نظروا إليٌ بنعم تخفي لا وخرجوا . أغلقت الباب. عيناي لاتجودان بدمعة تخفف ثقل قلبي. أحدق في كل الموجود وفي الفراغ الممتد ما بين الشيء والشيء محتلا بسطوة الموت. لحظة استدعائي كان قد كشف له. كل لحظة من لحظات وجودي معه احتل الموت ثوانيها وتدفق بدقائقها. هل غادر الموت الغرفة محلقا بروحه ام لايزال يملأ لحظات وجودي الآن ؟ ياللغفلة خالطني ظن طمعا في مزيد من عادية عيش ان القاه ويحدثني بسر الليلة المنصرمة. اين الليلة المنصرمة !؟ في اي وجود غابت ؟! يا للزمن الواسع ابتلعها والموت وتدفق! حوقلت. هذا جثمان رجل نادر. هللت وكبرت وشمرت واقتربت لانزع عنه ثيابه. دخان كثيف تدفق من اعلي ومن اسفل. الطعم المر يملأ حلقي ويغمر لساني. كبرت وسمعت الهاتف: أنت مخير أن تقبل منصب الديوان أو لا تقبله ، لكن لا توقع ابدا علي الحكم الذي اصدره اللواء الدكتور نور الدولة. خف جسدي حد التلاشي ساد ظلام حالك. تدافعت نجوم شديدة الاحمرار، راح توهج نجم منها يخف يكاد ينطفي ثم غاب. احاطت بي ريح كالنار، اعقبتها ريح باردة احالت عرقي لذرات ثلج. تحركت ، لا ادري كيف ، نحو الباب، فتحت وأغلقت ثم علي الارض سقطت. ظلام كثيف غمر المكان. بدا لي وجه ابنه الطبيب وسماعته علي صدري: مرهق ياعمي. ضروري نساعده ما الحكاية؟ سمعت صوت اللواء الدكتور نور الدولة: الضرورات تبيح المحظورات... تأخرنا كثيرا. وضعت سبابتي في حلق ابنه وهمست بوهن مابعده وهن: وصيته . سمعتهاپبأذنك. علي حال لايعلمه الا الله توضأت . ومترنحا عدت وفتحت باب الغرفة ثم أغلقته.
نور مشكل
من الرئيس المؤمن إلي اصغر موظف في الدولة: هل بقي أحد ما جاء لأجر الدفن والعزاء ؟ حتي العلمانية أرسلت شيوخها، بعد أخذ الأمان ، تلك لحظة حرام توقف فيها الكره. في منتصف مساحة سورت بحائط رخام من أجود أحجار جبال اليمن حفر القبر. ثلاث طوابق ارضية. أنجزتها شركة إيرانية رئاستها في صنعاء. في أركان الفسحة الأربعة أربعة مولدات إسلامية من أجود ما انتجته المصانع الماليزية. أبناء الراحلين من أعضاء هيئة تعديل الدستور الإسلامي حملوا الجثمان مع الباقين أحياء وتقاسم الاجر معهم قادة عملية تطهير مسجد ودنوباوي ومسجد الجزيرة أبا. إبن رئيس القضاء العسكري في العام واحد وسبعين. كاميرات المحطات الفضائية، ومعد برنامج الصحوة بقناة الجزيرة الفضائية يجري أحاديث مع مسئول ملف الزئبق الأحمر. قائد قوات المراحيل ومنفذ عملية تهريب اليهود الفلاشا حملا الجثمان لمسافة ثم أعطوا فرصة لأعمامهم كبار السن. مدير إدارة القروض الأجنبية وتوفير فرص العمالة. الوزير البروفسير المسئول عن ملف دفن النفايات الذرية. شبكة تجارة اليورانيوم . تشبث ممثل حكومة القاعدة العالمية بالجثمان حتي هبط سلالم القبر الرخامية. معه مدير شركة تصدير المياه العذبة لإسرائيل جواره فقيه إستراتيجية دحر الفلاسفة . إرتفع التهليل والتكبير. ومن الطابق الثني عبر كل مكبرات الصوت في كل الأركان وحول القبر علا صوت الترتيل منبعثا من الاستديو المجهز للتلاوة علي روح مولانا للابد. عينا اللواء الدكتور نور الدولة لاتتركاني لحظة . ما أن إبتعدت عن الجماعة وهرولت خطوتين لأتلقي عزاء وفد طالبان حتي وجدته يجذبني من كتفي ويهمس في اذني: مبروك يامولانا تم اختيارك لعضوية الديوان. الديوان ؟ نظرة كلمعة نصل في وهج الشمس حسبناه اخبرك. الم يخبرك لحظة استدعاك؟ سمعت نداء باسمي فأنسحبت مرددا: نتحدث في فرصة اخري. أتحرك في المأتم وسط الكل ، اصافح، اودع ، اعزي، اتحدث، اتوق للحظة انفرد بروحي، لكن اعينهم لاتتركني لحظة كيف اغيب عنهم؟ ناداني ابنه الطبيب وهمس في أذني: ياعمي .. ادخل لترتاح.. الليل انقضي. حتي ينصرف آخر معزي. ياعمي.. أنت لم تنم منذ الأمس. كيف غفلت !؟ أم كيف غافلني جسدي عن الحاجة للنوم !؟ام نمت وما احسست؟
مسألة في نومه ويقظته
كان ينام نوعا عاديا والأمر كله حلم مزعج. قال (المتشنج) النوم عقده منسوب لكوكب زحل، ومولانا بعد البصقة في فمه تحول نجمه لكوكب المريخ، كوكب الهلاك والإفساد، فانتفي عنه النوم او ما عاد في حوجة له. وورد خبر مجهول المصدر في شبكة الروحانية الكونية بأنه ولج زمانا غير الزمان الأول فعجزت خلاياه عن إحداث فعل النعاس اللازم لحدوث النوم. http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/499/0701.html
|
|
|
|
|
|
|